رواية رائعة للكاتبة هالة الحسيني الفصل الاول الى الخامس
ثائر و بدور ..
دخل ثائر و وجد بدور تجلس حزينة و شاردة في نقطة ما و تحاول ألا تبكي ..ففكر قليلا و قرر ان يتحدث معاها حتى يفهم ما بخاطرها ...فاتجه و جلس بجانبها و انتبهت هي له و ابتسمت و قالت...
بدور اتمنى مكنش غلط في كلمة
ثائر لا مغلطيش
بدور طب الحمدلله عن اذنك ..
وقفت بدور لكن امسك ثائر يدها و قال ...
نظرت له بدور و سحبت يدها و قالت مفيش هدخل البلكونة شوية
ثائر طيب انا كنت عايز اسألك انتي مضايقة من اسئلة امي
بدور لا عادي مفيش مشكلة عن اذنك
و تركته و دخلت الشرفة بينما هو احس بأن بدور تخفي شيئا عنه و ايضا يوجد الكثير في قلبها يؤلمها لكن قرر ان يتركها الان و يتحدث معها لاحقا ....
مش كفاية منعرفش ليكي اصل و لا فصل انتي و امك
انتي مش بنتي سامعة مش بنتي
انتي بنت منعرفش مين ابوها
انتي بنت يتيمة
انتي ..انتي ..انتي
.
وضعت بدور يدها على اذنها و اغمضت عيناها بشدة و بدأت الدموع تنزل و تقول للنفسها ...
ابعدت يدها عن اذنها و مسحت دموعها و نظرت للسماء و ظلت تدعي ان تجد والدها ....
مر النهار سريعا و حل المساء ..
في مكتب جلال...
يظهر جلال و هو ېدخن و يفكر في شيء ...
ابتسم جلال بخبث و اخرج الدخان من ثغره ....
مرت الايام و ثائر يتغير تدريجيا و يعامل بدور بلطف لكن المسكين لا يسلم من مقالبها التي يظنها هلاوس نوم ....
تظهر بدور و هي جالسة امام المسبح و واضعة قدميها في الماء و شاردة كعادتها ..فيأتي ثائر و يجلس بجانبها و يفعل ما تفعله ..انتبهت له بدور و نظرت له و قالت...
بدور ملاحظة انك بتقعد معايا كتير من ساعة ما المعاهدة اتعملت
ثائر عادي زي ما تقولي كدة برتاح لما اقعد معاكي
بدور بأستغرب بترتاح ..حاجة غريبة اوي الصراحة
بدور اممم ماشي
ثائر بدور عايز اسألك سؤال
بدور ايه هو
ثائر ليه بحس انك مضايقة من حاجة ليه بحس ان جواكي كلام كتير اوي ليه بحس انك مټألمة
نظرت له بدور و هو ايضا و كانت العيون قد بدأت بالحديث و اطالت قليلا لكن تفيق بدور و تقول ...
بدور انا فعلا مټألمة .. فعلا جوايا كلام كتير اوي ..بس انا عمري ما حكيت لحد عن اللى جوايا
ثائر تسمحي تحكي لصديقك المؤقت
صمتت بدور قليلا ثم بدأت تتكلم بنبرة حزينة ..
بدور لما اتولد كان سيد هو ابويا و امي كانت كل حياتي كان سبد بيعاملني كبنته بجد و كان بيوديني المدرسة و يجيب ليا لعب ..و انا كنت البنوتة الشقية اللى بتضحك دايما و حياتها كلها مامتها و بابها لحد ما بقى عندي 18 سنة كنت نجحت في تالتة ثانوي و جايبة مجموع حلو اوي ماما تعبت ..تعبت اوي و علشان ظروفنا كانت وحشة و العلاج كان تكاليفه كتيرة حاولنا على قد ما نقدر نعالجها بس ماټت ..تعبت و عيط كتير اوي .. امي راحت و انا عندي 18 سنة مر شهر او اكتر و بدأ سبد يظهر على حقيقته و دخل عليا بواحدة غريبة و بيقول انها مراته و لما قولت ازاي و كدة قالي بكل وضوح اني مش بنته الدنيا اسودت في وشي .. مش بنته و حكالي ان ماما جت و هي حامل و مكانش حد يعرف غيره و اتجوزها علشان يسترها عليها لكن مين ابويا ميعرفش و خد عندك كل خناقة بيني و بينه يقولي مش كفتية منعرفش لا اصل و لا فصل ليكي و لامك و كلام من قلبك يحبه دخلت الكلية و کرهت الناس و کرهت كل حاجة اتعلمت ان لما حد يقولي كلمة ارد بعشرة مكانش ليا صحاب بعد عن الكل .. كل اللى كنت بعمله اني اجتهد و ارجع البيت الاقي طنط بثينة بتحاول تخليني اعتبرها امي .. هي طيبة اوي و مش وحشة و لما جابت يوسف حياتي اتملت بيه بس بردو مسلمتش من سيد و كلامه اللى زي السم و لما