رواية رائعة بقلم الكاتبة بسمة مجدي
انتي كمان يا سارة الله لا يسيئك...
احمر وجهها بحرج ليبعدها عن طريقه ويصعد الي الأعلى دلف الي الغرف يبحث عنهم بلا جدوي حتي استوقفه صوت بخزانة ملابسة فتحها ليجد صغيرته الشقية مختبئة بها وتخبئ وجهها بين كفيها ليهتف بتوعد
قفشتك يا ام اتنين من خمسين !
صړخت بفزع ليسحبها من ملابسها من الخلف كالمجرمين! صائحا بعصبية
اخفت ضحكتها لتجيبه ببراءة كالقطط
أصل الامتحان كان صعب يا بابي والمستر اصلا مستقصدني قلتله انا بنت المقدم الياس راح مشوحلي بأيده كدهو علي اساس مش هامه يعني ...
قالتها وهي تلوح بيدها ليهتف بغيظ
يابت بطلي لماضة اعمل فيكي ايه بس...
تعالالي يا عاقل يا كبير يالي مبوظهم...
هبط الي أسفل ليجدهم جميعا منكمشين ببعضهم خوفا من غضبه لتهتف والدته سريعا پغضب
جري يا الياس مربي للعيال الړعب ليه بقولك ايه احفادي محدش هيجي جمبهم لحسن اسيبلك البيت ومحدش يعرفلي طريق !
ايوة يا ماما وانا كمان هاخد بنتي وولادي وهاجي معاكي مهو محدش بيهتم بينا في البيت ده !
لتشرع في بكاء زائف ووالدته كذلك حتي تلك الصغيرة الشقية انضمت لهم ليهتف من بين اسنانه
مهو دلعك انتي وامي ده الي مبوظهم...مش عارف اربي عيالي بسببكم !
البيه الكبير عاملي بلطجي وماشي يضرب اي حد يكلم يزن او تقي المدرسة كلها بقت تخاف تقرب منهم والمدرسين بيشتكوا والبيه الصغير سي روميو راح يحب مدرسته الي عندها 30 سنة ومقضيها ورد وغراميات ودور العاشق الولهان ! ولا السنيورة الي الاصفار منورة ودرجاتها في النازل !
لتصيح سارة بغيرة
وانت عرفت منين ان عندها 30 سنة يا سي الياس
احنا في ايه ولا في ايه يا سارة بقولك مصايب عيالك وانتي تقوليلي مدرسة ومش عارف ايه !
دفعها برفق ليجلس علي الاريكة بضيق وهو يكتف ساعديه امام صدره ليقترب منه الجميع فتجلس والدته بجانبه وزوجته من الجهة الأخري ويزن و تقي جلسا علي ركبتيهما امامه ومازن وقف خلفه لتقبله والدته من وجنته قائلة بابتسامة
لتقبله سارة من الجهة الأخرى قائلة برقة
خلاص بقي يا الياس...
لتقبل صغيرته كفه وهو مازال عابسا قائلة ببراءتها المحببة الي قلبه
انا اسفة يا بابي اوعدك هذاكر وهجيب درجات احسن بس انت متفضلش زعلان...
ليقبل يزن كفه الاخر قائلا بضيق طفيف
اخر مرة يا بابا مش هبعت لميس انشراح جوابات تاني...
ليقول مازن بأسف
اسف يا بابا هحاول اتمالك اعصابي بعد كده...
ابتسم رغما عنه قائلا بمرح متحسرا علي حاله
دانتوا مش بتاكلوا بعقلي حلاوة دانتوا بتطفحوهالي طفح !
ضحك الجميع وهم يحتضنوه بقوة وهو يضحك من هجومهم فحقا لا يستطيع ان يغضب منهم لوقت طويل طالما اجتمعوا عليه فتلك أسرته الصغيرة التي يعشقها فهذا عوض الله وما أجمله عوض...
ابتسمت بخجل وهي تستعد بذلك الفستان الوردي القصير لتضع اللمسات الاخيرة بمساحيق التجميل لتخرج من الغرفة ما ان استمعت لغلق الباب لتجده يتمتم بضيق
الزحمة...مش معقوله...والسواقين...بيتخانقوا علي كل مشكلة...في الساعة !
ضحكت بخفوت علي لغته العربية التي مازالت ضعيفة نوعا ما فهي الي الان تجمع كلمتين من حديثه لتكون جملة مفيدة! لتهتف بمرح
ايه الي مزعلك بس يا انجليزي
ابتسم تلقائيا ما ان رأها ليسحبها ويجلس علي قدميه كعادته ويحكي لها يومه ليهتف بلغته
يا اللهي لقد اشتقت للندن كثيرا وتلك البرودة انا اكتشف شيئا جديدا كل يوم بهذه البلاد !
عبست قائلة بعتاب رقيق
آدم مش اتفقنا منتكلمش انجلش تاني علشان تتعود علي العربي
تأفف بضيق قائلا بتقطع
حاضر...مش...هتكلم انجليزي...واتكلمت...عربي
ضحكت بخفوت لتهمس بجانب أذنه
انا قررت افك الحظر وابسطك !
ابتسم قائلا بعدم فهم
يعني ايه ابسطتك
مالت علي مرة اخرى هامسه بعبث
يعني انا حامل و هجبلك مصېبة تانية شبهي يا انجليزي !
صاح باستنكار مندهش
انتي تمزحين انتي حقا حامل
ضحكت من صډمته فهي قد قررت تأجيل الانجاب ليستمتعوا بحياتهم سويا وقد كانت تنهي دراستها التي اهملتها بالأحداث الماضية ليحملها ويدلف الي الغرفة يضعها علي الفراش قائلا بتوتر وانفعال
من اليوم لا أعمال منزلية ولا خروج من المنزل و...وسأحضر كتبا كثيرة لكيفية التعامل مع الأطفال...حسنا...وسنذهب الي أفضل طبيبة بالبلاد او سأحضر طبيبة من الخارج وأيضا...
امسكت وجهه هامسة بلطف بلغته فرغم رغبتها في تعلمه العربية الا انها مازالت تعشق لغته كما تعشق كل ما يخصه