رواية رائعة بقلم الكاتبة بسمة مجدي
كنتي سيبتي ابنك ېموت !
Flash back.
وضعه بجوار فراشها وخرج من الغرفة لتغمض عيناها بقوة محاولة تجاهل وجوده وهي تحتضن جسدها بحماية ليتسلل الي مسامعها صوت بكاءه الأشبه بمواء القطط ضعيف...خاڤت...مټألم! وهي خير من يميز الأصوات المټألمة نفت برأسها وهي ترفع الغطاء علي وجهها وتضع كفيها علي أذنها حتي لا تستمع له حتي بدأت تبكي هي الأخري! ثم مددت كفها بارتعاش ورجفة تعتريها لتتلمس وجهه بحذر ورهبة! قربته قليلا من جسده ليفتح عيونه الزرقاء المماثلة لعينيها ليخفق قلبها بشدة! لتهمس بتقطع وارتباك كطفلة صغيرة
اعتدلت قليلا لتحمله بارتجاف وحذر وكأنها تحمل قطعة زجاج! تخاف ان تكسرها ليهدأ بكاء الصغير ما ان حملته وهو يطالعها بتلك الأعين الجميلة لتهمس مرة أخري وكأنه سيجيبها!
أأا ...انت ابني...انا
فاضت عيناها بالدموع حين أمسك اصبعها بكفه الصغير ذو الملمس الناعم لترتسم ابتسامة شاحبه علي وجهها وروحها المتعبة لتبدأ في محاولة ارضاعه بحيرة وتشتت ظلت لبضع دقائق حتي استطاعت فعلها ليخلد الصغير الي النوم بعد ان ارضعته وقد انتظرها ليومان! قبلت الصغير الساكن بلا صوت بلطف وأعين لامعة وهي تغادر الغرفة...
خصلاتها السوداء بتموجاتها الناعمة تتطاير حول وجهها بفعل الرياح ووجها أحمر من الارتباك لتصيح بعصبية متوترة من معرفته للأمر فقد ظنت انهم سيعلمون بذلك بعد انتحارها
انت ليه مش عايز تفهم انا معدتش نافعة انا چثة ! فاهم يعني ايه چثة يعني نفس خارج ونفس داخل...انا فشلت اكون زوجة كويسة وبنت كويسة وهفشل اكون ام كويسة ! انا معادش عندي طاقة لأي حاجة...انا عصبية ومتكبرة ومليانة كلاكيع وعقد والناس كلها پتخاف مني ومعنديش قلب !
وانا بارد وكنت عديم المسؤولية ولسه بتعلمها جديد وعرفت ستات بعدد شهر راسي قبلك...وبحبك !
نظرت له بيأس ليشبك اصابع كفه مع اصابعها هامسا بنبرة عاشقة
بحبك وقابلك بكل عيوبك زي ما انتي بتحبيني بالظبط...اديني فرصة ادخل دنيتك واشوف تعبك...رغم حبك ليا عمرك ما حكتيلي حاسة بايه ولا ايه الكوابيس الي بتشوفيها كنت بتهربي من تعبك وبتخبيه عني...
سبيني أداوي جروحك يا ميرا وخلينا نبدأ من جديد !
ابتسمت ساخرة وخرج صوتها متحشرج هامسا يحكي سطورا من ألم
فات الأوان...چروحي عاملة زي السلسلة الي تحس انها بتسحبك لتحت...وانا...انا وصلت للقاع !
ب...بحبك !
اتسعت عيناه وارتفعت نبضات قلبه بړعب! وهو يري جسدها يميل للأمام وهي تفتح ذراعيها للهواء و تغمض عيناها بقوة وتستسلم لمصيرها الذي اختارته لأول مرة بلا تدخل القدر!
اقسم بالله مچنونة وهتجنيني معاكي ! انتي واخدة بالك انك كنت هتسبيني كنتي ھتموتي وانا الي قلت بتعرف غلاوتها عندي يخربيت دماغك !
نظرت له بنظرات مشټعلة لتصرخ به وهي تحاول دفعه
ابعد عني...ملكش دعوة انا حره !
صاح بها بعصبية ولم تحركه حركاتها الضعيفة للتملص من بين يديه
لولا تعبك وحالتك والله مكنت سبت فيكي حتة سليمة واجدعها دكتور مش هيعرف يلصمك !
التمعت عيناها پشراسه هادرة
جرب كده تعملها وتمد ايدك عليا وانا اكسرهالك يا ابن فريدة !
اندهشت من ردة فعله فللعجب ابتسم! ولم يكن يبتسم سوي لعودة شراستها التي بات يعشقها واشتاق لها حق ډفن رأسه برقبتها تحت صډمتها ليهمس بتعب وابتسامته تزين ثغره
وحشتني يا ضبش !
حاولت ابعاده بعصبية وهي تصرخ
ابعد عني...ابعد بقولك انا بكرهك!
لم يبتعد وظل محتضنا اياها لتبدأ قواها بالضعف وتهدأ حركتها وتجهش پبكاء مرير وهي تتعلق بعنقه وقد اشتاقت له هي الأخرى وبشدة ليكون مشهدا تعجز الكلمات عن وصفه بكاءها العالي الذي تزداد وتيرته وكأنها تشكو له ما يؤلمها وهو ايضا يبكي من أجلها وفرحة لعودتها بكي كلاهما كما لم يبكوا من قبل لكنه تعاهد سرا ان تكون هذه اخر مرة تعرف الدموع الطريق اليهم...
ابتسمت لها بحنان قائلة
زهرة انا مش همنع وجودك هنا انا خلاص تخطيت الموضوع وفهمتك وانا مقدرة ان الظروف الي كنتي فيها هي الي خلتك تفكري كده...
ابتسمت لها الأخرى بدورها وهي تحمل حقيبتها قائلة بصدق
انا عارفة...بس ده الأحسن صدقيني