الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة ريهام حلمي

موقع أيام نيوز

الفصل السابع والعشرين

..بسم الله ..والصلاه والسلام علي رسول الله ❤
ببنطاله الاسود الرياضي وبتيشرت رمادي قطني ..يجلس علي طرف السرير ينتظر زوجته ..لتعود بعد ان استهلكت الكثيير من الوقت ..تحمل بكفيها صينيه عليها كوب شاي وطبقين.وتضعها أمامه..
سارة"باقتطاب"اتفضل..
يوزع نظراته بين الصينيه وزوجته 
بتساؤل"ايه ده؟!
سارة"تهز بأكتافهها بلامبالاه"ايه
بقالك ساعه وجيبالي ف الاخر جبنه ومربي..
سارة"عقدت يدها امام صدرها"وهي الناس بتفطر ايه يعني 
يمسك بكوب الشاي"مضيق عينه باشمئزاز"اومال الشاي ده لونه عامل كده ليه ؟!

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
بنبرة مهتزه اجابت"ماله ..ماهو حلو اهو..
يقرب الكوب من فمه ويتذوقه بحذر لتمتعض ملامحه"اووف ..ده طعم شاي .."ويقوم باتجاهها "خدي اشربيه كده ..
لا لا شكرا..مبحبش الشاي "قالتها سريعا مبتعده عنه"
يوسف"والله لا هتشربيه ..ويقربه من فمها رغما عنه لتأخذ رشفه من كوبه فتنكمش قسماتها بتقزز من مذاقه"يع ..ده طعمه وحش اوي..
يوسف"بتحدي"كملي الكوبايه بقي..
سارة"بنحيب طفولي"لا حرام ده طعمه وحش اوي ..انت عارف اني مش بعرف اعمل حاجه ..
لا هتشرييه.." ليتدافعا سويا الكوب عن بعضهما ..بحركه لااراديه يندلع كوب الشاي نحو صدر سارة ..
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
بصړاخ"عاجبك كده ..اهو اندلق عليا ..
يوسف بقلق وهو يمسح بكفه علي صدرها "لو سخن اقلعي بسرعه
منغمسه في بلوزتها السوداء المفتوحه من الصدر فتحه بسيطه ولم تنتبه للمساته"تؤ مش سخن ااوي ..
لتتبدل لهجته للخبث"طب اقلعيها لو مضيقاكي !!
بأعين متسعه وفم مشدوه تنتبه علي تصرفاته فتهتف بكلمتها المعتاده وهي تبتعد عنه "وقح"
مازالت عينيه علي فتحه صدر البلوزه ينظر بوقاحه ليهتف بتلاعب"وقاحه ايه بس ..انا لو عايز اوريكي الوقاحه مش هتخرجي من باب الاوضه لأسبوع..
لتسير بضيق بعيدا عنه صوب خزانتها وتجلب منها بعض القطع المناسبه لارتدائها ..قبل ان تدلف الي المرحاض تتمتم ببعض الكلمات غير المسموعه وتغلق الباب وهي ترمقه بضجر "
ليهتف بنبرة عاليه ماكرة متلاعبه "عموما انا برة ..لو عوزتي مساعده ولا حاجه"..
       ......
  ..... بعد ساعات من السفر الطويل من القاهرة لأسيوط ..والتعب الجسدي ل هايدي بسبب بعد المسافه ..اخيرا توقفت السيارة أمام احدي المنازل الكبيره بالمدينه ..منزل يبدو عليه انه أثري قديم واسع المساحه
منقوش علي مدخل المنزل من الخارج بعض النقوش الفرعونيه ..
ترجلا الاثنين من السيارة مقتصدين منزل عائلة الدالي ..بخطي مستقيمه للامام واخري متراجعه يسير أحمد ممسك بالحقيبه بيساره وهايدي بيمناه ..ليتوقفا قليلا امام باب المنزل  وهم ينظران لبعضهما بتوتر ..
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
قرع أحمد الباب بتردد  ..لتفتح له احدي الخادمات بالمنزل 
سکينه"الخادمه"تضيق عينها تتأملهم في محاوله للتعرف عليهم.."ايوة يابيه ..اؤمر ..
أحمد"يبتسم بجانب فمه"ايه ياخاله مش عرفاني..انا أحمد
سکينه"باعين متسعه ونبرة وانفرجت اساريرها من الفرحه" الباشمهندز يادي الهنا يادي الهنا ..لتدلف لداخل المنزل مهلله وباعلي صوت "الغايب رجع ..الغايب رجع ..
ليوستوقفها رجل من هيئته يبدو انه في أواخر الخمسينات بجلباب رمادي مهندم  وعمامه بيضاء خصلات رماديه تعطيه وقار وهيبه "ايه ياوليه يامخبله انتي ..مين ده اللي رجع"تحدث لسکينه وهو يشيح لها باستخفاف..
لتبتلع ريقها قليلا وتهتف پذعر"ال ..البشمهندز أحمد ولد الغالي رجع ياحاج منصور ..
الحاج منصور"انعقد حاجباه وتجهمت ملامحه وهدربنبرة حاده "روحي شوفي شغلك ياوليه وانا هروح اشوف مين ..
ليتركها ويسير باتجاه المدخل ..
بحاجبي مرفوعين ونظرات استغراب تبدلت الي  شماته منه لابن أخيه رفع زراعيه مرحبا به وباهايدي باستهزاء"أهلا بالغالي ولد الغالي ..
ازيك ياعمي"هتف بها أحمد بنبرة متلهفه ..
كيف منتا شايف ..فضل ونعمه من الله "الحاج منصور ..
نظرات توتر وقلق من هايدي الممسكه باحكام بيد أحمد ..ليشد علي كفها بهدوء ليطمنئها ..
أحمد:ايه ياعمي هتسيبني واقف ع الباب ولا أمشي وارجع ..
الحاج منصور:واحنا من مېتا كنا رديناك "رجعناك"ياولد دياب ..بس مش تعرفنا ع اللي انت ساحبها في يدك ..
ابتلعت هايدي ريقها بصعوبه وهي تنظر لهيئته المرعبه وتجاعيد وجهه المخيفه ..
أحمد:دي مرتي ..هايدي حسام الزيني..
الحاج منصور" رمق هايدي شزرا وهتف أحمد"تاني ياولد دياب ..بندريه تاني ..
ليزفر أحمد من أنفه بضيق وهو يشيح وجهه الجهه الأخري
الحاج: ادخل "واستبقه للداخل بهيبته الطاغيه ..ليجلسا ثلاثتهم بصدر المنزل الكبير ..
        قليلا من الجو المشحون ونظرات الحده والڠضب من الحاج منصور لأحمد وهايدي ..
لتقتطعهم سکينه بتقديم الشاي ..
الشاي ياحاج"قالتها سکينه وهي تحمل بكفيها صينيه عليها ثلاث اكواب من الشاي..
ألحاج "اومأ برأسه وبنبرة خشنه هتف"حطيه اهنه" ثم تابع ..وجهزي الغدا للضيوف ..
دول مش ضيوف يامنصور ..دول اصحاب البيت "بنبرة عاليه حازمه نطقت بها صفيه عمة أحمد وشقيقه دياب ومنصور  ..
بخطي سريعه سارت باتجاه احمد وما ان اقتربت منه حتي قامت باحتضانه 
بنبرة يكسو عليها الشوق "اتوحشتك ياغالي ياولد الغالي"قالتها وهي تربت علي ظهره بحنو ولهفه ..
ليجيبها بحنين واعين لامعه"وانا اتوحشتك جوي جوي  ياعمه"
عامل ايه ياولد الغالي"نطقت بها صفيه وهي ممسكه بكفيها وجهه تمسح عليهما بحنان ..
الحاج منصور"مقاطعا بنبرة حاده"لحجتي تعرفي انه اجه "
لتلتفت له صفيه بنصف جسدها العلوي"طبعا ..البلد كلاتها بتحكي عن رجوع ولد الغالي..
ثم أشارت بوجهها علي هايدي التي كانت جالسه تراقب الأمور بصمت وتوتر"والسنيوره دي تبجي مرتك ..
ليبتسم احمد بعزوبه وبنبرة هادئه وهو يرمق هايدي"ايوة ياعمه"
يازين ماخترت ياولدي"قالتها صفيه وهي تسير باتجاه هايدي وټحتضنها ..
اومأت هايدي بابتسامه متوترة وهتفت بتهذيب"شكرا ياطنط..
مش تصبري جبل مانرحب بيها نعرف الأول هي مين وجايبها منين .."الحاج منصور"
صفيه:ولاد الناس بيبانو من وشوشهم ياحاج ..
ثم ارتفعت نبرتها لتهتف سکينه"حضري الغدا ياسكينه ..عجبال ما عثمان ياجي..
ثم توجهت ل منصور بالحديث"انا كلمت عثمان"الاخ الثالث لهم"عشان نحل الخلاف اللي بينتنا ونتراضي .."
.........بمنزل رضوان البحيري..
يجلس عمر مع أخيه رضوان  ببهو منزله ..
عمر"وهو يستند بساعده علي ذراع الاريكه هتف بتساؤل"ها يارضوان ..عملتلي اي؟!
رضوان"مستفهما"ف اي
عمر"يزفر ضيقا"ف نصيبي ف البيت يارضوان ..عاوز ارجع كندا بقي ..
اقتطعتهم أروي تدلف عليهم وتحمل صينيه عليها كوبين من عصير المانجو الطازج ..
لتجلس معهم بعد أن قدمت لهما المشروب ..
متدخله في الحديث"وانت لسه هتسافر ياعمر!! ماتخليك هنا بقي واستقر
لأ يا أروي..انا مرتاح هناك وبجد مش طايق اقعد هنا ..دانا مكملتش شهر وروحت القسم اومال لو طولت شويه ..
ليقهقه رضوان بشماته"اهي البت دي عجباني ..ليتجه لأروي بالحديث وهو يكمل مقهقها"انتي لو شوفتيها وهي بتقول يتأسفلي .وعمر وهو بيتأسفلها كنتي ھتموتي من الضحك 
لتضحك هي الأخري "كان نفسي اشوف منظرك ساعتها اووي
عمر "بحنق"انا اتأسفتلها بس عشان اخلص ..ثم اصر علي أسنانه بغل"بس والله لو شوفت البت دي تاني لانا مربيها ..
رضوان بتشفي"لو بقي !!
عمر"بملامح مستشاطه ڠضبا"المهم هتخلصلي موضوع البيت ده امته ؟!
ليسحب رضوان نفسا طويلا ويزفره ببطء" اول مايجيلي فلوس كويسه ..هشتري نصيبك ..والله اعلم يمكن ف الفترة دي تفير رأيك!!
عمر"باصرار علي موقفه "انا عمري ماهغير رأيي ..ربنا يهون بقي عشان زهقت !!
......
     ........بمنزل عائله الدالي بأسيوط ..يتجمعون علي مائده الطعام "مائده طويله مستطيله "عليها مايدل علي صدق كرم اهل الصعيد 
الحاج منصور يجلس بصدر المائده وعلي يساره ولديه سليم وزيدان والمقابل عثمان "الأخ الأوسط..في اوائل الخمسينات ..مختلف عن شقيقه منصور بانه لا يرتدي الجلابيب .قميص وبنطال يدل علي تواضعه وبساطته غير مكلف بمظهره " وصفيه وأحمد وهايدي علي يسار المائده..
أحاديث جانبيه بعد ان تراضو جميعا 
ليهتف سليم لاحمد"كل ياولد عمي وخلي مرتك تاكل ..
ليهتف أحم. وهو يبتسم بصدق"كل ده وبتقولي كل ..دانا بطني ھتنفجر 
صفيه"محدثه هايدي"كلي يابتي..ولا الوكل مش عاجبك!!
لا ازاي ..ده حلو والله بس انا مش باكل كتير"نطقت هايدي بها بدفاع"
منصور"بنبرة أمره"شويه اكده يكون جدك فاج"فاق" من الدوا اللي بياخده ..تطلع تحب علي راسه وتسترضيه وتاخد مرتك امعاك ..
صفيه"وهي تمسد علي ظهر أحمد بحنو"متخافش ياولدي ..ده جدك روحه فيك وكان وده يشوفك ..شويه واطلعله زي ماعمك جالك..
...بمنزل يوسف ليلا ..
يجلس هو وسارة وأميمه أمام التلفاز يشاهدون سويا احد الافلام الاجنبيه امامهم طبق كبير من الفيشار ..
أميمه"بتقزز وملامح منكمشه"انا مش عارفه ياولاد انتو بتتفرجو ع الړعب ده ازاي ..!
تجلس سارة بحوار يوسف علي الأريكه الوسطي ..
لم يجيبا عليها أساسا كل تركيزهما بالفيلم ..
لتمسك أميمه جهاز التحكم الخاص التلفاز وتقوم باغلاقه 
يوسف"پحده"ليه كده ياماما قفلتي ليه؟!
اميمه"يابني انتو عرسان ..المفروض متتفرجوش ع الحاجات دي ..دنتو ف شهر العسل لسه ..
لتنحنح سغرة وهي تحك باناملها انفها حرجا ..
اما يوسف فيقهقه وهو يميل علي اذن ساره الجالسه بجانبه"بتقولك عرسان وشهر عسل ..ليتابع بسخريه . جميله ماما!!
لتنظر له سارة بتحذير ..ترمقهم أميمه باستغراب ثم هتفت وهي تنهض من مكانها ببطء ممسكه بظهرها "طب هطلع انا بقي عشان اصلي العشا وانام ..
خليكي ياماما قاعده شويه"قالتها سارة بهدوء"
ماشي ياماما تصبحي علي خير"نطق بها يوسف وهو يرمق سارة بخبث
وانت من اهل الخير"قالتها أميمه وهي تصعد علي الدرج بتعب ..
يوسف "بعد ان تأكد من توجه والدته لحجرتها توجه بوجهه لسارة"عماله تقولك عرسان وشهر عسل..وانتي تقوليلها خليكي قاعده معانا ..اي رأيك ننام معاها بالمرة..
وهي تهز كتفيها ببلاهه"مخدتش بالي!
وانتي من امتته بتاخدي بالك"تمتم بها يوسف ضيقا"
تنظر لكل شئ موجود حولها عداه ..بينما هو مركز ببصره عليها مما ادي الي تعرقها واحراجها..
حمحمت قليلا ثم هتفت وهي تنهض من مطرحها"انا هطلع انا كمان !!
ليمسك بكفها "اقعدي عايز اتكلم معاكي..
لتجلس بتوتر وهي تومأ برأسها "خير..
يقترب منها بجلسته أكثر ثم يمسك بيدها برقه"انتي لما اتشرطتي عليا اني مقربش منك لما نتجوز انا وافقت ..انا كمان كان ليا شروط ..ياريت بردو تنفذهالي !!
لتضيق عينيها بتساؤل "شروط ايه!!
اول شرط ..انا وانتي بره اوضة النوم هنبقي زوجين عاديين جدا ..فهماني!!
هزت راسها نفيا"لأ
يعني اودام ماما ..مش تقعدي متنشنه كده ..نتصرف زي العرسان بالظبط ..
والعرسان بتتصرف ازاي"تسائلت ببلاهه
ليقترب اكثر منها ويضمها اليه يعني كده..
محاوله الابتعاد عنه "ماشي خلاص..هطلع انا ..
ليجذبها من خصرها ثانيه ويهم بحملها للأعلي ..
بعد أن دلف الي غرفته وغلق الباب بقدمه انزلها ارضا بهدوء ..
ليهمس بجانب اذنها لتغمض عينها من انفاسه التي تلفح وجنتها بحرارة..
تاني شرط"يسير بكفه علي ظهرها "هندي لبعض فرصه عشان نقرب من بعض ..
لتنفض برأسها وضع انها بين ذراعيه حرفيا ..لتبتعد عنه بهدوء وهي تتمتم بالموافقه ..
ليجذبها ثانيه اليه ..مش سامع ..مش سامع اللي قولتيه ..
موافقه"وهي تحاول الابتعاد .
ليجذبها اليه مرة اخري وتصطدم بصدره بخفه "مش سامع..اتكلمي قريب من هنا"وهو يشير صوب فمه ..
ليرفعها قليلا اليه 
تحاول الفكاك من قبضته المحكمه علي خصرها ..بعيد عن لمساته وعن انفاسه الساخنه ..تقسم من نظراته الولهه سوف تستسلم له !!
ليلصقها به أكثر"ها"
اشرئبت قليلا لتكون بمستوي فمه وهمست بأعين مطبقه"موافقه "
..افاقت من شرودها فبسهوله نظرا لحالته دفعته عنها وهرولت الي المرحاض واغلقت عليها بابه باحكام .
بأنفاس غير منتظمه وهو يحاول الاستناد علي الحائط ليتمتم بغيظ"انا هقفل الحمام ده خالص ..اما اشوف هتهربي مني ازاي بعد كده !!
"انتي معصيتي التي كلما فكرت في تركها ..ارتكبها اكثر"
    ......
منتصف الليل بمنزل الدالي بالصعيد ..
بالغرفه المخصصه لأحمد وهايدي بعد ان تصافي مع جده وعائلته وبعد المزاح والأخاديث الطويله ..وقت ليس بقليل من العتاب واللوم ..واخيرا ارتمي بجسده علي الفراش بعد ان بدل ملابسه بأخري مريحه ..
يتزحزح قليلا ليلتصق بهايدي الممدده بجانبه بتعب واضح ..
وهو يمسح علي خصلاتها السوداء" تعبتي انهارده انتي اووي"
هايدي"بعد أن مالت علي جانبها ليصير وجهها بوجهه "بصراحه اه تعبت ..بس اهو الحمدلله ف الاخر كل الأمور بقت تمام !
يتنهد واخيرا بأريحيه ليهتف "الحمدلله ..انا مش مصدق اني واخيرا في بيت ابويا وجدي..
اغمضت عيناها من التعب ..
ايه ده انتي هتنامي"قالها أحمد باندهاش.
وهي مازالت مطبقه علي جفنيها"ايوة ..تعبانه جدا..
ليهتف بتلاعب وهو يقترب بثغره من وجنتيها "طب ماتيجي نشوف السرير ده متين ولا لا ..
قطبت جبينها وهدرت به بوجه احمر من الڠضب والخجل "قوم اقفل النور ياحمد ونام "
لينهض بتثاقل من مضجعه متجها صوب زر الاضاءه بالغرفه وقام باغلاق الضوء وهو يهتف "انتي الخسرانه ..انا كنت هنسيكي التعب ..
ثواني وكانت قد ذهبت بنوم عميق ..ليرتمي برأسه علي كتفها ويغفو بعينيه ....حتي ذهب هو الأخر بثبات عميق !!
...... 
    إنتي أجمل واحدة حبتني في حياتي

رقة الكلمة في شفايفِك

الخيال اللي محاوطني

ومحاصرني وإنتي غايبة كأني شايفِك

العيون المعجزات اللي باخاڤ أرفع عينيا

يغضب المولى عليَّ

والله ما أنا عارفْ لِي خُوف..

أنا بابقى خاېف ربّي ولّا بابقى خايفك؟《الثامن والعشرون 》
 

ممدد علي ظهره ..يتأمل سقف غرفته وبأنامله ينقر علي الفراش ..ليصيب النائمه بجواره بالتوتر فتشد علي جفنيها أكثر وهي تدعي النوم!!
يزفر ضيقا ..لم يستطع النوم ليلتفت برأسه لسارة ويرمقها بضيق ..
سارة ..سارة انتي نمتي خلاص"تحدث يوسف وهو يميل علي جنبه بضجر..
لتجيبه بنبرة متحشرجه متصنعه"اه ..
يبتسم وهو يقترب منها بجسده  ..وبذراعه يحاوط خصرها المنحوت لتنتفض وتهدر بتوتر"انت بتعمل اي؟!
يقترب أكثر حتي يلتصق بها "مش هعمل حاجه ..انا عايز انام بس..
لتتنحي عنه بجسدها قليلا فيجذبها ثانيه وهو يدفس وجهه بعنقها يشتم رائحتها بأعين مغمضه ليهتف بأنفاس ساخنه حارة وهو يطبق علي خصرها ويلصقها أكثر"قولتلك عايز انام بس ..
أصرت عدم النوم والانتباه لتصرفاته ..مر قليلا من الوقت وهو بلا حراك حتي شعرت بانتظام أنفاسه ..لتتنهد باريحيه وتبتعد بجسدها قليلا عنه لتسبح هي الأخري بنوم عميق بين ذراعيه..
           ^-^-^-^-^-^-^-^-^-^-^
.. بأسيوط ..بمنزل عائله الدالي ..
يجلس كلا من أحمد مع عميه منصور وعثمان في الشرفه الكبيرة المطله علي الحديقه الخاصه بالمنزل..
عثمان"وهو يضع ساقه اليمني اسفل اليسري ومستريح بظهره علي الأريكه المصنوعه من خشب الزان "هتف بنبرة متحشرجه لأحمد الجالس امامه"مجولتلناش بجي ياولد اخوي ..هتعاود ع مصر ولا هتجعد وتستجر "تستقر"اهنه..
أحمد"يعتدل بجلسته للأمام ليهتف بنبرة ثابته"انا ياعمي مرتاح هناك ف القاهرة ..شغلي وحياتي وبيتي هناك..
بنبرة استهزاء وسخريه يقاطعه منصور بصوته الأجش"اومال ..بجي معجول هتخلي البندريه تجعد اهنه معانا ..شايفك بتعيد غلط زمان ياولد دياب!!
أحمد"بلهجه جاده"لو سمحت ياعمي ..زمان وراح لحاله مش كل شويه هتفكرني بيه .."ثم أشار بسبابته باتجاه عمه منصور"واوعي تقارن بين هايدي وانجي لان مفيش بينهم مقارنه ..دول ناس جوزوني بنتهم ووثقو فيا وانا محلتيش مليم أحمر 
ماهما عارفين انت ولد مين ..وعارفين ان لايمكن اهلك يفتوك وحدك واصل"قالها عثمان"
أحمد"معاتبا"بس انتو فعلا سبتوني وقطعتوني ..وف الوقت اللي المفروض تكونو جمبي فيه سبتوني ولولا يوسف شغلني معاه كان زماني بشحت..
منصور"بنبرة مرتفعه"احنا حذرناك بدل المرة ألف مرة جولنالك دي لا من توبك ولا تليج بيك ومع ذلك معبرتناش واتحديت الكل واتجوزتها..
عثمان:خلاص يامنصور معدلوش لازمه الحديد الماسخ ده ..اهي غارت غورة تاخدها ..يارب بس مرتك متبجاش زييها..
أحمد"متأففا"خلاص بقي ياعمي ..جولتلك اني بحبها وهي كمان ..اقطمو الحديد ده عاد!!
...تدخل عليهم سکينه تقطع نقاشهم الحاد ..وهي تسير ببطء صوبهم ..احنت رأسها قليلا لتهتف بصعيديتها الخفيفه"الوكل جاهز ياحاج ..
ياللا يارجاله جومو بجي ناكلنا لجمه نهدي بيها اعصابنا"قالها عثمان وهو ينهض عن مكانه .ويدلف للداخل ..ليتبعه كلا من احمد ومنصور بخطوات بطيئه متثاقله ..
            ،،بغرفة أحمد وهايدي بمنزل الدالي بالصعيد ..
  تجلس أمام المرآه تمشط خصلاتها الفحميه المموجه قليلا ..يبدو علي ملامحها التذمر والتشنج لتعتدل علي كرسيها لتكون بمقابل زوجها احمد الجالس علي الفراش ممدد بساقيه ومستند بساعده علي الوساده "
هايدي"متأففه وملامحها متشنجه"احمد احنا هنرجع القاهرة امته بقي!!
احمد"يقهقه علي هيئتها"لحقتي تزهقي ..داحنا يادوب بقالنا اسبوع "
"بتذمر هدرت"لا بجد انا تعبت عمك منصور ده صعب اووي ونظراته صعبه وكمان مراته مش مريحه ..مش خلاص اتصالحت ..يلاا نرجع بقي!!
احمد"باذن الله هنرجع بكرة او بعده بالكتير ..اصفي شويه حسابات كده مع عمامي ونرجع !!
لم تجيبه اكتفت بزفيرا طويلا بعصبيه"
......
     اليوم التالي ..من احدي شوارع القاهرة..
يسير عمر صوب سيارته المركونه بعيدا وهو يتحدث بالهاتف.مع صديقه زياد الحلبي زميله بالسكن في كندا ..
عمر"يتحدث ع الهاتف بتذمر"انا كنت ف السفارة انهارده بخلص شويه ورق كده 
زياد........
عمر:انشالله رضوان هيتصرفلي في فلوس اول ماخدها منه هحجز واجي علطول ..
زياد.......
عمر:يابني والله ...
اصطدم باحدهم وقع الهاتف من يده من اثر الاصطدام وتهشم ..
عمر"پصدمه"يانهار اسود مش تفتحي ياعم..
بأعين متسعه وملامح قد تجهمت "هو انتي ..انتي حد زاقك عليا يابت انتي..
"كانت رغد"
رغد"بعد ان استوعبت الموقف قليلا وتعرفت عليه"هيزقوني عليك انت ليه مفكر نفسك وزير الداخليه..انت اللي بتمشي مبتشوفش اودامك ..
انا اللي مبشوفش اودامي ..الله يخربيتك ده كل مرة بشوفك فيها بتحصللي مصېبه ..انحني علي الارض  ليجثو علي ركبتيه وقام بالتقاط اجزاء من هاتفه ..نهض ببطء وملامح حزينه"اعمل اي دلوقتي ياخسارة الفون كان عليه كل شغلي وارقامي 
رغد"وهي تلوي فمها بتحسر"قليل الزوق يعني وطيت تجيب تليفونك ومجبتش كتبي!!ايه مفيش نخوة عايزني انا اللي اوطي اجيبهم في نص الشارع..
عمر"بعد ان انقطب جبينه واقترب حاحباه من بعضهما"لأ انتي مش طبيعيه ..انتي عارفه الفون اللي انتي كسرتيه ده بكام ..!
لتصرخ به هي الأخري"وقع بسببك انت ..ابقي فتح بعد كده وانت ماشي..
مزيدا من الشد والجذب بينهم ..لينتهي النقاش بانحناء عمر وهو يلتقط كتبها من الأرض..
عمر"يمد يده بكتبها"خدي كتبك اهي ..لو شوفت وشك ده تاني ..مش هيحصلك طيب!!
رغد "وهي تمصمص بشفافها وبنبرة استهزاء نطقت"ماشي ياعم براد بيت ..اكيد يعني الصدفه مش هتجمعني بيك تاني ..
ليوليا ظهرهما لبعضهما البعض..
عمر"وعلي ثغره شبح ابتسامه"حلوة بس لمضه ..
رغد"وهي تعض علي شفتيها"خربيت جمال عنيه والنبي ده احلي من براد بيت ..بس غتت ومغرور..
....."ماذا لو كانت بداية الحب صدفه!! 
.......
        بمنزل الدالي بالصعيد..
يجلس كلا من عثمان ومنصور وصفيه مع ابن شقيقهم أحمد ببهو المنزل وأمامهم علي الطاوله المستديره صينيه عليها أكواب شاي..
أحمد:بالمختصر المفيد ياعمي ..انا عاوز نصيب ابويا وحقه في كل حاجه
منصور"بصوت أجش"عشان تضيعه ع البندريه اللي انت متجوزها زي ماعملت جبل سابج!!
أحمد"بنفاذ صبر"اولا انا مبشحتش منك ..انا جاي اطلب حقي بالزوق وبالأدب لانك كبيرنا ..ثانيا حقي اللي انا هاخده هشتغل بيه عشان اقف علي رجلي..
منصور"پحده"لا مش حجك ..ده حجي من بعد اخويا انا اللي حافظت علي ماله وارضه وزودته ..مش هدي شجا السنين دي كلاتها ليك عشان تضيعها..
صفيه "متدخله بالحوار"حقه يامنصور ..ولا انت عاوز تاكل حج اليتيم ..
عثمان:احمد خلاص معتش عيغيب عن عينينا ..واحنا هنفضل امعاه ..لو شوفناه بيجع هنسنده ..ومرته بت اصل انا سألت ع أهلها بنفسي اغني مننا بكتير ..بلاش يامنصور تيجي عليه واديله حجه!!
منصور"رغما عنه بعد ضغطهم"هديلو ..بس مش هياخد كل نصيبه ..اطمن انه بجي راجل واد مسؤوليته ..ساعتها اديه نصيبه كله !!
احمد"بعصبيه ونبرة مرتفعه"اي اللي بتقوله ده ياعمي!!
عثمان:ف دي معاه حج يااحمد ..واحنا هنبجي معاك ومش هنسيبك واصل ..نطمن عليك ياولدي احنا مش هنعيشلك العمر كله ..
صفيه"ټضرب علي كتفه بخفه"وانا كمان مع رأي الحاج منصور ياولدي..واحنا مش هنضرك داحنا عزوتك وسندك ..
ليسود الصمت قليلا ..فيقتطع أحمد سكوتهم بنبرة استسلام "ماشي ياعمي ..شوف هتعمل ايه وانا معاك !!
ليعتدل منصور بجلسته قليلا "هو ده عين العقل.."بنبرة مرتفعه ينادي علي الخادمه سکينه ويأمرها بأن تبلغ ابنه سليم الحضور لأبيه ويجلب معه الأوراق الخاصه بالأرض وملكية المنزل الكبير...
....
        ** بمنزل رضوان البحيري..
بعد ان عاد من الخارج بصحبة زوجته أروي وطفليه ..لتأخذ اروي الأطفال وتذهب بهم الي غرفتهم لتبديل ثيابهم والنوم ..وأيضا هي بدلت ثيابها لقميص قصير أزرق حريري ..
بملامح متجهمه ترمق زوجها ..والذي لاحظ هو الأخر تغيرها وتغير ملامحها ..
رضوان "بتساؤل"انا عاوز اعرف انتي لاويه بوزك ليه دلوقتي!!هو انا قتلتك حد يابنتي
أروي"پغضب"يعني مش عارف ف اي..اه صح وانت هتعرف ازاي وانت اساسا مش مركز معايا..
رضوان:انتي هتقولي قالبه وشك ليه ..ولا اروح اتخمد اريح
أروي"تقف امامه وتضع كفيها بخصرها"مين اللي انتي مشلتش عينك من عليها ف المطعم دي!
ببلاهه تسائل "مين؟!
بسخريه"والله انت هتستعبط ..انا اللي بسألك..
رضوان:معرفش والله أساسا بتكلمي عن اي ولا عن مين ..
أروي:بطل استعباط يارضوان ..انا شيفاك بعيني وانت نركز معاها ..كل ده ليه عشان صبغه شعرها اصفر وحاطه ميكاب طب مانا ممكن اعمل كده وساعتها شوف الرجاله هتتهبل عليا ازاي..
پحده هدر بها"دانا اقطع خبرك ..أروي اتعدلي احسنلك انا اه مدلعك بس متسوقيش فيها بقي ..
أروي:ايوة..خودوهم بالصوت ..علي صوتك كمان عشان متكلمش عن عنيك الزايغه ..
مسح بكفيه علي وجهه وهو يردد الاستغفار بخفوت ليهدأ قليلا..
ثم يجذبها من كفها برفق ويجلسها علي ساقه اليسري بحنان ..يد تلعب بخصلاتها العسليه واليد الأخري تتحس ذراعها واكتافها برقه"أروي ..اهدي شويه ..انتي عارفه اني مبشوفش غيرك ..مش غلطه ملهاش لازمه ندمت عليها ندم عمري هتفضلي تعاقبيني بيها ..
بنبرة متحشرجه مرتعشه من اثر لمساته الجريئه"احم ..انا نسيتها اصلا ..انا بكلمك عن انهارده..
يدان تتجرأ اكثر وأكثر "انا بحبك انتي ..عصبيه " و.. !!.لنتركهم سويا بعالمها الخاص ..
   __..اما عند يوسف !!
تخرج من المرحاض مرتديه منامه قصيرة ممزوجه باللون الابيض والأسود تضع المنشفه علي شعرها وبكفيها تقوم بتدليك خصلاتها بالمنشفه ..ليدلف يوسف في تلك اللحظه معه بعض الحقائب ويقوم بوضعها علي الفراش من دون ان يتحدث ..يجلس بجانب الحقائب ويرمق سارة بأعجاب ومكر..والأخري ترمي باعينها داخل الحقائب..
لتقطع نظراته المتلاعبه بتساؤل"اي اللي ف الشنط دي؟!
يوسف"وهو يهز أكتافه "افتحي وشوفي انتي !!
تنظر اليه بريبه ثم تسير بخطي بطيئه صوب الحقائب الموضوعه علي الفراش ..
وتفتح احداها بفضول ..
لتتسع اعينها پصدمه وقد أحمرت وجنتيها من الخجل وأصبحت بلون الفراوله ..
لتهتز نبرتها وهي تهدر به ڠضبا"اي ده!!
يوسف وهو يتلاعب بحاجباه بمشاغبه "سلامة النظر ..مش عارفه اي ده ..ده لانجيري ياعروسه!
سارة "وقد اشټعل وجهها بحمرة الحياء لتهتف بارتباك "ايوة جايبهم ليه !!
يوسف "وقد لوي ثغره ليجيبها باستهزاء "واحد جايب لمراته قمصان نوم ..هيكون جايبهالها ليه ..أكيد عشان تلبسها
هدرت بانفعال"انا مستحيل البس الحاجات دي 
متأففا "اللهم طولك ياروح ..هتلبسيها ورجلك فوق رقبتك ..
لتدفع عنها الحقائب پغضب "وريني انا هلبسها ازاي !!
مش معني اني صابر عليكي وبحبك ..فانتي هتتمادي بكبرك ..انا حقي اخد منك اللي انا عايزه وقت مانا اعوزه ..بس انا سايبك بكيفك ..عشان عايزك برضاكي 
سارة"بعد ان خفضت نبرتها كثيرا كي لا تثير غضبه أكثر"وانت وعدتني يايوسف ان اهم حاجه عندك موافقتي ..
يوسف:وانتي هترضي امته وانتي بعيده عني كده ؟!
سارة:اديني فرصه طيب أنسي اللي حصل منك ..
ليصر علي أسنانه غيظا..ليزمجر پغضب "يعني هتلبسيهم ولا لأ
سريعا اجابته" لأ طبعا ..
ليرمقها طويلا پغضب وملامح لا تبشر بالخير ..لتتحاشي نظراته الناريه التي ستخترقها ..لتهتف وهي تهرول صوب الباب بنبره مرتبكه مهتزه"انا هروح أشوف ماما ..تكون عايزه حاجه وصفقت الباب خلفها بقوة ..لتتركه بمفرده مع شياطينه التي تهيأ له بأن يأتي بها من شعرها ويرغمها عليه ..مسح بكفيه وجهه پعنف عدة مرات كي يهدأ قليلا .."الصبر يالله ..الصبر"
.....
بمنزل الدالي..
  يترجل أحمد وبيده هايدي الدرج الداخلي للمنزل ..واحد الخدم العاملين بالمنزل يمسك بحقيبتهما ويستبقهما الي السيارة ..
ليتبادلا السلام والعناق مع صفيه وعثمان وأولاد كليهما ..
أما عند منصور فلم يبادله السلام وانما اخذه من كفه وبعد عن الجميع قليلا ..
تمتم له بصوته الأجش وهو يضرب علي كتفه بحنو"دلوجتي بتجول عني ظالم . بس بكرة هتعرف اني بحافظلك عليه ..
ليحني أحمد رأسه دون الرد علي عمه ..
اسمع ياواد الغالي ..في مثل بيجول اللي ملوش كبير بيشتريلو كبير ..وانت الخمدلله كبيرك موجود انا من بعد ربنا ...ومش هرضالك بالأذيه اثبت نفسك بالشغل تاخد فلوسك علي داير مليم ..اتأكد ان فلوسك متشاله ف الحفظ والصون ..
ليتتهد أحمد بأريحيه اثر حديث عمه ليهتف بهدوء"وانا ياعمي عمري ماخونتك ..ربنا يديمك نعمه فوق راسنا ..
ليميل علي جبهته ويقبلها باحترام ..
ليستغرب الواقفون من جو الألفه بينهم ..فتهلل صفيه قائله "الكبير مفيش ابيض من قلبه .. 
أحمد وهو يسير صوب هايدي ..ياللا ..
لتومأ له برأسها موافقتها ويخرجا مودعين الأهل لينطلقا بالسيارة ...

  ... بمنزل يوسف ..
يجلس هو ووالدته وسارة علي المائده يتناولون الفطور ..
بعد فترة من الصمت السائد علي المائده تقتطعه أميمه لتقول :
انا بقول بما ان هايدي واحمد هيرجعو انهارده ..نعزمهم بكرة ونجيب رضوان واروي بالمرة .ثم اتجهت بوجهها لسارة".وانتي ياسارة اعزمي صحباتك ونعمل حفله بسيطه ف الجنينه بمناسبه جوازكو..
يوسف"لم يعطيها اهتمام ليرد باقتضاب"اعملو اللي تعملوه ..
مالك يا يوسف ياحبيبي ..فيك اي"هتفت بها أميمه بقلق"
زفر سريعا وهو يجيب باقتصار"مفيش .
لينهض من كرسيه بضيق "انا رايح الشركه ..
تهتف له أميمه بتعجب "بس انت مفطرتش "
ليشيح لها بيده دون اهتمام ..وبخطي سريعه كان خارج المنزل..
لتستدير أميمه بجسدها لسارة وتسألها بنبرة شك"ف اي ياسارة ؛يوسف ماله..انتو زعلانين سوا؟!
سارة"بنبرة مهتزه"ابدا ياماما ..اكيد ف حاجه ف الشغل مضيقاه ..
لترمقها أميمه بشك  ..والأخري تبتلع ريقها بصعوبه من التوتر ..
      ...يوم الحفله !!
بغرفة نوم سارة ويوسف ..
تقف أمام خزانتها تنتقي بعض ثيابها بحيرة ..تحت أعين تراقبها كالصقر بنظرات حاده ..أساسا لم تنتبه عليه ..لتستقر علي فستان أسود تحمله بيدها وتدلف المرحاض لترتديه ..
بقميص أسود مفتوح أزراره العلويه وبأكمام مرفوعه لتظهر ساعديه وبنطال من الجينز الأزرق يجلس علي طرف الفراش بانتظار انتهاءها ..
دقائق وتخرج من المرحاض مرتديه فستان أسود يظهر عن ساقين بيضاويتين ناعمه وبدون أكتاف ..
يوسف "بأعين متسعه "اي اللي انتي لابساه ده؟!
سارة"اي ..مش حلو !!
ليهتف بتلاعب "والله انتي لو لبسهولي عشان نتصالح وكده يعني "يغمز بعينه"معنديش مانع نكنسل للحفله اللي تحت دي..
لتهتف بانفعال"اي اللي بتقوله ده ..انا لابساه عشان ننزل ..
بحاجب ونصف مرفوع "هو ده مش قميص ن..
اقتطعته سارة "بس يايوسف لو سمحت ..
يوسف "طب بدلي الفستان ده ..بدل مااقوم اقطعه وهو عليكي ..
لټضرب بقدميها أرضا بحزن طفولي ..
لينهض هو عن مكانه ..لتشيح بيدها بطفوليه "خلاص خلاص ..هغير ..
لتتجه صوب الخزانه ثانيه ولكن هذه المره يكون خلفها ..
قولتلك انا هغيره يايوسف ..
يوسف"وسعيلي انا اللي هختارلك بعد كده الهدوم !!
تبتعد عنه متأففه وهي تعقد يدها علي صدرها بضيق ..
أتي لها بفستان باللون النبيتي طويل وبأكمام من الشيفون 
ليناولها اياه "خدي البسي ده ..
لتنتزعه منه پغضب وتتجه صوب المرحاض لتبديل ثيابها ..
قليلا وخرجت ممسكه بطرف فستانها ..تعمدت تجاهله لتجلس أمام المرآه بتذمر وتقوم بتمشيط خصلاتها وتجمع شعرها للخلف بربطه خفيفه مكتفيه ببعض الخصلات النازحه علي وجنتيها ..
انا جاهزه"قالتها بتذمر وهي تقف أمامه..
قليلا يتأملها بوله دون ان ينطق كلمه ..
يللا .."قالها وهو يقف بمحازاتها
ليخرجا سويا من الغرفه ..قبل أن يتوجها الي الدرج .. مد بذراعه لها وتحدث أمرا "أمسكي ايدي ..
لتومأ برأسها".حاضر ..《التاسع والعشرون..》

بسم الله والصلاه والسلام علي رسول الله ..❤

زينت أميمه وأروي الحديقه التابعه للمنزل بشكل بسيط غير مبالغ ..
  ليجلسو علي الطاوله الموجوده بالحديقه ؛بعد أن حضر جميعهم ..أحمد وهايدي ورضوان وأروي وطفليه ونزول سارة ويوسف ولتتوسط الجلسه أميمه ..قليلا وبدأت أميمه بمساعده أروى بسكب الطعام وبدأو بتناول ماصنعته أميمه بكل الحب من أجلهم ..احاديث خفيفه وهم يأكلون وصوت ضحكاتهم يعلو ..ليأتي وسيم العائله بأناقته المعهوده يخطو صوبهم بخطي مستقيمه خفيفه ..ليقطع احاديثهم وهو يلقي عليهم السلام..
أمير"وهو يسير باتجاه المائده"مسا مسا عليكو ياجماعه كده بردو تاكلو من غيري..
لتتبدل ملامح يوسف كليا لرؤيته ..
"بأعين متسعه وهو يصر علي أسنانه ويميل عي اذن والدته"انتي عزمتيه ليه!
أميمه"وهي ترمقه بتحذير"يوسف ..عمر من العيله وبلاش تقلل زوق معاه فاهمني..
ثم تابعت بضحكتها الطيبه لعمر"تعالي ياحبيبي مكانك محفوظ اهو جمب رضوان ..
رضوان"وهو يلوك بالطعام بفمه"تعالي اقعد دنتا حماتك بتحبك ..
دودو ازيك اي الحلاوة دي يابت .."قالها عمر لهايدي بمشاغبه وهو يمد يده "
ليرمقها أحمد بتحذير ..فتتحدث بحرج وتوتر"الحمدلله ازيك انت ..معلش ايدي مش نضيفه..
ليتراجع عمر بكفه وهو يومأ برأسه تفهما ..
جلس بجوار رضوان بمقابل يوسف وسارة ..
ليكمل الجميع الطعام بهدوء  وبعض منهم بغيظ..!
ياللا يابنات ساعدوني عشان نشيل الأكل "قالتها أميمه وهي تحمل بكفيها بقايا الطعام
لتومأ لها كلا من سارة وهايدي وأميمه ويذهبو خلفها وهم يحملون الأطباق الفارغه وبقايا الطعام ..
يوسف "موجه حديثه ل أحمد" مقولتليش ناوي تعمل اي بالفلوس اللي خدتها من عمك!
أحمد: عايز افتح مكتب صغير كده للمقاولات ومع الوقت أكبره ..عايز ابدأ صح بقي..
رضوان"متدخلا بمشاغبه"اوووبا دنتا عاوز تنافس شركتنا بقي..
أحمد:ياعم انا فين وشركة يوسف فين ..انا بس عايز اكون مستقل بشغلي
يوسف:باذن الله وهتكبرها وتبقي من أكبر الشركات انت ذكي وتستاهل كل خير.
يومأ أحمد برأسه شاكرا يوسف ..قليلا ويستدير برأسه لعمر والذي بدا شاردا وسطهم ..
وانت بقي يا أستاذ عمر ..مقولتلناش ناوي تعمل اي"قالها احمد لعمر بسماجه"
لينتبه عمر علي حديثه فيجيب ببلاهه "اعمل اي ف اي؟
يوسف"متدخلا پحده"هتستفر تاني امته؟!
عمر"بنظرة تحدي ونبرة ثقيله"ومين قالك اني هسافر ..انا قاعد هنا وسطكو ياحبيبي
بملامح ممتعضه وعروق فك بارزه رمقه يوسف ..
وما أحب علي قلب عمر رؤية يوسف وهو محتقن ومغتاظ..
رضوان"فرحا"بجد ياعمر مش هتسافر .يعني خلاص متصرفش ف فلوس عشان تسافر .
يوسف"سريعا بلهفه"لو محتاج فلوس عشان تسافر انا هديك ..
ليبتسم عمر له بامتعاض ومن بين أسنانه يتحدث"لما اعوز هقولك ..
      ..لتعود الفتيات وكلا يجلس بجوار زوجه ..الجلسه لاتخلو من نظرات وابتسامات عمر الجانبيه لسارة والأخري ببلاهه تبادله لينظر ليوسف وفعلا من هيئته وعروق وجهه ونحره البارزه يبدو انه نجح باثارة غيظه ..
بقبضه مكورة يميل علي سارة وقد تجهمت قسماته من الڠضب"بطلي تضحكي ..وحسابك معايا فوق ..
لترمش بعينها رمشات متتاليه وهي تبتلع ريقها بتوجس ..
...قليلا من الوقت ودخلت الست فاطمه وخلفها رغد صديقة سارة تحمل بكفها حقيبه حمراء صغيرة ..
  ساره  "بفرحه"واخيرا جيتي ..اتأخرتي ليه!!
نهضت من مكانها وسارت باتجاه صديقتها ..
  معلش بقي الموصلات منتي عارفه "قالتها رغد بعد ان عانقتها "
..لينتفض احدهم من مكانه بأعين متسعه وملامح مشدوهه"انتي!!
رغد "بنفس صدمة الاخر"انت!!
لينتبه عليهم الموجودين ..
سارة"بتساؤل لهما":انتو تعرفو بعض  ؟!.
عمر ورغد بنفس واحد 
  "دى واحده سخيفه كل ما أشوفها بتحصلي مصېبه"
  "ده واحد رخم كل ما أشوفه بتحصلي مصېبه"
يوسف"باستمتاع وهو ينظر لعمر بشماته"اي ده بقي ..لا دنتي تحكيلنا من الأول بقي..
عمر"بضيق"هتحكي ايه يعني ..موضوع تافه وراح لحاله ..
ليصر كلا من يوسف وسارة 
علي سبب معرفتهما ببعضهما البعض..
فتقص عليهم رغد بعد أن استراحت قليلا وهي ترتشف من كوب العصير خاصتها ..
الحاډث البسيط الذي حدث بينهم مرورا بقسم الشرطه وتنازلها عن المحضر بعد أن شرطت اعتذاره لها ولقاء اخر بينهم نتج عنه تكسير هاتفه واتلافه ..
ليقهقه الجميع مما تحكيه ..عداه هو عمر يرمقها بغيظ وأسنان مطبقه علي بعضها ..
يوسف"بتشفي"وهو ينظر لعمر..شكلنا هنتسلي انهارده ..
  خيم الليل عليهم ..والجو في الحديقه بين العشب الأهضر والأشجار جميل وهادئ ..
جانبا ..يوسف وسارة:
يوسف "يتمتم لها پغضب"انتي بتضحكي لعمر ليه ..لما انتي ياختي بتعرفي تضحكي مقفلاها ف وشي ليه
سارة "وهي تبتعد برأسها عن حدة نبرته قليلاا"بيضحكلي فضحكتله فين المشكله يعني!!
يوسف :اما نطلع هبقي اعرفك فين المشكله ..
....بعد ان انشغل عنه الجميع..يسير ليجلس بجوار رغد..
عمر:صدفك كترت اوي يا استاذه رغد ..
رغد"ببراءه"هي فعلا كترت ..بس انا مليش دخل بيها ..
عمر:تمام ..علفكره احنا متعرفناش زي الناس..
لتبتسم له برقه :واحنا هنتعرف ازاي وكل مرة بيبقي وراها مشكله
تمام ..نبدأ من دلوقتي علي ميه بيضا ..انا عمر البحيري 28سنه وعايش ف كندا ودارس ادارة اعمال ..وانتي!؟
لتتنحنح رغد قليلا"وانا رغد البنان 20سنه ف تانيه تجارة القاهرة وعايشه ف القاهرة ..
ليضحك هو الأخر من طريقتها ..ويتبادلو الحديث سويا عن الدراسه عن الهوايه عن أي شئ وادني شئ ..من يراهم من بعيد يظنهم حبيبن وليس بأنهم كادا يتقاتلان منذ قليل ..
لفت انظار الجميع "عمر الشاب المستهتر محب السفر ومفرق الجماعات كما يدعوه يوسف ..يجلس برفقة فتاه عاديه بالشكل والمستوي غير مكترث للاخرين ..
يوسف"لرضوان بمكر" عمر اخوك ..ماله؟!
رضوان:مش عارف ..انا متنح زيك 
  ..لم تدرك رغد كم من الوقت مر لتمسك بهاتفها وتنيره لمعرفة الساعه ..فتنهض من مكانها بفزع ..
ياااه انا اتأخرت اووي ..
سارة:خليكي قاعده شويه ..انتي من ساعه ماجيتي وانتي قاعده مع عمر وسيباني..
رغد "بحرج"احم..لا انا اتأخرت هعوضهالك مره تانيه ..
عمر "نهض هو الأخر ليعدل من هيئته"انا هوصلك ..
ليرتفع حاجبي يوسف بدهشه 
فيكمل عمر بحرج وتوتر"احنا بالليل مينفعش تروح لوحدها ..
يوسف"متلاعبا "لا طبعا مينفعش ..خلاص رضوان واروي هيوصلوها بطريقهم ..
ليرمقه الاخر رمقات ناريه ..
رغد"ملوش لازمه ياجماعه ..انا هاخد تاكسي هيوصلني بسرعه
عمر:خلاص قولت هوصلك انا ..اساسا رضوان شكله هيقعد شويه انما انا همشي اهو ..
اومأت برأسها بالموافقه بعد ضغط منه ..ليسيرا الاثنين لخارج المنزل ..مستقلين سيارته الخاصه ..
... بعد وقت ليس بقليل استئذن أحمد ومعه هايدي بالذهاب ..وتبعهم رضوان بأسرته ..بعد يوم خفيف هادئ وبسيط لهم ..
    ليجلس يوسف وحده بالحديقه بعد ان تركاه كلامن أمه وساره بمفرده ..
"يفكر بحاله معها ..متي؟! اقسم بأنه اشتاق ومن مثله اعتاد علي الاشتياق ..بضيق يتنهد ليخرج نيران ڠضب وغيرة من صدره ..ماذا يفعل كي تبادله الشعور ..عديمة الأحساس اقسم بأن يكسر عظامها ورأسها اليابس حين صعوده اليها ..
...تجلس علي الفراش ..تفكر به لتبتسم علي غيرته وطريقته ..هي تعترف بأنها تميل له ولكنها غير مستعده لذلك بعد ..
ليقطع شرودها دخوله المفاجئ لينم عن ثورة ستحدث..فتمسك بهاتفها سريعا متصنعه اللعب به .. يقف هو بجوار الفراش بعد ان حاول ضبط انفعاله ..ورؤيه توترها من مجيئه لينفض عن رأسه كل شئ ..بخطوات غير مدركه دون شعور منه يمسك بالهاتف من يدها ويلقيه علي المنضده الجانبيه باهمال ..
بأنفاس غير منتظمه وصدر يعلو ويهبط بشكل ملحوظ لم تستطع الاجابه فنبرتها المرتعده ستفضحها بالتأكيد ..
ليرفع وجهه لها ..وجهها مقابل وجهه لا يفصل بينهما انش واحد كلاهما مغمضي العينين ..ليفتح عينه قليلا وهو يتأملها بوله وشوق ويري استجابتها وحبيبات العرق النازحه علي جبهتها ..
يتبع..《الحلقه الثلاثون والأخيره..》

بخطوات غير مدركه دون شعور منه ..يمسك بالهاتف من يدها ويلقيه علي المنضده الجانبيه باهمال .. وكأنه تائه وبعد غياب وجد ضالته..متمسك بجسدها حيث لاتتمكن من افلات حالها..أساسا لم تقاوم وكأن ."انا بحبك .قولي انك بتحبيني ..لتدفعه بكفها عنه بعد ان افيقت .يزمجر ڠضبا وهو يمسك بكفيها ويكبلهم فوق خصلاتها  ..لتنهض مبتعده عنه واضعه كفيها علي صدرها محاوله لانتظام انفاسها المتلاحقه تنظر له بړعب ..بعد ان تجهمت قسماته ووصل لاعلي مراحل الڠضب..أمسك بأكتافها وهو يهزها پغضب وبصوت أصدح أركان الغرفه هدر ..
انتي حكايتك اي بالظبط..اعملك اي أكتر من كده ..مش جزائي اني سايبك بمزاجك انتي مراتي بالشرع والقانون ولو عاوزك هاخدك ڠصب عنك ..وانتي شكلك مبتحبيش الا الڠصب ..
لتنتفض سارة من مكانها بعد أن رأت الظلام بعينيه ليجذبها پعنف من شعرها ويشدها اليه وهو ينزع عنها ثيابها العلويه لتصرخ به ان يتوقف ولكنه يريد ان يثبت ملكيته لها ..فجأه وبصمت يدفعها علي الفراش وهو اعلاها يحاول ضبط انفعاله فيغمض عينيه قليلا وهو يلهث بصعوبه "عارفه انا اللي مبقتش عايزك "قالها وهو ينهض بعيدا عنها ..أمسك بمعطفه الأسود وولج خارج الغرفه وصفق الباب خلفه پعنف ..
لتعتدل سارة علي الفراش بتثاقل وأعين مليئه بالدموع مصوبه علي الباب!!
...

***صباح اليوم التالي ..بغرفه  يوسف وساره..
تململت بتثاقل في مضجعها لتفتح عينيها ببطء شديد وهي تتنهد بضيق بعد ان تذكرت ماحدث بالأمس ..لتدور بعينها بالغرفه بحثا عنه ..غير موجود !!
نهضت من مكانها بوهن وتوجهت صوب المرحاض بعد أن ارتدت ثيابها الملقاه أرضا ..وقفت أمام المرآه الموجوده بالمرحاض ..شهقت باعين متسعه فور رؤيتها لعلاماته واثار قبلاته العڼيفه الموجوده علي عنقها ..
اغتسلت وارتدت ثيابها كامله وقررت النزول ..
... ببهو المنزل ..أميمه جالسه ويبدو علي ملامحها التوتر والقلق والارق ..بانتظار نزول ساره "
شرعت الاخري بالنزول بخطي بطيئه بعد أن رأت نظرات أميمه اليها ..لتهتف بنفسها 'ربنا يستر'
  أميمه "بعد أن نهضت من مكانها لسارة" ف اي ياساره طمنيني!!يوسف ساب البيت ومشي امبارح ليه ده اول مرة يعملها
سارة "اجابت بنبرة مهتزه وهي ترمش بجفنيها "اا..اټخانق معايا بالليل ..
طب ليه"تسائلت أميمه بسرعه"
لم تجيب ولكن تجمعت الدموع بأعينها .
لتعانقها أميمه وهي تمسح دموعها التي سقطت رغما "اهدي ..دلوقتي اتصل بيه واعرف هو فين ؟!
......
من مقر شركه الزيني ..
بمكتب يوسف "يجلس علي مكتبه مستند بساعديه عليه ؛مطأطأ الرأس ملامح الشرود والضيق مرتسمه علي ملامحه.. 
يرن هاتفه المحمول فيمسكه ويجيب بتثاقل وضيق..
يوسف:أيوة ياأمي
أميمه:...
يوسف:لا انا ف المكتب .ومش جاي ع الغدا
أميمه......
يوسف:لا مش جاي البيت يومين كده ف شقتي التانيه ..قريبه من الشركه وكمان اريح اعصابي شويه
أميمه:....
يوسف:مفيش ياماما مفيش ..يومين كده وارجع ..
واغلق الهاتف كعادته دون انتظار ردها ..
.....

**باحدي الأماكن بالقاهره المختصه بتقديم العصائر والوجبات السريعه ..
يجلس عمر مع رغد "بعد أن تبادلا سويا ارقام هواتفهما واتفقا علي لقاء اليوم ..
عمر"وهو يعتدل بجلسته للامام بنبرة ثابته"كنت خاېف متجيش..
رغد"بحرج" انا فعلا مكنتش هاجي ..بس غيرت رأيي ع اخر لحظه ..
عمر"يرفع حاجبيه بتعجب"لا والله ..يعني انا بقي اللي رامي نفسي عليكي !!
رغد"بغرور ومرح"انت اللي ألحيت عليا اننا نتقابل 
عمر"صدقي انا غلطان اساسا ..انا هقوم ..
وهي تقهقه بخفه وتشيح له بيدها "لا خلاص خلاص ..ياللا شوف هتشربني ايه بقي ..
عمر:انا هاخد لمون وانتي؟!
رغد :تمام زيك ..
لترتفع نبرته وهو ينادي علي العامل ويمليه طلبه ..
ها ياستي كنا بنقول اي بقي"عمر"
رغد:مكناش بنقول حاجه !!
عمر:طب يالا نقول بقي..
ها قوليلي ياستي ..اول انطباع خدتيه عني اي؟!
رغد "بمشاغبه"مابلاش..
لابجد ..كان اي؟"عمر"
رغد:يعني ..كنت رخم مغرور صوتك عالي ممم كده يعني ..
عمر"باهتمام"طب ودلوقتي
رغد:ممم كويس 
اي هو اللي كويس ؟"عمرباستنكار"
بحرج"كويس شخص كويس ..
ليقاطعهم العامل ومعه كوبين من الليمون ويضعهم امامهم وقبل ان ينصرف تسائل بأدب"حاجه تانيه يافندم"
عمر"بامتنان"شكرا
ليستكمل حديثه مع رغد والذي بدا منسجم معها كثيرا ..رغم انها ليست من النوع المفضل له ..ولكنه مهتم وكل تركيزه معها ..يتبادلون الاحاديث الخفيفه والنكات المرحه سويا ..محاوله منه غير مقصوده بتوطيد علاقته معها ..!!
....

....يناقش مع أحمد الدالي احدي المشروعات التي يقوم بها ..
أحمد يقوم بالشرح والتقليب بالأوراق امامه أما يوسف عيناه علي الورق ولكنه غير منتبه ..
أحمد"يلكز يوسف بكتفه"يوسف ..انت يابني 
يوسف"منتفضا"اي ..ف اي
أحمد:بقالي ساعه بتكلم وبعرفك انا هعمل اي وانت هتعمل اي وانت مش معايا خالص ..اي الحكايه
يوسف:مفيش حكايه ولا حاجه ..صداع بس
احمد"بشك"متأكد
يوسف"بتأكيد"ايوة
أحمد:لو ف حاجه مزعلاك احكيلي ..يمكن اساعدك ..
صدقني ف دي نش هتعرف تساعدني "قالها يوسف بضيق"
ثم نهض عن مكانه ..
يوسف:انا همشي بقي ..انا منمتش من امبارح ..وخلاص مش شايف اودامي..
أحمد:تمام ..انا هاخد الورق ده واتناقش فيه مع باقي المهندسين ..متقلقش..
ليربت يوسف علي كتفه"تسلم يابوحميد ..
ثم اشار له بيده بالسلام وهو يوليه ظهره .
ليترك أحمد في تساؤل واستغراب من حالته ..
.........
..الليل بدموعه قاسې وياويلي من عڈابه ..
ليأتي الليل وكأنه يوقد شموعه بقلوب المتحابين والعاشقين ..
تتقلب في فراشها بتثاقل ..ملامح تبدلت الي العبوس وجبين منعقد ..تتأمل سقف الغرفه بضيق ..أيعقل ان تشتاقه ..لم تتوقع عقابه ..توقعت سيرفع صوته ..سيصرخ بها كعادته اسوء التوقعات كانت ان يمد يده ..ولكن ..ترك البيت؟!!
وماذا عن أخر ماقاله .."انا اللي مبقتش عايزك"
بأعين زائغه تجول بالغرفه كلها والقلق يتملكها لتنهض عن مكانها وتستند بظهرها علي الوساده ..تهمس لنفسها"أكيد بكرة او بعده هيرجع يعني ..انا قلقانه ليه بقي!!
تضع كفها علي قلبها وتطبطب عليه بخفه لتفعل الحركه التي تريحها وتخفف من انقباض صدرها "خير ..خييير"
    ..
أما عند الأخر يستوسط فراشه بمنزله الخاص .."ضيق -حزن-انكسار...كلهم يحتلون ملامحه ..لو كان يوجد أمل بعلاقته معها لحدث ..ولكن لايوجد أمل ..باعتقاده لم تحبه ولن تفعل ..ناكرة الجميل "تكره من وقف بجانبها وقت تخلي الجميع عنها ؛من ساعدها من حمل مسؤوليتها وتكفل بها ..اااه غلطه.. لم ينكر خطأه ..ولكن تم اصلاحه ..
..أرشو الملائكه بقطعه من السكر لتبتعد الشياطين عني ..
حاول جاهدا النوم دون فائده ..فمنذ معرفتها والنوم صار خصمه..
  ...
    تمر الايام بسرعه ..فكلا ف عالمه الخاص به ..رضوان مع أسرته وأحمد مابين تأسيس شركته الجديده وشركه يوسف وزوجته هايدي ..وعمر الذي توطدت علاقته كثيرا برغد دون ان يحسب لذلك ..ولكن يمر الوقت ببطء شديد عند يوسف وسارة ..
سارة التي انتظرته ليال ولم يأت ..تحسب غيابه الذي تجاوز الأسبوع ..
..بمنزل أحمد الدالي ليلا ..بغرفه نومه مه هايدي..
متكأ علي ذراعه بالفراش وهايدي تقوم بتمشيط خصلاتها الفحميه ..
أحمد:اخوكي يوسف مش عاجبني اليومين دول !!
هايدي:ليه ماله !
أحمد:مش مركز معايا ..بيسيب الشركه كتير ويختفي ..حتي منظره مبقاش أد كده ..
هايدي"بحزن"اصله متخانق مع مراته وسايب البيت..
أحمد"باستغراب"بتهزرى
هايدى:اه والله بس متقولش بقي ..لا ماما محلفاني  ..
أحمد:لا مټخافيش هقول لمين يعني..
..صمت قليلا وهو يفكر ..لتنتهي الاخري من تمشيط شعرها وتتجه صوب الفراش ..
هتف أحمد وقد التمعت عيناه"عندي فكرة
هايدي"بدهشه"فكرة اي
أحمد :احنا نصالحهم علي بعض ..
لتلوي ثغرها بتذمر"هه..وانت فاكر ان ماما محاولتش تصالح ..بس يوسف منشف راسه ومش راضي يروح البيت ابدا ..
أحمد:ومين قالك اننا هنوديه البيت ..اي رأيك اعزم أهلك كلهم علي بيت الجبل اللي اشتريته قريب ..
الله بجد يااحمد  .دانا نفسي اشوفه اوي"تحدثت هايدي بفرحه"
واهو لما يوسف وسارة يكونو سوا ف بيت الجبل ..المشكله اللي بينهم هتروح لحالها ويتصالحو ..اي رأيك..
هايدي:فكرة حلوة اووي ..انا بكرة هقول لماما وسارة ..وانت عليك يوسف بقي ورضوان ..
أحمد :خلاص سيبي الموضوع ده عليا 
هايدي وهي توليه ظهرها"تصبح علي خير
أحمد:نععم ..ساعه مستنيكي وانتي بتسرحي شعرك وف الاخر تصبح ع خير ..
تكتم ضحكاتها وهو يلتف بذراعيه حول خصرها ويقربها اليه ... ..ليميل علي المصباح الجانبي الموضوع علي المنضده ويقوم باغلاقه ..
....
صباحا ..بالشركه 
  يجلس كلا من أحمد ورضوان مع يوسف بمكتبه  ..محاولين اقناعه ..
أحمد:مفيش لأ ..هتيجي يعني هتيجي
رضوان:صدقني يايوسف تغيير جو وهننبسط 
يوسف:خلصنا احنا الشغل اللي ورانا ..ف هنروح نتفسح ونغير جو ..
ياللا ياستاذ منك ليه ع مكاتبكو ياللا ..
أحمد :انت مش عاملي خاطر !!
يوسف:صدقني انا مخڼوق ..ولو جيت هتخنق بزياده والله ..
أحمد "بعد ان حبط مخططه "انت حر انا قايم اشوف شغلي..
ليتركه مع رضوان ..
رضوان وقد جاءت برأسه فكرة شيطانيه ليضحك عليها بسره ..
رضوان "بمكر"انا كمان هقوم اشوف ورايا ايه..وبالمرة اتصل بعمر عشان يحضر نفسه انه يجي معانا ..
يوسف"الټفت له سريعا"وعمر يجي ليه!!
رضوان:يغير جو يايوسف ..من ساعه ماجه وهو مخڼوق من الجو هنا..عنئذنك انا بقي
يوسف"هدر پغضب"ف داهيه..
ليضحك رضوان وهو يوليه ظهره ويغادر الغرفه بعد ان وصل لما يريد ..ويترك يوسف للغيره تأكله..
   ** بجامعه القاهرة ..من امام كلية التجارة ..تجلس رغد وسارة بأحد المقاعد المجاورة للمبني ..
رغد:طب وانتي مكلمتهوش ليه ؟!!
سارة:مش هيرد عليا ..ده قلهالي صريحه "انا مبقتش عايزك..
رغد:وانتي عيزاه يقولك اي يعني ..كل مايقربلك تاخدي جمب وبتاع ..زهقتي الراجل!
سارة:انا اللي زهقته ..اخس عليكي ..دنتي معايا من الاول وعارفه كل حاجه
رغد:انا مقولتش ان يوسف مش غلطان ..بس هو صلح غلطه ده اولا ثانيا كان مدلعك اخر دلع فلوس موبايلات هدوم ..ياريت ابن عمي كان كده وانا كنت اللي اتحرشت بيه وضايقته "وتضحك بصوت عالي"
سارة:انتي بايخه اصلا ..عمونا هايدي وجوزها عازمنا بكرة عندهم ف بيت شارينه جديد ..ويوسف احتمال يجي ..انصحيني بقي اعمل اي؟!
رغد:بصي ياستي اول ماتشوفيه بوسيه من بوقه
لتضربها سارة بكتفها بقوة واڼفجرتا في الضحك ..
رغد:شوفي انتي حاسه بايه واعمليه وطالما وحشك كده يبقي انتي خلاص حبتيه ..سيبي نفسك والموج هيرفعك..
سارة "ببلاهه"يعني اي اسيب نفسي
رغد"بنفاذ صبر"غبيه غبيه ..الله يكون ف عونك ياجو هتلاقيها م الغبيه دي ولا من عمر!!
سارة:ممممم قوليلي بقي ..انتي اي حكايتك انتي وعمر؟!
رغد"بحرج"حكايه اي ..مفيش حكايه
سارة:احكيلي بقي والنبي..
رغد :هقولك ..بس ده سر 
سارة:ماشي 
رغد :زي ماتقولي كده ابن عمتك واقع ع الأخر ..
سارة:لأ م الأول احكيلي م الأول ..
"تقص عليها تفاصيل علاقتها مع عمر وأحاديثهم ..وتخبرها بأنها هي الأخري وقعت بحبه ."
   ....
      صباح اليوم التالي ..
  يقفون أمام منزل يوسف الزيني ..أحمد وهايدي بسيارتهم ..ورضوان وأروي والأطفال أمام سيارته ..وعمر أيضا الذي جاء بعد الحاح من رضوان "وما مجيئه الا حاجه في نفس يعقوب"
وسارة وأميمه بانتظار مجيئه رغم أن أحمد أخبرهم بأنه لن يأتي 
رضوان"وهو يميل علي اذن احمد يهتف بمكر"اراهنك انه هيجي 
احمد"بسخريه"طالما يوسف قال مش جاي يعني مش هيجي ..
ثم هتف بنبرة أعلي ياللا ياجماعه اركبو ي...
اقتطع حديثه صوت سيارة يوسف التي ظهرت من العدم ..
ترجل من سيارته ؛بقميص أسود مفتوحه ازاراره العلويه وبنطال من الجينز الأسود لتتناسب ثيابه مع ملامحه القاسيه الغاضبه ..فمجرد رؤيته تعلم بأن مجيئه لم يبشر بالخير ..يضع علي عينيه نظارة شمس سوداء تزيد من وسامته وهيبته ..
سغر باتجاه أمه التي استقبلته هي الأخري بعناق طويل وكلمات عتاب ..
ليقتطعهم أحمد:انا قولت انك مش جاي ..
يوسف"وهو يحك بأنامله طرف أنفه "انا لقيتك مصر قولت خلاص هاجي وأمري لله..
رضوان"وهو يضحك بخبث"انا كنت عارف انك جاي ..
ليكتم يوسف غيظه وهو ينظر لعمر الواقف أمامه بكل برود وكالعاده بكامل اناقته ..
يتبادل معهم الحديث متجاهلا ..الواقفه هناك التي تتأمله بوله "ذقنه نمت قليلاا وجهه يبدو عليه الارهاق والتعب ..يخفي الهالات التي ظهرت مؤخرا تحت عينيه بنظارته السوداء "ومع ذلك مازال وسيم وكأنه خرج من غلاف احدي المجلات "
توجهت هايدي ووالدتها مع أحمد للركوب بسيارته ..
وأيضا رضوان و أسرته بسيارته ومعهم عمر ..
لتسير سارة صوب يوسف الذي تصنع بانه يفتح باب سيارته ببطء ..شعر بها خلفه  ..فاستدار لها بتثاقل ..
وأخيرا تتلاقي الأعين .."بحرج تعض علي شفتيها لا تدري ماذا تفعل الأن ..والأخر تجننه تلك الحركه التي تفعلها بشفاهها ..اشرئبت قليلا لتضع كفيها علي كتفيه وتقبله برقه من وجنتيه وتهمس بخفوت"ازيك ..
پصدمه رمقها وهو كالصنم مكانه دون حراك ..
استدارات للجهه الأخري وهي تسير بحرج وبطء وتفتح الباب وتجلس بالجهه المعاكسه له ..
واخيرا انتبه علي حاله ..لينفض عن رأسه ويركب سيارته ويلحق بهم ..
  .. تجلس بجواره بالسيارة ..مركز بالطريق ؛متجاهلها تماما ولكن هي لا !!فنظراتها الجانبيه تفضحها ..مده من الصمت اقتطعته هي 
سارة:عامل اي
يوسف"دون ان ينظر اليها يجيب باقتصار"تمام
حمحمت بحرج لتتحدث"دي ماما كانت زعلانه اوي من غيابك ..
بحاجب مرفوع رمقها "ماما بس!!
لتعض علي شفتيها بحرج وتوتر..والأخر يبلع ريقه بصعوبه من تأثير حركتها فهي تثيره دون ان تشعر ..
صمت مرة أخري ..
ليقف بسيارته بعد ان رأي سيارتهم تصطف أمام هذا المنزل ..فعلم بأنه المكان ..
بنبرة حاده هتفها"انزلي..
وترجلا الاثنان من السيارة  ..
  يجلس يوسف مع الرجال بالصاله يرتشفون الشاي الذي اعدته هايدي لهم ..
والفتيات بزاويه اخري من المنزل يمزحون ويمرحون مع بعضهم ..
قليلا من الوقت مضي ليهتف أحمد وهو ينهض من مطرحه ..تعالو نطلع سطح البيت ياجماعه !!
ليرحبو جميعا بالفكره ..ففكرة خروجهم من منزل الي منزل اخر اصابتهم بالأحباط والضجر ..
ليصعدو جميعا للأعلي بتبعهم يوسف الذي يراقب سارة بعينيه ..
بعد أن استوسطو سطوح المنزل والجو ينذر بسقوط أمطار خفيفه ولكن المنظر من أعلي المنزل جذاب وخاصه انه أعلي الجبل ..
أحمد"بتحذير"خلو بالكو ياجماعه السطح ملوش سور يعني خليكو هنا في النص احسن وأضمن ..
  يراقبها بأعين كالصقر يراقب اقترابها من عمر غير المقصود ..ومزاحها معه ومع الأطفال ..للتحول نظراته الي قلق وهو يراها تقترب من الحافه ..فينتبه بكل حواسه ..
لحظات لم تنتبه فيها علي حالها وهي تلهو مع الأطفال ..للتعثر باحدي الاحجار وتسقط !!
ممسكه بالحافه تقاوم ..الجمييع ېصرخون باسمها ..عداه تخطي الجميع ونام علي بطنه ومد ساعده لها ليلتقطها ..
سارة"بشك من بين دموعها"متسبنيش يايوسف..
يوسف"بملامح متوجعه"مستحيل ..عمري مااسيبك .
ليسحبها ببطء اليه ..حتي جذبها بكل قوته مرة واحده عليه ..
ممدد علي ظهره وهي فوقه يحتضنها بساعديه بكل قوته ..هي بين احضانه قلبه يخفق الف خفقه بالثانيه بصوت مسموع ..بأنفاس متقطعه ووجه شاحب رفعت رأسها لتطمئن عليه ليشد عليها أكثر بساعديه ..
أحمد"وهو ېصرخ"يوسف انت ايدك پتنزف ..
ليميل عليه رضوان ويسحبه بخفه هو وسارة ..لتجذبها هايدي اليها لتهدأتها ..
رضوان:احنا لازم نروح المستشفي دلوقتي ..انت ايدك پتنزف !!
أحمد :حاوطه من كتفه وسار به رغما عنه وكل نظراته صوب سارة .."انا هاخده واروح المستشفي..وصلهم انت يارضوان ..
  .اومأ له رضوان واستدار لهم وبلهجه أمرة هتف بهم"ياللا ياجماعه عشان نروح "
     بصمت تحركو ورائه مستقليين سيارتهم للعوده الي منزل يوسف .. 
       ليلا ..
  الجميع ينتظرون عوده يوسف والاطمئنان عليه ..يجلسون ببهو المنزل ..ليقرع أحدهم جرس الباب فتهم فاطمه بالذهاب وتفتح ..ليدلف احمد للداخل بمفرده ..
أميمه"بقلق"ايه ياأحمد ..جيت لوحدك ليه؟!فين يوسف
مرضاش يجي معايا ..واجبرني اوصله لشقته التانيه ..
رضوان:وانت سمعت كلامه ليه..مش عارف تغصبه ..
أحمد:مرضاش يارضوان واتعصب عليا ..اساسا كان مخڼوق وعايز يكون لوحده .
سارة "بتوتر وقلق"طب عمل اي ف ايده 
أحمد"بحزن"خد خمس غرز فيها ..
لتجلس أميمه بحزن وتتبعها كلا من اروي وهايدي ..وسارة فضلت الصعود الي غرفتها ..
...
اليوم التالي ..باحدي المطاعم ..يجلس عمر مع رغد ..
رغد:نبرتك وانت بتكلمني ف الموبايل مش مطمناني ..ف اي؟!
عمر :انا خلصت الورق وجالي فلوس خلاص
رغد"بعدم فهم"ورق اي وفلوس مين..
مطأطأ رأسه لاسفل يتمتم بخفوت"ورق السفر ..انا راجع كندا
بأعين متسعه من الصدمه اجابت"مسافر كندا ..طب وانا؟!
عمر"محاولا ان بمسك بكفها"صدقيني انا كان نفسي حكايتنا تطول اكتر ..بس انا حياتي هناك ..انا مش قادر اعيش هنا ..
رغد "وهي تصرخ به"ولما انت مش قادر تعيش هنا ..علقتني بيك ليه ..
عمر:اهدي ..ڠصب عني والله ..انا بردو اتعلقت بيكي ..
نهضت من مكانها پعنف وهي تهدر به پغضب" انا اللي غلطانه اني صدقت وعرفت واحد زيك ..سافر وانا عن نفسي هنهيك من حياتي كأني معرفتكش ..
لتتركه بمفرده ..بين اختيارين والأثنان أصعب من بعضهما "هي ..ام السفر والأحلام "
   ...
"تسير بالغرفه ذهابا وايابا ..احيانا تلعب بخصلاتها بملل ..واحيانا تتمتم ببعض الكلمات غير المفهومه ..لتجلس بعد تعب علي طرف الفراش ..تنظر لهيئتها في المرأه التي امامها لتلتمع بأعينها فكرة ما ..!!
تتجه صوب خزانتها وتخرج منها بعض الثياب ..في حيرة من أمرها ..ماذا ترتدي؟!
لتستقر بأعينها علي فستان من الكتان باللون الارجواني ..لتنزع سريعا ثيابها وترتديه ..
وقفت أمام المرأه تنظر لحالها باعجاب فشكل الفستان عليها مدمر ..قامت بعمل تسريحه بسيطه ووتركت العنان لبعض الخصلات لتنزل بانسيابيه علي وجنتيها ..
خرجت من غرفتها وأغلقت الباب خلفها باحكام ..نزلت للاسفل فقابلتها أميمه 
أميمه:رايحه فين ياسارة ولابسه كدن ليه؟!
سارة:بحماس"رايحه ليوسف
أميمه "بفرحه"بجد ..طب هتعرفي تروحي لوحدك
سارة:ايوة متقلقيش ..انا عارفه العنوان ..
لتهتف بمرح "ادعيلي بس..
وشرعت بالذهاب سريعا تاركه أميمه وهي تدعو وتتمني لهم الخير..
   وقفت بمقدمة الشارع ..واستوقفت احدي سيارات الأجرة واعطته العنوان وطلبت منه المغادرة ..
    استوقف السائق سيارته أمام احدي البنايات العاليه ..
السائق:العنوان اهو يا أنسه..
سارة"مبتسمه"شكرا ..وأعطته حسابه .. ودلفت لداخل المبني سريعا واستقلت المصعد ووصلت للدور المقصود..
وقفت أمام باب شقته بتردد وتوتر جلي ..
سحبت نفسا عميقا للداخل ببطء زفرته مرة واحده ؛قرعت الجرس بأنفاس متصاعده متوتره ..لا يجيب ..قرعته مرة أخري ليقتطعها وهو يفتح الباب بقوة ..
تقف علي الباب تنظر له بحنين لا يخلو من الخۏف من ردة فعله ..والأخر يقف أماما بفم متسع من الصدمه ..
لحظات ونطقت ..
"هتسيبني ع الباب كتير"
ليجذبها من رسغها للداخل ويصفق الباب ..فتنتفض الأخري ..
جيتي ليه"قالها يوسف وهو يقترب منها
بنبرة مهتزه"عشان وحشتني..
يوسف "جذبها من ذراعها فاصطدمت بصدره "انتي اللي جتيلي برجليكي ..ومفيش خروج من هنا الا اما تدفعي كل اللي عليكي
ببلاهه"مش فاهمه"
..هتدفعي تمن بعدك عني "  ..قربي ليكي  ..وغيابك عني ..

ليعلن أمتلاكه لها رسميا ..حملها من خصرها .ليدلفا الي الغرفه ويغلق الباب خلفه بقدمه ... وسكتت شهر زاد عن الكلام المباااح.....""""""""""الخاااااتمه💙

"""""الخاااااتمه💙

"بعد مرور عامان..
     بالمنزل الكبير لعائلة الدالي بالصعيد ..
حيث تعمد أحمد زيارة أهله باستمرار بعد أن جرب مرارة مقاطعتهم ؛ يجلس مع أسرته بحديقه المنزل بعد أن زادو فردا جديدا "زياد"البالغ من عمره عام ونصف العام ..اخذ نفس ملامح والده ومرح وخفة والدته ..
يستوسط الجلسه عمه الكبير منصور مستند بعصاه الخشبيه المزخرفه ..
هايدي"وهي تصرخ ب زياد" زياد  زياااد .تعالي اقعد هنا
منصور:سيبيه براحته يابتي ..بيلعب مع ولاد عمامه .
هايدي:هيوسخ هدومه ياعمي دي تالت مرة اغيرله ..
أحمد:سيبيه براحته 
هايدي"متأففه"افضلوانتو كده دلعوه لحد ماخلاص ..معتش بيسمع كلمه لحد ..
ليستدير منصور بجلسته لأحمد:ها أخبار شغلك اي اليومين دول ياولدي..
أحمد"وهو يبتسم ابتسامه عريضه"كل امورى تمام ياعمي ..بركاتك ودعواتك معايا علطول ..
منصور"وهو يربت علي كتفه"عايزك ترفع راسي ياولد دياب ..
أحمد"مطمئننا"متخافش ياعمي ..الحمدلله كل أمورى ماشيه تمام ..
طب اجوم انا بجي الحج اصلي العصر لايفوتني ..
قالها منصور وهو ينهض من مكانه مستند علي عصاه الخشبيه ..
..أحمد وهو يتحدث لهايدي"تعالي اقعدي جمبي هنا ..
هايدي:لأ خليني هنا عشان أخلي بالي من زياد..
أحمد"يجذبها من زراعها ليجلسها بجواره ..
من يوم ماخلفتي الواد ده وانت سيباني ومقصرة معايا ..
هايدي"بدهشه"أحمد أنت غيران من ابنك..
أحمد:انا أغير من اي حد ياخدك مني ..حتي لو كان ابني ..
هايدي"وهي تزيح يده من علي أكتافهها"أحمد ..يخربيتك بتعمل اي ..احنا ف الجنينه افرض مرات عمك طلعت دلوقت ..
احمد:ماتطلع ..
هايدي:والنبي ياأحمد خف شويه مش ناقصين فضايح 
أحمد:مش هسيبك الا اما توعديني بليله من بتوع زمان قبل ما الواد ده يشرف ..
هايدي"تضحك بخجل":وعد خلاص ..بس سيبني اقوم بقي  ..
حياه مستقرة هادئه تعيشها مع زوجها وأبنها وأهليهما ..بعد ماعانت بطيشها وبعدها عن دينها وأهلها ..لتستغل فرصتها الوحيده التي جائتها علي طبق من ذهب واستطاعت الحفاظ عليها..
  ** بالقاهرة بمنزل الزيني ..
يجتمعون ببهو المنزل  ..
يميل علي الأريكه بنصفه العلوي ممسك بجهاز الحاسوب الخاص به ..مرتدي نظارته الطبيه الخاصه بالقراءه  ..لتأتي من خلفه صغيرة لم تتجاوز العام ..
بنبرة طفوليه غير مفهومه تتحدث له وهي تجذبه من قميصه ..لينتبه عليها فيترك حاسوبه ويحملها ويجلسها 
لتقهقه أميمه وتتنحنح سارة بحرج ..
لتهمس باذنه بشقاوة بعد ان مالت عليه "وقح"
يوسف وهو يعتدل بجلسته ومازال يحتضن صغيرته "قولي تاني كده قولتي اي
سارة"وهي تضحك باستنكار هتفت"مقولتش ..
يوسف"بغرور"ايوة كده جيبي ورا ..
   ..لحظات ورن جرس الباب ..لينهض يوسف ويفتح ..
رضوان ومعه أسرته ..
يتبادلا السلام والعناق ..ويجلسا سويا 
رضوان :عامل اي
يوسف :الحمدلله ..
رضوان :ها يامرات خالي طبخالنا اي انهارده ..
لتضحك اميمه من أسلوبه :عملالك المكرونه اللي بتحبها 
رضوان "بمشاغبه"احلي حما دي ولا اي..
...أمسكت سارة بهاتفها بعد ان اهتز بجيب بنطالها ..لتجيب بنبرة مرحه 
سارة:ايوة يارغد ياحبيبتي عامله اي
......
ساره:اهدي اهدي ..انتي بتولدي دلوقتي ..
......
سارة :مسافه الطريق واكون عندك في المستشفي ..سلام ..
لتستدير ليوسف
سارة"بقلق"يوسف رغد بتولد ..احنا لازم نروح دلوقت ..
يوسف :وليه لازم ..هو احنا اللي هنولدها
لكزته بكتفه بغيظ"بطل بواخه بقي وقوم غير عشان نروح سوا ..
..معلش ياماما هروح لرغد المستشفي
اميمه:طب اتغدوا الأول 
سارة :مفيش وقت ..شكلها تعبان اووي 
نهض يوسف من مكانه بتثاقل ليصعد لغرفته ويبدل ثيابه ..
     ....
من المشفي 
  باحدي الغرف المخصصه للمرضي تنام رغد علي أحدي الأسرة الحديديه ..
لتدلف سارة وخلفها يوسف ..
سارة:عامله اي ياحبيبتي ..مټخافيش خير انشالله
يوسف "يضع كفيه بجيبي بنطاله ببرود يتفحص الغرفه أمامه ليهتف بضجر:اومال جوزك فين
لتصرخ :بقاله ساعه بيجيب ميه ..اموت واعرف بيجيب ميه منين ..
في تلك الاثناء دخل عمر ومعه زجاجتين من المياه الغازيه ..
ها عامله اي دلوقتي ..كويس انك جيتي ياسارة..
رغد"بصړاخ"اتأخرت ليه 
أعمل اي ..مش كنتي عاوزه ميه ..خدي اشربي.
رغد"بصړاخ"ابعد عناااي ..انت السبب ف اللي انا فيه ده

ليقترب أكثر منها وبصوت غير مسموع لاحد غيرها ليهتف بوقاحه"يعني وهو انا اڠتصبتك ..ماهو كان بمزاجك"
لتتعالي عليه بصړاخها وتدخل الطبيبه ومعها بعض الممرضات  وتقوم بتهدئتها ونقلها علي سرير اخر واخذها لغرفه العمليات لاجراء الولاده ..
    .. 
يوسف "لعمر"مبروك ع الولد ..هتسميه اي
عمر"بامتنان "الله يبارك فيك ..هسميه أدهم ..
سارة"مبتسمه"مبروك ياعمر ؛واد زي القمر..
عمر:الله يبارك فيكي ..اخبار رغد اي؟!
سارة:لسه نايمه ..بس الحمدلله الدكتور بتقول انها بخير..
عمر:الحمدلله ..
     عوده الي الماضي قبل سنتين ..
بمطار القاهرة ..
صوت يصدح بأركان المطار يهتف بالميكروفون "اخر نداء لاقلاع طائرة كندا ..
يجلس علي احدي كراسي المطار بضيق يضع كفيه علي رأسه امامه حقائبه وبيده تذكرته وجواز سفره  ..
في حيرة من أمره ولكن بجلوسه واستسلامه قد حسم أمره واختار البقاء والعوده اليها ..

ليهاتفها وقرر مفاجأتها بأنه اختار البقاء معها عن العوده الي كندا ..شهران تمت بهما خطبتهما ليتزوجوا وااخير..
      ...
"""المشهد الأخير ..
الجميع بمنزل يوسف الزيني ..كلا مع زوجته وأسرته ..يلتفون حول المائده واصوات ضحكاتهم تملأ المكان ..
أحمد بجوار هايدى ورضوان معه أروي يميل عليها برأسه وعمر يجلس مقابل رغد ويحمل بكفيه صغيره الجديد ..والأطفال مع بعضهم يلهون 
    زياد الصغير الذي لم يتجاوز العامان يلعب مع بنت عمه يوسف"ليندا"ويمسك كفها ..ليأتي يوسف الصغير ابن رضوان بعصبيه وينزع كف الصغير من يد زياد وهو يرمقه بغيظ ..ليهز الصغيرة من أكتافها ويتحدث بنبرة طفوليه "متلعبيش مع حد خالص ..متلعبيش مع حد تاني غيري"
لتومأ الصغيرة برأسها وكأنها فهمت حديثه ..ليضحك الجميع علي ما حدث تحت انظارهم..
رضوان"بتباهي"الواد يوسف ابني ده مسيطر 
أروي"وهي تخرج لسانها لزوجها بطفوليه"طالع لخاله ..
ليتذمر رضوان ويقهقه يوسف علي حالهم
سارة"پغضب مصطنع"طب والله ماينفع بيلعبو ببنتي كده ..هي عشان غلبانه هيتحكمو فيها 
أحمد:مين دي اللي غلبانه دي بنت يوسف ..اما لففتهم كلهم علي رجل واحده مبقاش انا 
فتتعالي الضحكات مرة أخري ..
ويوسف الصغير ممسك بيد الصغيره ويلعب معها وكأنها ابنته .."وقد تاه الصغير بزرقه عيناها وكأنها سماء صافيه تتناغم مع زرقة البحر "
   "" ..ليلا 
بغرفه نوم يوسف وسارة ..تحمل سارة بنتها الصغيرة علي كتفها محاولة تهدئتها كي تنام ..
يوسف"وهو ممدد علي الفراش"ها نامت ولا لسه 
سارة"بهمس"شششش ..شكلها هتنام اهو خلاص ..
لتسير بخطي هادئه صوب سرير الطفله الصغير وتضعها بعنايه وخفه كي لا تستيقظ ...وقفت قليلا تتأمل ملاكها النائمه بوله ..ليحاوطها بذراعيه وهو يدفس انفه بخصلاتها 
يوسف"بنبرة متحشرجه يهمس بها"ياللا عشان تنيميني انا كمان ..
لتهز سارة رأسها بيأس من تصرفاته وتستدير له "روح نام يايوسف ..انا عايزه اللي ينيمني .
يوسف"بتلاعب"بس كده ده احب شئ ع قلبي اني اعمله ..
لتضحك وهي تبتعد بوجهها عنه ..
ليجذبها ثانية من ذقنها "انتي عارفه اني اسعد مخلوق ف الدنيا..
سارة:ليه..
يوسف:عشان انتي مراتي وأم بنتي ..وعشان أمي موجوده ودايما بتدعيلي ..
لتميل عليه بشقاوة"انا كمان محظوظه عشان انت جوزي ..
يوسف:لا قولي تاني ..دنتي فين وفين لما بتبلي ريقي بكلمه حلوة ..
لتقبله بنعومه علي وجنتيه "تصبح ع خير بقي 
يوسف"يجذبها ثانيه"لأ تصبح ع خير اي ..ده لسه ف كلام بينا متقالش ..ليسحبها من كفها برفق ويتجه صوب فراشه  .وهو يحاوطها لتبدأ ليلته معها ويأخذ الحديث طريقا أخر محبب لقلبه وقلبها كذلك .. 
"وحينما تكونين بأحضاني سأخبرك بأن الحنين كان في كل ليله يسرقني ممن حولي ويقذف بي الي زرقة عيناكي؛سأقبلك ..سأقبل كل ذرة بجسدك لتخبرك قبلاتي بعشقي وشوقي وأملي بك ؛واوعدك أمام نفسي ووعد الحر دين ..بأنك لن تذيقي الۏجع مني الا من عناقي ؛فأنا الغريق ببحر عيناك وأرفض النجاه وارحب بالهلاك بهما ...
      ''''""لتنتهي قصتنا .قصة حب بدأت بكره لتتحول الي عشق يغزو قلوب ابطالنا ...
وتبدأ قصه أخري بمكان بعيد عن رجل اربعيني ذات منصب يقع في حب فتاه لم تتجاوز العشرين ..كيف سيجعلها تحبه وهي بالأساس تكرهه وتري عيوبه وعلي علم بها ..لنغلق الباب علي يوسف وسارة 
ونسير الي طريق أخر ليفتح لنا باب أخر يوجد بداخله عماار وريم ....💙""""الخاااااتمه💙 
من الساعه 1بحملها ومش راضيه تنزل مش عارفه انا اللي فقر ولا انتو اللي فقر ولا اي ومنمتش عشان انزلها والله

"بعد مرور عامان..
     بالمنزل الكبير لعائلة الدالي بالصعيد ..
حيث تعمد أحمد زيارة أهله باستمرار بعد أن جرب مرارة مقاطعتهم ؛ يجلس مع أسرته بحديقه المنزل بعد أن زادو فردا جديدا "زياد"البالغ من عمره عام ونصف العام ..اخذ نفس ملامح والده ومرح وخفة والدته ..
يستوسط الجلسه عمه الكبير منصور مستند بعصاه الخشبيه المزخرفه ..
هايدي"وهي تصرخ ب زياد" زياد  زياااد .تعالي اقعد هنا
منصور:سيبيه براحته يابتي ..بيلعب مع ولاد عمامه .
هايدي:هيوسخ هدومه ياعمي دي تالت مرة اغيرله ..
أحمد:سيبيه براحته 
هايدي"متأففه"افضلوانتو كده دلعوه لحد ماخلاص ..معتش بيسمع كلمه لحد ..
ليستدير منصور بجلسته لأحمد:ها أخبار شغلك اي اليومين دول ياولدي..
أحمد"وهو يبتسم ابتسامه عريضه"كل امورى تمام ياعمي ..بركاتك ودعواتك معايا علطول ..
منصور"وهو يربت علي كتفه"عايزك ترفع راسي ياولد دياب ..
أحمد"مطمئننا"متخافش ياعمي ..الحمدلله كل أمورى ماشيه تمام ..
طب اجوم انا بجي الحج اصلي العصر لايفوتني ..
قالها منصور وهو ينهض من مكانه مستند علي عصاه الخشبيه ..
..أحمد وهو يتحدث لهايدي"تعالي اقعدي جمبي هنا ..
هايدي:لأ خليني هنا عشان أخلي بالي من زياد..
أحمد"يجذبها من زراعها ليجلسها بجواره ..
من يوم ماخلفتي الواد ده وانت سيباني ومقصرة معايا ..
هايدي"بدهشه"أحمد أنت غيران من ابنك..
أحمد:انا أغير من اي حد ياخدك مني ..حتي لو كان ابني ..
هايدي"وهي تزيح يده من علي أكتافهها"أحمد ..يخربيتك بتعمل اي ..احنا ف الجنينه افرض مرات عمك طلعت دلوقت ..
احمد:ماتطلع ..
هايدي:والنبي ياأحمد خف شويه مش ناقصين فضايح 
أحمد:مش هسيبك الا اما توعديني بليله من بتوع زمان قبل ما الواد ده يشرف ..
هايدي"تضحك بخجل":وعد خلاص ..بس سيبني اقوم بقي  ..
حياه مستقرة هادئه تعيشها مع زوجها وأبنها وأهليهما ..بعد ماعانت بطيشها وبعدها عن دينها وأهلها ..لتستغل فرصتها الوحيده التي جائتها علي طبق من ذهب واستطاعت الحفاظ عليها..
  ** بالقاهرة بمنزل الزيني ..
يجتمعون ببهو المنزل  ..
يميل علي الأريكه بنصفه العلوي ممسك بجهاز الحاسوب الخاص به ..مرتدي نظارته الطبيه الخاصه بالقراءه  ..لتأتي من خلفه صغيرة لم تتجاوز العام ..
بنبرة طفوليه غير مفهومه تتحدث له وهي تجذبه من قميصه ..لينتبه عليها فيترك حاسوبه ويحملها ويجلسها علي بطنه ..
يوسف"وهو يتغزل بها وبزرقة عيناها التي بالطبع أخذتها من والدتها"القمر بتاعي مضايق ليه ..
فتضحك ليندا لوالدها ..فيقوم بتقبيلها مرات عديده 
سارة:مممم  ..ماشي ياليندا ..بابي بس هو اللي تبوسيه وتكلميه انما مامي لا..
ليهتف يوسف وهو يرمقها بتلاعب :لأ هي تبوسني انا بس ..انما انتي انا بس اللي ابوسك ..
لتقهقه أميمه وتتنحنح سارة بحرج ..
لتهمس باذنه بشقاوة بعد ان مالت عليه "وقح"
يوسف وهو يعتدل بجلسته ومازال يحتضن صغيرته "قولي تاني كده قولتي اي
سارة"وهي تضحك باستنكار هتفت"مقولتش ..
يوسف"بغرور"ايوة كده جيبي ورا ..
   ..لحظات ورن جرس الباب ..لينهض يوسف ويفتح ..
رضوان ومعه أسرته ..
يتبادلا السلام والعناق ..ويجلسا سويا 
رضوان :عامل اي
يوسف :الحمدلله ..
رضوان :ها يامرات خالي طبخالنا اي انهارده ..
لتضحك اميمه من أسلوبه :عملالك المكرونه اللي بتحبها 
رضوان "بمشاغبه"احلي حما دي ولا اي..
...أمسكت سارة بهاتفها بعد ان اهتز بجيب بنطالها ..لتجيب بنبرة مرحه 
سارة:ايوة يارغد ياحبيبتي عامله اي
......
ساره:اهدي اهدي ..انتي بتولدي دلوقتي ..
......
سارة :مسافه الطريق واكون عندك في المستشفي ..سلام ..
لتستدير ليوسف
سارة"بقلق"يوسف رغد بتولد ..احنا لازم نروح دلوقت ..
يوسف :وليه لازم ..هو احنا اللي هنولدها
لكزته بكتفه بغيظ"بطل بواخه بقي وقوم غير عشان نروح سوا ..
..معلش ياماما هروح لرغد المستشفي
اميمه:طب اتغدوا الأول 
سارة :مفيش وقت ..شكلها تعبان اووي 
نهض يوسف من مكانه بتثاقل ليصعد لغرفته ويبدل ثيابه ..
     ....
من المشفي 
  باحدي الغرف المخصصه للمرضي تنام رغد علي أحدي الأسرة الحديديه ..
لتدلف سارة وخلفها يوسف ..
سارة:عامله اي ياحبيبتي ..مټخافيش خير انشالله
يوسف "يضع كفيه بجيبي بنطاله ببرود يتفحص الغرفه أمامه ليهتف بضجر:اومال جوزك فين
لتصرخ :بقاله ساعه بيجيب ميه ..اموت واعرف بيجيب ميه منين ..
في تلك الاثناء دخل عمر ومعه زجاجتين من المياه الغازيه ..
ها عامله اي دلوقتي ..كويس انك جيتي ياسارة..
رغد"بصړاخ"اتأخرت ليه 
أعمل اي ..مش كنتي عاوزه ميه ..خدي اشربي.
رغد"بصړاخ"ابعد عناااي ..انت السبب ف اللي انا فيه ده

ليقترب أكثر منها وبصوت غير مسموع لاحد غيرها ليهتف بوقاحه"يعني وهو انا اڠتصبتك ..ماهو كان بمزاجك"
لتتعالي عليه بصړاخها وتدخل الطبيبه ومعها بعض الممرضات  وتقوم بتهدئتها ونقلها علي سرير اخر واخذها لغرفه العمليات لاجراء الولاده ..
    .. 
يوسف "لعمر"مبروك ع الولد ..هتسميه اي
عمر"بامتنان "الله يبارك فيك ..هسميه أدهم ..
سارة"مبتسمه"مبروك ياعمر ؛واد زي القمر..
عمر:الله يبارك فيكي ..اخبار رغد اي؟!
سارة:لسه نايمه ..بس الحمدلله الدكتور بتقول انها بخير..
عمر:الحمدلله ..
     عوده الي الماضي قبل سنتين ..
بمطار القاهرة ..
صوت يصدح بأركان المطار يهتف بالميكروفون "اخر نداء لاقلاع طائرة كندا ..
يجلس علي احدي كراسي المطار بضيق يضع كفيه علي رأسه امامه حقائبه وبيده تذكرته وجواز سفره  ..
في حيرة من أمره ولكن بجلوسه واستسلامه قد حسم أمره واختار البقاء والعوده اليها ..

ليهاتفها وقرر مفاجأتها بأنه اختار البقاء معها عن العوده الي كندا ..شهران تمت بهما خطبتهما ليتزوجوا وااخير..
      ...
"""المشهد الأخير ..
الجميع بمنزل يوسف الزيني ..كلا مع زوجته وأسرته ..يلتفون حول المائده واصوات ضحكاتهم تملأ المكان ..
أحمد بجوار هايدى ورضوان معه أروي يميل عليها برأسه وعمر يجلس مقابل رغد ويحمل بكفيه صغيره الجديد ..والأطفال مع بعضهم يلهون 
    زياد الصغير الذي لم يتجاوز العامان يلعب مع بنت عمه يوسف"ليندا"ويمسك كفها ..ليأتي يوسف الصغير ابن رضوان بعصبيه وينزع كف الصغير من يد زياد وهو يرمقه بغيظ ..ليهز الصغيرة من أكتافها ويتحدث بنبرة طفوليه "متلعبيش مع حد خالص ..متلعبيش مع حد تاني غيري"
لتومأ الصغيرة برأسها وكأنها فهمت حديثه ..ليضحك الجميع علي ما حدث تحت انظارهم..
رضوان"بتباهي"الواد يوسف ابني ده مسيطر 
أروي"وهي تخرج لسانها لزوجها بطفوليه"طالع لخاله ..
ليتذمر رضوان ويقهقه يوسف علي حالهم
سارة"پغضب مصطنع"طب والله ماينفع بيلعبو ببنتي كده ..هي عشان غلبانه هيتحكمو فيها 
أحمد:مين دي اللي غلبانه دي بنت يوسف ..اما لففتهم كلهم علي رجل واحده مبقاش انا 
فتتعالي الضحكات مرة أخري ..
ويوسف الصغير ممسك بيد الصغيره ويلعب معها وكأنها ابنته .."وقد تاه الصغير بزرقه عيناها وكأنها سماء صافيه تتناغم مع زرقة البحر "
   "" ..ليلا 
بغرفه نوم يوسف وسارة ..تحمل سارة بنتها الصغيرة علي كتفها محاولة تهدئتها كي تنام ..
يوسف"وهو ممدد علي الفراش"ها نامت ولا لسه 
سارة"بهمس"شششش ..شكلها هتنام اهو خلاص ..
لتسير بخطي هادئه صوب سرير الطفله الصغير وتضعها بعنايه وخفه كي لا تستيقظ ...وقفت قليلا تتأمل ملاكها النائمه بوله ..ليحاوطها بذراعيه وهو يدفس انفه بخصلاتها 
يوسف"بنبرة متحشرجه يهمس بها"ياللا عشان تنيميني انا كمان ..
لتهز سارة رأسها بيأس من تصرفاته وتستدير له "روح نام يايوسف ..انا عايزه اللي ينيمني .
يوسف"بتلاعب"بس كده ده احب شئ ع قلبي اني اعمله ..
لتضحك وهي تبتعد بوجهها عنه ..
ليجذبها ثانية من ذقنها "انتي عارفه اني اسعد مخلوق ف الدنيا..
سارة:ليه..
يوسف:عشان انتي مراتي وأم بنتي ..وعشان أمي موجوده ودايما بتدعيلي ..
لتميل عليه بشقاوة"انا كمان محظوظه عشان انت جوزي ..
يوسف:لا قولي تاني ..دنتي فين وفين لما بتبلي ريقي بكلمه حلوة ..
لتقبله بنعومه علي وجنتيه "تصبح ع خير بقي 
يوسف"يجذبها ثانيه"لأ تصبح ع خير اي ..ده لسه ف كلام بينا متقالش ..ليسحبها من كفها برفق ويتجه صوب فراشه  .وهو يحاوطها لتبدأ ليلته معها ويأخذ الحديث طريقا أخر محبب لقلبه وقلبها كذلك .. 
"وحينما تكونين بأحضاني سأخبرك بأن الحنين كان في كل ليله يسرقني ممن حولي ويقذف بي الي زرقة عيناكي؛سأقبلك ..سأقبل كل ذرة بجسدك لتخبرك قبلاتي بعشقي وشوقي وأملي بك ؛واوعدك أمام نفسي ووعد الحر دين ..بأنك لن تذيقي الۏجع مني الا من عناقي ؛فأنا الغريق ببحر عيناك وأرفض النجاه وارحب بالهلاك بهما ...
      ''''""لتنتهي قصتنا .قصة حب بدأت بكره لتتحول الي عشق يغزو قلوب ابطالنا ...
وتبدأ قصه أخري بمكان بعيد عن رجل اربعيني ذات منصب يقع في حب فتاه لم تتجاوز العشرين ..كيف سيجعلها تحبه وهي بالأساس تكرهه وتري عيوبه وعلي علم بها ..لنغلق الباب علي يوسف وسارة 
ونسير الي طريق أخر ليفتح لنا باب أخر يوجد بداخله عماار وريم ....💙