رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب الفصل الاول الى التاسع
حبيبتي . إحنا معاكي أهو و مش هنسيبك أبدا
يبقي مافيش داعي تضايقي نفسك
رمقتها سلاف بإمتنان و قد لاحت علي فمها طيف إبتسامة و هي تقول
ربنا يخليكي ليا يا عمتو . أنا ماكنش ليا غير بابا
و لما ماټ حسيت إني لوحدي . ماكنتش فاكرة إنكوا هتهتموا بيا أوي كده و تبعتولي عشان أجي أعيش معاكوا . بجد مش عارفة منغيرك كنت هعمل إيه و هعيش لوحدي إزاي ! .. و ټحطم صوتها في الكلمة الأخيرة
نظرت لها أمينة بتأثر شديد و شدتها إلي صدرها و هي تقول بصوت مهزوز
إنتي دلوقتي عندي أغلي من ولادي . مش هاسيبك أبدا و طلباتك كلها مجابة . أنا بقيت مكان أبوكي و كمان بقيت أمك مش عمتك و بس
سلاف ربنا يخليكي ليا .. كان صوتها طافح بالسعادة الآن
أبعدتها أمينة قليلا و نظرت إليها بحنان قائلة
ماعندناش وقت !
أمام شقة راجية عمران ...
كان مالك ينتظر مع أمه لكنه صبره نفذ و صاح بغيظ
أموت و أعرف بنتك بتهبب إيه جوا
أنا كمان دقيقة و هتشل
راجية بحدة
إتكلم عدل يا واد إنت . مش قالت نسيت حاجة و دخلت تجيبها
مالك بسخرية
رمقته راجية بنظرات محتقنة و قالت
إحترم نفسك .. يا قليل الأدب
مالك بإنفعال
و الله سواء إنتي و لا هي تغيظوا الصراحة . أنا نفسي أفهم إحنا رايحين نتفسح ده إحنا رايحين نشوف واحدة أبوها مټوفي من إسبوع . يصح إللي بنتك بتعملو ده و إنتي بتشجعيها !
قولتلك إسكت . لو إتكلمت تاني قسما بالله إنت عارف إيه إللي هايحصلك
مالك عارف عارف . هتكلمي أبويا يشوفله صرفة معايا .. ثم زفر بضيق شديد و قال
يا شيخة يا رب يرجع و تلاقيه إنتي و بنتك فوق راسكو فجأة عشان يظبتكو مع بعض و يريحني
في هذا الوقت ... تنزل لبنة عمران و أبنائها خلفهم إيمان عمران و زوجها سيف ..
مين إللي مضايقك كده
مالك و هو ينظر لأمه متبرما
محدش مضايقني يا خالتو . أنا بس مانمتش لما رجعت من الجامعة و مزاجي مش حلو الليلة دي
ماتقلقش دلوقتي أكل ماما يصهللك يا مالك .. قالتها إيمان بإبتسامة و هي تهبط الدرج بحذر مستندة إلي ذراع زوجها
ليجدها تنظر له بتوعد ففال بإسراع
ده بعد أكل ماما طبعا
إنفجر الجميع ضاحكا و تساءلت حلا بإستغراب
أومال فين مايا يا خالتو مش نازلة معانا و لا إيه !
أنا أهووو ! .. قالتها مايا و هي تأتي راكضة من الداخل
أخيرا إنتهت !
كانت متبرجة بشكل مزعج و مبالغ فيه و كانت ترتدي ملابس تكاد تتمزق حول جسمها ...
أحاطت بها نظرات الإستنكار من الكل إلا أمها ... كانت سعيدة جدا بها إبتسامتها واسعة من الأذن للأذن
و لكن مالك كشړ غاضبا و صاح
إيه إللي إنتي عملاه في نفسك ده يا هانم إحنا رايحين فرح إنجري علي جوا يلآا غيري القرف إللي لبساه ده و إمسحي الهباب إللي علي وشك ده يا إما مافيش نزول من الشقة
و إنت مالك إنت أنا أعمل إللي أنا عايزاه إنت فاكر نفسك ممكن تتحكم فيا إحنا الإتنين أد بعض يا بابا
كاد مالك يتحدث لتقاطعه أمه بحدة
مآاالك ! لم نفسك قولتلك . مالكش دعوة بأختك هي في بيتها وسط أهلها يعني براحتها تعمل إللي هي عايزاه شوفتها خرجت بالمنظر ده
عقد مالك حاجبيه بعدم تصديق ثم نظر لبقية العائلة و قال
طيب أنا مش هتكلم يا جماعة . إتكلموا إنتوا
ده منظر أختي تنزل تعزي بيه واحدة أبوها ماټ من كام يوم !!!
أطرق الجميع رؤوسهم غير قادرين علي قول كلمة الحق مخافة بطش راجية ... لكن لبنة هدأت الشاب اليافع بإسلوبها اللطيف
معلش يا مالك . إحنا بردو مش نازلين ننكد عليها يعني
إحنا نازلين نتعرف عليها و نخرجها شوية من إللي هي فيه
أختك ماتقصدش حاجة وحشة يا حبيبي
مايا قوليله يا خالتو .. و رمته بنظرة عابسة
نظر لها مالك بغيظ شديد و قال عبر أسنانه المطبقة
مآااشي يا مايا . أما أشوف أخرتها معاكي !
عند سلاف ... أخيرا و بعد تنقيب دقيق في الخزانة
إختارت رداء من الچينز الغامق ذو أكمام قصيرة يصل إلي ما بعد ركبتاها .. إتتعلت صندلا أبيض و رفعت شعرها علي شكل