رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب الفصل الاول الى التاسع
راحت الفتاتان تتبادلا بعض العبارات القليلة ... حتي وصلوا أخيرا إلي منزل آلعمران ..
ذلك المعمار الباهر
نادي أدهم بواب البيت و آمره بلطف
عم حسن خد الشنط إللي ورا في صندوق العربية و طلعهم عندي في الشقة
البواب تحت آمرك يا أدهم بيه
عائشة بإستغراب
الله ! إنت مش طالع معانا يا أدهم
أدهم لأ يا عائشة أنا متأخر أصلا يدوب ألحق المحاضرة التانية و بعدين أعدي علي المركز و إن شاء الله أكون هنا علي المغرب
طيب يا حبيبي . تروح و ترجع بالسلامة يا رب
و أخذ البواب أمتعة سلاف و صعد بها إلي شقة أدهم ...
تبعت سلاف إبنة عمتها و هي تتفحص المنزل بإعجاب ..
واسع الفناء و يوجد به حديقة صغيرة في الأسفل و جراچ للسيارات و من الداخل الجدران كلها مغطاة بألواح المرايا و الأرض من الرخام الصقيل
أخذ البواب المصعد أما عائشة فإصطحبت سلاف و أخذا الدرج ... لم يصعدا كثيرا حيث تقع الشقة بالطابق الأول
أديها وصلت أهي يا ماما ! .. قالتها عائشة بإبتسامة عريضة
لتري سلاف بعد ذلك هذه المرأة الخمسينية تشبه والدها إلي حد كبير .. أقبلت عليها و علي وجهها أكبر إبتسامة في العالم ..
سلاف ! .. هتفت أمينة و هي تكوب وجه سلاف بكفيها و أردفت بدموع
شعرت سلاف بالألفة مع عمتها أسرع مما توقعت فإلتمعت الدموع بعيناها و هي تنظر في ملامح وجهها الشبيهة بملامح أبيها
ثم خرج صوتها مرتعشا و هي تقول بإبتسامة حزينة
ش شكرا لحضرتك !
ضحكت أمينة و أحتضنتها بقوة ثم أبعدتها عنها بعد لحظات و قالت
عايزاكي علي أد ما تقدري تحاولي تمسكي نفسك قدامها . هو أه أبوكي طول عمره متغرب عننا بس هي في الأخر أمه بردو . فاهماني
أومأت سلاف بتفهم لتبتسم أمينة برضا و تأخذها إلي غرفة الجدة
دقت الباب و فتحت ...
سيدة في العقد السابع من عمرها تجلس علي كرسي متحرك ... رأسها يشتعل شيبا و بدت في أرزل العمر و لكن رغم ذلك إستطاعت سلاف أن تري الحب و الحنان ينبعثان من عيناها
تعالي . تعالي في حضڼي يابنت الغالي !
بدون تردد إنطلقت سلاف و إستقرت في حضڼ جدتها الدافئ ... ربتت حليمة علي ظهرها و هي تقول بصوتها الممتزج بالدموع
آاااه يا حبيبتي . إتحرمت منك و من أبوكي عمر بحاله
بس مش هتسيبيني خلاص . من إنهاردة إنتي في حضڼي و مش هتتواربي عن عيني الأيام إللي فضلالي أبدا .. إبكي . إبكي يا سلاف ماتمنعيش دموعك يابنتي
تشريح !
بعد وقت قصير قضته سلاف في الجلوس مع جدتها و التعرف عليها بشكل سريع ... طلبت أمينة من عائشة أن تأخذ سلاف و توصلها إلي غرفتها الخاصة
ذهبت الفتاتان
لتفتح عائشة باب لغرفة واسعة تشيع فيها الفخامة و الكلاسيكية حيث ورق الحائط الأزرق و الأثاث المذهب و السجاد العجمي السميك ..
ها ياستي ! إيه رأيك .. قالتها عائشة بتساؤل و هي تمد ذراعها مستعرضة الغرفة
سلاف و هي تهز رأسها بإستحسان كبير
جميلة أوي
عائشة بإبتسامة
علي فكرة إنتي حظك حلو أوي
الأوضة دي كلها جديدة لانج . المفروض إن أدهم جهزها عشان زهق من أوضته فقال ينقل هنا و كان علي وشك
بس لما عرف إنك جاية قال لماما خلاص هيسبهالك
أحمر وجه سلاف و هي تقول و قد داهمتها ذكرى لقائها به
ذوق أوي أدهم !
و هنا إنفجرت عائشة في الضحك قائلة
أنا عارفة إنك مش طايقاه و إنطباعك عنه أكيد زفت و فاكرة إنه مش مرحب بوجودك معانا . أنا عذراكي و الله .. ثم أكملت بجدية
بس و الله و مش عشان هو أخويا . أدهم كويس جدا جدا جدا . و من النادر تلاقي حد في صفاته و أخلاقه و مش معني إنه مارضيش يسلم عليكي يبقي مش طايقك لأ . هو بس زي ما قولتلك ملتزم أوووي
سلاف برقتها المعهودة
أنا فاهمة يا عائشة . و مش مضايقة منه
عادي هو حر
جاءت أمينة في هذه اللحظة و قالت و هي تحيط كتف سلاف بذراعها
سلاف حبيبتي . ها الأوضة عجبتك
سلاف بإمتنان
حلوة أوي