رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب الفصل الاول الى التاسع
حضرتك . بجد ده كتير
إبتسمت أمينة و هي تقول بحنان
أولا مافيش حاجة تكتر عليكي . ده إنتي بنت أخويا الوحيد الغالي . ثانيا أنا مش عجباني كلمة حضرتك دي تقيلة أوي يا سلاف و مش حلوة
سلاف بحيرة
طيب عايزاني أقول لحضرتك إيه !
أمينة ببساطة
قوليلي يا عمتو . مش أنا عمتك
أومأت سلاف بشئ من الخجل ..
أمينة حلو . يبقي من هنا و رايح أنا إيه
عمتو أمينة !
و إنتي حبيبة قلب عمتو أمينة .. قالتها أمينة بسعادة و إحتضنتها من جديد
عائشة بغمزة
الله الله ! يسلام علي المشاعر الجياشة دي
شكلك جيتي تقطعي عليا ياست سلاف
رمقتها سلاف مبتسمة بينما إبتعدت أمينة عنها قليلا لتقول
إسمعي يا حبيبتي . كمان شوية كده بعد ما نتغدا و نقعد مع بعض . هنجمع بقيت العيلة هنا عشان يتعرفوا عليكي
أمينة ما أصل ده بيت عيلة يا حبيبتي . عمات أدهم و عائشة عايشين معانا هنا في البيت هما و ولادهم فأنا قلت
واجب يتعرفوا عليكي أول ما تيجي عشان تبقي عارفاهم كلهم أصلك هتشوفيهم كتير
سلاف بتفهم
أوك يا عمتو . إللي تشوفيه حضرتك
أمينة بإبتسامة عريضة
حبيبتي . ربنا يحميكي يا رب .. طيب هاسيبك أنا دلوقتي بقي عشان تستريحي و بعد ساعة هنخبط عليكي عشان الغدا .. ثم إلتفتت إلي عائشة قائلة
عائشة حاضر يا ماما . سلام مؤقت يا سوسو لو عوزتي حاجة أندهيلي يا حبيبتي
إبتسمت سلاف و هي تومئ لها ... و ها هي أخيرا وحدها مرة أخري
تنهدت و هي تمرر عيناها عبر الغرفة بلا هدف .. لا تعرف ماذا عليها أن تفعل الآن
ليستقر نظرها علي الحقائب خلف الباب المغلق فمضت إليهم تلقائيا و شرعت في إفراغ أمتعتها لتملأ الخزانة بهم ...
يقف أدهم عمران وسط طلبة الفرقة الأولي بكلية الطب مرتديا الثياب المعقمة و القفازات المطاطية لوقاية يديه
كان يشرح لهم عمليا كيفية القيام بتشريح الفقاريات علي چثة رجل ..
أدهم بصوت جدي عميق ثابت النبرات
زي ما حضرتكوا شايفين . التطبيق العملي علي الباب الأول في التشريح إللي تم شرحه الإسبوع إللي فات
و كان أدهم يستخدم المشرط و الإزميل منشار للعظام أثناء الشرح
مما دب الذعر في قلوب معظم الطلبة و علي رأسهم الفتيات ..
جحظت عيناها بقوة و لم تستطع التماسك بعد ذلك
أصيب بالدوار و ترنحت يمنة و يسرة لتلقي بثقلها كله في اللحظة التالية علي أدهم ..
إيه ده إيه إللي بيحصل ورا يا حضرات ! .. صاح أدهم بحدة و هو لا يزال ثابتا بمكانه
لتندفع بعض الطالبات و تمسكن بالفتاة المغشي عليها و هن يقلن بأصوات متداخلة
Sorry يا دكتور . دي ولاء أغم عليها بس . إحنا آسفين يا دكتور أدهم
يلتفت أدهم لهم جميعا و يهدر بإنفعال
يعني إيه الكلام الفارغ ده إحنا فين هنا يا دكاترة مش أد غرفة التشريح بتدخلوا طب أصلا ليه إحنا جايين نلعب هنآا
و هنا جاء طبيب أخر زميل أدهم في القسم ..
تساءل بصوت هادئ
خير يا دكتور أدهم صوتك عالي ليه إيه إللي حصل
أدهم بعصبية
الدكاترة جايين يهزروا يا دكتور زياد . واقف وسطهم بشرح و بدل ما يركزوا معايا بيغم عليهم
نظر زياد للطلبة فوجد تلك التي يقصدها أدهم ..
فهم زياد الآن سر عصبية أدهم فتنحنح ثم قال بخفوت
طيب ممكن كلمة علي إنفراد يا دكتور . لو سمحت !
زفر أدهم بضيق و خلع القفازات من يديه و سبقه إلي الخارج ..
بينما قال زياد للطالبات
و إنتوا من فضلكوا فوقوا زميلتكوا لحد ما الدكتور يرجع
ثم لحق بأدهم ..
زياد بجدية
إيه إللي حصل بقي يا أدهم العصبية دي كلها سببها إيه
ماتقوليش بسبب إللي حصل جوا . الحاجات دي مش جديدة علينا كل يوم بنشوف طلبة بيقعوا من طولهم في المشرحة و العمليات دي حاجة عادية جدا
نظر له أدهم و قال بسأم شديد
ما هو عشان إللي حصل مش جديد و بيتكرر أنا زهقت يا زياد . أنا خلاص مش هشرح عملي تاني بكره الصبح هقدم إعتذار بكده لإدارة الجامعة
زياد إيه إللي إنت بتقوله ده يابني كبر دماغك شوية