رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب
... تفرغ عائشة من سرد التفاصيل علي أمها و جدتها
ثم تختم كلامها بفكاهتها المعتادة
أهم حاجة إن الخبر هيطلع من دماغ عمتي راجية إن شاء الله . أراهنكوا مش هتستحمل و هاتجلها ذابحة .. و ضحكت
أمينة بتوبيخ
يابت بطلي قلة أدب و كلميني بجد شوية
عائشة بدهشة
ما أنا قولتلك كل حاجة يا ماما !
أمينة لأ ماقولتيش أهم حاجة يا فالحة
أمينة بجدية
قوليلي ردود أفعالهم كانت عاملة إزاي
يعني بنظرتك كده . كنتي شايفة سلاف فرحانة
عائشة بتفكير
هي سلاف حساسة أه و مشاعرها بتبان
بس إنهاردة كانت تقيلة أوي . كان صعب أي حد يقراها
أمينة بإنفعال
يعني إيه أنا وديتك معاهم علي الفاضي مش عارفة أخد منك معلومة مفيدة !!
الله ! إنتي مش قولتيلي إبقي قومي و سيبيهم يقعدوا لوحدهم . ده إللي أنا عملته
خلاص يا أمينة .. قالتها حليمة بصرامة و أكملت
خبر إنهاردة بفلوس بكره يبقي ببلاش
الصبح هنعرف رأي البنت و نرتاح كلنا
إطمني إن شاء الله خير
تنهدت أمينة بحرارة و قالت
يآاا رب يا ماما
حليمة بإبتسامة
ما قالش لأ يا أمينة عشان معجب بيها
و مين عارف !
جايز يكون حبها
أمينة بسعادة
يا رب يتمم الموضوع علي خير
لو حصل و الله مش هبقي عايزة حاجة تاني من الدنيا
هكون إطمنت عليه
عائشة بتكشيرة حزينة
بقي كده يا ماما
نظرت لها أمينة و قالت مداعبة
إنتي حاجة تانية يا شوشو
يا عبيطة ده أنا عايزة أزيحه عشان أروقلك يا جميل
هو أنا ممكن يهنالي بال إلا لو شوفتك في بيتك مبسوطة مدلعة !
عائشة و هي تضحك
مآااشي . ثبتيني إنتي كده
عموما ربنا يخليكي لينا إحنا الإتنين إنتي و تيتة حليمة
و لا لأ . نناه علي رأي سلاف
آه منك يا جنية إنتي
إن شاء الله المرة الجاية نجتمع عشان نطرقك من هنا إنتي كمان قولي يا رب
عائشة بإبتسامة معابثة
يا رب يا ننآاااه
يا رب !
أشرق صباح جديد علي منزل آل عمران ...
إستيقظت سلاف باكرا و هي تشعر بنشاط كبير .. أدت روتينها الصباحي و إرتدت ثيابها المؤلفة من چينز أزرق و قميص أصفر
لتجد الجميع قد إستيقظ ..
ذهبت إلي المطبخ لتساعد أمينة و عائشة في إعداد الفطور فقد لاحظت أنها لا تساهم و لو بجزء من جهدها في هذا البيت الذي تعيش فيه منذ جاءت إلي هنا و أدركت أن ذلك ليس صائبا .. عليها أن تقدم مساعدة و لو بسيطة علي الأقل
بدا القلق علي أمينة عند رؤيتها لكنها تصرفت بطبيعية و رحبت بها في المطبخ متحاشية الحديث في أي شئ ..
.........
كان أدهم جالسا علي المائدة هو و جدته عندما أتت عائشة حاملة طبقي الجبن و الزبدة
جاءت سلاف و رائها حاملة العصير الطازج مع سلة من قطع الخبز ..
صباح الخير ! .. قالتها سلاف بصوتها الرقيق و هي تضع ما بيديها علي المائدة
ليتصلب أدهم في مقعده فجأة ..
حدق إليها فإلتقت عيناه بعينيها و كان علي وجهه تعبير حذر قلق ... أدار رأسه سريعا و تمتم
صباح النور !
حليمة بإبتسامة جذلة
صباح النور يا روحي
تعالي يا قطتي . تعالي أقعدي جمبي
إبتسمت سلاف و مضت لتجلس بجوار جدتها ..
جاءت أمينة أخيرا و بدأ الجميع في تناول الطعام ...
أخذ أدهم قدحين من القهوة كان يشرب بنهم لا يخلو من التوتر و تقريبا لم يأكل سوي نصف شطيرة
إبتسمت سلاف إبتسامة لا مبرر لها و إلتقطت قطعة خبز ثم قضمت طرفها و هي تدرس تعابير وجهه ..
و تساءلت ... متي يصبح الوضع مناسبا حتي تبدأ كلامها
هب أدهم من مكانه فجأة قائلا
طيب عن إذنكوا أنا !
إستقطب أنظار الجميع في هذه اللحظة و قالت أمينة بلطف
يا حبيبي طيب كمل فطارك
إنت تقريبا شربت قهوة بس !
أدهم مطرقا برأسه
شبعان يا أمي الحمدلله
السلام عليكم
أدهم لحظة من فضلك ! .. إستوقفته سلاف بسرعة
تجمد أدهم فورا
عايزة حاجة يا سلاف .. سألها بصوت مرتبك
سلاف برقة
لو سمحت أقعد شوية
كنت عايزة أتكلم معاك في حاجة قدام نناه و عمتو و عائشة
يعني لو عندك وقت !
زم أدهم شفتاه و رفع يده اليسري لينظر في ساعته ..
أدهم طيب . ممكن أستني شوية كمان .. ثم جلس من جديد مكملا بصوت أجش
إتفضلي يا سلاف إتكلمي
أنا سامعك !
لمعت عيناه العسليتان بإتجاهها من خلال أهدابه ..
قالت سلاف وسط الترقب المحدق بها
إنت إمبارح لما خرجنا طلبت تتجوزني و