رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب
شرحتلي موقفك و رغبتك . و أنا كمان قولتلك إني هبلغك بقراري النهائي إنهارده
بدا التوتر علي وجه أدهم ... لكن ملامحه بقت ساكنة كما هي مع بعض الجهد
تابعت سلاف بإبتسامتها الجذابة
أنا بس عندي سؤال أخير حابة أسألهولك قدام الكل هنا قبل ما أقول قراري
أدهم بثبات
أسألي إللي إنتي عايزاه
سلاف ... بعد صمت قصير
بمعني تقولي إعملي ده و ماتعمليش ده
أنا لازم يبقي ليا رأي و رأيي يحترم كمان
ضغط أدهم علي شفتيه ... ضاقت عيناه نظر إليها نظرة طويلة كمن يحاول إتخاذ قرار
ثم قال بجدية تامة
طبعا إنتي ليكي رأي و رأيك يحترم زي ما قولتي
بالعكس . لو حصل نصيب أنا هعاملك بما يرضي الله
إستحالة أظلمك طبعا أنا متعلم أصول و قواعد ديني و عمري ما خرجت عنه لا في صغير و لا كبير من حياتي
كل ده أنا شخصيا بضمنهولك .. و أردف محذرا بصرامة
بس أهم حاجة لازم تبقي عارفها كويس
إن عقد الجواز إللي هيربطنا مش هيتفك أبدا
عشان كده لو محتاجة وقت تاني تفكري أنا ماعنديش مانع
هستناكي
نظرت له سلاف بتركيز شديد و دام الصمت المطبق طويلا هذه المرة ..
لتقول سلاف فجأة و بنبرة واثقة
لأ يا أدهم
أنا مش محتاجة وقت زيادة عشان أفكر
أنا خلاص قررت
تردد أدهم لحظة ثم قال بصوت قوي
و أنا جاهز أسمع قرارك
أنا موافقة
موافقة أتجوزك يا أدهم ........ !!!!!!!الفصل الخامس عشر
لحظة تاريخية
في الأيام التالية ... راح منزل آلعمران يكتظ بالناس حتي بلغ حدا غير مريح
فمنذ لحظة إعلان سلاف موافقتها علي الزواج من أدهم لم تضيع السيدة حليمة وقتا و قامت بدعوة بقية أفراد العائلة القاطنين بالقري و البلدان البعيدة قليلا
أما الباقون فغمرتهم الفرحة و قدموا التهاني الحارة و الأمنيات الطيبة للعروسين و خاصة إيمان التي شعرت كما لو أن حجرا ثقيلا و ألقته عن ظهرها
فبمجرد أن يرتبط شقيقها بسلاف لن يعود الشك يخامرها من جديد بشأن زوجها علي الأقل ضمنت عدم ميل سلاف إلي زوجها منذ البداية و هذا كاف جدا ..
لكنه ما زال يرفض لمسها لأنها لم تصبح زوجته بعد لذا قررت تأجيل الأمر و هي تشعر بإحباط شديد ..
غير ذلك إستمر التوافد علي المنزل قرابة إسبوع كامل كل يوم يأتي شخص أو أسرة كاملة
منهم من فضل النزول بفندق و منهم من كان له بيتا في الجوار و منهم من نزل ضيفا عند حليمة
فقام أدهم بتجهيز شقتان ليمضوا فيهما ضيوف جدته مدة بقائهم حتي اليوم الكبير الذي بات وشيك جدا ...
.............
قبل ليلة واحدة من اليوم الموعود ..
كانت سلاف واقفة في الشرفة تختبئ خلف الستار و تسترق النظر إلي أدهم الذي بدا منهمكا مع العمال و مصمم الديكور المسؤول عن تزيين حديقة المنزل
كان حاجباها معكوفان بإنزعاج و هي تتأمل تلك الفسحة التي خصصها للسيدات بعيدا عن الأنظار بينما إتخذ الوجهة الخارجية للرجال و أقام حاجب خشبي في المنتصف
إنه يصر علي الإبتعاد عنها حتي في هذا اليوم يفضل الجلوس مع الرجال بينما من الواجب عليه أن يبقي معها !!
لقد تجاوز الأمر قدرتها علي التحمل ..
زفرت سلاف بقوة معبرة عن ضيقها ثم إلتفتت لتذهب إلي غرفتها
لتجد بابها يدق بعد قليل ثم تدخل عمتها حاملة علبة بيضاء مسطحة ..
أمينة بإبتسامة عريضة
مساء الخير يا ست البنات
فستانك وصل و مدام ليليان قالت إنه بقي تمام خالص و زي ما إنتي عايزة . ضيقت الأكمام و زودت الدانتيل
يلا بقي خدي جربيه عشان لو في حاجة نبعته تاني تصلحه .. ثم ألقت بالعلبة فوق السرير و إنتظرت ردها
تلاشت إبتسامة أمينة عندما لاحظت وجوم سلاف و سألتها بقلق
مالك يا سلاف
مسهمة كده ليه في حاجة حصلت
نظرت لها سلاف و أجابت بفتور
مافيش حاجة حصلت يا عمتو
أنا كويسة !
أمينة بعدم تصديق
لأ . إنتي مش كويسة خالص .. و جلست بجوارها مكملة بلطف
قوليلي إيه إللي مضايقك يا حبيبتي
و ماتكدبيش عليا عشان عمتك