رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب
مش غبية و شايفة حالتك كويس
سلاف برقتها المعهودة
أنا آسفة يا عمتو مش قصدي أكدب عليكي
بس فعلا هي ممكن تكون حاجة تافهة بالنسبة لي
أمينة و هي تربت علي خدها برفق
و أنا يا حبيبتي تهمني كل حاجة شغلاكي
إحكيلي . يمكن ترتاحي
ترددت سلاف لحظة و خفضت عيناها ..
ثم قالت بإرتباك
أدهم يا عمتو
حاسة إنه مش مبسوط من إللي بيحصل !
مش مبسوط !
ده أنا عمري ما شوفته في حالة الفرحة و الحماس دي غير اليومين دول
إيه إللي خلاكي تقولي كده يا سلاف
سلاف بحزن
أنا مش فهماه
كل ما بفتكر إني فهمته بطلع غلطانة
أنا متلخبطة أوي و خاېفة أكون إتسرعت .. و إختنق صوتها فجأة
خفق قلب أمينة و هي تقول پخوف
يعني إيه خاېفة تكوني إتسرعتي
قوليلي طيب إيه إللي حصل أدهم عملك إيه بالظبط
نظرت لها سلاف و قالت و هي تشعر بتلك الغصة مريرة
ما المصېبة إنه مش بيعملي حاجة يا عمتو
قبل ما يطلب يتجوزني كنت بشوفه و أحيانا بكلمه
و لما وافقت علي الجواز لاقيته بيبعد أكتر . ده أنا بقالي إسبوعين مش بشوفه خالص بحس أنه بيهرب مني !
يا شيخة وقعتي قلبي
إفتكرته عمل کاړثة .. ثم قالت بجدية
إسمعي يا سلاف
أنا هحكيلك حكاية . بس الأول عايزاكي تعرفي و تتأكدي إن أدهم فعلا بيحبك بجد . سبق و رفض بنات كتير كنت بقوله عليهم لدرجة إني يئست إنه ممكن يتجوز في يوم من الأيام . لكن لما جيتي إنتي غيرتي فيه كتير لحد ما وصلتيه إنه خلاص هيتجوزك بكره
من 13 سنة
أدهم كان عمره 18 سنة . كان لسا ولد و زي كتير من الشباب المسلمين . بيصوم و يصلي و خلاص . لسا ماكانش دخل في مرحلة الإلتزام
باباه الله يرحمه كان عايش وقتها . بس كان مشغول عنه بالدعوة و الدراسة و السفر برا . في الفترة دي أدهم إتعرف علي بنت أكبر منه ب سنين
و البنت عشان كانت متحررة زيادة عن اللزوم كانت سامحة بتجاوزات كتير بينهم . بس أدهم كان عاقل بردو و مافكرش يغلط معاها و لا حتي ېلمس إيدها ده بردو تربية صلاح عمران . لحد ما رجع صلاح
عرف كل ده فمسكه بقي و إتفرغله سنة كاملة لحد ما قدر ينسي البنت دي . رجع يهتم بدراسته و في نفس الوقت باباه علمه حصيلة عمره كله في دراسة الدين و القيم و المبادئ
بينما إحتاجت سلاف لبعض الوقت حتي تستوعب ما حكته عمتها ..
أدهم كان بيحب ! .. قالتها سلاف بتعجب من يستغرب أمرا و ليس كمن يطرح سؤال
أمينة بإبتسامة
ممكن نقول إنه كان فاكر كده وقتها
بس هو دلوقتي نسي الموضوع ده تماما و بيتكسف من نفسه كل ما بيفتكر .. ثم مسحت علي شعرها و قالت بحنان
هو دلوقتي مش بيحب حد غيرك
خليكي واثقة من ده
و إتأكدي بردو إنك هتشوفي واحد تاني لما الحواجز إللي بينكوا تتشال . هتقدري تتعرفي عليه أكتر و تكتشفي مشاعره بنفسك .. يلا إضحكي بقي
ماتكشريش كده ده إنتي عروسة
قسرت سلاف نفسها علي الإبتسام فإبتسمت إبتسامة خفيفة ... لتلج عائشة في اللحظة التالية صائحة
إلحقي يا ماما تعالي شوفي مين جه !
أمينة مين يابنتي إللي جه .. كان صوتها متوجسا
فهذه عادتها عندما يدق الفرح بابهم تخشي أن يقع أي مكروه لهم في أي لحظة ...
عائشة بإبتسامة شيطانية
عمتي راجية لسا واصلة هي و مايا و مالك
قابلتهم و أنا نازلة من عند عمتو لبنة
أمينة و قد تجهم وجهها علي ذكر راجية
كويس إنها وصلت بالسلامة
علي الأقل هتحضر كتب كتاب إبن أخوها
أكيد رجعت ڠصب عنها
عائشة بمرحها المعتاد
يا مامتي ماتزعليش
مانتي عارفة هي مشيت ليه
لازم نعذرها سلاف علمت علي بنتها و قهرتها بردو .. و غمزت سلاف بعينها
سلاف ببراءة
أنا عملت إيه لمايا !
عائشة و هي تضحك
ماتخديش في بالك يا حبيبتي
دي أمور عائلية بسيطة هتتحل مع الوقت .. ثم قالت و عيناها تلمعان بالحماسة
المهم إنك هتكوني زي القمر بكره إن شاء الله
و أخيرا عندنا فرح !
إبتسمت سلاف بخجل و هدلت أمينة بتوق زائد
بإذن الله هتبقي أحلي عروسة
حل الصباح المنتظر ...
و كانت غرفة سلاف مزدحمة بالفتيات بينما كانت هي في أقصي مراحل توترها و خۏفها
لقد بدأت أصوات الناس المتجمعين في الأسفل تصل إليها أشعرتها أن كل شئ صار حقيقيا ليس