رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب
حلما كما رأت في نومها خلال الأيام الماضية ..
في هذا الوقت إنتهت خبيرة التجميل من وجه سلاف مما يعني أنه حان وقت إرتداء الفستان
طلبت سلاف بإسلوبها اللطيف أن يخرج الجميع عدا عائشة و حلا لتساعداها
بقت خبيرة التجميل إجباري لأن إطلالة سلاف المناسبة أمر علي مسؤوليتها هي ..
ألبستها الخبيرة الفستان بحذر و حرص شديد حتي لا تصيب تجميل وجهها بينما كانت كلا من عائشة و حلا تمسكان بطرفي الفستان
نظرت لها عائشة و قالت بإعجاب
واااااو يا سوفا !
زي القمر . ما شاء الله يا حبيبتي
حلا بإبتسامة
مبروك يا سلاف
ربنا يسعدك يا حبيبتي
عائشة بتعجل
كده مش ناقصك غير الحجاب
يلا بقي بسرعة خلينا نخلص عشان الناس إللي تحت من الصبح دول
ربطت لها خبيرة التجميل الحجاب الصغير بوضعية لطيفة و رقيقة للغاية في حين كانت عائشة منحنية علي قدمها لتلبسها هذا الحذاء ذي الكعب العالي
كانت ركبتاها ترتجفان و هي تسير بين عائشة و حلا ..
و فجأة صاحت بصوت متوتر
هي نناه حليمة تحت
عائشة مبتسمة بتهكم
أيوه يا حبيبتي طبعا دي تحت من الصبح
أومال مين إللي لامم الكل من بدري كده !
سلاف بهمس
نزلت إزاي
عائشة أدهم و عمر و مالك نزلوها مع بعض .. ثم حثتها بضيق
سلاف حاضر ! .. و إستنشقت نفسا عميق و زادت قبضتها المرتجفة علي يد عائشة
بدأت تهبط الدرج المزين بالشرائط البيضاء ... كان توترها يزداد كلما زادت همهمات الحشد و أصبحت واضحة في أذنيها
داعبت أنفها روائح الزهور المنتشرة علي إمتداد السلم فأحست بقليل من الإسترخاء لكن ما أن إقتربت من البوابة و ملأ عيناها مشهد الجموع الغفيرة في الخارج حتي شعرت بدوار مفاجئ ..
و فورا إنتشر خبر خضور سلاف حتي وصل إلي أدهم ليجلس الجميع هادئا في إنتظار بدء العقد
كانت سلاف جالسة بجوار حليمة عندما دوي صوت خشن عبر مكبرات الصوت ... إنه صوت المأذون بالتأكيد
راحت سلاف تستمع إلي الخطبة القصيرة التي ألقاها المأذون مطرقة الرأس غير قادرة علي مواجهة أحد في هذه اللحظة بالذات
و ما هي إلا ثوان و جاءت أمينة لتصطحبها إلي هناك
قامت سلاف مع عمتها بدون جهد ... ذهب خلفهما صف طويل من الفتيات ليحضرن تلك اللحظات
لمحت سلاف نظرات السيدة راجية و إبنتها .. كان هذا كفيلا بهدم تماسكها لكنها تجلدت بإصرار عجيب ..
كان ينظر لها بثقة الآن فبعد دقائق قليلة ستكون له إلي الأبد ... ستكون محللة له
أمسكت سلاف بفستانها الكبير و تقدمت صوبه جلست أمامه علي الكرسي المجلل بالستان و خبأت يداها تحت الطاولة
لم تنكر موجات السعادة البسيطة التي شعرت بها و هي تري و تسمع عقد قرانها يكتب أمام عيناها و خصوصا هو الذي كان ينطق كل كلمة بوضوح و ثقة كبيرة كأنه يريد تسجيل صوته بعقلها لتتذكر هذا جيدا
نظر لها المأذون و قال مبتسما
إتفضلي يا عروسة إمضي
أخذت عائشة الدفتر و وضعته أمام سلاف فأمسكت هي بالقلم و مضت بإسمها ثم غمست إصبعها في الحبر الأزرق و دمغت به علي القسيمة
و هنا أعلن المأذون بصوت مجلجل
ألف مبروك يا جماعة و يا ريت كلنا مع بعض كده نقول في صوت واحد لأخوكم أدهم و زوجته بارك الله لكما و بارك عليكما و چمع بينكما في خير ... رددها الجميع في صوت واحد ثلاث مرات
و فجأة إنفجر الحشد مصفقا و صدحت الزغاريد من كل مكان .. بينما جاءت عائشة حاملة علبة المجوهرات و قدمتها إلي أخيها و هي تقول بشقاوة
إمسك يا دومي
لبس سوفا الدهب يا حبيبي و أنا هقف أصور اللحظة التاريخية و إنت بتمسك إيدها .. و غمزته بعينها و هي تضحك
فتح أدهم علبة المجورات و إلتقط المحبس الذهبي ثم نظر إلي سلاف و قال بصوته الهادئ
مبروك يا سلاف !
سلاف و هي تتحاشي النظر في عينيه
الله يبارك فيك
أدهم بلطف
ممكن تديني إيدك عشان ألبسك الدبلة
حمحمت سلاف بتوتر و مدت يدها صوبه ... إحتواها برفق شديد لتشعر سلاف بلمسته كما لو أن تيارا كهربيا مر في أوصالها
كم هي دافئة يده و كبيرة أيضا مقارنة بيدها الصغيرة ..
وضع أدهم المحبس و الخاتم بإصبعيها و ربط السوار حول معصمها و جاء ليضع العقد حول رقبتها فتصايحت عائشة بمرح و