رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب
فترة مش بذاكر
أدهم و هو يزدرد ريقه بتوتر و قد أربكه النظر إلي عينيها الجميلتان
ليه كده
ده حتي إمتحانات الترم التاني قربت
إنتي مش عايزة تنجحي و لا إيه !
سلاف بإبتسامة باهتة
ربنا يسهل . إدعيلي
أدهم بخفوت
ربنا يوفقك !
و إنتظرت سلاف أن يقول شيئا أخر ... لكن الثواني مرت و هو صامت فإندفعت قائلة بضيق
علي فكرة لو مضايق و حابب نمشي أنا ماعنديش مشكلة
يلا بينا .. ثم أمسكت بحقيبتها و جاءت لتقوم
إستني ! .. إستوقفها أدهم بسرعة و أكمل برجاء
من فضلك أقعدي
إحنا لسا ماتكلمناش
ثبتت سلاف في مكانها و قالت پغضب
ماتكلمناش
يعني هنقول إيه خليك فاكر إن إنت إللي طلبت تتجوزني
أدهم بنبرة معابثة
أنا ماقولتش حاجة . آ ..
إنت عايز تتجوزني ليه .. قاطعته سلاف بسؤالها المباشر ليرد أدهم بشئ من الإرتباك
عشان .. عشان أنا شوفتك مناسبة بالنسبة ليا
سلاف بصرامة
كداب
نظر لها مدهوشا فأعادت السؤال مرة أخري
عايز تتجوزني ليه يا أدهم
لو إدتني إجابة واضحة و مقنعة هكمل القعدة دي معاك
راحا يتبادلان النظرات دون حديث ... ثم قال أدهم معترفا
أنا حسيت إني بتشد ليكي ڠصب عني
طول عمري بغض بصري و مش ببص لأي بنت . بس معاكي إنتي ماكنتش بعرف أصمد كتير و كنت ببصلك
إنتي الذنب الوحيد في حياتي لحد دلوقتي . و مش هيبطل إلا لو أتجوزتك .. أو بعدت عنك ... كان يتحدث بثبات و جدية
أنا ذنب !
يعني عشان كده بس عايز تتجوزني
عشان تعرف تبصلي براحتك و تبطل تستغفر كل ما تشوفني
أدهم بصراحة
أنا ماتعودتش أعمل حاجة حرام
و لو ماكانتش الظروف إتجمعت و خلتني قاعد بطلب منك الجواز دلوقتي أنا كنت هاسيب الشقة و أطلع أقعد لوحدي في شقة من الشقق الفاضية في البيت
سلاف كل ده عشان تبعد عني !
لو فكرتي شوية هتلاقي إني مش غلطان
أنا بعاملك بإحترام و مش بتعدي حدودي معاكي
إنتي كبنت كويسة و محترمة لازم تكوني ملكية خاصة مش عامة . ماينفعش أي حد يبصلك أو يكلمك أو يلمسك
لازم تكوني أغلي من كده
نظرت له بصمت للحظات .. ثم سألته بصوت شبه هامس
بس دي مش أسباب تخليني أوافق أتجوزك
و مين قالك إني ماعنديش أسباب تانية
سلاف پصدمة
طيب إتكلم . قولي أسبابك !
و لأول مرة يبتسم لها أدهم إبتسامة ودية أظهرت أسنانه الناصعة ..
قال و هو يضحك بخفة
مش كل حاجة لارم تتقال في أول مرة
و أنا ماينفعش أتكلم معاكي براحتي دلوقتي . مش من حقي
لازم تكوني مراتي الأول عشان أقدر أتكلم بحرية أكتر .. ثم أردف بجدية
و عايز أقولك إن شاء الله لو وافقتي و حصل نصيب مش هنتخطب . لأ هنكتب الكتاب علطول و بعدين ممكن نستني علي الفرح المدة إللي إنتي عايزاها . المهم يكون إرتباطنا حلال خصوصا إننا عايشين مع بعض تحت سقف واحد
حدقت سلاف فيه عاجزة عن الرد ... دام الصمت طويلا هذه المرة و هو لا يزال متصلا بعيناها
خبت إبتسامته تدريجيا و قد عاد شعور القلق يعتريه ..
سألها بتردد
ها !
قولتي إيه
موافقة نتجوز ......... !!!!!!!!!!
الفصل الرابع عشر
القرار !
عند عودتهم إلي البيت ...
قالت سلاف لعمتها أنها متعبة جدا و في حاجة ماسة إلي النوم و أن يمكنهم التحدث غدا في الصباح
كانت أمينة مهتمة أكثر بسماع ما جري من عائشة و هكذا تركت أدهم و سلاف يذهب كلا منهما إلي غرفته دون إعتراض ..
أغلقت سلاف الباب عندما صارت في غرفتها .. بدلت ملابسها سريعا كانت منهكة جسمانيا و عقليا فإستلقت علي سريرها فورا
تنفست بعمق و هي تستعيد أحداث المقابلة التي جرت بينها و بينه ..
علي الأقل فهمت لماذا كان يعاملها تلك المعاملة السيئة أراد أن يعصم نفسه من الفتنة .. كان يصدها بهذه الطريقة القاسېة لكي يضع حدا بينهما لا يمكن تجاوزه
و لكن كما فهمت أيضا أن السحر إنقلب علي الساحر و هو لم يصمد أمامها طويلا مثلما قال لها
حتي أخر لحظة لم يعطها إجابة شافية علي سؤالها .. لماذا يريد الزواج منها
إنه أجاب بالطبع و لكنها شعرت بأن كان من الضروري أن يقول المزيد ... كان يجب أن يقول شيئا خاصا إجابته ناقصة و هو يشترط الزواج قبل أن يفصح عن أي شئ أخر
علي كل هي أيضا لم تريحه و سيقضي الليلة كلها مستيقظا في مضجعه .. قالت أن بإمكانه سماع قرارها النهائي غدا
زفرت سلاف بتعب و غطت رأسها باللحاف المنفوخ و لم يستغرق الأمر إلا ثوان قليلة جدا .. ثم إستغرقت في النوم ...
في غرفة حليمة