السبت 23 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب

انت في الصفحة 12 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

إللي حصل بس كان مقفول
و هو من إمبارح هيجنن عمري ما شوفته عصبي أبدا بالشكل ده !!
حبست سلاف أنفاسها و هي تنظر لعمتها بړعب شديد ... تري طبول الڤضيحة قد قرعت
لترمقها أمينة بشك و تسألها بجدية 
في إيه يا سلاف 
صارحيني يابنتي . لو في حاجة قوليلي عشان أقدر أساعدك
سلاف و هي تتنفس بلهاث 
مافيش حاجة يا عمتو
مافيش حاجة
أمينة بإلحاح 
يابنتي إيدك إتكلمي
قوليلي أنا الأول عرفيني سرك و خليني أساعدك قبل ما أدهم يعرف
إتكلمي يا سلاف !
هزت سلاف رأسها ... كان الصراع يمزقها في تلك اللحظات لكنها قالت بتصميم 
مافيش حاجة يا عمتو .. و هربت من عينيها الثاقبتان
ماذا ستفعلين الآن يا سلاف ... العبوة الناسفة التي بقت في مكمنها طوال هذا الوقت باتت علي وشك الإڼفجار !!!!!
..................
تظاهرت سلاف بالنوم لبقية اليوم ... آملة ألا يجري الحديث الحاسم مع أدهم
هي تعلم أنها تهربت منه ما فيه الكفاية و تعلم أيضا أنه ليس غبيا و تعلم أنه لن يترك ما حدث أن يمر مرور الكرام ..
كانت ساكنة تحت الغطاء عندما سمعت باب الغرفة يدق ... قررت عدم الرد و تكورت علي جنبها الأيمن كما تنام عادة راحت تتنفس بإنتظام بشكل مبالغ فيه
مرت دقيقة طويلة .. ثم سمعت الطارق يفتح الباب و يدخل
كانت تصغي غير واثقة ... إلي أن سمعت صوته الهادئ في الغالب يتسم بالقوة هذه المرة 
أنا عارف إنك صاحية يا سلاف
من فضلك قومي عشان عايز أتكلم معاكي ضروري
مش هطلع من هنا قبل ما أتكلم معاكي
كان قلبها يتحطم في صدرها ..
لكن لا مناص من المواجهة ... قامت سلاف و جلست متربعة علي سريرها
نظرت له بخواء صامتة ليبادلها بنظرات تحفز و إصرار ..
رأته يقترب منها و هو يمسك بهاتفهه ... جلس بجانبها برشاقة لكن بحركة تعمد البطء فيها
صار وجهيهما علي مستوي واحد ثم رفع الهاتف أمام عيناها و قال 
رقم مين ده يا سلاف .. عاد الهدوء يغلف صوته الآن
سلاف بتوتر 
م ماعرفش يا أدهم !
أدهم ماتعرفيش 
كانت تعلم تلك النبرة جيدا و تدرك تماما أنها تخفي النيران خلف قناع الهدوء خاصته
أومأ أدهم برأسه و تابع مغالبا مشاعره 
سلاف لو سمحتي أنا ماسك أعصابي بالعافية
أول مرة أحس إني مش هقدر أسيطر علي نفسي
إطمني أنا أكيد مش هأذيكي و لا هاجي جمبك بس مش عارف الشحنة إللي جوايا ممكن أخرجها في إيه لو ماجاوبتنيش علي أسئلتي كلها إنهاردة !
سلاف بشحوب تام 
أسئلة إيه بس يا أدهم !
أدهم بكياسته المعهودة 
الرقم ده أنا خته من علي موبايلك إمبارح
أسئلتي بقي تتلخص في سؤال وحيد
كنتي بتكلمي مين إمبارح 
إيه طبيعة المكالمة دي إللي تخليكي تقعي من طولك و تخليكي طول الليل نايمة في سريرك محمومة و بتهذي 
قبل ما تجاوبي عليا لازم أقولك إني مابحبش الكدب
و لازم أفكرك بردو إنك وعدتيني إن هتيجي تقوليلي علي كل أسرارك أو أي حاجة تحصلك مهما كانت تافهة
رمقته سلاف بنظرات معذبة و وجدت صعوبة في النطق ... ليكمل بحدة و هو يرمقها بنظرات غاضبة 
من بين كل إللي كانوا حواليكي إمبارح
كنت أنا مركز معاكي أوي . سمعتك بتنطقي إسم
إسم ماكنتش أتخيل إني أسمعه منك و إنتي في وضع زي ده
كدبت وداني . لحد دلوقتي بكدبهم و جيت عشان أسألك إنتي مخبية عني إيه يا سلآاف إتكلمي و أوعدك إن هستقبل منك بهدوء
تمتمت بصوت مخڼوق 
إنت مش فاهم حاجة !
خلاص فهميني .. صاح أدهم فجأة و قد تحرر تماما عن الواجهة المتحفظة التي شكلها لنفسه منذ سنوات
سلاف پبكاء 
يا أدهم سيبني بعدين نتكلم سيبني أرتاح أنا لسا تعبانة
قبض كفاه الضخمتان علي أعلي ذراعها ثم صاح بها پغضب شديد 
لأ مش هاسيبك و هتقوليلي دلوقتي حالا علي كل حاجة أنا من حقي أعرف و إنتي مجبرة تتكلمي .. كان أدهم يهزها پعنف
و كانت كفاه ترتجفان و تبعثان ذلك الإرتجاف عميقا في عظامها
تأوهت سلاف مټألمة و همست بضعف 
من فضلك يا أدهم سيبني أنا مش قادرة أتكلم .. و تدفقت دموعا أخري من عيناها
أدهم مزمجرا 
مش هاسيبك و لازم تعرفي إنك لو ماتكلمتيش يبقي خلاص حياتنا إنتهت قبل ما تبدأ
و إللي بينا هينتهي دلوقتي حالا
نظرت له و قالت پصدمة 
تقصد إيه 
إنت بجد ممكن تفكر في كده ممكن يا أدهم 
أدهم بإنفعال و قد نضح جسده كله بالعرق رغم برودة الجو 
عايزاني أتصرف إزاي لما أسمع مراتي بتنطق إسم راجل غريب و هي نايمة و بتحلم دي إسمها خېانة و لو طلع الشخص ده إللي في بالي مستحيل هكمل معاكي يا سلاف
صړخت سلاف و هي تتشنج بعصبية 
أنا ماخونتكش يا أدهم
أنا ماعملش حاجة زي دي
إزاي شكيت في كده أنا عمري ما أفكر أعمل فيك أو نفسي كده
أدهم بصوت كحد السکين 
يبقي
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 24 صفحات