السبت 23 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب

انت في الصفحة 8 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

له سلاف من خلال عيناها الغائمتين ثم أطلقت زفرة نائحة و أكملت بكائها 
تقلص وجهه بقلق و كز علي أسنانه كابحا جزعه ثم قال بلطف 
مالك بس يا سلاف 
مالك .. و أخذ يمسح علي رأسها بآيات من القرآن
إنساب صوته الشجي بمرونة و يسر و تسلل إلي قلبها فربت عليه و طمأنها حتي هدأت تماما و خبي نحيبها ..
مشي بها ناحية أقرب آريكة و هو ما زال يضمها إلي صدره ... أجلسها و جلس بجانبها ..
أدهم بحنان 
أنا مش هسألك زي ما طلبتي
بس عايزك توعديني إنك هتقوليلي سبب إللي حصلك ده لما تهدي خالص . إتفقنا 
نظرت له بصمت للحظات .. ثم قالت بجدية 
أدهم إحنا لازم نتجوز بسرعة
إرتد وجهه إلي الخلف و قد فوجئ بتحويل مجري الحديث إلي ذاك المنحني ..
أدهم بشئ من الإرتباك 
قصدك إيه يا سلاف 
عايزانا نقدم معاد الفرح عموما هو فاضل 6 شهور علي حسب إتفقنا !
سلاف بإصرار 
لالالا . مش هنستني 6 شهور
كل حاجة جاهزة يا أدهم الشقة و الفرش إللي إخترناه و كله
خلينا نتجوز بسرعة من فضلك
أدهم بعدم فهم 
إيه سبب الإستعجال طيب 
مش طايقة أبعد عنك أكتر من كده
إحنا أه في بيت واحد بس بعاد عن بعض
إزدرد أدهم ريقه بتوتر و قال 
طيب ... و أنا كمان عايز كده
من أول يوم و الله
بس كنت فاكر إن تمديد الفترة رغبتك !
سلاف و هي تسند رأسها 
أنا عمري ما هبقي عايزة أبعد عنك
إنت يا أدهم عمرك ما هتفكر تسيبني 
أدهم مستنكرا 
أسيبك 
مستحيل طبعا إنتي مراتي و هتفضلي مراتي لحد ما أموت
سلاف بتلهف 
بعد الشړ عليك
أدهم و هو يمسد علي ظهرها برفق 
طيب إنتي عايزة المعاد يبقي إمتي 
سلاف لو من بكره أنا جاهزة
أدهم بضحك 
من بكره لأ ماينفعش طبعا
إحنا هنبقي مشغولين أوي الفترة الجاية
أمالت سلاف رأسها للخلف قليلا لتنظر بعينيه ثم قالت بإستغراب 
ورانا إيه الفترة الجاية !!
أدهم بإبتسامة 
إنتي ناسية إمتحانات سيادتك 
و بعدين شهر رمضان كمان إسبوعين .. ثم قال و قد لمعت فكرة برأسه 
إيه رأيك يا سلاف لو نعمل الفرح بعد العيد علطول 
أو في العيد مش هتفرق يعني 
سلاف برقتها المعهودة 
إللي تشوفه
المهم مانبعدش عن بعض كتير
إتسعت إبتسامة أدهم و هو يقول بلهجة رومانسية 
أنا لو عليا مش عايز أبعد عنك و لا لحظة
بحبك يا سلاف !
سلاف 
أنا كمان بحبك
بحبك أوووووي .... !!!!!!!!!!الفصل الرابع والعشرون
هدية ! 
في إحدي الأمسيات .. يذهب أدهم إلي غرفة جدته ليجالسها قليلا كما تجري العادة
و كعادتها أيضا تحب مناقشته في كل ما يتعلق بجديده ..
حليمة بإهتمام 
طيب إيه إللي خلاكوا تغيروا معاد الفرح يعني 
أدهم بإبتسامة 
ده كان طلب سلاف يا تيتة
هي إللي قالتلي نقدم المعاد
حليمة بحيرة 
ليه يعني 
منها لنفسها كده ! .. ثم نظرت له بشك و قالت 
و لا إنت إللي فضلت تزن علي ودانها يا واد 
مش قادر تمسك نفسك الكام شهر دول !
ضحك أدهم بقوة و قال 
و الله أنا ما فتحت بؤي معاها في الموضوع ده
إنتي ظلماني يا تيتة
حليمة بتهكم 
أه ظلماك أووي
إنت يا واد مابتشوفش نفسك و إنت بتبصلها أو بتكلمها !
باين عليك إنك ھتموت عليها بعد الشړ يعني
أدهم معترفا 
أنا مش هكدب عليكي أنا فرحان طبعا إن الفترة نقصت
أنا حقيقي حبيتها و فعلا مستعجل اليوم إللي هنتجمع فيه أنا و هي . بس هي إللي إقترحت المعاد الجديد مش أنا
حليمة بحذاقة 
يبقي أكيد في سبب
ماقالتلكش حاجة 
أدهم بصوته الهادئ 
لأ ماقالتش . بس أعتقد لو في سبب يعني فهو إيمان
حليمة بدهشة 
إيمان !!
أدهم أه
جايز غيرانة . أو بمعني أصح غريزة الأمومة هي إللي حركتها
حليمة بتفهم 
إمم يعني قصدك إنها حنت للأطفال و نفسها تبقي أم زي أختك 
أدهم أيوه يا تيتة بالظبط كده
أصل مالهاش تفسير تاني . كانت بتقنعني و هي بټعيط و إنتي عارفة إنها حساسة و بتتأثر أوي بمشاعرها
حليمة عموما ده طبيعي
بس إللي فرحني بين كل ده إني بقيت متأكدة أنها حبتك
لو ماكانتش حبتك عمرها ما كانت إتلهفت علي الجواز عشان تخلف منك .. ثم أكملت براحة 
الحمدلله يا حبيبي
أنا كده إطمنت عليها و عليك . إن شاالله أبوها يكون مرتاح في تربته دلوقتي .. و دمعت عيناها
إبتسم أدهم و حني رأسه ليقبل يدها ثم قال 
ربنا يرحمه و يخليكي لينا و يباركلنا في عمرك يا أحلي جدة في الدنيا
حليمة و هي ترد له الإبتسامة 
ربنا يفرحني بيكوا يا رب و يسعدكوا يا حبيبي .. و ربتت علي خده بحنان
..............
فتحت سلاف البراد و راحت تخرج بعض المحتويات اللازمة للعشاء ..
كان أدهم واقفا يراقيها و كانت تحس بنظراته تجري علي وجهها الشاحب و تفتش فيه
لكنها أصرت علي عدم إظهار أي شئ له أي تعبير

انت في الصفحة 8 من 24 صفحات