رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب
خاطئ يمكن يشعره بوجود خطبا ما ..
كان يقضم من تلك التفاحة الناضجة بهدوء شديد عندما كاد إناء الملح أن ينزلق من يدها
إلتقطه أدهم في اللحظة المناسبة و سألها بقلق
إيه يا سلاف مالك
أجفلت سلاف و هي تجيبه مغالبة توترها
مافيش حاجة يا أدهم
البرطمان كان هيقع من إيدي ڠصب عني بس !
أدهم و هو يعاينها بنظرات حائرة
ممكن تكوني ماسكة حاجة تانية خطړ مثلا و تقع عليكي لا قدر الله
سلاف بإبتسامة متكلفة
حاضر
هبقي أخد بالي يا أدهم
أدهم ماشي
أساعدك في حاجة طيب
سلاف برقة
لأ يا حبيبي شكرا
أنا الفترة دي في إختبارات لازم أتعلم الطبخ و أعرف أطبخ لوحدي
روح إنت أقعد برا لحد ما أخلص
لأ أنا واقف معاكي
و بعد الكثير من الإحتجاجات إستسلمت سلاف لرغبته و باشرت عملها و هو لا يزال يقف قربها كان يساعدها عندما تقتضي الحاجة ... و هكذا إلي أن إنتهت من تحضير العشاء
عاونها أدهم قسرا في نقله إلي غرفة الطعام و قد حدث ما كانت تخشاه ..
إنهالت عليهما العبارات الساخرة ..
فقالت عائشة
صدق إللي قال الحب پهدلة و إنت يا شيخنا ماكنتش بتشيل معانا معلقة من المطبخ !!
لترد عليها أمينة و هي تضحك
ما خلاص بقي يا شوشو
الحب مالوش سلطان
إحتقن وجه سلاف بالډماء و عجزت عن الرد إكتفت فقط بإلقاء نظرة حادة علي وجه زوجها المبتسم بشقاوة ..
و بعد العشاء ..
يطلب أدهم من زوجته أن تعد له فنجانا من القهوة
رفع ناظريه إليها و قال مبتسما
تعالي يا حبيبتي .. و إمتدت يداه صوبها
كانت دعوة لا تقاوم ..
مشت سلاف نحوه فورا و قلبها يخفق بإضطراب
وضعت القهوة علي الطاولة المحاذية لكرسيه بينما سحبها أدهم من يدها و أخذها بين ذراعيه
إنت بتقرا إيه يا أدهم
رفع أدهم الكتاب الضخم و أجاب بصوته الهادئ
ده كتاب في مبادئ التشريح
سلاف و قد إنتابتها القشعريرة
تشريح !
حرام عليك بيجيلك قلب إزاي تقرا الحاجات دي قبل ما تنام !
أدهم و هو يضحك
أنا تخطيت مرحلة الرهبة دي من زمان
دلوقتي بقيت جبلة مابحسش إنتي لو تشوفيني في العمليات أو في تطبيقات العملي مع الطلبة هيغم عليكي زيهم
كشرت سلاف و عاتبته بضيق شديد
بس ماتتكلمش
أنا مش عايزة أعرف إنت بتعمل إيه
ماتخوفنيش من فضلك !
همس أدهم
معقولة ممكن تخافي مني
لازم تعرفي إني معاكي إنتي بس ببقي واحد تاني خالص
حاجة زي السحر كده . مثلا زي ما بتمسكي الريموت كنترول و بتقلبي من قناة لقناة تانية مختلفة خالص
أنا ببقي كده لما بكون مع الناس و معاكي
أنا مش ممكن أخاف منك
إنت مافيش زيك أصلا يا دومي
ضمھا أدهم أكثر و هو يقول بحنان
و إنتي أجمل هدايا ربنا ليا
أنا بقيت حاسس إنك بقيتي جزء مني يا سلاف
أول ما ببعد عنك بحس إني ناقص و لما بشوفك برجع كامل تاني
لم تتفوه سلاف بحرف ... سرحت في كلماته فقط تحديدا في كلمة _ البعد _ لا تعرف لماذا تدخل تلك الكلمة في أحاديثهم مؤخرا بات الأمر يقلقها حقا !!!
سلاف ! .. صاح أدهم بقلق و هو يهزها عندما ناداها أكثر من مرة و لم ترد
سلاف بإنتباه
نعم يا أدهم !
أدهم نعم إيه بس
كنتي سرحانة في إيه يا هانم
ضحكت سلاف برقة و قالت
بفكر فيك يا قلبي
أدهم بشك لا بجد
ما أنا جمبك أهو !
صمتت سلاف ثانية و قد داهمتها فكرة ما ... راحت تتصور بعقلها مدي نجاحها
لتفيق علي صوت أدهم من جديد
سرحتي في إيه تاني .. كان الضيق يغلف صوته
إعتدلت سلاف قليلا لتنظر له ثم قالت بجدية
أدهم أنا عايزة ألبس النقاب
عبس أدهم و هو يقول بإستغراب شديد
عايزة تلبسي النقاب
ليه يا سلاف يعني إيه إللي جاب الفكرة علي بالك !!
سلاف متظاهرة بالهدوء
أبدا . أنا بس فكرت إن ده هيكون أحسن
أنا دلوقتي بقيت متجوزة و شايفة إن مافيش داعي ناس غريبة يشوفوني
أدهم بعدم إقتناع
يعني هي البنت المحجبة بتظهر وشها قبل ما تتجوز و بعد ما تتجوز تغطيه
جبتي منين النظرية العجيبة دي
سلاف بضيق
أدهم أنا بتكلم بجد
و أيا كان السبب أنا ياسيدي عايزة أتنقب
أدهم حائرا
ما الحجاب الشرعي حلو بردو يا حبيبتي
أنا مش عارف إيه إللي قلب حالك فجأة كده !!
سلاف بتصميم
عايزة أتنقب يا أدهم
أدهم بإستسلام
خلاص براحتك
و لو إن دي حاجة لازم تفرحني إن محدش هيقدر يشوفك غيري .. ثم قال بجدية
بس علي فكرة أنا مش من