السبت 30 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة ميار خالد

انت في الصفحة 49 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز


هنا مش فاكر أسمها والله
خلاص عرفتها
ثم أنهى يامن معه المكالمة ونهض من مكانه سريعا وبدل ملابسه في ثواني شعرت به براء فنهضت هي أيضا من نومها وعندما وجدته بكل هذا القلق قالت 
في إيه مالك
أمي تعبانة جدا وفي المستشفى
انتفضت براء من مكانها وقالت 
نعم! ليه مالها 
معرفش يا براء هروح أشوف مالها 

أستنى أنا هاجي معاك 
لا خليكي أنت 
لا .. هاجي معاك أنا كمان عايزه أطمن عليها
نظر لها يامن للحظات ولم يتمكن من منعها بدلت براء ملابسها وتركت ملك مع فاطمه وجمال وخرج الإثنان وذهبوا إلى المستشفى حتى يطمئنوا على عاليا وعندما وصلوا إليها ظلوا يبحثون عنها لدقائق حتى وجدوها بأحدى الغرف نائمه بتعب اتجه يامن و براء إلى الطبيب المسؤول من حالتها و قال له 
لو سمحت ممكن تطمني علي والدتي .. حصلها ايه
الحمدالله ربنا سترها .. والدتك كانت داخله على أزمة قلبيه بس بستر ربنا لحقناها قبلها
طيب ممكن أدخل أطمن عليها
أكيد .. هي حاليا بترتاح بمجرد ما تتحسن هسمحلها تخرج بس مش هوصيك برضو .. خلي بالك منها المره دي ربنا سترها المره الجاية مش عارف إيه اللي ممكن يحصل 
لا بأذن الله مش هيحصلها حاجه تاني .. متشكر جدا يا دكتور 
العفو 
دلف يامن ومعه براء إلى غرفة والدته ظلت براء واقفه عند باب الغرفة ودخل يامن و عندما شعرت به عاليا فتحت عيونها و نظرت له بحزن

نظر يامن إلى والدته ولأول مره يراها بتلك الحالة وجهها الشاحب وعظام وجهها التي بارزة ودموعها التي ظهرت في عيونها ما أن رأته أتجه إليها بحزن وجلس أمامها ظل يطالعها للحظات ثم يدها وأردف 
حقك عليا 
كده يا يامن .. أسبوعين متسألش عليا ولولا اللي جرالي ده ولا كنت هتسأل عني برضو 
انا ببقي عايز أكلمك واجيلك بس أنت اللي عامله حدود بينا من ساعة ما اتجوزت 
و كادت عاليا أن ترد و لكن في تلك اللحظة دخلت براء من عند باب الغرفة و عندما رأتها عاليا انتفضت من مكانها و قالت 
أنت ايه اللي جابك هنا! 
نظرت براء ليامن و قالت 
ممكن تسيبني معاها شوية .. بعد اذنك 
طالعها يامن للحظات ثم استجاب لها و خرج من الغرفة و جلست براء أمام عاليا الذي ظلت تطالعها بقلة حيله ثم قالت 
جايه عشان تشمتي فيا وأنا في الحالة دي مش كده 
أنا جيت عشان أطمن عليك .. مليش ذنب بشعورك اتجاهي بس أنا كان لازم أطمن عليك 
أنت السبب في شعوري ده .. أنت سړقتي أبني مني من زمان أوي 
أنا عمري ما أسرق منك أبنك .. وحتى لو عايزه مش هعرف لأنه حته منك وأنا مقدرش أعمل كده 
أنا قولتلك إني مش هقبلك .. وافقتي واتجوزتيه ليه
أبتسمت براء بحزن وقالت 
عشان بحبه .. عشان مش قادرة أشوف غيره أب لأولادي .. أنت من زمان مش عايزاني ولا حباني لمجرد بس اني اتربيت في ملجأ .. رفضاني لمجرد أن مليش عيله ولا أهل .. رفضاني عشان شايفه أني أقل من ابنك بمراحل
صمتت براء للحظات ثم أكملت 
أنت أذتيني نفسيا .. عارفه يعني إيه توصلي حد أنه يكره نفسه لمجرد أنه اتظلم .. أبويا ظلمني وأنا صغيره لأنه مكنش عايز بنت .. كان عايز ولد يشيل أسمه .. وأمي ظلمتني لما فكرت في نفسها وبس ولو كنت فضلت معاهم مكنتش هبقى كويسه نفسيا .. الخطوط اللي بمشي عليها في حياتي هي من تدبير وكرم ربنا .. في خلال السبع سنين دول رزقني بعيله تانيه أحسن من أهلي الحقيقين .. و بقيت ناجحة في شغلي جدا .. و للأسف مهما أعمل برضو مش هتشوفي مني غير براء البنت اليتيمة
طالعتها عاليا للحظات بصمت فقالت براء 
لينا كلام كتير لسه .. بس لما تقومي بالسلامة .. عن أذنك 
قالت براء تلك الجملة وخرجت من الغرفة ليبدأ عقل عاليا بالتفكير في كل كلماتها وعندما خرجت براء أتجه إليها يامن وقال بقلق 
قالتلك حاجه
مفيش حاجه يا يامن .. أنا كنت عايزه أطمن عليها بس 
طالعها يامن للحظات ثم قال 
براء .. أنا أول مره أشوف أمي بالحالة دي .. أنا فعلا قصرت معاها بس ڠصب عني أنا عارف أنها مش هتقبلك عشان كده كنت بحاول نبعد عن أي مصدر يأذينا .. بس أنا مش هقدر أكون بعيد أكتر من كده أنا أمي محتاجاني .. مهما كان اللي حاصل بيني و بينها بس مينفعش اسيبها بالحالة دي 
صمتت براء وظل يامن يطالعها بتساؤل ينتظر ردها على كلامه حتى قالت 
عارف أنت لو مكنتش قولت كده دلوقتي .. أنا كنت تخاف على نفسي
يعني إيه
أبتسمت براء وقالت 
اللي ملهوش خير في مامته ملهوش خير في حد .. مهما كان إيه اللي حاصل بي وبعد أيام تحسنت عاليا وسمح لها الطبيب أن تخرج ولكن يامن صمم أن تبقى في بيته تلك الفترة حتى يهتم بها أكثر وسوف يترك لها حريه
 

48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 54 صفحات