رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد
ورؤيتها لنعم ممددة أرضا بوجه شاحب فسارعت نحوها وهي تستغفر لاستيائها السابق منها
...
بعد مرور ما يقارب من الشهر...
كان يزيد قد أستقر بأحد الفنادق البعيدة عن العين وهيأ لنفسه حياة جديدة حرص على إخفاء تفاصيلها عن روميساء كما ابتاع هاتفا ورقما بديلا وبعد ارساله بضع كلمات مشفرة إلى روميساء ليأمن شړ غضبتها وغيرتها المستحيلة عليه أغلقه ليمنعها من التواصل معه وشرع باستخدام رقما آخر تابع من خلاله أمور عمله وها هو يجلس بذهن شارد يفكر كعهده الجديد بأمر نعم التي لا يصدق للحظة أنها نجحت بدفعه لتطليقها رغما عنه ولعڼ المجهول الذي كشفه أمره وأطاح بكل خططه زفر يزيد بضيق لينتبه لصوت أحدهم يخبره باستدعاء رئيسه المباشر له فترك مكانه على مضض وأتجه إلى غرفة الاجتماعات ليخبره مديره بضرورة سفره إلى إحدى المدن لإبرام صفقة الإعلانات الجديدة نيابة عنه فرحب بالفرصة التي رأى أنها جاءت بوقتها المناسب لتوفر له الوقت ليعيد ترتيب أوراقه ويفكر بما عليه فعله إن أنكشف أمر تطليقه لنعم كاد يزيد يرحل إلى وجهته ولكنه تذكر أمر روميساء التي قد يدفعها تهورها إلى ارتكاب الحماقات التي هو بغنى عنها فأعاد تشغيله رقمه وأرسل إليها بضع كلمات وجيزة يخبرها بسفره ليفاجئ قبل إغلاقه هاتفه باتصال دليلة صديقة روميساء المقربة والتي أصرت الأخيرة على اخبارها بأمر علاقتهم رغم رفضه فتلفت حوله بحذر وأبتعد عن سمع زميله بالمكتب وأجاب بصوت خاڤت
نظرت دليلة إلى صديقتها التي تكورت بجانبها بضعف بعدما أصرت عليها لتبيت برفقتها لتحميها من مكر شقيقها وأبعدت الهاتف عن أذنها وهمست إليها برجاء
.._ ما تاخدي الموبايل وتبلغيه يا روميساء صدقيني لما تيجي منك هيبقى أحسن من لما أقوله أنا.
.._ مش هقدر أقوله يا دليلة أرجوك بلغيه علشان يلحق يتصرف قبل ما يسافر ما أنا مش هقدر استنى أسبوع ولا عشر أيام كمان لحد ما يرجع وأقوله.
زفرت دليلة وأعادت الهاتف إلى أذنها وأردفت بجدية
.._ أنا أسفه يا أستاذ يزيد بس في حاجة كده حصلت لازم تكون على علم بيها علشان تقدر تتصرف فيها لما ترجع من السفر.
.._ طب وهي فين روميساء وليه متصلتش بيا وبلغتني بنفسها
جزت دليلة على أسنانها وأجابته بجفاء
.._ روميساء مش قادرة تتكلم وتعبانة من يوم اللي حصل وأعصابها بايظة بسبب نظرات وائل وتلميحاته اللي بتأكد إنه على علم بعلاقتكم ومش كده وبس لأ دا فتح لي تحقيق وفضل يسألني عنكم بشكل مباشر ولما معرفش يطلع مني بمعلومة هددني وقال لي إنه هيتهمني بالسړقة بما إني صاحبتها وعلى علم بكل أسرارها وأديني من اليوم إياه وأنا مقيمة مع روميساء بعدما اضطريت اكذب على ماما وأفهمها إن في مشاكل وأني لازم أفضل معاها.
.._ طيب بردوا أنا مفهمتش أنت متصلة بيا ليه
ضايقها بروده ولامبالاته في الحديث فأجابته بحدة وصوت شبه عال
.._ متصلة أقولك إن الفرصة اللي وائل مستنيها علشان يثبت انكم على علاقة بقت واقع ملموس بين ايده ولو حضرتك ملحقتش تتصرف الموضوع هياخد منحنى تاني خالص والخسارة هتبقى على الكل.
.._ بقولك إيه يا أنسة أنا أكره ما عليا إن حد يكلمني بالألغاز فيا ريت تخليك صريحة وتقوليلي في إيه بالظبط وفرصة إيه اللي بقت بين ايده بقولك إيه أنا شايف إنك تديني روميساء أكلمها أحسن المراسلة وقال وقالت.
.._ خدي كلمي الأستاذ قليل الذوق وأحكي له على ما أطلع أشوف وائل مستخبي فين ويا ريت تنجزي علشان أنا عايزة أروح ما أنا مش هفضل قاعدة معاك هنا وسيبه حالي وماما لوحدها.
غادرت دليلة الغرفة باستياء وتحسست طريقها بتمهل نحو غرفة وائل وحين أدركت غيابه زفرت بارتياح وعادت أدراجها إلى غرفة روميساء