رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد
أرجع ونشوف هنحل موضوع الحمل اللي لا كان على بال ولا خاطر دا أزاي وإياك يا روميساء تحاولي تعملي إي حاجة من غير ما ترجعي لي وحطي قصاد عينك إنك لو أتصرفت من دماغك فوقتها هسيبك ټغرقي لوحدك وأبقي دوري لنفسك على أب يتحمل مسؤولية اللي فبطنك.
لم يمهلها يزيد الفرصة وأنهى الاتصال بل وأغلق هاتفه كليا ليمنعها من محادثته وجلس فوق مقعد مكتبه يفكر بمفاجأة روميساء التي لو يضعها في الحسبان أبدا وبات عليه أن يفكر جليا بخطوته القادمة فمن المؤكد أن معتز لن يقف ساكنا ما أن يكشف حمل ابنته وعليه إيجاد حل لا يضرم المزيد من نيران الڠضب بنفس معتز أو ابنه حتى يتم له ما يريد.
وبمنزلها عكفت قمر جارة نعم على رعايتها فهي فرضت عليها وجودها منذ اللحظة فتحت فيها عينها بعد اغمائها ورأتها تربت يدها وتمسح رأسها بحنو والدة حرمت منه فرحبت بوجودها خاصة حين لمست احترامها لرغبتها بإخفائها أمر مرضها وها هي تجلس برفقتها تراقب صمتها الدامع الحزين بالرفض لتراها تعتدل فجأة وتقول
.._ بصي أنا سيبتك براحتك طول الأيام اللي فاتت وقلت الواحدة مننا ساعات بيجي عليها وقت تحتاج للسكوت بس بصراحة السكوت اللي شيفاك غرقانة فيه دا مش سكوت دا قهره وأنا مش هعرف أقعد أتفرج عليك وأسيبك رامية نفسك لقهرتك تاكل فيك دا يبقى حرام عليا علشان كده معلش يا نعم يا بنتي سامحيني وطالما استأمنتيني على وجيعتك يبقى الواجب عليا أصارحك بغلطك.
.._ متستغربيش إني بقول إنك غلطك أصل غلطك واضح من البداية من أول لما أخترت إن ميزان حياتك مع جوزك يبقى ميزان بكفة واحدة ونسيتي إن الحياة بين أي زوجين محتاجة لكفتين لأ وروحت أتعاملت معاه ومع اللي حواليك بمبدئك ونسيتي إن صوابعك مش زي بعضها ودا اللي طمع جوزك فيك فأفتكر محبتك له وسكوتك ضعف وكل دا كوم وغلطك الكبير مع بنت عمك كوم تاني وكان لازم تاخدي نصيبك وتتحملي نتيجته.
.._ حضرتك عايزة تقولي إيه أنا مش فاهمة أزاي أنا اللي غلطانة فهميني يا حجة قمر
ربتت قمر وجنة نعم وأجابتها بحنو
.._ غلطك لما فكرت بنت عمك من محارم زوجك واتكلمت معاها عنه وأكيد أخدتي راحتك وأنت بتوصفي كل حاجة بتحبيها فيه ومن غير ما تاخدي بالك كلامك عنه فتح الباب لنفس بنت عمك الأمارة بالسوء بعدما أتزرع جواها حب جوزك من كتر اللي سمعته عنه وعن حبه ليك وڠصب عنها أتعلقت بيه وبقت شيفاه الراجل اللي هي محتاجة زيه فحياتها علشان تبقى سعيدة زيك طب أنت عارفة يا نعم ليه ربنا أمرنا نحافظ على أسرار بيوتنا ونحجب حياتنا مع أزواجنا عن عين وسمع اللي حوالينا ربنا أمرنا علشان يعصمنا من الفتنة الفتنة اللي وقعت فيها بنت عمك مع جوزك اللي استغل صغر سنها وعدم خبرتها واحتياجها الفطري ومرعاش ربنا فيها واتمادى لحد ما وقع بيها فالمعصية.
ابتسمت نعم ساخرة من نفسها فهي كانت تظن أمنية روميساء حينذاك مجرد كلمات بلا نوايا مبيتة لتدرك أن الأمنيات والنوايا باتت كابوسا حقيقيا ولكن أكثر ما يؤرقها الآن أنها إن كانت أخطأت بحديثها عن يزيد مع روميساء فهي على يقين أنها لم تتحدث عنها معه ولم تخبره يوما شيئا وكانت حريصة على الحفاظ على خصوصيتها لتحفظ كرامة عمها ولكن يبدو وأنها