رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد
غفلت أن الباب الذي فتح أمام روميساء هو نفسه الذي تسلل منه يزيد ليقتنص براءة ابنة عمها ويفسد حياتها.
كفكفت نعم تلك الدمعة الشاردة التي فرت رغما عنها واستغفرت وأمام عين قمر تركت فراشها واتجهت بخطى منكسرة صوب المرحاض فسألتها قمر عما تنوي فعله فاستدارت نعم إليها وأردفت بخزي
.._ هتوضا وأصلي ركعتين توبة لله وأطلب من ربنا يغفر لي ذنبي فحق نفسي وحق عمي.
.._ ربنا يزيح عنك الغمة يا نعم ويهون عليك مصابك.
لم تكد نعم تفرغ من صلاتها حتى صدح رنين هاتفها فالتقطته بفتور وحين وقع بصرها على اسم روميساء غامت عينها وانهت الاتصال دون إجابة ووضعته جانبا لتفاجئها قمر بسؤالها
.._ إلا قوليلي يا نعم أنت ناوية تعملي إيه فحياتك يعني ناوية ترمي اللي حصل ورا ضهرك بعد ما أتعلمتي درسك منه وتشتغلي وتعيشي حياتك ولا ناوية تفضلي قافلة على نفسك وهربانة وخاېفة تواجهي نفسك والناس يعني متأخذنيش أصلك لو ناوية على الحبسة والكلام من دا فأنا يعني من واجبي أقولك إني مبقعدش فبيوت وبحب أخرج وكل يوم والتاني بروح أزور قرايبي وأود حبابيي فمتعمليش حسابي معاك وتعشمي نفسك إنك هتلاقيني بجاريكي فجو النكد اللي معيشة نفسك فيه اليومين اللي فاتو.
.._ مش عايزة ترد عليك بردوا
.._ هترد عليا أزاي بعد اللي عملته فيها أنا واحدة خاېنة يا دليلة سړقت منها جوزها لأ وفرحت إنه طلقها.
انهمرت دموع روميساء ندما ومدت يدها وتحسست بطنها پخوف ونظرت إلى ورددت بتوسل نادم
.._ أنا بس عيزاها ترد علشان خاطر بابا يا دليلة.
وأمام إلحاح روميساء المتواصل بالاتصال ونظرات قمر لم تستطع نعم العناد وأجابت بفتور لټصفعها صړخة روميساء واستجدائها
انتفضت نعم وسألتها بقلب يرجف خوفا
.._ هو فمستشفى إيه
ما أن أخبرتها روميساء حتى سارعت نعم وبدلت ثوبها ووقفت أمام قمر تسألها النصح بصمت فابتسمت الأخيرة قائلة
.._ بنت الأصول متتأخرش عن طلب والدها ليها وأنت بنت أصول يا نعم.
وصلت نعم إلى المشفى في نفس اللحظة التي ولج فيها وائل ووقف يتطلع إليها بجمود فأهملته كليا واتجهت صوب روميساء التي لفت نظرها بشحوبها وهذلانها فأشاحت ببصرها عنها وسألتها عما حدث لعمها ولوهلة تناست روميساء فعلتها وكادت ترتمي بين ذراعي نعم لتوقفها الأخيرة بإشارة منها فاضطربت ملامحها وأجابتها بتوتر ما أن لمحت نظرات شقيقها نحوها
أومأت نعم وتراجعت وأتخذت لنفسها مقعدا بعيدا عنها وباتت تردد أدعيتها وعينها معلقة على باب غرفة العناية بينما جلس وائل على مقربة من دليلة التي تحاشت النظر إليه ليقف فجأة ويقول
.._ أنا مش عارف ليه لحد دلوقتي محدش خرج يطمنا.
أجابته دليلة بجمود وعينها تراقب تصرفات نعم الهادئة
.._ ممكن تهدا علشان الكل قاعد على اعصابه وعموما كلها شوية ونلاقي دكتور طالع يطمنا على عمي معتز و.
بترت دليلة قولها حين غادر الطبيب غرفة العناية فاتجهت إليه لتدعم صديقتها بينما زفرت نعم ووقفت على بعد خطوات منه ليصل إليها سؤاله
.._ مين فيكم نعم
التفتت الرؤوس إليها تحدق بها فازدردت لعابها وأجابته فاتجه