رواية إمبراطورية الرجال بقلم الكاتبة رحاب إبراهيم من ال١٦ الي ال٤٠
_ آخر حاجة كنت اتوقعها أن الفاسد اللي فينا هو أول واحد يدخل القفص.. عدل جاسر ياقة المعطف بموازاة مع ياقة القميص وقال وقد بدأ يرتدي ساعة معصمه _ ومين اللي مأكدلك أني هدخل القفص! دي خطوبة مش جواز !! قال رعد بضحكة ماهي بتبدأ كده ومابتعرفش بعد كده ايه اللي بيحصل...هتصحى في يوم هتلاقي نفسك بقيت متجوز وليك بيت وأسرة.. لوى جاسر شفتيه بسخرية..لم تكن مجال للسخرية بداخله مثلما يظهر بل كان شيء من التعنيف للنفس لما كل هذا! ما هذا الهراء الذي وضع نفسه به! تخلل شعوره بنجاح خطته شيء من السخف للأمر وشيء آخر مجهول لم يستطع كنه!! تساءل آسر وهو يربط ربطة عنقه بعناية _ أنت كلمت عمك وجيه يا يوسف وقلتله مط يوسف شفتيه بتذمر وقال حاولت اتصل بيه لكن رفض يرد عليا بعتله رسالة بموضوع الخطوبة وطبعا عزمته بس أنا متأكد انه مش جاي.. قال جاسر بغموض احسن أنه مش جاي هيجي على الفاضي ضيق يوسف عيناه بشك وتوجه لجاسر مستفسرا ببعض العصبية تقصد ايه يا جاسر! انا افتكرتك عقلت !! ياريت ما تحطناش في موقف وحش قدام أهل حميدة.. تحاشى جاسر النظر ليوسف وتظاهر بنثر العطر الرجالي على ملابسه وأجاب ما تكبرش الموضوع يا يوسف احتدت نبرة يوسف الذي كلما اصبحت هكذا _ أنت اللي مابقتش فاهمك! انا متأكد أنك لا يمكن تاخد الخطوة دي لمجرد عند او غرور !! بس لما بسمع كلامك بقلق منك توجه جاسر له بتساؤل حاد _ قولي أنت بقى حكايتك ايه! كل ما تتكلم تقول أهل حميدة أهل حميدة..أنت مابتعملش حساب لحد للدرجادي..واضح أن مش اهل حميدة هما السبب في خۏفك وقلقك ده..دي حميدة نفسها!! تلعثم يوسف بالقول..لم يعرف بأي اجابة يرد...فهو نفسه لا يعرف حقيقة ما يمر به..قال ببطء _ وفيها ايه يعني! هي أو أهلها واحد وبعدين دماغك ما تروحش لبعيد أنا ماينفعش افكر في أي واحدة غير لما أحس أني اقدر ابقى مسؤول عن زوجة واولاد مش عمي هيصرف عليهم كمان!! وكمان أنا فعلا مش شايف حميدة بأكتر من صداقة قال جاسر بحدة يبقى خلاص ما تقعدش تديني عبر ومواعظ !! لما يبقى يحصل حاجة ابقى اتكلم انتبهوا الشباب لصوت قرع على باب الشقة فذهب رعد ليفتحه... دلف سقراط وبيده زجاجات مشروب بارد واعطى لكل شاب زجاجة وقال بمرح _ الف مبروك يا عريس وضع جاسر زجاجته على منضدة تتوسط الغرفة وقال طب يلا عشان كده هنتأخر.. قال سقراط سريعا لأ استنوا خمس دقايق كده لسه الليلة ما بدأتش..هروح اجيب كوباية أشرب فيها... اسرع سقراط للمطبخ وسكب محتوى الزجاجة بكوب زجاجي كبير ثم ركض بإتجاه جاسر الذي وقف متحدثا مع آسر في أمرا ما...تظاهر سقراط بالتعثر حتى وقع المشروب على ملابس جاسر ونال آسر حظا من هذا المشروب أيضا... نهض سقراط وابتسم لنفسه لنجاح الخطة وتظاهر بالأسف وهو يتوجه لجاسر _ والله ما خدت بالي هات البدلة ثواني وتكون نضفت عند الولا علي المكوجي .. خلع جاسر سترته بنظرات غاضبة وقد كتم عصبيته بأعجوبة هتف آسر بانفعال هدومي انا كمان اتبهدلت.. قال سقراط متأسفا هات أنت كمان البدلة دقايق وهرجعلكم بيهم زي الفل.. اعطاه كلا من جاسر وآسر السترات السوداء فركض سقراط خارجا من المنزل بضحكة خافته...قال جاسر بغيظ لولا أنه قريبهم كنت لزقته في الحيطة آسر بضيق يارب ما يتأخر انا مش بحب اروح مناسبة بحاجة لبستها قبل كده قال يوسف بلطف هو قال دقايق ما تخافوش وبعدين لسه الليلة طويلة لا حول ولا قوة الا بالله انهت جميلة تنظيف بشرتها بعدة مسكات طبيعية ثم بدأت للي بتجفيف وجهها برفق ثم قالت قومي البسي الفستان السيمون الأول هيبقى تحفة عليكي نظرت جميلة للرداء المعلق على مشجب بإنبهار وترددت في النهوض لتحسها للي على الاسراع..توجهت جميلة لزاوية مغلقة خاصة لذلك وبدأت ترتديه..مرت دقائق ووقفت أمام المرآة بابتسامة..تسللت فرحة غامضة لقلبها لأول مرة ترتدي شيء يظهر انوثتها لهذا الحد تطلعت بتمعن على مظهرها ولم تصدق أنها تمتلك هذا الكم من الأنوثة...لاسيما أنها كانت دائما تتخفى بملابس الرجال فأين لها أن تكتشف هذا! كان الرداء يناسبها تماما وكأنه صنع خصيصا لها!! رغم أنها بالحركة تشعر ببعض الضيق عند منطقة الخصر وهذا الشيء الوحيد الذي بدا مزعجا بالرداء..هتفت للي بعجالة فخرجت جميلة بنظرات خجلى من تطلع الفتيات بها...شهقت سما وقالت تحفة اشاد الجميع بانبهار لتقل للي بثقة كنت عارفة أنه انسب حاجة ليكي خبيرة بقى جلست جميلة على مقعدها مجددا وبدأت للي بتزيين وجهها فأتت جومانة بحجاب يناسب الفستان حتى انتهت للي بعد مرور نصف ساعة ثم بدأت بربط الحجاب على وجهها بيد احترافية قد اعتادت على