رواية رائعة بقلم الكاتبة ندا محمود
وحب ودفء كما كان يفعل بالضبط قبل زفافهم وهمس في خفوت جميل
_ مش هيحصله حاجة بإذن الله قومي يلا اغسلي وشك وصلي ركعتين بنية الشفا لوالدك
لتصعد لشفتيها ابتسامة محبة وهي تميل برأسها على الجانب الموضوع كفه على وجنتها تستشعر دفئه أكثر ثم القت بنفسها بين ذراعيه ډافنة نفسها بين ثنايا صدره الواسع مغمضة عيناها وتعطي إشارة السقوط لدموعها بصمت دموع امتزجت ما بين الألم والحزن وبين الأمل والسعادة .
ارتفع صدره عندما أخذ نفسا عميقا وهبط ببطء وهو يخرجه زفيرا متمهلا من أنفه ومد يده مترددا ليمررها بسطحيه شديدة على ذراعها مغمغما في رزانة
قالت في صوت به أثر البكاء وهي تتشبث بقميصه أكثر بعدما فهمت رغبته في الابتعاد عنها ولكنه يرفض قولها نظرا لوضعها
_ صليت من بدري .. خليك جمبي يازين ارجوك
هو من أصدر مرسوم هدم السور مؤقتا والآن يأمر
بإعادة بنائه فهذه اللحظات كانت كافية وزائدة عن اللازم لإشباع نفسه الجائعة إليها حتى لو بمجرد عناق دافىء حيث ابعدها عنه برفق وتمتم بنبرة عادت بها بعض الحزم والجفاء مع ابتسامة متكلفة
ثم استقام وانصرف تاركا إياه ټصارع الحزن وتمزق القلب بين أمواج ممېتة فلا يكفيها خۏفها وشجونها على والدها بل حتى هو يرفض التخلي عن عقابه له يرفض أن يكون معها زين العاشق ويفضل أن يكون زين الصارم الذي لا يصفح ولكنها لا تجرؤ على وصفه بالقاسې لإنه مهما يفعل ومهما يقول تظل ترى الحنان في عيناه وكأنه يقسو عليها بكلامه وعيناه تعتذر لأنه لا يستطيع تصديقها والوثوق بها ! .
فتح باب المنزل ودخل ثم نزع حذائه وتلفت حوله بالمنزل باحثا عنها بنظره فسمع صوت التلفاز وقاد خطواته نحوها ليجدها تمسك بهاتفها وتقلب في صور زفافهم ودموعها تملأ وجنتيها فانتبهت هي لوجوده وأشاحت بوجهها فورا للجهة الأخرى تسرع في تجفيف دموعها .
اقترب وجلس بجانبها ثم جذب الهاتف من يدها وأخذ يقلب بين
الصور حتى هتف بخشوع
_ إنتي اللي بتعملي في نفسك كدا مفيش حاجة تغصبك إنك تحبيني ولا أنا عايز حبك ده !
_ بس أنا عايزة أحبك وعايزة أفضل جمبك ومعاك
وضع الهاتف بجانبه ثم اعتدل في جلسته ليصبح مواجها لها ويردف في جدية تامة ونظرات لا تحمل أي حب لها
_ أنا مش بحبك يايسر ومش هحبك فخلينا ننهي الجواز ده في اقرب وقت واللي كان غلطة مني وتهور وندمان عليه دلوقتي وكل واحد فينا يرجع لحياته الطبيعية واوعدك إن بعد ما نتطلق هنبقى أصدقاء وهحاول احبك كصديقة ليا وبعتذرلك وبقولك أنا آسف على الكلام اللي قولته عليكي في التسجيل اللي معاكي أنا مستعد انسى كل حاجة حصلت بينا وأي حاجة عملتيها أاااا........
ذاك الأحمق أيطلب منها أن تتخلى عن عشقها له !! .. الذي احتفظت به في داخلها لسنوات ورفضت أن يأخذ مكانه أي رجل غيره وبعد أن أصبحت زوجته .. يريدهم أن ينفصلوا ويقول لها بكل وقاحة كوني صديقتي !! هل عشقته كل هذه السنوات لتصبح صديقته ! هل يتوقعها أنها ستقبل بهذا العرض السخيف !!! .
صړخت به پبكاء رافضة إياه الاسترسال في هذه السخافة التي يخرجها من بين شفتيه
_ وأنا مش عايزة انسى حاجة ومش عايزة أكون صديقة أنا محبتكش لكل السنين دي عشان أقبل في الآخر بالدور السخيف ده أنا عايزة أكون مراتك وعايزاك تحبني زي ما بحبك .. أنا دلوقتي عندي 24 عارف بحبك من إمتى من وأنا عندي تمن سنين يعني 16 سنة
قبض على ذراعيها يهزها بقوة هاتفا في حدة حتى يجعلها تفيق من أوهامها
_ افهمي أنا بقولك مش عايزك ومش هحبك أبدا
دفعت يديه بعيدا عنها وهبت واقفة وهي ترفع سبابتها في وجهه محذرة إياه بأعين دامعة تحمل الشراسة والألم
_ مش هتطلقني ياحسن ولو طلقتني زي ما هتخليني اخسرك هخليك تخسر كل حاجة حتى أهلك وأمك وأخواتك وإنت عارف إني أقدر أعملها
ثم اندفعت نحو غرفتها مسرعة لكي تترك الحرية لدموعها أكثر وتركته هو يهز