رواية رائعة الجزء الأول بقلم الكاتبة نورهان العشري
الناقم
بصراحه أشكالهم كلهم متطمنش . و لسه بيقولك في عمته و أخته و بنت عمته . هقول إيه الله يسامحك يا حازم ! و يعيني علي ما بلاني !
حانت منها التفاته حولها قبل أن تستقر نظراتها علي معدتها فارتفعت يدها تمسدها بحنان وهي تقول برقه
بس مش مشكله . كله يهون عشان حبيبي..
رفعت رأسها تبتسم للفرس في سعادة و هي تقول بأستسلام
أرسلت قبله في الهواء و هي تلتفت تتابع طريقها دون أن تلحظ تلك العينان التي شيعتها بنظرات الڠضب ..
آنسه فرح عمران!
لم تكد تجلس في مكانها حين وقعت تلك النبرة الخشنة علي مسامعها كقنبلة مدويه إخترقت قلبها أولا و من ثم عقلها الذي لم يكن يصدق ما يسمعه و تعلقت نظراتها الجاحظة بذلك المقعد الذي حين إلتف توسعت حدقتيها أكثر و صدق ظنها بأنه هو !
أيه أتصدمتي
لم تجيبه فلم تستطع السيطرة علي صډمتها بعد فأخذت تبلل حلقها تحاول البحث عن صوتها الذي أختفي بفعل تلك المفاجأة الغير متوقعه أبدا فهي منذ أن بدأت حالة شقيقتها بالإستقرار و هي تحاول البحث عن عمل في شبكه الإنترنت و لحسن حظها وجدت إحدي الشركات الكبيرة تعلن عن حاجتها لإحدي الوظائف التي لائمت مؤهلاتها كثيرا فلم تتردد و قامت بإرسال الملف الخاص بها و جاءها الرد قبل يومان
بموعد المقابله اليوم و كانت طوال الطريق تدعو الله أن يكون هذا العمل من نصيبها فهي لم تعتاد علي الجلوس هكذا دون فعل شئ و ايضا لن تنتظر حتي إنتهاء مدخراتها من النقود و لن تسمح لأحد بأن ينفق عليها أبدا .
اخيرا إستطاعت السيطرة علي صډمتها و قالت بصوت مهزوز
أنت بتعمل إيه هنا
نالت سخريته من ثباتها الواهي حين قال بتهكم
أعادت نبرته الساخرة صوتها الضائع و أيقظت شيئا من روح القتال بداخلها لذا أجابته بكل هدوء
بما إنك هنا و قاعد علي الكرسي دا تحديدا يبقي عارف أنا جايه أعمل إيه هنا !
خرج صوته جافا مع نظرات حادة رمقها بها قبل أن يقول بإستفهام
و مقولتليش ليه إنك عايزة تشتغلي
و أقولك ليه
كانت أنثي متمردة تثير غضبه النفيس . تتنافس معه في أعظم صفاته و هو الهدوء. تغتال ثباته بضراوة و تقف أمامه كند لا يستهان به تجعل عقله يعمل بكل دقيقه في كيفيه إختراقها تحاربه خلف تلك الحواجز الزجاجية لنظارتها الطبيه التي يكاد يقسم بأنها لا تحتاجها فتحجب عنه لذة التوغل إلي غاباتها الزيتونيه و كشف ما تجيد إخفاؤه عنه و كان هذا أكثر ما يثير غضبه و لكنه كعادته تحدث بهدوء و نبرة كانت قويه محمله بتقريع خفي لم تخطئ في فهمه
إهتزت حدقتيها لثوان فقد أخترقت الكلمه أعماقها محدثه عاصفه هوجاء بداخلها لم تستطيع للحظات السيطرة عليها و تسارعت أنفاسها و لكنها بصعوبه إستطاعت التحكم بملامحها لتظل علي ثباتها قبل أن تقول مشدده علي كلماتها
بس أنا مش مسئوله من حد !
أجابها مصححا و كأنه ينفي تلك التهمه عن ذاته
أقصد الراجل إلي أنتي عايشه في بيته !
لا تعلم لما أغضبها تصحيحه لتلك الهفوة التي ظنت أنها خرجت من بين شفتيه دون حساب و لكنها تابعت بإستماته في الوقوف أمامه و مجابهته و الدفاع عن إستقلاليتها
إني أكون عايشه تحت بيتك دا مش معناه إنك تصرف عليا !
أخذ يناظرها بغموض دام لثوان و سرعان ما خرج صوته هادئا و هو يقول
عندك حق .
أنتقلت نظراته إلي الأوراق أمامه قبل أن ترتفع عيناه التي تحولت بطريقه جذريه و ملامحه التي أصبحت صارمه حين قال بفظاظه
خلينا نشوف إذا كنتي مؤهله للشغل هنا و لا لا
لوهله لم تفهم حديثه الذي كان يقصد به بدايه المقابله حيث فاجأها بعدها بأن شرع يختبرها و قد تحولت هيئته و أصبح رجل مختلف تماما عما عهدته و تفاجأت من أسلوبه و مدي مهنيته حين كان يلقي بأسئلته التي أجابت علي معظمها بإمتياز و دام الوضع بينهم لمدة تتراوح بين ربع إلي نصف ساعه حتي أنتهت تلك المقابله الأصعب في حياتها لاهثه و هي تحاول مضاهاته و إجابته بطريقه نموذجيه لتتفاجئ به يغلق ملفها و يناولها إياه و على وجهه ترتسم تعبيرات أسف زائفة حين قال
للأسف يا آنسه فرح مؤهلاتك أضعف بكتير من إنك تشتغلي في شركه أنترناشيونال زي دي .
برقت عيناها من شدة الصدمه فإجابته تلك لم تكن في حدود توقعاتها أبدا فهي أجابته علي جميع الاسئله تقريبا و إن كان يحاول تعجيزها بين الفينة و الآخري و لكنها متأكدة من انها مؤهله و بقوة للعمل