رواية رائعة بقلم الكاتبة ندا محمود
انت في الصفحة 1 من 240 صفحات
_ الفصل الأول _
دقائق طويلة قاربت على النصف ساعة وهي تقف بشرفة المنزل تستند بمرفقيها على سور الشرفة وعيناها معلقة على بوابة المنزل الكبيرة منتظرة على أحر من الجمر وصول والدها لقد طال غيابه هذه المرة عنهم ولم تراه منذ اسبوعين .. وعندما علمت من أمها أن اليوم هو يوم عودته قفزت فرحا وسعادة وأخذت تجهز كل ما ستخبره به من أحداث حدثت طوال الفترة الماضية تخرج الألعاب الجديدة التي قامت بشرائها حتى تريه إياها عندما يعود ورسوماتها الطفولية التي قامت برسمها بألوان مختلفة وجميلة اهداهم إليها عمها ! .
_ بابا جه .. بابا جه
_ وحشتيني أوي ياهنايا
إجابته بصوت طفولي سعيد به بعض الكلمات الغير مترتبة
_ وأنت كمان شوحتني يا بابا !!
حملها على ذراعيه واستقام واقفا وهو يتجه بها إلى داخل المنزل متمتما پصدمة مازحا
_ اشتريتي حجات حلوة من غيري .. لا كدا أنا زعلت منك يا هنا
_ لا متزعلش عشان خاطري مش هشتري حاجة تاني من غيرك يابابا
_ حبيبة قلب بابا
تعالت ضحكاتها وهي تحاول الإفلات من بين مشاكسة أبيها لها ولكن باتت محاولاتها كلها بالفشل .
_ عدنان أنا ليا ساعة بكلمك وأنت مش معايا خالص !!
تنهد الصعداء بحنق وتمتم بعبوس
_ معلش يافريدة سرحت شوية
لوت فمها بغيظ وهتفت
_ في جلنار مش كدا !
ظهرت الحدة على محياه بمجرد ذكرها لاسم زوجته الثانية وهتف پغضب
_ لا في بنتي يافريدة اللي هتجن وأعرف خدتها وهربت بيها على فين
_ بنتك هتلاقيها ياحبيبي متقلقش
ثم استكملت بنظرات ڼارية وشيطانية
_ بس الأهم إنك متسيبش الهانم من غير عقاپ على عملتها دي الله اعلم خدت بنتك وهربت مع مين !
رمقها بنظرة مرعبة فهمت أنها حصلت على مبتغاها تماما وهو إشعال النيران في صدره حتى لا تتسنى لجلنار فرصة في الدفاع عن نفسها عندما يجدها ! .
انتهت من حمامها الصباحي الدافئ وخرجت ثم وقفت أمام المرآة تسرح شعرها وتجففه كانت تملك عينان بندقية ساحرة وشعر أسود طويل وملامح وجه رقيقة وصغيرة لا تناسب أم أبدا بل فتاة مراهقة مازالت في سنها الثامن عشر حتى جسدها الممشوق والمثير يعطيها لمسة أنوثية مذهلة .
جلنار الرازي .. المرأة صاحبة الجمال الصارخ كما وصفها بعض الرجال ترعرعت ونشأت في بلاد الغرب حتى أصبحت تأخذ من طباعهم وحتى جمالها يقارب لجمالهم المثير طالما وصفتها قريناتها من النساء بصاحبة الأنف المرتفع ! .. أي المتعجرفة .
انتهت من ارتداء ملابسها وهتفت بصوت مرتفع بعض الشيء
_ هنا تعالي يلا ياحبيبتي عشان تلبسي
ركضت الصغيرة نحو والدتها وكانت هي قد ارتدت ملابسها كاملة معادا حذائها فقالت جلنار بضحكة مندهشة
_ إنتي لبستي وحدك شطورة
ياحبيبتي
جلست الصغيرة على المقعد وبدأت في ارتداء حذائها وأمها تساعدها في ارتدائه بشكل صحيح لكنها تصلبت بأرضها عندما سمعت سؤال صغيرتها وعيناها حزينة تقول
_ هو إمتى بابا هياجي يامامي وحشني أوي
ثبتت نظرها على ابنتها وتنهدت الصعداء بخنق ثم مدت يدها وملست على شعرها مغمغمه بوداعة
_ بابا مش هياجي دلوقتي يا هنا
ما يقارب الشهرين وهي كلما تسأل والدتها عن أبيها تجيبها بإجابات غامضة وناقصة هكذا لا تفهمها وكأنها بدل أن تجيب تطرح عليها الأسئلة ! .
زمت هنا شفتيها للأمام بيأس وقالت
_ طيب ليه مش بيكلمنا !
ليتها تستطيع الإجابة .. ليتها تتمكن من العودة له لأجل طفلتهم فقط ولكن ارتيعادها يزداد كلما تتذكر عزمه