السبت 23 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة ياسمين عزيز

انت في الصفحة 11 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

و اهتمامك لرامي دا لولاكي كنت خسرته كمان المبلغ كبير انا بس عاوزاكي تساعديني فانك تطلبي منهم يستنوا عليا يومين بس انا حتصرف ثم تابعت بصوت خاڤت من شدة الحرج خصوصا اني اايهم و هو يسلط نظراته المعجبة عليها صباح الجمال يا قلب ايهم وحشتيني و كنت لسه حنزل عشان اشوفك 
ليليان و هي ترمي أمامه الورقة بقلك ايه انا مش فاضية لرزالتك مستعجلة و عندي شغل بس جيت علشان افهم منك إيه داه 
ايهم و هو يضغط على احد الازرار دي ورقة إنذار بالدفع بس مش عارف لمين 
ليليان لرامي الولد الصغير اللي في الاوضة 360 
ايهم بلامبالاةطيب و فيها ايه شاغلة دماغك الجميل بحاجات تافهة كده ليه 
ليليان پغضب جلي دا ولد صغير و في آخر مرحلة للعلاج لو خرج من المشفى دلوقتي ممكن حالته تتدهور و يرجع زي ماكان 
ايهم و يطلع ليه خلي أهله يدفعوا اللي عليهم و بكده مش حيخرج اكمل و هو يقرأ الورقة ممم فهمت يعني اخر موعد للدفع النهاردة و الا حيطرد 
ليليان ايوا مامته معاها اكثر من نص المبلغ و انا بكرة الصبح حدفع الباقي 
ايهم بابتسامة لعوبة طب ما تدفعيه دلوقتي 
نظرت له ليليان بحنق قبل أن تجيب اكيد مش حيكون مبلغ زي داه في شنطتي انا بطلب منك مهلة بس لغاية بكرة الصبح الساعة تسعة حكون محولة المبلغ لحساب المشفى 
ايهم برفض لا عاوزه دلوقتي و الا حكلم السكيورتي يخرجوها هي و ابنها دلوقتي انت عارفة القوانين هنا 
ابتسم ايهم ابتسامه خبيثة
تراجعت ليليان الى الخلف بعد أن رمت الهاتف لتهتف بحنقانت بني آدم مش طبيعي سيبني دلوقتي و انا حتصرف و حجيبلك المبلغ كله دلوقتي 
أيهم مفيش خروج من المشفى 
ليليان بهيجان انت واحد مچنون بتكذب الكڈبة و تصدقها انا مستحيل اقبل اتجوزك لحد امتى حفضل اقولهالك فوق من اوهامك و بلاش غباء انا 
صړخت پألم و هي تشعر بأصابعه تنغرس في ظهرها كسهام حادة 
تسارعت نبضات قلبها خوفا بالرغم من لسانها السليط و و كلامها المسمۏم الذي تلقيه في وجهه كلما سنحت لها الفرصة دون خوف او تردد الا ان ذلك
لا يمنع من شعورها
بس نقول ايه ناكرة للجميل بعد ما والدتك توفت و ابوكي اللي هو عمي اتجوز ثاني و شاف حياته و رماكي عندنا امي هي اللي ربتك و اعتبرتك بنتها زيك زي أميرة و عمرها ما فرقت بينكم في يوم عيشناكي في بيتنا و صرفنا عليكي لحد متبقيتي دكتورة حتى الشغل بقيتي بتشتغلي في أحسن مستشفى في القاهرة 
فمين بقى اللى يناسب مين انت و الا انا يلا على شغلك
دلوقتي اما بالنسبة للمريض اللي جيتي علشانه فأنا حخلي الأمن يخرجوه برا حتى لو عيلته دفعوا مليون جنيه مش حسيبه هنا يوم واحد و مش حخلي مستشفى ثانية تقبله عشان تتربي و تعرفي ازاي تكلمني 
رفعت عيناها ببطئ لتجده ينظر إليها و قد تحولت نظراته المشمئزة الى أخرى جامدة خاليه من التعابير
لم تعرف ماذا تفعل فابن عمها هذا ليس سوى كتلة 
ابتلعت ليليان اهانته على مضض
في سبيل اقناعه فكل ما يهمها هي المحافظة على حياة ذلك الصغير حتى على حساب كرامتها فليقل مايشاء الان المهم ان تصل
إلى غايتها 
اما هو فمن المؤكد انه سيأتي يوما ما و ترد له الاهانه وقفت بجانب حافة المكتب ثم رفعت كفيها
لتمسح دموعها و ترتب هيئتها قائلة بهدوء تحاول استعادته بعد ثورة الڠضب التي انتابتها منذ قليل قلي عاوز ايه عشان تلغي قرارك داه
رامي لسه قدامه اسبوع كامل على الاقل علشان يكمل علاجه 
تنفس ايهم بقوة قبل أن يعود إلى كرسيه قائلا بملل من الاخر داه اللي عندي في ايدك ساعتين تقرري فيهم مصير الولد يا اما يعيش و يا اما ېموت 
اومأت ليليان براسها قبل أن تتجه الى باب المكتب
و تغادر اغلقت الباب ورائها و هي تستنشق الهواء بلهفة كغريق رسى للتو على شاطئ الأمان 
هرولت بخطوات سريعة في اتجاه المصعد تريد الهرب بأقصى قوتها من
هذا المكان التفتت ورائها عدة مرات ناظرة پخوف و كأنها تتوقع لحاقه بها او خروجه فجأة من احد الجدران كما يحصل في الأفلام 
ضغطت ازرار بحركة عصبيه و
تهورها في القدوم الى مكتبه خرجت من المصعد لتعترضها زميلتها الدكتورة أمنية متزوجة و لديها طفلين في الرابعة من عمرها و هي صديقة ليليان المقربة و ملجأ أسرارها 
بذلت ليليان مجهودا كبيرة بترسم ابتسامة مصطنعة على وجهها الفاتن و هي تلقى التحية صباح الخير يا ميمي ازيك
أمنية بضحكميمي في عينك يا بت انت مش حتبطلي تندهيني بالاسم دا دا انا حتى دكتورة و ليا مركزي يعني فاكراني قطة قال ميمي قال 
ليليان الحق عليا اني بدلعك
أمنية وهي تتفرس ملامح ليليان دلعي يا اختي براحتك بس مالك وشك مصفر كده و مش على بعضك فيكي ايه يا لولو 
ليليان مفيش حاجة يا أمنية شوية إرهاق و
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 24 صفحات