0
الجزء الثاني لرواية ياسمين عزيز
مټخافيش.. لو فضلتي مطيعة كده كل حاجة حتبقى تمام
الفصل الحادي عشر
راقبته ليليان بحذر و هو يدخل الحمام و يغلق الباب وراءه تنفست الصعداء قليلا و هي تلملم فستانها قبل أن تسير بهدوء الى الخزانة تبحث عن بعض الملابس...
قطبت جبينها بتوتر عندما اكتشفت انها خالية الا من قميص نوم باللون الأبيض شفاف
تنهدت بيأس و هي تتذكر زوجة عمها عندما كانت تنتقي لها أغراضها الخاصة من مواد
أنهى أيهم إستحمامه ثم خرج من الحمام بعد أن ارتدى بنطالا قطنيا من اللون الرمادي...قطرات المياه تتساقط على وجهه و صدره ذو العضلات المنحوتة...
أطلق صفيرا مشاكسا يملؤه المكر و هو يقترب منها و ينحني ليرتكز بعينيه على أعلى كتفها الأيمن بجانب رقبتها...محدقا في وجهها الفاتن الذي انعكس في المرآة تنهدت ليليان بفتور و هي تحاول الابتعاد عنه قائلة بتوتر أيهم.... لو سمحت.
ذعرت ليليان من نبرته المتملكة و التي تدل و تأكد لها أن ليلتها لن تمر على خير... و تسارعت دقات قلبها و هي تحدق في صورتهما معا في المرآة...أخذ ايهم نفسا عميقا متلذذا برائحة الفانيليا التي كانت تنبعث من شعرها قبل أن يتجه بها نحو الفراش الوثير...
مانعا عنها كل محاولات الهرب....
صاحت بصوت مخټنق لم تعد تتحمل قربه منها لن تستطيع مجاراة جنونه...وهي التي فشلت في الصمود أمام عشقه الجامح و التي استشعرتها بمجرد قربه ....
أيهم أرجوك بالراحة....مش حقدر كده...
سنين حتى شوفي....
توسعت عيناها و هي تقرأ أحرف إسمها المكتوب بخط عربي...ليلياني...رمشت عدة مرات بأهدابها الطويلة غير مصدقة لما تراه أمامها لترفع نظرها اليه و تصطدم بعينيه الحادة التي ترمقها بانتظار لتقول دون وعي انت قصدك إيه بداه...
كانت تدرك انه سيحصل على مبتغاه منها عاجلا ام آجلا حتى لو رفضت لتنتهي الليلة
و هو يربت على كتفها و ظهرها بحركات رتيبة مهدئة
ليهتف بمشاكسة طيب هاتي الغطاء داه و انا حوريكي إزاي تكرهيني كويس ...
زمجر أيهم پغضب و هو يلتفت لها بعينين حمرواين تطلقان شرارت غاضبة قائلا بصرامة ليليان....انتبهي لكلامك و متخلنيش اقلب عليكي وانت أكثر واحدة عارفاني لما اتحول مش علشان ساكتلك و براعيكي حتسوقي فيها انا الليلة دي قررت اني انسى كل حاجة و أعاملك على انك عروسة بس الظاهر مصرة على انك
أيهم بصوت جاف قومي خوذي دش خلي أعصابك تهدى و بعدين تعالي نامي و احتفظي بكلامك الفارغ لنفسك.
شهقت بخفة عندما شعرت بنفسها تطير في الهواء و ذراعين صلبتين تحتويانها بخفةفي إتجاه الحمام..
فتحت الباب بصمت ليدخل ايهم بها و يضعها على حافة حوض الاستحمام الكبير ثم يدير الصنبور لتبدأ المياه في التدفق لتندمج مع سوائل الاستحمام التي سكبها ايهم في الحوض لتتشكل الرغوة البيضاء و تنتشر رائحة النعناع و الفانيليا في الأجواء...
توقفت مكانها عندما لمحته يتكئ على السياج الرخامي للشرفة...تأملته بشرود لأول مرة في حياتها
تقر بوسامته...جسده الرياضي الضخم و ذراعيه القويتين و عضلات بطنه و صدره المنحوتة بدقة و كأنه أحد آلهة الإغريق شعره الاسود الناعم الذي يحرص دائما على تصفيفه بشرته البيضاء التي تتحول إلى حمراء قانية عند غضبه الذي يتجلى بوضوح في عينيه الخضراء الحادة التي ورثها عن والدته التركية....
لو لم تكن تكرهه لكانت من اول المعجبات به لطالما سمعت همهمات الممرضات و الطبيبات زميلاتها و هن يتحدثن عن وسامته و أناقته الفائقة و شخصيته الصارمة المسيطرة التي تجعله محط إعجاب أي أنثى...
افاقت من تأملاتها على صوته الساخر و هو يقول حتفضلي متنحة كده كثير.
انا كنت
بدور عليك بس.
توقفت عن الكلام عندما وجدته يتفرسها و على وجهه إبتسامة خبيثة... لترمقه بدورها بنظرات غاضبة و تسارع بالدخول الى الغرفة من جديد و هي تشتمه الساڤل مش بيفكر غير في قلة الأدب....
لحقها أيهم و هو يقهقه بصخب على مظهرها الحانق و التي بدت فيه و كأنها طفلة صغيرة غاضبة.. إرتمى على الاريكة و هو يستجمع أنفاسه قائلا هدومك هناك البسي بسرعة علشان موعد الطيارة بعد ساعتين.
نظرت ليليان إلى الاريكة
موضع إشارته لتجد كيسا ورقيا أخذته بلا مبالاة و هي تتجه الى الحمام ليستوقفها صوته الضاحك و هو يقول مفيش داعي تقدري تغيري هنا... ما أنا خلاص شفت كل حاجة و بالتفصيل كمان.
فتحت الكيس لتجد فستانا أنيقا باللون الأحمر الغامق بحزام ذهبي و بعض