الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة زينب سمير

انت في الصفحة 17 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز


طرق علي الباب ودخول أحد الاشخاص ليقدم لهم التحية العسكرية ثم يحدث ذلك الرجل بهمس قليلا ويسلمه أحد الاظرف ويتركه ويخرج 
قال أحدهم
في ايه الظرف دا
اشار له أن يصمت
وفتحه وظل ينظر له لدقائق بتركيز شديد ثم تركه ونظر لهم قائلا
الخاېن هو العميل رقم 144 
هتفوا بزهول
مستحيل ازاي دا يخون
قال الرجل بشرود
دا الشخص الوحيد اللي كنت مستبعد اني أعرفه لو كان هو الخاېن لأنه هو اللي بيمشينا مش العكس

قال احدهم
بس خلاص وقع
قال بسخرية
تقصد وقعنا هو عايزانا نعرف أنه هو غير كدا مكناش هنوصله لو هو مش عايز
قال أحدهم
تتوقع بيفكر في حاجة
قال الرجل
دا بيفكر في مصايب مش حاجة هو اكيد في خطة بيمشي عليها وعايزنا ننفذها بتوجيهاته هو وعلي طريقته
قال أحدهم
احنا المفروض نقبض عليه
رد اخر بسخرية
لو عندك دليل اقبض عليه
قال بضيق
الدليل مع اللواء اهو
الرجل
الدليل بيدين العميل رقم 144 مش اي حد تاني
في منزل الشيطان 
في جناحهم الخاص 
كانت الساعة تعدت التاسعة صباحا عندما فتحت عيونها بالم واثار الدموع تظهر علي وجهها بحزن علي حالها ظلت تنظر لسقف الغرفة بشرود بحالها وحياتها تلك كانت تريد البكاء وبشدة ولكن تماسكت بصعوبة وهي تنظر حولها وتحاول أن تعتدل في جلستها لتراه يجلس علي ذلك المقعد الجلدي واضعا قدمه علي الاخري وساندهم علي طاولة أمامه صغيرة وينظر لها دون ملامح 
رمقته بكره شديد قبل أن تتحرك للحمام لعلها تريح اعصابها المرهقة تلك
ظلت بالداخل لساعة تقريبا حتي خرجت واتجهت للغرفة المجاورة لتغير ملابسها 
وقفت أمام المرآة الموجودة هناك لتنظر لجسدها وتلك العلامات التي توجد عليه بغيظ
قبل أن تلبس ملابسها مكونه من فستان يصل لبعد الركبة وبذراع طويل يصل لنهاية ذراعها ويغطي معظم رقبتها ورفعت شعرها للأعلي كفرمة بسيطة ووضعت بعض الميك اب البسيط ليخفي اثار بكائها ثم اتجهت للخارج بخطوات غاضبة قوية كعاصفة تستعد لټحرق كل ما هو حي مستعدة لټحرق اليابس والاخضر دون رحمة
خرجت لتجده يجلس كما هو
اتجهت للفراش أمامه وجلست عليه وظلت تنظر له بنظرات غيظ وكره ممزوجة بقوة وتحدي غريب
حتي هتف هو
عايز فطار
هتفت بصړاخ وكأنها كانت تنتظر اي سبب لټنفجر به
تبقي بتحلم لو فكرت اني ممكن اشتغل خدامة عندك يابلال 
بلال
انتي مراتي يافريدة فاهمة يعني أية مراتي يعني انتي دلوقتي ملكي كل حاجة فيكي ملكي انا وبس واقدر العب بيها براحتي 
فريدة وهي تقف وتتجه نحوه
سبق وقلتلك انا مش من الاشخاص اللي يتقبل بالإهانة يابلال
بلال
كنت هسمح اني اعاملك باحترام اكتر من كدا لو انك مقلتيش ادبك ولو اني مشفتكيش في مكان قذر زي اللي كنتي فيه قبل فرحك بيوم ياهانم
فريدة
عادي يعني
فيها اية اني اكون هناك
بلال بصړاخ وهو يقف
فيها هي ! الهانم تروح هناك وتسكر وبتقولي فيها
اية تروحي هناك وترقصي بطريقة مستفزة ومسخرة وبتقولي فيها اية دي اسمها قلة ادب 
فريدة مقاطعة بصړاخ
انا مسمحلكش
بلال
تسمحي او لا انتي الفرق بينك وبين اي واحدة بتشتغل هناك ايه ردي عليا أية الفرق
فريدة
بلال
هما ظروف اجبرتهم يروحوا هناك ويشتغلوا لكن انتي اي هي الظروف اللي جبرتك انتي بتروحي الاماكن دي بمزاجك 
بلحظة كان شعرها بين يديه وهو يقول
صوتك ميعلاش عليا انتي فاهمة
ضغط عليه بشدة متابعا
انا اتجوز اللي عايزها في الوقت اللي يعجبني يافريدة وتربيتك من اول وجديد هتكون علي أيدي لانك متربتيش كويس للأسف
فريدة پغضب
انتي كدا بتهين اهلي وانا مسمحكلش ابدا انت سامع
بلال بصړاخ عالي افزعها
تسمحي او لا انتي مش حاجة اصلا انتي هنا زيك زي اي كرسي فاهمة مش هسمحلك تكوني اكتر من كدا لانك متستهليش دا انتي واحدة كدابة يافريدة كدابة
قال اخر كلمة بصړاخ اعلي
جعلها تنتفض من مكانها والدموع تلتمع بعينها
قبل أن يتابع هو
متفكريش اني علشان اتجوزتك يبقي انتي حاجة أو بقيتي حاجة انتي زي ما انتي واحدة تافهة مدللة وهتفضلي كدا انا اتجوزتك بس بس علشان عاوزك مش اكتر
اڼصدمت من كلماته التي جرحتها تلك
لكن سرعان ما قالت بكبرياء ضعيف
طيب اللي عوزته اخدته ينفع امشي بقي
بلال
لا انسي انك تخرجي من هنا 
فريدة پبكاء
انا عايزه امشي انا مش عايزه أفضل معاك
بلال بسخرية واستفزاز
بقولك انسي دا 
ثم نظر لها من أعلاها واسفلها 
نظر لها نظرة شاملة بخبث وهو يقترب منها بشدة جعلتها تبتعد قبل أن يمسك يدها يشدها نحوه هامسا بجوار اذنها
قلت اني اتجوزتك علشان كدا فرفضك برضوا مش مهم
هتفت پبكاء
انا بكرهك انت حيوان يابلال انت حيوان
في منزل حسان ابو عوف 
علي طاولة الطعام 
كانت تجلس أفراد أسرة هذا المرة دون فريدة الحزن والهدوء كان يعم المكان فهي من كانت تضيف للمكان مرح وحماسة فبطبع فارس هادئ لذلك كانت تتولي هي مهمته تلك بأنها تمازحهم دوما
قالت فيروز مقاطعه ذلك الصمت
هنروح لفريدة أمتي ياحسان علي كدا
حسان بهدوء وهو يترك الجريدة التي بين يديه
فيروز انسي موضوع زيارة فريدة دي لان فريدة مش متجوزه اي حد
فيروز
يعني ايه هو كمان هيبعدني عن بنتي
فارس
اهدي ياماما
فيروز پغضب
انا وافقت لانك قلت إنه اكتر واحد هينفعها وهيعرف يتصرف معاها ياحسان وتجاوزت فرق السن اللي بينهم دا لكن مش هسمح أنه يبعدها عننا
حسان
بلال مش هيسمح ليها أنها تزورك يافيروز
فارس متدخلا
نرحلها احنا يابابا
حسان مزفرا بضيق
افهموا بقي مش هينفع نروح دا ببساطة ممكن يطردنا
فيروز بدموع خفيفة
انت لية سمحتله يعمل كدا ياحسان لية وافقت عليه وانت عارف بتصرفاته دي
حسان
صدقيني دا اكتر واحد هيعرف يتصرف معاها
فيروز
متأكد مش هيأذيها
نظر لها بتردد لكن اخيرا هتف
متأكد يافيروز متأكد
فارس وهو يقف استعدادا للذهاب لمدرسته
انا ماشي يلا سلام
حسان بعد ذهاب فارس
صحيح سعاد سكنت فين
فيروز
معرفش والله فين بس بتقول منطقة كويسة
حسان
كانت جت قعدت معانا هنا
فيروز
قولتلها ورفضت هي كانت جايه من امريكا ومجهزة كل حاجة ومكان السكن ودا كله
حسان
الله يرحمه رأفت مۏته صدمنا كلنا
فيروز
كانت اصعب مرحلة مرت علينا بعد ۏفاته الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم الصبر لأنهم لسة متأثرين بمۏته والله
حسان
فعلا كلنا لسه مصډومين
سلام ياحبيبتي
ابتسمت قائلة
سلام ياحبيبي
مدرسة فارس 
كان يجلس في مقعده كالعادة يستمع لمعلمه بانتباه شديد قبل أن يسمع طرقات علي الباب ومن بعدها دخول فتاة تبدو أنها بنفس مرحلته العمرية
بينما هتف المعلم
اتفضلي ادخلي ياسما وياريت متتأخريش تاني
هتفت برقة وهي تدخل
حاضر يامستر شكرا ليك
المعلم
عفوا
اتجهت لمقعدها المخصص لها بجوار أحد صديقاتها وجلست عليه غافله عن ذلك الذي كان يراقب تصرفاتها من اول دخولها الفصل حتي جلوسها
ومن ثم ملامحها التي كانت عبارة عن عيون غريبة تمزج بين الأسود والرمادي يعتقد ذلك فهي غامقة جدا ولكنها ليست سوداء وبشرة قمحوية ناعمة وخصلات شعرها السوداء القصيرة التي تصل لقبل منتصف ظهرها بقليل بنعومة رائعة وطول متوسط يتناسب مع سنوات عمرها ال السادسة عشر
فاق من شروده علي صوت ياسر الذي هتف
بتفكر في أية ومالك سرحان كدا
فارس
مفيش حاجة
ياسر
اممم طيب علي فكره المستر خرج
نظر للمكان الذي كان يقف فيه المعلم منذ قليل ليجده فارغ إذن هل هو غفل عن الدرس والعالم الي تلك الدرجة حقا لا يعرف ماذا حدث 
هل شرد بها ام بماذا
تنهد ونظر لياسر هاتفا
علينا ايه دلوقتي
Math
اؤما ب حسنا وعاد لشروده مره اخري وعيونه معلقه بها سما
كان يتمشي في شوارع تلك المنطقة التي يسكن بها صباحا وهو سارح بحاله وبعالمه الخاص سارح بعشق ماټ منذ زمن في قلب ارتوي من الحزن سارح في زمن بعد
سرح في اخر مقابله جمعتهم
هتس
انا عايزه أطلق
قالت تلك الكلمات وهي تقف أمامه بقوة كعادتها سابقا لم تكن هي التي تمرر عملته تلك مرار الكرام 
بينما بلال وقف من علي كرسيه عندما سمع تلك الحروف القليلة التي جمعت حروف لكلمات ستؤدي بحياتها لا محاله اهي جنت ام ماذا
اتجه نحوها وهو يقول 
سمعيني قولتي أية كدا
فريدة 
زي ما سمعت يابلال انا عايزه اطلق
بلال بهدوء مستفز 
اقدر اعرف السبب
رفعت احدي حاجبيها بأستنكار هاتفه 
يعني انت مش عارف السبب
بلال 
لا واحب اني أعرفه
فريدة بعصبية 
ضړبك ليا واھانتك في الاول اللي كنت بستحملها وخلاص
بلال 
انتي مراتي يعني ملكي واقدر اعمل فيكي اي حاجة في اي وقت
فريدة پغضب شديد وهي تتقدم منه حتي وقفت أمامه ونظرت لعيونه بكره 
انا قلتها قبل كدا انا مسمحش أن حد يكسرني أو يهيني انا سكت لفترة علشان الحياة تتظبط وافهم الدنيا لكن توصل للضړب يبقي لا والف لا انت متعرفنيش حتي الآن ومتعرفش انا ممكن اعمل ايه انا مبخفش من حد وزي ما كنت بعرف اسافر من غير ما حد يعرف هقدر اختفي من قدامك وانت بنفوذك وقوتك دي مش هتقدر تلاقيني لو لفيت العالم حتة حتة متستهزقش بيا ياشيطان علشان لو كنت انت بلال عز الدين فانا فريدة حسان ابو عوفبهدوء 
انتي تعرفي انا اخدت لقب الشيطان ليه
إجابته بضيق 
معرفش ومش عايزه اعرف
بلال وهو يقترب اكثر ويهمس بجوار اذنها بصوت مخيف 
انا شيطان مش علشان قاسې يافريدة القسۏة بعيدة كل البعد عني انا شيطان علشان مبرحمش اللي يغلط انا شيطان علشان تفكيري زيه انا شيطان علشان مخلي الهدوء دلوقتي مسيطر علي البلد وفي ثواني هخلي الشعب كله منتظر خبر موتهم متفكريش اني شيطان علشان رجل اعمال انا شيطان علشان بقدر اقلب كل حاجة زي ما الشيطان خرج ادم من الڼار انا قلبت والدك عليكي واقدر اخليه دلوقتي يشوف انك بريئة في الحكاية دي انتي متعرفيش انا مين ومفيش حد حتي الآن شاف انا مين انا من جوايا مفيش حاجة اسمها نور انا اقدر اقټلك دلوقتي واډفنك مكانك ومش هتأثر حتي رغم انك متعرفيش انتي بالنسبالي أية انا كنت ابن شوارع وبرضايا انا كنت في دقيقة واحدة اقدر اغير حياتي لكن مغيرتهاش لاني فكرت اقتل اهلي ونفذت أيوة انا اللي قټلتهم يعني انا اخترت اكون يتيم انا شفت الظلم ومسمحتس بيه هما كانوا بيشتغلوا شغل مش تمام وفضلت وراهم لحد ما وقعوا كنت طفل بس كنت السبب في موتهم انا اللي خليت الشرطة تقتلهم واقدر دلوقتي اعمل كتير افتكري أن الشيطان مش لقب علشان القسۏة لاني لو هقسي صدقيني انتي مش هتعيشي ثانية واحدة
لثواني ثم قال 
سنة وحبيتك من 12 شفتك من وقتها عرفت عنك كل حاجة لدرجة أن هدومك حافظها قطعة قطعة حتي ألوانها انا عندي من كل اللي عندك محتفظ بانواع العطور والهدوم وانواع الموبايلات اللي مسكتيها مش باكل غير الاكل اللي بتاكليه كل حاجة كانت مترتبة كنت هتجوزك حتي لو مجيتيش الاجتماع كنت منتظر اخلص شغل عندي واتجوزك ومكنتيش هتمنعيني عارف فرق السن ما بينا بس مكنتش هسمح أنه يكون السبب في اني مملككيش 
انا لما بحب حاجة باخدها حتي لو هتضرني أو هتضر غيري وانتي حاجة محبتهاش بس انا حبيتها وعشقتها وبقيت مهووس بيها فمش معقول هسمحلك انك تبعدي انا لسة مزهقتش منك يبقي انتي مكانك لسة هنا الا لو عايزه تطلقي واقرب منك كدا وعايزاني اخدك في الحړام
فريدة 
احنا مننفعش لبعض
بلال 
احنا اكتر اتنين ننفع لبعض كلمة طلاق مش عايز
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 28 صفحات