الأحد 01 ديسمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة زينب سمير

انت في الصفحة 24 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز


دون سابق أنظار أمام نظر الخادمات التي تجمعت سريعا حولها وهو يرون الډم يخرج من رأسها
ومن بين قدميها
لتقول أحد الخادمات سريعا پخوف 
حد يقول لبلال بيه علي اللي حصل واتصلوا بالاسعاف بسرعة يلا اتحركوا دي بټموت
في احد المستشفيات الخاصة التابعة للشيطان
كانت تجلس فيروز الباكية وبجوارها سعاد تحاول أن تبث داخلها الهدوء بقدر ما تستطيع بجانب ذلك وجود ريما وأميرة وامير الذين منذ معرفتهم الخبر وهم في حالة توتر لا يمكن وصفها بكلمات وعلي مقربة منهم كان يقف حسان بحزن علي حال ابنته وبجواره وقف فارس ومعتز وعبد الرحمن

أشخاص لا حصر لها بالإضافة لميرا التي دخلت العملية لتتابع معهم حالتها فهي أيضا دكتورة جراحة عامة
بينما هو 
كان يقف في شرفة التي توجد في الممر مربعا ذراعيه أمامه صدره وساندا ظهره علي الحائط بجواره كما اثني أحد رجليه وسندها علي الحائط
يظهر علي ملامحه الجمود بينما بداخله يوجد صراعات لا أحد يشعر بها
يخشي أن تضيع بين يديه يخشي أن تكون تلك النهاية
يخشي نعم الشيطان يخشي
منذ ساعتين وهو يقف تلك الوقفة الجامدة ينظر للخارج غير مهتما بما يحدث بالداخل
حتي جائت اللحظة المناسبة وخروج الطبيبه ومعها ميرا التي ظهر عليها الإرهاق
بخطوات شبة راكضة وصل الجميع إليها
لتنظر هي لهم وللشيطان خصيصا بتوتر ثم تقول 
مدام فريدة اتعرضت لارهاق بدني شديد خاصة حول منطقة الجنين لفترة طويلة ودا اللي سبب الڼزيف وكويس انها جت في الوقت المناسب لان لو استمر الڼزيف لاكتر من كدا كنا للأسف فقدنا الجنين
ارتسم علي ملامحهم الزهول قائلين 
جنين
الطبيبة ببسمة 
شكلكم مكنتوش تعرفوا حاليا هو كمل خمس اسابيع 
فيروز بقلق 
طيب وراسها يادكتورة كانوا بيقولوا پتنزف
الطبيبة بعد أن تنهدت بحزن 
للاسف مش عارفة افسر حالتها نهائي ولية ڼزفت من دماغها
امسكها بلال فجأة من تلابيب جاكتها الابيض قائلا پعنف وهو يرفعها له حتي أصبحت قدميها لا تلامس الارض 
يعني أية مش عارفة تفسري اومال اسمك دكتورة ازاي 
معتز وهو يحاول أن يبعده عنها 
يابلال تهدأ دي واحدة ست مينفعش كدا
بلال پغضب 
ست راجل اي مخلوق المهم تشوفلي حل وتعرف أية اللي بيحصلها بالظبط
الدكتورة بړعب من حالته تلك وهي مازلت مرتفعة عن الأرض 
لو سمحت نزلني مينفعش كدا
تركها بأهمال لدرجة أنها سقطت بقوة بعض الشى علي الأرض لتنهض سريعا تلك الطبيبة ذات الاربعين ربما من عمرها وتقول 
انا توقعت أنه ممكن يكون تكدس مجموعة دموية عالية في الدماغ بس دا لو الشخص قعد لفترة طويلة برضوا غير متزن وقاعد قعده مش مظبوطة
اغلق وقتها بلال عيونه پألم علي حالها فهو السبب بكل ذلك هو السبب
ريما بدموع 
طيب هي هتفوق أمتي
الطبيبة 
مش اقل من اربع ساعات
اؤمات لها ريما وشكرتها بهدوء لتستأذن الاخري وتغادر سريعا من أمامهم
بعد مرور أربع ساعات كاملة 
كانت تجلس العائلة ملتفة حولها بالإضافة لاصدقائها وهي تنظر حولها كل دقيقة والاخري وتوجه نظرها أيضا ناحية الباب منتظرة دخوله تخشي رد فعله لكن أيضا تذكر نفسها أنه هو السبب في كل ما يحدث
فاقت من شرودها علي صوت فيروز قائلة 
ديدا انتي لسة زعلانة مني انا وبابا
نظرت لها ثم لوالدها ولم تتحدث
ليقول والدها بحزن بالغ 
انا اسف يافريدة والله انا مش عارف اتصرفت كدا ازاي لو عايزة بلال يطلقك دلوقتي أنا هعملك اللي عايزاه
فريدة وهي تنظر له 
يعني انت مستعد تقابل ڠضب الشيطان علشاني
هتف سريعا 
ايوا مستعد بس سامحيني
ابتسمت وهي تقول 
مجرد كلمة انك مستعد تعمل كدا علشاني فرحتني انا مسمحاكم من زمان اصلا ومستحيل في يوم من الايام ازعل منكم
ابتسمت فيروز بشدة وهي تقترب وټحتضنها وتابعها بعد ذلك حسان
ليقول فارس بمرح 
متخدوش بالكم ياجماعة اصلها الكبيرة بقي والدلوعة بتاعتنا
ليضحك الجميع علي كلماته
وبعد مرور بعض الوقت سمعوا طرقات خفيفة علي الباب ومن ثم دخول بلال بملامح متجهمة غاضبة عرفتها فريدة علي الفور ولكن حاولت بث الامان داخلها وهي تقول إن هو السبب في ماجري لها وليس العكس
بينما هو قال وعيونه لم تقابل عيونها بعد 
ها مش هتروحوا
ضحك معتز وهو يقول 
انت بتطردنا ولا اية يابلال
بلال وهو يطالعه ببرود 
اهاا
ميرا 
طيب مين هيبقي المرافق مع فريدة
خرجت اصوات الجميع هاتفه 
انا
لينظر لهم بلال ثم يبعد نظره عنهم بلامبالاة قائلا 
مفيش غيري هيقعد معاها هي كدا كدا بكره الصبح هتبقي في القصر
جائت لتعترض فيروز قاطعها قائلا 
اعتقد كلامي واضح محدش غيري هيقعد معاها
ليبدأ الجميع بتوديعها ثم يخرجون
خرجت ريما وهي لا تعلم الان اتسعد بأن حياة صديقتها يبدو أنها هادئة مستقرة ام تحزن وهي تعلم أيضا أن بلال لا يعاملها إلا كما يعامل الجميع
خرج امير وهو يحاول تهدئته قلبه بانها اخيرا أصبحت بخير 
خرجت فيروز سعيدة وكذلك حسان
خرج الجميع بمشاعر مختلفة تماما عن المشاعر التي دخلوا بها الي ذلك المكان
بينما بالداخل 
بمجرد خروج اخر فرد توجه نحوها سريعا وقال پغضب عنفواني حاد 
انتي كنتي عارفة انك حامل صح
نظرت له ببعض الرهبة وهي تبتلع ريقها پخوف وهي تحاول أن تتحدث لكن لم تستطيع
ليقول پغضب أشد 
قولي كنتي عارفة
نظرت للاسفل وهي تقول 
اها
استمع الكلمات تلك وتنفس بقوة قبل أن يقول بصوت عالي 
ومقولتيش لية يافريدة ولا كنتي بتفكري تنزليه من غير معرف كمان
فريدة بدموع 
انا مفكرتش في كدا والله وانا عرفت في وسط الاحداث اللي حصلت دي والسفر وكدا وبعدين لو كان هينزل كان هيبقي بسببك وبسبب اللي حصل امبارح
بلال 
حصل أية امبارح انا مملتش المروحة تشتغل لو تفتكري انا بس علقتك فيها
فريدة بصړاخ
هي أيضا 
وهو دا شئ عادي انك تعلقني انتي متجوز حمارة يعني ولا اية انا مش فاهمة
بلال بحدة 
الدكتورة قالت إن البيبي دلوقتي كويس لو عرفت أنه حصل له حاجة مش هيكفيني فيه عمرك المرة دي فاهمة ولا لا
فريدة 
علي فكرة دا ابني برضوا 
بلال پغضب 
كلامي مفهوم ولا لا
فريدة بدموع 
ياريته كان ماټ فعلا
امسكها من شعرها بقوة صارخا 
روحك هي اللي كانت هتطلع معاه
قالت بصوت ضعيف متعب 
انا قولتلك أن انت السبب
بلال 
اللوم عليكي انتي وبس لانك كنتي تقدري تقوليلي وانا مكنتش هعمل كدا اكيد
قالت فريدة ببسمة شړ غريبة 
انا كنت عيزاك تعمل كدا وكنت عايزه الطفل كمان يحصل فية حاجة علشان تفضل طول عمرك ندمان تعرف مقلتش وكنت حاسه اني هيحصلي حاجة انا وهو لية علشان ببساطة الدكتورة قالت إن الحمل مكنش ثابت وفي اي لحظة كان ممكن ينزل
تحولت عيون للون الاحمر ورفع يده ليضربها لتصرخ وهي تضع يدها علي وجهها ليقف عند اخر لحظة ويبتعد عنها ويتجه للخارج ولكن قبل خروجه ضړب الحائط بجواره ثلاثة مرات متتالية پغضب عڼيف
لتبكي هي بعد ذهابه بشدة كل ما قالته كڈب هي اطمئنت انها بخير لكن حاولت أن توجعه قليلا
حملها كان طبيعي وثابت وطفلها بافضل حال منذ البداية ولم تكن تدرك ابدا ان ما حصل لها بسببه سيؤثر علي طفلها لكن عندما علمت بما جري قالت تلك الكلمات له ليغضب ليغضب وفقط
لم تمر حوالي ربع ساعة إلا وقد كان قد عاد اخيرا وبيده صنية خشبية متوسطة الحجم عليها بعض الطعام والشراب
ليضعها أمامها ويجلس علي الفراش من الناحية الاخري
لتمد يدها لتبدأ بالاكل ليمسكها هو ويقول وهو ينظر لعيونها الزيتونية الرائعة 
انا هأكلك 
جائت لتعترض لتجد بيده الاخري وضع أحد اللقمات بفمها
ابتسمت له دون إدراك منها ليبتسم هو أيضا وهو يطعمها بهدوء حتي شبعت اخيرا 
وهي تنظر بعيد عنه لتظهر بسمة علي شفتيه وهو يقف وبيده تلك الصنية ثم يخرج من الغرفة
وضعت يدها علي بطنها وحركتها عليه بخفة وهي تبتسم بخجل 
وقفت سيارته أمام البناية لتنظر له بنظرات شكر قائلة 
شكرا يامعتز جدا علي التوصيله
معتز ببسمة 
شكرا أية بس ياميرا انتي تؤمري أمر
ابتسمت له بحب شديد وهي تستعد لتبهط من السيارة ليقول هو 
صح اومال فين وتين
ميرا 
فوق
معتز بقلق 
كانت قاعده كل دا لروحها
ردت ببسمة علي خوفه وقلقه الظاهر هذا 
لا مكنتش لروحها انا متفقة مع بيبي سيتر بتيجي تقعد معاها في الأوقات اللي زي دي يعني لو مشغولة وكدا
معتز 
والبيبي سيتر دي كويسة يعني انتي مطمنة علي وتين معاها
ميرا 
اها كويسة جدا
معتز 
تماما اطلعيلها بقي
كانت قد هبطت لتؤمي بنعم وتتجه لداخل البناية وهو ينظر لها بتنهيدة عاشق
بالاعلي 
سمعت وتين طرقات علي الباب لتتجه نحوه وهي تصرخ قائلة 
مامي جت مامي جت
لتحاول فتح الباب لكن طولها لم يسعفها لتتجه المربية للباب وتفتحه هي
لتدخل ميرا وهي تبتسم وتهبط ناحية وتين ټحتضنها قائلة 
اخبار بنوتي الحلوة أية
وتين بلطافة 
كويسة يامامي اوي وانتي
ميرا 
كويسة ياروح مامي
ثم نظرت المربية قائلة 
اخبارك أية انهاردة ياحبيبتي
ردت الاخري قائلة 
الحمد لله كويسة تسلمي علي السؤال وتين اكلتها وكمان اخدت شور هروح انا دلوقتي 
اؤمات لها بنعم
لتتجه المربية للداخل تغير ملابسها سريعا ثم تذهب
لتقول ميرا لوتين 
يلا ياروح مامي ننام
وتين 
اها يلا يامامي ننام
في احد المنازل البسيطة في حي راقي بعض الشئ
كانت تجلس رانيا أمام التلفاز تشاهد أحد المسلسلات قبل أن تأتي والدتها المسنة وتجلس بجوارها وهي تقول ببسمة 
رانيا ياحبيبتي عيزاكي في موضوع
نظرت لها وهي تقول 
موضوع أية دا ياماما
ردت عليها الام قائلة 
في عريس متقدملك
رانيا 
ماما انتي عارفة رأيي
الام 
انتي قابليه بس لو مرتحتيش في الكلام معاه نرفضه يابنتي بس مينفعش نرفضه علطول كدا من غير اسباب
رانيا 
ياماما 
وقفت الام وهي تقول 
انا خلاص اديته المعاد وهيجي بكرة علي الساعة تمانية كدا
قالت تلك الكلمات وذهبت
لتتنهد رانيا قائلة 
ياربي شكلي فعلا لازم أقابله ولو كان كويس يبقي توكلنا علي الله مش هفضل احبك لوح تلح انا
سكتت ثم قالت پغضب 
دا فريز مش لوح تلج بس بس للاسف بحبه
في المستشفي الخاص
كان يجلس بلال بجوار فراشها علي أحد المقاعد وهي علي الفراش تنظر له بملل وهي تراه يمسك هاتفه ويبدو أنه مشغول
لتقول بملل 
بلال
همهم لها وهو يقول 
اممم عايزة أية ياريدا
فريدة بضجر 
ينفع تسيب اللي في ايدك دا وتكلمني
ترك ما بيده ونظر لها ثم قال 
اديني سبته عايزه اية بقي
فريدة 
كلمني علشان انا ملانة
بلال 
لو اتكلمنا هنتخانق وانا مش عندي دماغ للخناق دلوقتي
فريدة بغيظ 
مش عندك دماغ ليه بقي
بلال بخبث 
مشغول في حاجات تانية
فريدة بعيون حمراء غاضبة 
انت كنت بتعمل أية علي الفون
بلال ببرود 
ولا حاجة
فريدة 
اصل انا هصدقك اووي هات الموبيل كدا دا ثواني
بلال بضحك 
لا مش هدهولك
فريدة پغضب حانق 
بارد مستفز غبي
بلال 
بس بحبك
لترد بدون وعي منها 
وانا كمان بحبك
اخيرا قالها قال احبك قالها وانا قلبي قلبي قلبي أتوقف بعدها من فديت انا العيون قال احبك وپجنون
هتف بلال پصدمة ظاهرة جدا علي ملامحه 
انتي قولتي أية
تعمدت الجهل وعدم الفهم وهي تقول 
قولت أية انا مقولتش حاجة
بلال 
لا قولتي
وترك المقعد الذي يجلس عليه واقترب منها وهو يقول 
قولتي وانا كمان بحبك
فريدة 
دا بس كلام هبل ملهوش وجود محبيتش اكسفك يعني انت تقول بحبك وانا اسكت
رفع أحد حاجبيه وهو يقول 
والله
فريدة 
والله يلا بقي اوعي من هنا علشان عايزه انام
نظر لها بخبث وهو يقترب اكثر هاتفا 
يعني أنتي مش بتحبيني صح
فريدة 
ايوا صح
بلال بلامبالاة 
تمام يبقي نطلق بقي
فريدة بزهول 
انت موافق تطلقني
بلال بعدم اهتمام 
مش هفضل طول عمري قاعد مع واحدة مبتحبنش وفي مليون واحدة بتتمناني
فريدة 
يعني تقصد أية
بلال 
اتجوز واحدة بتحبني
فريدة بصړاخ عالي وهي تحاول النهوض 
يبقي انت كنت بتكلم واحدة علي التليفون دلوقتي صح
صمت ولم يتحدث لتقول هي پجنون وڠضب حاد 
پتخوني وانا قاعدة جنبك
بلال ببرود مستفز 
دي اكيد هرمونات حمل صح حبيبتي انتي فريدة يعني لوح تلج مبيهتمش بحاجة اصلا
ثم اقترب
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 28 صفحات