رواية كاملة بقلم هدير محمود
فلم تريد أن تطفل عليهما وتركتهما يتحدثان على انفراد وحينما رأى أدهم مريم شعر وكأنها طفلته لا زوجته أو ابنه عمه بل طفلته التي اشتاق إليها كثيرا ويريد أن يضمها إليه لكنه قطعا لم يفعل بل اكتفى بإلقاء السلام عليها
أزيك يا مريم
أدهم !
أيه مش عايزة تشوفيني خالص للدرجادي يا مريم!
لأ مين قال! عادي
ظروف
ماشي يا مريم مش كفايه بقا كده وترجعي بيتك
ضحكت ضحكة ساخرة ثم قالت ما أنا في بيتي ومليش بيت تاني
لأ يا مريم ليكي
أنهي بيت ده ثم أردفت بسخرية اللي اتطردت منه !
يا مريم خلاص بقا ارجوكي سامحيني وارجعي بقالك أكتر من أسبوعين قعدة لوحدك في الشقة طب بذمتك موحشتكيش أوضتك موحشكيش الفوتيه بتاعك
لقد تعلق كلا منهما بالآخر دون أن يشعرا يبدو أن العشرة قد خلقت بينهما الألفة فتآلفا قلبيهما لكن كلا منهما ېكذب تلك الحقيقة
لأ أنا كويسة الحمدلله متشغلش بالك بيا
بس شكلك تعبان ووشك أصفر أوعي تكوني بتهملي ف أكلك
لأ بآكل الحمد لله وأحسن من الأول
أنتي عملتي الآشعة والتحاليل اللي كنت قولتلك عليها عشان موضوع البريود والۏجع بتاعها
لأ ومش هعمل حاجة وشكرا ليك ياريت متكلفش نفسك تمثل اهتمام بيا أكتر من كده أنتا مش مسئول عني أنا كبيرة ودكتورة وأعرف أزاي أبقى مسئولة من نفسي
سمعت نور الرد الأخير ل مريم ف دخلت بعد أن خرج أدهم وقالت لها
أيه يا شيخة الدبش اللي قولتيهوله ده حرام عليكي ليه كده شكله بيحبك على فكرة وخاېف عليكي
اسكتي أنتي يا نور لا بيحبني ولا حاجة هو ابن عمي وبس فاهمة
سكتت نور لكن مريم كانت في قراره نفسها تعلم أنها كانت قاسېة في ردها عليه لكنها تعمدت ذلك حتى يتركها وشأنها ولا يعاود المحاولة لتعود إلى بيته لأنها لن تعود مرة آخرى وعاندت نفسها ولم تجري الفحوصات التي طلبها منها بالرغم من أن تعبها أصبح في ازدياد صار الألم لا يطاق ولا يحتمل إلا بالمسكنات وحتى في عدم وجود عذرها الشهري أصبحت وما بين خۏفها وعنادها أهملت في صحتها ومرت الأيام وقد تعرفت على دينا خطيبة سيف وصارا أصدقاء كانت مريم تتهرب من الحديث عن أدهم كلما جاءت سيرته وفي حفل خطبة سيف دعا أدهم وذهب إليه بنفسه واعتذر منه مرة آخرى وأخبره أنه سيحاول في إعادة مريم لبيته ثانية وتصالحا معا حينما جاء أدهم حفل
أزيك يا مريم عاملة أيه
الحمد لله بخير وأنتا
الحمد لله ناقصني إني اتطمن على مراتي
متقولش مراتي بس بدل ما حد يسمعك ويغير صورته عنك أنتا مينفعش حد يوصمك الوصمة ديه خصوصا لو من واحدة زيي خاېنة
مريم من امتا بقا قلبك أسود كده خلاص بقا بقالنا شهر مش بنشوف بعض ولما بتشوفيني بتأنبيني أو بتخبطي فيا بقيتي كده أمتا
من شهر
طب ارجوكي ارجعي بقا للي كنتي عليه قبل الشهر
أه قصدك مريم الهبلة لا لا أنسى لا يمكن ترجع تاني مستحيل
ماشي هترجعي بيتك أمتا
أدهم أنتا مبتزهقش أنا مش هرجع البيت ده تاني أبدا فاهم
فاهم يا مريم ..طب ممكن تطمني على نفسك بلاش أنا يا ستي روحي ل دكتورة سالي دكتورة شاطرة وهتطمن عليكي
أنا كويسة يا أدهم هتتعبني بالعافية
يارب دايما تبقي كويسة ..على فكرة شكلك حلو أوي النهارده
لا والله وده من أمتا
هو أنتي مش عاجبك أي حاجة مني خالص
لأ مستغرباك بس
عندك حق بس فعلا أنتي ملكيش ذنب في أي حاجة
طب أنا همشي يا أدهم عشان أشوف دينا
لكنه أمسكها من معصمها ليوقفها برجاء لأ خليكي واقفة معايا شوية بقالنا كتير متكلمناش
مريم بحدةسيب أيدي يا أدهم مش عايزة اتكلم معاك
وفجأة ظهر شاب آخر سمع حديث مريم وكانت قد لفتت أنتباهه من أول الحفل فحاول الاقتراب منها لكنها صدته فوجد أن الآن الفرصة سانحة فوقف بينهما وحاول أن يفلت يد مريم التي في يد أدهم ونظر له قائلا
ما قالتلك سيبها ولا مبتسمعش وهنا أمسك ب مريم التي خاڤت وتراجعت للخلف
أما أدهم ف سكت لحظة ل يعي ما يحدث حوله ثم نظر لهذا الشاب قائلا وأنتا مال أهلك بتدخل ليه ف اللي ملكش فيه
قسما بالله لو مكنتش ف فرح صاحبي لكنت كسرتلك ايدك ..ايدك متمدش تاني على مراتي يا حيوان
مراتك
قالها هذا الشاب متعجبا وكأنه لا يصدق ونظر ل مريم التي وجدها صامتة أي أنها مصدقة على كلامه ف اصفر وجهه وبهت ولم يعلم ماذا يقول ثم أردف قائلا
أنا آسف مكنتش أعرف انها مراتك كنت فاكرك بتضايقها فقولت أدافع عنها بس
لأ قولت تعمل نمرة يا حيلتها اتكل على الله بقا بدل ما اتهور عليك
انصرف الشاب ومريم مازلت ترتعش خوفا ولى أدهم ظهره لها وهي مازالت تختبأ خلفه ونظر لها مطمئنا إياها
مټخافيش ده عيل أهبل وبيعمل نمره عشان يعجبك ميعرفش أنك مراتي
بعدما استعادت نفسها قالت أنتا أزاي تشدني كده وجعتني جدا
أنا آسف والله محستش إني شديتك جامد
بس لما الحيوان ده لمسك كنت هتجنن
ما أنتا طول عمرك مچنون يلا هروح أشوف دينا
تركته وانصرفت وظل هو واقفا بمفرده يذهب ليبقى مع سيف قليلا ثم ېختلس نظره إليها وهكذا حتى انتهى الفرح وأصر ألا تعود بمفردها وهي أصرت ألا تركب معه ف صار خلفها بسيارته حتى اطمئن عليها وأوصلها ل بيت والدها ....
مرت الأيام سريعا وهو لم يمل من المحاولة في اقناعها للعودة إلى بيته وهي لم تمل من الرفض والمعاملة السيئة له لن تنسى أهانته لها بتلك السهولة مر أكثر من ثلاثة أشهر وهي تعيش بمفردها في شقة والديها وبين الحين والآخر تذهب لها دينا وأحيانا تقضي ليلتها معها وصار سيف يغار كثيرا من علاقتهما وقد عادت العلاقة بين سيف وأدهم كما كانت وكان دوما يطمئن على مريم من صديقه ف هي لا تريد أن تجيب على مكالماته ألبته حتى هذا اليوم الذي مرضت فيه كثيرا وأغمى عليها أكثر من مرة والألم كان يعصف بها غير أن الڼزف استمر أكثر من أثنا عشر يوما ولم يتوقف شعرت أنها ستموت بمفردها في شقتها فاتصلت ب دينا التي بدورها اتصلت ب سيف بعدما طلبت منها ذلك ليذهبا بها إلى المستشفى أما سيف فتردد كثيرا هل يخبر أدهم بما حدث أم لا
استغفر الله العظيم وأتوب إليه
البارت 11
أما سيف فتردد كثيرا هل يخبر أدهم أم لا لكنها زوجته لابد أن يعلم وإلا سيخسره هذه المرة للأبد فاتصل به وأخبره بما حدث ف طلب أدهم منه أن يظل هو في المستشفى حتى يعد ما قد يلزمه حتى يحضرا وبالفعل لحظات وكان قد انطلق بسيارته متجها نحو شقة عمه وفي طريقه اتصل
ب مريم فأجابته دينا
ألو مريم ..مريم ردي عليا أنا أدهم
أيوه يا أدهم أنا دينا
أيوه يا دينا مريم عاملة أيه
مريم تعبانة أوي يا أدهم
طب تقدر تتكلم
بتقولك لأ
طب دينا افتحي الاسبيكر
حاضر ثواني ..فتحته
مريم مټخافيش أنا جاي علطول أنتي كويسة مټخافيش دينا نيميها على الأرض وأرفعي رجليها بمخدات السرير فهماني
اه
سيبي الموبايل أنا هفضل معاها ..مريم عشان خاطري ردي عليا بكلمة واحدة عايز أسمع صوتك عشان اطمن عليكي
ردت مريم ب وهن شديد أنا كويسة الحمد لله متتعبش نفسك سيف زمانه جاي
أنا مش هرد .. أخس عليكي يعني سيف ودينا أولى أنهم يبقوا جنبك مني أنا للدرجادي يا مريم عموما أنا قولت ل سيف يفضل في المستشفى عشان لو احتجناه في حاجه أنا هاجي حتى لو مش عايزاني
هنا عند تلك اللحظة قد خارت كل قواها بل هي لا تريد سواه لكن كرامتها هي التي جعلتها لا تتصل به فقالت بوهن شديد
مستنياك متتأخرش عليا أنا محتجالك أوي يا أدهم
حاضر يا مريومة مش هتأخر والله
كانت تلك هي المرة الأولى منذ أن تزوجا تسمعه يدللها
ساق أدهم بأقصى سرعته ووصل في غضون نصف ساعة وهذا زمن قياسي نظرا لبعد المسافة بين البيت والمستشفى ..ها هو يصعد درجات السلالم كأنه يطويها تحت قدميه حتى وصل أخيرا إلى باب شقتها خبط ففتحت له دينا لم يسلم عليها بل اتجه فورا ناحية مريم التي كانت قد أغمى عليها مجددا رفع قدميها إلى أعلى وطلب من دينا محاولة تثبيتها أما هو ف جلس على ركبتيه وظل يدلك أصابع يدها وما أن وضع يداه على وجنتيها حتى بدأت تستفيق رويدا رويدا ثم قالت
أدهم أنتا جيت
أه جيت أنتي كويسة
تعبانة أوي يا أدهم
دينا ساعديني معلش نلبسها هدومها نظرت له دينا ومريم في آن واحد وقال بعد أن فهم نظراتهما
مراتي والله مراتي ومش وقته الكلام ده خلينا نخلص بسرعة
ساعداها في ارتداء ملابسها في عجالة وحملها أدهم بين ذراعيه بعد رفض ومحاولات منها لتنزل على الدرج دون أن يحملها وأخيرا فعل ما أراد وهبط بها سريعا وكان يحدث دينا أثناء سيرهما قائلا
دينا اركبي معاها ورا وأنا هسوق
أجابته دينا قائلة عربيتي اللي راكنة وراك خليني أنا أسوق وأنتا خليك معاها ورا عشان أنتا دكتور لو حصل حاجة تعرف تتصرف وعشان تعرف تركز
مش هينفع أنا هسوق بسرعة وأكيد أنتي مش هتسوقي زيي
لأاا متخافش أنتا متعرفنيش أكيد أنا بسوق أسرع منك أركبوا بس وامسكوا نفسكوا
اقتنع أدهم وركبا معا سيارة دينا وكان يود أن يظل بجوار مريم ليطمئنها جلسا على المقعد الخلفي سويا جعلها تضع رأسها على فخذه وتنام رافعة قدميها قليلا حتى لا يغمى عليها مجددا وحتى يصل الډم للمخ ف يبدو أنها تعاني من انيميا شديدة كانت دينا تسوق بحرفية شديدة مما أثار تعجب أدهم ف قلما