رواية كاملة بقلم نرمين محمود
نفسا عميقا والتفتت إلي والدها قائلة بعزم
بابا زمزم بتتصل بيا انا وتمارا هي طبعا قالتلنا منقولش لحد انها بتكلمنا ولما انا قولتلها مينفعش ولازم ترجع مقالتليش علي مكانها بس بتتصل بيا وبتقعد بالساعات تكلمني انا وتمارا انا قولت لحضرتك عشان زمزم لازم ترجع
انا معرفش حصل بينها وبين ياسر ايه بس الظاهر انها سابته واتخلت عننا كلنا حاولت اني أشوفها اكتر من مرة بس هي كانت بترفض
اتصلي بيها يا زهرة اتصلي بيها وانا هحدد مكانها دلوقتي
فعلت زهرة ما قاله والدها واتصلت بها تسألها عن مكانها وبالطبع جاء ردها بالرفض وانتهي الأمر بها الي أن أغلقت الهاتف بوجهها وجملت ناصر التي شقت السكون
الفصل الرابع والعشرون
بمنزل ياسر منذ رحيلها من منزله بذلك اليوم وهو يبحث عنها املا فى ايجادها حزنت والدته كثيرا بعد ان علمت اصل الحكاية كاملة من ابنها اشفقت على زمزم كثيرا لكن ليس بيدها شئ ف بالنهاية هى تريد حياة زوجية مريحة لابنها
تلك الفتاة جارتهم ميرنا تحب ياسر لكن هو لا يراها ابدا فكرت امال والدته ان تساعدها فى جذب انتباهه اليها
دقت ميرنا على غرفة ياسر برقة فسمعت صوته يسمح لها بالدخول ظنا منه انها والدته
انت نعم يا ميرنا عاوزة ايه
ميرنا بهدوء
اتفضل ده جواب جت امبارح البنت اللى كانت عايشة معاكوا وادتهوني بلغتني انى اوصلهولك ضروري و
و ايه وحضرتك بقي مجبتيهوش من امبارح ليه كنت عاوزة ترميه ولا كأنها جابت حاجة اصلا مش كده طبعا ما انت لازقالنا هنا عشان ابصلك واتجوزك بس انسي يا ميرنا انا لا عمري هحبك ولا اي حاجة م اللى ف دماغك ديه نهائي انا بحب واحدة بس بحب زمزم وبس
وضعت ميرنا الورقة المطوية بيدها على الكومود وخرجت من المنزل تبكي بقوة لم تظهر له حبها ابدا كانت تعلم انه لا يراها لكنها تعتبر والدته بمثابة امها لذلك تودها وتسأل عنها دفنت حبها له بأعماق روحها ومضت بحياتها كانت تري نظراته لزمزم عندما تدعوها والدته لتناول الطعام معهم لم تضع نفسها يوما فى مقارنة معها تعلم جيدا انها الخاسرة الوحيدة بتلك اللعبة
نمت ذقنه كثيرا فقد شهيته لكل شئ صباحا يذهب الى عمله ويعود يتناول طعامه معهم دون ان يتحدث مع ايا منهم ويصعد الى غرفتها يتفقد كل جزء بها ينثر عطرها بالغرفة حتى يستطيع النوم دون كوابيس تركها له
نعم يا امي
اقتربت منه نجاة وجلست بجانبه تضع يدها على ظهر كفه قائلة بشفقة
لسه بردوا يا حبيبي بتدخل اوضتها يا ابني كفاية كده حرام عليك نفسك
تنهد بمرارة وهتف بتهكم
كفاية ايه يا امي بهدلتها ودمرتها روحت دوت على مزاجي ووقفت ف وش ابويا عشان شيما وعشان بحبها وحرمت على زمزم تحب حد تاني رغم انى كنت سايبها زي بيت الوقف
حاولت نجاة التخفيف عنه قائلة بمواساة
كان ڠصب عنك يا حبيبي انت كمان مكنتش عاوزها
هتف وقاص بصوت مهتز
ڠصب عني انا سبتهالكوا هنا ورميت طوبتها سبتها هنا رغم انى عارف انى من قبل م اتجوزها انك مبتحبيهاش ومستنياها تيجي تحت ايدك بس عاقبتها بأبشع الطرق انها حبت غيري شكيت فيها وف تربيتها وحبيت اتاكد بنفسي دبحتها انا وابوها دبحتها بس والله م كان قصدى انا فكرت انها خانتني بجد فكرتها سلمته نفسها بجد
وبكي بصمت وهو يتحسس صورتها التى تجتمع فيها مع شقيقتيها وتمسك ببالون رقم 19 من الواضح انها كانت تحتفل بعيد ميلادها معهم
بكت نجاة هى الاخري
على حال ابنها وما فعلته بزمزم دون ذنب
بكت اكثر عندما تذكرت مادلين وهى توصيها على بناتها وان تكون لهم صديقة وام ثانية اذا ما احتاجوها يجدوها
بعد حديثها مع زهرة وبعد ان اغلقت الهاتف بوجهها رمته ارضا بقوة ادت الى تحطيمه شړ تحطيم وهي تبكي بقوة لم يفارق ذاكرتها ما ارتكبته جميع عائلتها بحقها ولم تسامحهم ولن تفعل دمروها نهضت من مكانها پغضب شديد واصبحت ټحطم كل شئ بالمنزل دون وعي فقط تريد اخراج ڠضبها بدلا من ايذاء نفسها بكتمانه اكثر يكفي تورم وجهها وانتفاخه الذي لا يفارقها بسبب بكاءها المستمر
دق باب المنزل فنهضت من مكانها بتثاقل حتى تفتح الباب ظنا منها انها جارتها سعادتلك المرأة الخمسينيه ذات العيون الخضراء والشعر الاحمر تعتبرها ابنتها منذ ان جاءت الى هنا وهى تتولاها وتتولى رعايتها كاملة لكنها تفاجأت بأبيها وشقيقتيها وازواجهم
دهش والدها من التغيير الذي طرأ عليها وحزن ايضا وجهها ورقبتها وعظمتى الترقوة تغطيها الندوب والخربشات قصت شعرها الطويل الى نهاية نحرها نحفت كثيرا وجهها المنتفخ وعيناها المدمعة اثارت شفقته ناحيتها
كانت اول من فاقت من ذهولها هى تمارا فاندفعت اليها ټحتضنها بقوة وهى تبكي على حالها حولت تمارا بصرها بالشقة فشهقت پعنف وهي تري ما بها محطم
دفعت زمزم تمارا پعنف بعض الشئ وصړخت بوجههم پغضب ودموع
عاوزين منى ايه تاني امشوا بقي مش عاوزة حد فيكوا كفاية كده
وقالت مشيرة الى والدها وانت عاوز ايه تانى منى مش اتأكدت انى محطتش راسك ف الطين سبني ف حالى بقي انا مش مسمحاك ولا انت ولا عمى ولا ياسر ولا الحيوان اللى اتحسب جوزى انا بروح لماما كل يوم وبقولها انت بتعمل فينا ايه قولتلها كمان انت عملت فيا ايه
امبارح جاتلى ف الحلم وقالتلي هتاخدلى حقي منك وانا مستنياها تاخدهولي هقف قدام ربنا واقوله اني مش مسمحاك سبني ف حالى بقي ډمرتوني بهدلتوني كتير روحت وجيت ولفيت على شغلك هنا وهناك وسبتنا ولما رجعت عاوز تجوزنا عشان تخلص جوزتنا كلنا ڠصب جوزتني واحد ميستاهلنيش وبهدلني عملتني خاېنة واحدة خانت جوزها اللى هي اصلا مبتشفهوش جوزها اللى رماها
اتفقت مع جوز بنتك على بنتك امشي امشي بقي اطلع من حياتي
جلست على الارض امامهم وهى تبكي وتشهق
پعنف وتضم قدميها الى صدرها بقوة ونشيجها يتعالي جلس ناصر على الارض امامها يجذبها الى احضانه يشاركها
البكاء لم تمانع احتضانه لها كانت تحتاج الى ذلك العناق الذي يحتويها كثيرا لذلك لم تمنعه
ثوان وكان جسدها يتراخي تماما بين ذراعي والدها
بعد مرور يومان دلف ناصر الى غرفة زمزم بالفيلا وقام بفتح الشرفة حتى تدخل الشمس الى الغرفة اما هى فكانت تجلس على الفراش بملامح عادية غير متأثرة بشئ لا فرح ولا ڠضب بعد ثوان دقت الخادمة على الباب فأذن لها ناصر بالدخول حمل ناصر الصينية من الخادمة وصرفها والټفت عائدا الى زمزم ووضع الصينيه على قدميها وبدأ باطعامها
اهو عملتلك بيض زى م بتحبيه مش عارف بصراحة بتاكليه كاوتش كده ازاى بس مش مهم خدي
قالها وهو يمد يده امام وجهها بلقمة طعام فتحت فمها واكلتها دون ان تتحدث بذلك
اليوم اخذها من المنزل الذي تقطن به وعاد بها الى الفيلا واصبح يعتني بها فقط حتى تتحدث معه رفض اعتناء ايا من شقيقتيها بها
ظل معها حتى منتصف النهار يتحدث اليها يخبرها كم يحبها يخبرها بمقصده عندما زوجها وقاص كان يعتقد انها من دمه ولن يأذيها مطلقا لك ما حدث كان العكس يخبرها كم تشبه والدتها رحمها الله كان يريدها ان تتحدث معه ولو بكلمة حتى
تركته يتحدث كما يريد دون ان يظهر على وجهها اي تعبير فقط عندما جاء بسيرة والدتها دمعت عيناها بعد قليل انتهي ناصر من الحديث او مل منه فلم يجد من يشاركه الكلام
انا هروح اطمن على اخواتك واتصل بيهم يا حببتي وهجيلك تاني
وامسك بمقبض الباب لكنه تجمد مكانه عندما هتفت زمزم بكلمتين فقط جعلت الدموع تأخذ مجراها على وجنته
انت بتحبني
بمنزل زهرة النوساني
كانت تعبث بالهاتف عندما دق باب المنزل نهضت من مكانها حتى تفتح الباب ظنا منها انه ناير لكنها لم تجد احد وقع الهاتف منها امام الباب فانحنت حتى تجلب الهاتف فرأت ذلك الظرف اخذته ودلفت الى الشقة
جلست على الاريكة وفتحته اخرجت الورقة الموجوده به ولم تشعر بدموعها التى هبطت على وجنتها وهى تري نسخة من قسيمة طلاق الدعو ناير نصار وندي فوزى بتاريخ ذلك الشهر
وتحديدا منذ اسبوع فقط
دلف ناير الى المنزل يبحث عنها بابتسامة فوجدها تجلس على الاريكة وبيدها تلك الورقة قطب جبينه باستغراب وهزها برفق
زهرة زهرة مالك فيه ايه
التفتت له ووضعت الورقة امام وجهه وقالت بصوت جامد وعينين مدمعة
طلقني
الجزء الخامس
رواية شيقة للكاتبة نرمين محمود الجزء الخامس
من الفصل الخامس والعشرين الى الاخير
الفصل الخامس والعشرون
ابتلع ريقه بصعوبة بالغة وأشار إلى الورقة بيدها قائلا
انت جبتي الورقة ديه منين
قذفتها زهرة أرضا وهي تصرخ بوجهه
ملكش دعوة جبتها منين الكلام اللي فيها صح ديه امضتك والتاريخ من اسبوع يعني كل ده عايشة مع واحد كذاب
بلل شفتيه بلسانه قائلا بصوت متوتر
زهرة اسمعيني والله العظيم اتجوزتها ڠصب عني صدقيني ملمستهاش اصلا
كل كلامك ده ميهمنيش ف اي حاجة انا عاوزة اعرف حاجة واحدة بس اتجوزتها امتي ازاي اصلا وانا كنت نايمة علي وداني ازاي
ستفسد حياتهم تماما اذا اخبرها بتاريخ زواجه بتلك الخبيثة وبالطبع لن يكون هناك فرصة لرجوعهم مرة أخري
اتجوزتها قبل م يحصل اللي حصل بيوم بس ڠصب عني والله
ابتسمت بسخرية قائلة
متفرقش عندي كلها واحد ف النهاية اتجوزت طلقني يا ناير لاني مش هقعد علي ذمتك ولا هقعد ف بيتك دقيقة كمان
مش هطلقك يا زهرة مش هطلقك اتجوزتها ڠصب عني بقولك
ڠصب عنك ازاي شربوك حاجة اصفرة يعني
ناير بصوت حاد
بلاش الطريقة ديه يا زهرة بقولك اتجوزتها ڠصب عني وملمستهاش لحد م طلقتها متظلمنيش
نظرت اليه باحتقار قائلة
انا قرفانة منك قرفانة ويضرب نفسي مليون جزمة اني صدقتك وسامحتك
وذهبت الي الغرفة حتي تلملم اغراضها ووراءها ناير يحاول منعها مما تريد فعله
الټفت ناصر الي ابنته ينظر إليها بحزن شديد الي تلك الدرجة لا تصدقه تشكك بحبه لها
كيف لأب أن يكره اطفاله وكيف يكره اي شئ من مادلين رحمها الله كيف