رواية رائعة بقلم الكاتبة بسمة مجدي
دقائق دلف الي مكتب الطبيبة ليجلس بهدوء قائلا
أعذريني علي طريقتي معاكي الصبح انا بس كنت قلقان علي ميرا
ابتسمت لتردف بهدوء
انا عارفة ومقدرة يا أستاذ يوسف بس الموضوع مكانش ينفع يتأجل
ارهف سمعه ليردف يقلق
ايه الموضوع قلقتيني يا دكتور !
تنهدت لتقول مباشرة
الموضوع بصراحه ان مدام ميرا....حامل !
طب الموضوع ده هيأثر علي ميرا وحالتها !.
مش عارفة أقولك ايه بس... الحمل مش سهل عايز اهتمام وصحة نفسية كويسة وغذا وده الي مش متوفر للأسف ولو قدرنا نتخطى المرحلة دي هنعمل ايه في الولادة و الرضاعة وميرا مش بتدي اي تجاوب مع العلاج اطلاقا
خلاص يبقي تجهضه !
اجابته بعملية
لا طبعا مينفعش زي ما الموضوع ليه سلبيات بردو ليه ايجابيات يمكن الطفل ده يكون سبب في تحسنها وبعدين حالتها متسمحش لأي عملية من النوع ده
ليسألها بحزن بائن
طب والعمل !
للأسف احنا مفيش في ايدينا غير اننا ندعي نعدي مرحلة الحمل دي علي خير وهنحاول نسرع شوية في علاجها
طب يبقي لازم تكملي حكايتكم الي حصل وصلها للحالة دي !.
ليسألها بصوت هادئ
طب انا وقفت لحد فين !
نزعت نظاراتها لترهف السمع وهي تطالعه بفضول قائلة
انت قولت اخر حاجة انك حاولت تضغط عليها عشان توافق تتجوزك وأجرت ناس تضايقها عشان تبان بطل في نظرها بعدين حصل ايه !.
ميرا وافقت تتجوزني !
قالت بتخمين
بعد موضوع الشباب الي أجرتهم !.
لا قبلها بعد الحاډثة بتاعتي !
طب لما هي وافقت كان ايه لازمتها الشباب الي أجرتهم !.
ازدرد ريقه ليقول معللا
ميرا لما وافقت كانت شبه مجبرة وانا كنت عايز يكون برضاها مكنتش عايزها تحبني لا تعشقني وټموت فيا كمان عشان أقدر أحقق الي انا عايزه !
للدرجادي الموضوع سهل انك تكسر بني ادمه حبتك !
ظهر الندم جليا في عينيه قائلا
انا عمري ما اهتميت بالمشاعر ولا اي حاجة هدفي الحياة هو المتعة واني اخد الي انا عايزه مش ذنبي اني اتربيت علي كده ان الناس كلها ملهاش قيمة قدام الي انا عايزه !
طب فهمني ايه الي حصل ازاي قبلت تتجوزك وايه الي أجبرها !.
تدفقت الأحداث علي عقله ليبدئ في سرد ما قد كان...
Flasback.
بعد حادثته مباشرة
لم تزره مرة اخري وكلما فكرت في ذلك كانت تنهر نفسها بقوة وصلت الي مبني الشركة لتجد هرج ومرج واصوات عالية التقت بندي لتهتف بفضول
ندي ! هو فيه ايه ! مالها الشركة مقلوبة كده علي الصبح !.
اجابتها بلامبالاة
مفيش بس بيقولوا يوسف بيه خرج من المستشفى...
رغما عنها أحست بالفرح لخروجه من المشفى لكن تنغصت ملامحها بالقلق فكيف ستواجهه وهي السبب في حادثته ! عزمت امرها علي الا تلتقي به وربما نسي الأمر...
تنهدت بتوتر وهي تقف امام باب مكتبه فقد ارسل بطلبها.! دخلت وهي ترسم ابتسامة بسيطة قائلة
حمدلله علي سلامتك يا مستر يوسف !
رفع بصره لتقابلها عيناه الحادة وكأنه يلومها..! ولكن ليس علي الحاډث بل علي عدم زيارتها له ليجيبها بسخرية حادة
الله يسلمك يا أنسه ميرا متقلقيش عمر الشقي بقي !
تنحنحت بحرج بعد نبرته الحادة كادت ان تخرج لتصدم به وقف بجانبها ويمسك برسغها..! رمقته پحده ليترك يدها ويهتف بهدوء وحزن استشعرته
مكنتش أعرف اني مش فارق معاكي للدرجادي !
توترت قليلا لتهتف بنبرة مهزوزة
لا طبعا انت لازم تفرق معايا مش حضرتك مديري و...
قاطعها باقترابه المفاجئ حتي اصبح ما يفصلهم انفاسهم..! اردف بجمود
انتي عارفة كويس انك مش بالنسبالي مجرد موظفة ! واعتقد انا كمان مش مجرد مدير بالنسبالك ولا ايه !
تنهدت بتعب لتهتف
انت عايز مني ايه يا يوسف !.
تحولت نظراته للرفق والحب في لحظات..! ليهتف بحب
قولتلك قبل كده انا بحبك وعايز اكمل حياتي معاكي !
اجابته باضطراب
وانا منفعكش..
ضيق عيناه ليباغتها بسؤال اجفلها
في حد تاني في حياتك !.
أجابته پحده
لو كان في كنت هبقي واقفة معاك الوقفة دي !
يبقي رفضاني ليه !. ايه الي مش عاجبك فيا !.
انا مش رفضاك لشخصك انا رافضة لفكرة الجواز عموما...
كلما اقترب خطوة كلما ابتعدت اضعافها.! ليهمس بنعومة
صدقيني بحبك !