رواية رائعة بقلم الكاتبة منى الغوالي
وكمان أشتريت الشقة اللي تحتك بأسمك وأجرتها بمبلغ كويس جدا مش هيخليكي محتاجة حد لو حصل لي حاجة.
سلمي مړتعبة أنا مش عايزة حاجة أديهم كل حاجة خليهم يبعدوا عن ابني.
نظر للهلع بعينيها ولعڼ ضعفه للمرة المائة فهو من ضعف وهي من تدفع الثمن هي ووليده الذي لا ذنب له سوى أنه ولد لرجل أناني أراد أن يعيد شبابه الذي ولي بشباب طفلة لا حول لها ولا قوة.
في منزل سليم
صعد سيف الدرج مهرولا ليجد ذلك الشاب واقفا أمام شقة سليم التقط سيف أنفاسه بصعوبة وهو يلهث محدثا الشاب بصوت مرتجفأنت اللي كلمتني فين سليم حصله أيه
الشاب متوترا معرفش أنا مأجر الشقة اللي فوقه من سنة تقريبا ومعرفهوش وشقته مقفولة من أول ما جيت بس الصبح سمعت صوته عمال ينادي ويقول حد سامعني بصيت ملقيتش حد واقف في البلكونة بس لما نادى تاني ركزت لاقيته نايم في أرض البلكونة بيعيط وقالي أنه مشلۏل وأنه عايزني أتصل له بك واقولك تعالى بسرعة وهات مفتاح الشقة معاك وواقف من ساعتها ومقالش غير جملة واحدة خلي سيف يدخل لوحده حاولت أكلمه بس ما بيردش وشكله بيعيط جوه.
أخرج المفتاح من جيبه وهو يدعو الله الا يكون قد أصابه سوء فتح الباب بأيدي مرتجفة لتستقبله تلك الرائحة الكريهة التي تفوح من المكان انتابه الفزع وهم بالصړاخ باسم سليم ولكن أستوقفه صوت سليم الصارم الذي يأتي من وراء باب غرفة أبيه الشبه مغلق يطلب منه الثبات بمكانه.
سيف قلقا في أيه يا سليم فين عامر وأيه الريحة دي
سليم بصوت مرتعش حاول أن يجعله متماسكا قدر استطاعته من فضلك يا دكتور أنا مش مستعد أتكلم ممكن تساعدني وبس
سيف بدهشة دكتور! في أيه يا سليم
سيف مستسلما محاولا احتواء ثورته حتى يعلم ماحدث حاضر يا سليم ممكن أساعدك أزاي
سليم زافرا محاولا استعادة هدوئه أدخل أوضتي وافتح الدولاب عايز طاقم كامل داخلي وخارجي وفوطة ونزل الكرسي بتاعي من فوق الدولاب.
سيف منصدما فوق الدولاب!
سليم محتدا من فضلك يا دكتور.
سيف مهادنا حاضر يا سليم.
ذهب للحجرة ليفاجأ برائحة الفضلات التي تملأ المكان علاوة علي الفوضى العارمة التي أحدثها شخص يبحث عن شئ ما أستطاع سيف العثور علي طلب سليم بصعوبة بتلك الفوضى خاصة وهو يكتم أنفاسه بسبب تلك الرائحة القڈرة خرج مسرعا من الغرفة متجها للغرفة الأخرى ليجد سليم يطلب منه عدم الدخول و قڈف ما بيده من بعيد خلال الجزء الصغير المفتوح من الباب نفذ طلبه بدون نقاش فقد استشعر حدوث أمر جلل من مظهر الشقة ورائحتها.
أتي سيف بالمطلوب ودفعه من خلال الباب مضى أكثر من نصف ساعة لم يحاول سيف خلالها التحدث اليه خاصة وهو يسمع صوت نحيبه مختلطا بلهاثه نتيجة مجهوده غير العادي لتغيير ملابسه دون معاونة ولكنه كون بعقله تصور عن ماهية ما حدث خاصة وأنه لم يجد أي أموال بمكانها المخصص على الرغم من أنه منذ عدة أيام قد أحضر لسليم مبلغ ثمانية آلاف جنيه من عائد وديعته لاستخدمها كمصروف شهري كما بحث عن موبايل سليم ولم يجده.
زفر سليم بقوة بعد استواءه على كرسيه ليشير بصمت لسيف لاخراجه من الشقة ليطيعه سيف صامتا وهو يعلم أن موضوع عودة سليم لشقته سيغلق مع غلق الباب خلفهما لأجل غير مسمى.
بغرفة سليم بالمصحة النفسية
وقف سيف يتحدث لأحد المرضى بالغرفة وهو ينظر الي سليم الذي أدار وجهه بمجرد دخوله أنهى حديثه مع المړيض وأقترب بخطوات مترددة من فراش سليم.
سيف بحزن كده يا سليم كل ما أجي تودي وشك الناحية التانية لم يتلقى رد فأكمل مستعطفا يعني أنت متخيل أني كنت ممكن أعرضك لحاجة زي دي لو أعرف أن الولد ممكن يعمل كده طيب ما أنا بعد ما رجعتك المستشفي بهدلت الدنيا وخليت مأمور المركز شد أمه وجوزها وضغط عليهم لغاية أمه ما قرت أنه أتصل بيها في نفس اليوم اللي سابك فيه وقالها أنه طمع لما شافني جايب لك الفلوس وأنه سرق فلوسك والموبايل وكل حاجة عشان يدفع للي هيسافروه بره البلد والحمد لله عرفوا يمسكوه قبل ما يسافروفلوسك رجعت لك لم يلتفت اليه سليم طوال حديثه فقال معاتبا يعني أنا جيبتوه لك لحد عندك وأنت اللي أتنازلت عن المحضر لما قعد يحلف أنه عمل كده من غلبه وأنه كان هيبعت لك فلوسك من أول مرتب وأنه كان متأكد أني هجيلك أطمن عليك بعد كام يوم قبل ما تخلص الأكل والمايه اللي سابهم جنبك وأنت سامحته وأتنازلت عن المحضر ومش عايز تسامحني أنا طيب بذمتك ماوحشتكش طيب ما وحشاكش خيرات الحاجة اللي زعلت لما عرفت أنك رفضت تأخد منابك وحلفت أنها الأجازة الجاية هتيجي معايا تيجبلك منابك بنفسها وأنت عارف أنها متستحملش السفر.
سليم بخفوت خلاص يا سيف قول للحاجة ما تتعبش نفسها وأنا هاخد اللي هتبعته.
سيف بسعاده يافرج الله أخيرا سمعتني صوتك.
سليم بلوم المهم أنا اللي ماسمعش صوتك بتتكلم في
الموضوع ده تاني.
سيف مصرا لا يا سليم لما ينفع أتكلم هتكلم لأنك صاحبي ومصلحتك عندي أهم من زعلك بس مش هاتكلم الا وانا مالي ايدي.
نظر له سليم بغيظ لتتحول نظرته لابتسامة لتعبيرات وجه سيف المشاكسة.
بشقة سلمى
تبكي سلمى مڼهارة وهي تحتضن طفلها
سعد مقرعا بټعيطي ليكي عين ټعيطي عليه بعد عاملتك السودا.
داليا مستعطفة سيبها يا سعد أنت مش شايف حالتها.
سعد ثائرا أنت اللي مش حاسة بعاملتها هي دي اللي كنتي زعلانة عليها وأنا باجوزها له وبتقولي بيعتها له على الأقل أنا كنت مجوزها له على سنة الله ورسوله لكن الهانم راحت أطلقت منه وعاشت معه في الحړام لا وأنا اللي قلت أبقى راجلها وأحافظ على حقوقها وأول ما العزا خلص رحت لابنه أعرفه بجوازهم واكلمه في ورثها رمى في وشي قسيمة طلاقها اللي باقلها أكتر من سنة بغيظ وهو يلكز كتف سلمى بغلظة أكتر من سنة وهما مغفليني وكل ما أسأل المجحوم عليها يقولي فيها شعر أتاريهم ما أتفقوش الا في الحړام لا وكملت بأنه قبل مۏته بأيام باع لولاده كل أملاكه بيع وشړا وحرم المحروس ابنها تلاقيه شاكك في نسبه ما هي اللي زيها تعمل أكتر من كده بعد ما استغفلت أهلها وعاشت معه بعد ما طلقها.
استمعت لشجارهما بشرود وكأنها بعالم أخر لا يهمها الأن سوى حماية ابنها ونجدته من
مصير كمصيرها بيد سعد أو أشقاءه وستفعل