رواية رائعة بقلم الكاتبة دعاء عبد الرحمن
ده انا كمان مش هاطلب منك هتشوفيه وبس لا. ده انا كمان هاطلب منك تضحكى في وشه وترسمى السعادة على وشك ومتنسيش انكم هتقعدوا لوحدكوا شوية بعد كتب الكتاب.
أنتفضت قائلة برجفة سرت ف طول جسدها لا يا عمى. لا انا مش ممكن اقعد معاه لوحدى أبدا. حتى لو قتلتونى
قال مطمئنا هو انت مش بتثقى في عمك ولا أيه
قالت مريم بخفوت العفو يا عمى طبعا بثق في حضرتك بس.
قاطعها مفيش بس. أحنا مش عاوزين فاطمة مرات عمك تاخد بالها من حاجة. حاكم دى لما بتاخد بالها من حاجة بتفضل تحرك وراها لحد ما تجيب قرارها. أنت هتقعدى معاه في الجنينة مش فمكان مقفول. وعلشان تطمنى انا هبقى واقف في بلكونة أوضتى وشايف كل حاجة. ده غير أن وفاء وخطيبها هيبقوا قريبين منكوا. يعنى مفيش حاجة تخليكى تقلقى.
حاضر يا عمى بس بعد أذنك قول لطنط عفاف انى عاوزه بجد ألبس فستان إيمان. مش هعرف اجيب فستان محترم زيه. إيمان ساعتها لقيته بالعافية
أبتسم قائلا أتفقنا. بس اسمعى كلامها في حكاية الكوافيرة دى. وارسمى الضحكة على وشك يابنتى
قالت مريم باستسلام حاضر.
وفى المساء عادت إيمان إلى شقتها أغتسلت وصلت العشاء ونقلت ملابس عبد الرحمن كاملة إلى الغرفة الأخرى التي نام بها بالأمس جائتها رسالة منه على هاتفها النقال فتحتها وابتسمت رغما عنها وهي تقرأها يا إيمانى انا كلى حيرة. وڼار وغيرة وشوق ليك. نفسى أهرب من عذابى نفسى أرتاح بين أيديك.
دخل عبد الرحمن المنزل فوجد الطعام معد على المائدة والجو يسوده الصمت والهدوء بدل ملابسه وطرق باب غرفة ايمان طرقات خفيفة لم ترد عليها فزادها بتصميما نهضت فوقفت خلف الباب وقالت
نعم في حاجة
عبد الرحمن ممكن تفتحى. في حاجة مهمة عاوز اخدها من جوه.
أنا نقلتلك كل حاجتك في الأوضة التانية
قال وهو يتصنع الجدية لاء في فردة شراب مش لاقيها. أكيد في الدولاب عندك
صدقته وذهبت تنظر في خزانة الملابس للتأكد ولكنها لم تجد شىء عادت مجددا قائلة ملقتش حاجة
وقفت ايمان مترددة ثم ارتدت إسدال الصلاة وفتحت الباب ببطء رسم على ملامحه علامات الحنق وهو يدخل الغرفة ويقول
مش معقول كده. أقف ساعة برة علشان شراب. أومال لو كانت فانلة كنت وقفتينى قد أيه!
قالت على الفور أنا دورت كويس وملقتش حاجة ولو مش مصدقنى شوف بنفسك
وقف أمام خزانة الملابس ينظر بعبث ثم قال مش موجودة ودتيها فين
قالت بدهشة منا قلتلك مش هنا مصدقتنيش.
عبد الرحمن طبعا مش مصدقك. شكلك كده طمعتى فيها. طب كنت قوليلى وانا كنت هجبلك
لو سمحت اتفضل عاوزه انام
كتف ذراعيه فوق صدره وقال بابتسامة على فكرة لو بقيتى على طبيعتك هيبقى احسن. وانا يا ستى مش هادخل الأوضة من غير ما استأذن. لكن تقفلى الباب والحركات دى. مش حلوة. بحس كده انك خاېفة مني.
لم ترد عليه فوقف أمامها قائلا طب بلاش كل ده. دعتيلى زى ما طلبت منك
قالت وهي تشيح بوجهها أيوه دعتلك ربنا يرزقك بزوجة تحبها
أقترب وهو يقول طب ماهو ربنا رزقنى بيها خلاص الحمد لله.
أبتسمت بسخرية مريرة وقالت بجدية كل اللى بتعمله ده مالوش لازمة. وفر على نفسك مجهود انك تحاول تقنعنى بحاجة مش موجودة أنا قلتلك انى قررت ومش هرجع في قرارى. ولعلمك انا من بكره هلم حاجاتى كلها وارجع اقعد مع مريم. أنا مش هقبل على نفسى ولا على كرامتى اكتر من كده.
وقف ينظر إليها بصمت للحظات قبل أن يقول بهدوء بس انا مش مصدقك. انا متأكد انك بتحبينى وعايزة تعيشى معايا. زى ما انا متأكد أنى عايز اكمل حياتى معاكى
سيطر عليها الإنفعال وهي تقول بعناد أنا قررت وخلاص. وكلامى ده مفيهوش راجعة يا عبد الرحمن
بادلها نفس النبرة العنيدة قائلا قرارك ده تبليه وتشربى مېته
قالت بدهشة يعنى ايه.
أقترب أكثر وأمسك وجهها بين كفيه قائلا يعنى انت مراتى وهتفضلى مراتى لحد ما اموت. أنتيهنا
قالت بانفعال يعنى أيه هو بالعافية
أغلق الباب وهو يقول أيوه بالعافية. أنا مش هصبر عليكى اكتر من كده. انت دماغك ناشفة وبعدين انا عاوز افهم انت ليه بتلبسى اسدال الصلاة قدامى. هو انا مش جوزك ولا أيه.
أتجه إلى خزانة ملابسها واخرج منامة قصيرة تخصها ومده يده به أمامها وهو يقول ده بيعمل أيه في الدولاب. مبشوفش يعنى الحاجات دى.
ثم تابع بلهجة آمره اتفضلى البسى ده حالا
لم تصدق إيمان ما يحدث لم تكن تتوقع بأنه سيثور لهذه الدرجة وينفعل هكذا حتى يخرج عن أطار هدوءه المعتاد بهذه الطريقة ظلت تنظر في ذهول وصمت فوضع المنامة على المقعد وأمسكها من يدها وأوقفها أمام المقعد وأشار إليها محذرا.
أنا هخرج بره خمس دقايق. لو رجعت لقيتك مش لابساه هلبسهولك انا
نظرت له وهو يغلق الباب خلفه ولا تكاد تصدق ما يحدث لم تمضى ثوان حتى طرق الباب بقوة أفزعتها
ها خلصتى ولا آجى اساعدك
قالت پخوف حاضر حاضر. هخلص اهو
تناولت المنامة ونظرت إليها بارتعاش و تقول لا مش ممكن البس ده. مش ممكن أعمل ايه بس ياربى.
هوت إلى المقعد وهي تنظر لصورتها في المرآة بحيرة وخوف حاولت أن تبكى لعله يرأف بحالها ويتركها ولكنها تعجبت من نفسها وهي تقول
هو مفيش دموع بتنزل ليه
أعتصرت عيناها كالأطفال دون جدوى حاولت أن تتذكر اسوء ذكرى في حياتها لعلها تبكى ولكن لا دموع أيضا خفق قلبها على صوت طرقاته القوية وصوته الجهورى من الخارج صائحا
الخمس دقايق خلصوا يا آنسه!
أنتفضت وهي تبدل ملابسها بسرعة وتقول حاضر حاضر.
الفصل الثاني والعشرون
أنتهت في سرعة من أرتداءه ونظرت مرة أخرى في المرآه وقالت ينهار مش فايت. أنا مش ممكن اطلع كده أبدا
فتح الباب فجأة وهو يقول بحنق بقالك ربع ساعة بتلبسى
أختطفت اسدال الصلاة واحتضنته على صدرها لتخفى جسدها تضرج وجهها بحمرة الخجل في ثوان ولم تستطع أن تنظر إليه مباشرة وهي تقول بتلعثم
انا لسه مخلصتش لو سمحت اطلع على ما اخلص
اقترب منها قائلا لا شكلك خلصتى والله.
قالها وهو يجذب الإسدال من بين يديها فشقهت نظر لها يتفحصها بإعجاب وقال بمزاح وهو ينظر لعلامات الخجل والخۏف البادية عليها ثم قال بمزاح
مټخافيش انا هتجوزك مش هتخلى عنك أبدا
قالت بحنق دون أن تنظر إليه حرام عليك عامل فيا كل ده وواقف تهزر
تصنع الدهشة قائلا أنت هاتتبلى عليا ولا أيه هو انا لسه عملت حاجة
وأخذ يدور حولها وهو يقول بس انا مكنتش اعرف انك حلوة أوي كده.
خفق قلبها بشدة عندما شعرت بيده توضع على كتفها وهو يقول تعالى
تصورت