رواية رائعة بقلم الكاتبة دعاء عبد الرحمن
مأجرهالك دى راحت فين
أرتبكت وهى تقول
موجودة طبعا .. موجودة هتروح فين.. بس هو انت يعنى هتيجى تعيش فيها
نظر إليها بتفحص قائلا
ومالك اتخضيتى كده ليه .. مالها الشقة
أرتبكت أكثر واصفر وجهها عندما انطلق بالسيارة قائلا
وانا اقعد اسالك ليه انا هروح اشوف بنفسى
وفى الطريق أطلق ضحكة عالية وهو يقول لها
يابنت اللذين.. قال وانا اللى كنت فاكر انى انا السبب فى انحرافك.. أتاريكى كان عندك استعداد اصلا بس محتاجة حد يوجهك
أنا مكنش قصدى على فكرة .. دى الحكاية كلها جات صدفة وعموما دى صاحبتى واللى بيجى معاها ده جوزها بس عرفى يعنى
نظر لها نظرة جانبية وقال باستهزاء
عرفى...
ثم أردف بخبث
وبتاخدى منهم كام فى الليلة تمن بياتهم فى الشقة
قالت بسرعة
مبخدش حاجة .. بقولك صاحبتى والراجل يبقى جوزها
قال بمكر
عاوزه تفهمينى انك بتبيتيهم عندك لوجه الله
هما مش بيباتوا كل يوم.. ده هو يدوب تلات أو أربع أيام فى الأسبوع
حرك رأسه وهو يقول
يابنت الأيه.. بتعرفى تستخدمى كل الأمكانيات اللى تحت أديك بكل الطرق
لمعت الفكرة برأسه وقال
وماله.. فكرة برضة .. أهو الواحد يلاقى شغلانة بدل ما انا بقيت عاطل كده
قالت على الفور
يعنى هتستسلم كده ومش هترجع البيت تانى
لا يا أموره مش انا اللى استسلم.. مسيرى هرجع واللى هلاقيه قدامى هتبقى امه داعية عليه
لم يكن عبد الرحمن يصدق ما يسمع وهو ينظر إلى فرحة وإيمان ووالدته ووفاء فهتف بدهشة قائلا
معقول اللى بسمعه ده.. ووليد يعمل كل ده ليه.. أيه اللى بينه وبين يوسف ومريم علشان يخطط كل التخطيط ده
قالت وفاء پانكسار
وليد اضايق لما حس ان يوسف بيحب مريم.. وماما بقى الله يسامحها كانت مكرهاه فى ولاد عمى من زمان ومكنش عاوز أى حاجة بينهم تتم
واشمعنى مريم ويوسف يعنى.. طب ما انا اتجوزت إيمان وإيهاب اتجوز فرحة
قالت
أنا كنت حاسة من زمان ان مريم عجباه.. لكن مكنتش افتكر أبدا انه هيعمل كده لما ترفضه
زاغت نظرات فرحة بينهم ثم قالت برجاء
أرجوكوا محدش يجيب سيرة لإيهاب عن اللى حصل .. إيهاب متهور وممكن يعمل حاجة فى وليد واخسره للأبد .. والحمد لله هو شغله بعيد ومبيرجعش غير متأخر أوى يعنى مش هيحس بحاجة
أنا آسفه يا إيمان.. مش عارفة أودى وشى منكوا فين .. لكن انا خلصت ضميرى وحكتلكوا على اللى عرفته
ربتت عفاف على ظهرها قائلة
مكنش فى داعى يابنتى
قالت بحزن
لاء فى يا طنط عفاف .. لما بابا طرد وليد سمعته بيتوعد مريم ويوسف .. خفت عليهم وانا عارفة وليد شرانى .. كان لازم تعرفوا علشان تخلوا بالكم منهم وخصوصا من مريم
هو فى كده فى الدنيا معقول
أطرقت وفاء رأسها وقالت بخفوت
أنا اتصلت على عماد وقلتله يعجل بالجواز .. أحنا المفروض مكناش هنتجوز قبل شهرين لكن انا خلاص مبقتش قادرة اقعد فى البيت ده.. وهو قدر الظروف ووعدنى انه هيكمل اللى ناقص بسرعة ونتجوز بالكتير بعد أسبوعين وقلت لبابا وهو وافق
نهض عبد الرحمن بحدة قائلا
متعرفيش وليد ممكن يروح فين بعد ما مشى من البيت يا وفاء
وقفت إيمان بقلق وصوبت والتفتت نحوه وقالت بلهفة
عبد الرحمن أرجوك .. ملكش دعوه بيه
أعاد سؤاله مرة أخرى على وفاء وكأنه لم يسمعها فلمعت عيناها بالدمع قائلة
أرجوك يا عبد الرحمن انا ماليش غيرك...
بينما قالت وفاء
لا معرفش
نظرت إليه والدته قائلة
أسمع كلام مراتك يا عبد الرحمن .. وبعدين الحكاية خلصت وابوه طرده
قال بجدية
وانت فاكره انه هيسكت يا ماما
قالت
خلاص ناخد بالنا وخلاص .. لكن مش نروحله احنا لحد عنده يابنى
هتف قائلا بانفعال
اللى حصل ده مش حل يا ماما.. كده الموضوع هيفضل متعلق ..لازم نحسمه علشان نخلص .. وبعدين يعنى انتوا شايفنى هروح اقتله
تعلقت إيمان بذراعه قائلة
أرجوك اسمع كلامنا ..
نظر إلى عينيها فوجدها ترجوه بشدة فربت على وجنتها بحب قائلا
مټخافيش يا حبيبتى.. انت عارفة انى مش متسرع.. وبعدين انا معرفش مكانه لحد دلوقتى
قالت وقد أفلتت دمعة من عينيها
طب على الأقل استنى لما النفوس تهدى وبعدين ابقى دور عليه .. بلاش دلوقتى علشان خاطرى
أفلت ذراعه التى كانت متعلقة بها وأحاطها بها وضمھا إليه وقبل رأسها قائلا
حاضر يا حبيبتى ..مش عاوز اشوفك متوترة كده وخاېفة
مر الأسبوعين وأضطرت فاطمة إلى العودة للمنزل لحضور حفل زفاف ابنتها فى هذه الفترة كانت مريم لا ترى يوسف تقريبا كان يخرج باكرا جدا ولا يعود قبل منتصف الليل فيدخل غرفته ولا يخرج منها إلا وقت أذان الفجر لم تكن تسمع صوته إلا مرة واحدة عندما يطرق باب غرفتها قائلا
الفجر يا مريم قومى صلى
ولم تكن تراه إلا حين عودته من صلاة الفجر وهو يلقى عليها السلام ذاهبا إلى غرفته مرة أخرى حتى أيام العطلات لم يكن ليبقى فى المنزل حتى لا يضايقها بل كان يتطوع مكان عبد الرحمن ليسافر فى عمليات التخليص الجمركى
كان حفل الزفاف فى أضيق الحدود لم يحضرها سوى المقربين فقط من العائلتين واضطر حسين إلى الضغط على أولاده وأزواجهم لحضور الحفل من أجل وفاء ووالدها فقط جلست فاطمة بالقرب من ابنتها ولم تتحرك إلا لمصافحة المدعوين ببرود.
ضغطت إيمان على يد زوجها قائلة يعتاب
انت مش هتبطل تبصله بقى.. الراجل مش عارف يودى وشه منك فين.. شيله من دماغك بقى
ألتفت إليها وقال بجدية
وهو يهمك فى حاجة يا هانم
أبتسمت بحب قائلة
اه يهمنى .. يهمنى انك تعرف انى بحبك انت وبس
لانت ملامحه كثيرا وقال بخفوت
من ساعة ما شفته بيبصلك أول مرة لما اخوه جه يتقدم لوفاء وانا بكرهه لله فى لله ومبطيقهوش
قالت مداعبة
بس انا بقى بتبسط لما بشوفه
ضغط على يدها بقوة وقطب جبينه قائلا
نعم بتتبسطى لما بتشوفيه
أبتسمت پألم وهمست تشاغبه قائلة
أصله بصراحة لى عليا فضل كبير أوى.. من ساعة ما شوفته بيبصلى وانت بقيت تغير عليا وتحبنى
نظر لها بتأمل وعمق يتفرس فى ملامحها عن قرب وقال
لا انا كنت بحبك من قبلها بكتير بس انا مكنتش عارف
أسندت رأسها إلى قبضتها برقة قائلة
وأيه بقى اللى خلاك تاخد بالك
تنهد بارتياح وقال بثقة
ربنا..
نظرت له بعينين حائرتين فتابع قائلا
ربنا رزقنى حبك يا إيمان وأنا مكنتش لاقى تفسير لده .. لحد ما قربت منك اكتر واكتر وعرفت انت قد أيه قريبة من ربنا وانك بتلجأى له سبحانه وتعالى فى كل شىء كبير أو صغير ومبتشتكيش لحد غيره .. وساعتها عرفت معنى الحديث اللى بيقولمن كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة
ساعتها بس عرفت ليه ربنا طوعلك قلبى وبقيت احس بيكى فى دمى وان ربنا حط حبك