نوفيلا بقلم الكاتبة سوما
هخليها تنطق يا سوسن.
سوسن ده الى هو ازاى لا مؤاخذه!
وقف يتحدث باصرار هتجوز عليها.
سوسن يالاااااااهوووووى... ده انت كده هتخرب بيتك مش بتعمره.
سلطان بيقولك مايغظش الست الا الست الى زيها.
سوسن يا خراااااااابى.... لا والله... والله ما اقدر على كده.. انت بتقول اييه.. انت كده زى الى جه يكحلها عماها... استهدى بالله واعقل يخربيتك.
بمكان آخر
عادت بسمله من عملها تجر قدميها جرا.. ولتوها دلفت للبنايه التى تقطن بها
فى نفس الوقت كان زكريا يغلق باب غرفته بعدما انهى استبدال ثيابه ونوى الذهاب لأصدقاءه.
توقفت
عند الدرج بعدما خطڤتها هيئته لا تنكر انه وسيم.
هو الاخر بعدما استدار نظر لها لثوانى وقال سلام عليكم.
بسمله وعليكم السلام.
ايضا الكبر.. الكبر اخذ منها مأخذه كعادتها ومنعها عن قول اى شئ.
وهو ود لو تعتذر او تقل اى شئ خصوصا بعدما وقفت لثوانى بعينها حديث طويل ولكنها تحركت سريعا من امامه قاتله معها الامل......
الفصل الثالث
امست لا إراديا تنتظره لا تعلم كيف ولا لما ولكنها تنتظر عودته
منذ اكثر من شهرين وهى تقتن معه بنفس البنايه وتعلم مواعيد عمله ولكنه لم يسبق وفعلها بأن يتأخر لهذا الوقت.
انفرجت اساريرها وهى تراه يهل عليها من بداية الشارع.
وسيم هو جدا وانيق.. تقر وتعترف بذلك.
بدون تفكير انصاعت خلف رغبتها وخطفت عباءه سوداء لها من خلف الباب وحجاب صغير واتجهت للخارج متناسيه اى شئ وكل شئ.
تصنعت انها على عجله من امرها ولا تراه من الأساس رغم الشوق الكامن داخلها.
هو أيضا حاول عدم الالتفات لها فهو يوميا يعاهد نفسه على ذلك.. لم ينسى سخريتها منه ومن ضيق حاله ابدا وايضا غير قادر على تجاوز اعجابه بها وبجمالها لذا فهو يجاهد بصعوبه وكلما انفلتت منه مشاعره يذكر حاله بأنها حتى لا تراه ولن تعجب يوم بشاب فى ظروفه.
فقد تخطت الساعه الثانيه بعد منتصف الليل وهى تتقدم للخارج بلا ادنى إهتمام.
بعدما تجاوزها بخطوه متجها نحو شقته متناهية الصغر توقف.
وهى اول ماشعرت به يتجاوزها ولم ينظر لها حتى اخذت تدب الارض بغيظ تصك أسنانها.
توقفت فجأة تدارى حالتها تلك وهى تشعر به يستدير له قائلا انتى خارجه كده رايحه على فين.
زكريا دلوقتي!!
بسمله اه وفيها إيه يعنى مش فاهمة.
زكريا فيها انك عايزه قطم رقبتك.
بسمله ايه ده فى ايه انت بتكلمنى كده ليه
زكريا هى الهانم مش عارفه الساعه كام ولا ايه
اتسعت عينها تدور بقلب المكان تتذكر ان الوقت قد تأخر كثيرا ولذا انشغلت عليه.
حاولت الحديث فقال كنتى رايحه فين
بسمله رايحه اجيب.. اجيب.. اااا.. تونه.
ردد بعدم فهم تونه!
بسمله اه تونه.. ايه.. نفسى راحتلها.
زكريا الساعه ٢ بالليل!
بسمله اه.. وإيه يعنى.
زكريا امشى اطلعى على فوق.
بسمله نعم!
زكريا قولت اطلعى وانا هجيبلك التونه.
بسمله احمم.. وانت تجيبلى بتاع ايه.. ابويا..اخويا.. خطيبى.. جوزى مثلا.
زكريا اللهم اطولك يا روووح.. اطلعى بيتكوا يابنت الناس وانا هجيبلك التونه انتى ايه مشكلتك
كانت تتحدث كثيرا... ربما يطول اللقاء
فقالت خلاص يبقى تاخد الفلوس عشان تجبلى اه.
رفع نظره لها بضيق.. ثم قال شيفانى مش معايا اجيب يعنى.
بدون كلمة اخرى تحرك للداخل يتركها وهى اتسعت عينها تدرك ما فهمه.
تقدمت خلفه تقول بسرعه ربما تصلح ماحدث زكريا... زكريا استنى.. انا ماكنتش اقصد انا... قاطعها وهو يستدير لها قائلا قبلما يغلق الباب ماحصلش حاجة... تقدرى تروحى بفلوسك تجيبى لنفسك الغلط عندى انا.
وبعدها وأغلق الباب ولم يترك لها اى سبيل للحديث او إيضاح الأمر.
تحركت تصعد السلم وهى لا تصدق اين يصل بهم النقاش فى كل مره.
وهو لم يكن يوما يغلق الباب بوجه احد خصوصا هى لكنه ارغم قلبه ويده على فعلها ربما بالبعد يرتاح.
كلما ظهر شعاع امل له من ناحيتها تأتى هى وتطفئه... كلما اوشك جرحه من كلماتها على الالتئام تقم هى بنبشه من جديد.
استند بظهره على الباب يغمض عينه پألم يؤكد لقلبه انه لابد وان ينساها.
بجديثه مع والدتها ذات مره وقع لسانها بكلمه توحى باستيائها من تطلع ابنتها الدائم لأعلى.. يتذكر ندم السيدة زينب على جملتها تلك ومحاولتها إصلاح المعنى ولكنه قد اخترق عقله فى الصميم.. بالأساس بسمله شخصية يبدو عليها حبها للطرف انها تتطلع للعيش بمكان افضل واعلى.
غصه كبيره اجتاحت قلبه يلعن ذلك اليوم الذى رأها به.. طوال عمره راضى بحاله وبسببها هى لاول مره يقنط وضعه وانه ولد بعائله فقيره ېموت والده اولا لتعمل والدته كى تربيه بعدها يقرر وهو صبى العمل رغم رفض والدته الدائم ولكن رفضها لم يطول كثيرا فقد توفت هى الاخرى وتركته وحيدا.
حاول الخروج من احزانه واخذ يخلع عنه ثيابه يحاول نسيان ماحدث تبا لها ولكل شئ..