رواية غيوم ومطر بقلم الكاتبة داليا الكومي
ستمحو أي اثر لعمر من غرفتها كانت ستقضى الساعات القادمه في تنشق رائحته التى تركها في غرفتها ...لكنها الطبيعه تأخذ مجراها وتجبرها علي الانصياع ...
بمجرد خروجها رشا استوقفتها سألتها بفضول .... فريده ...عمر وخالتى سامحوا محمد ولا لسه ... معنديش فكره عمر شكله مشغول.. مكلمنيش من يوم سفره
طيب انتى مش كلمتيه ليه ... ده لو عمري انا .. مكنتش فوت يوم من غير ما اسمع صوته ..البعيد عن العين بعيد عن القلب وهو معاه نوف هناك انتى بتسلميه ليها علي طبق من ذهب ...دلوقتى يقول ما صدقت ...انا مش غبيه ولا صغيره يا فريده ...في الحب انا افهم اكتر منك ..عارفه ليه ... لانى عرفت ان الكرامه في انك تلاقي واحد يحبك ويدافع عنك ويحميكى فتسلميله نفسك بالكامل ..أما انك تنكري حبك عن جوزك بدافع كرامتك ده اسمه عبط ..كبرياء غبي هيخسرك كتير ..انا مش بقلك ترمى نفسك علي واحد مش عاوزك ...لا ابدا انا بشجعك تعبري لجوزك عن حبك وخصوصا انه في فتره كان بيحبك اكتر ما انتى بتحبيه وكان بيعبر بكل الطرق ....
فعلا شايفه نفسك احسن من الكل .. وفجأه انقلبتى للنقيض بقيتى سلبيه ومستسلمه ومتنازله عن كرامتك حتى قبلتى بضره ومش ده اثبات الحب ...لازم تعملي حاجه قويه تثبتى بيها حبك لعمر زى ما انا وافقت وقابلت عمر قبل
الخطوبه وزى ما نور اټجننت وسلمت مفاتيح روحها لمحمد علي بياض
سؤال رشا ظل يتردد في رأسها ..كانت تظن انها بقبولها بعمر علي وضعه الحالي تثبت له انها تحبه ....بدأت تشك فى صواب قرار الهرب مهما فعلت فاللقاء نصيب وان كان مقدر لها البقاء معه فستبقي علي الرغم من كل الظروف اما وان كان الفراق هو قدرهما المحتوم اذن فأهلا بسنوات السواد القادمه اجهزى علي الباقي منى وامحينى من الوجود .....
السلاسه العجيبه التى تمت بها اجراءات سفرها كأنها اشاره من الله عز وجل لضرورة سفرها..تقريبا جميع الاجراءات النهائيه تمت تلقائيا ..
اليوم غرفة فريده اجهدتها فهى تبدو انها ستنتقل لشقة زوجها مجددا فخزانتها قلبت رأسا علي عقب وكتبها الدراسيه بالكامل خرجت من مخبئها وكأنها ستزاكر جميع ما درسته من قبل مرة اخري ...
انهت عملها بنشاط ..البيت اصبح يلمع واصبحت هى راضيه تماما عن نتيجة عملها ..نظرات الرضا في عيون سوميه جعلتها تنسي ساعات الشقاء شكرتها علي المبلغ الممتاز الذى تعطيها اياه فسوميه بعد ازمتها اصبحت تعطى المحتاج بسخاء وسيده من اشد المحتاجين لانها مثلها تربي اليتامى.. علي الدرج بعدما اغلقت الباب خلفها وهبطت طابقين وضعت يدها في جيبها لتضع النقود فتحسست رسالة فريده التى كانت نسيتها والتهت عنها تماما بسبب العمل ...ارهاقها من العمل منعها من الصعود للتأكد مما ينبغى عليه فعله بتلك الرساله كما تفعل دائما برسائل فريده السابقه لكنها بالتأكيد تحتاج الي الارسال فلم يحتاجها الامر الكثير من الذكاء...
مكتب البريد في طريقها ولن يستغرقها الامر سوى دقائق معدوده ... لدهشتها موظف البريد سألها ... دى رساله داخليه لعنوان في المهندسين بالطبع هى لا تقرأ لكنها لم تتوقع ان تكون رساله داخليه ترددت
لثوانى ثم اخبرته .. وماله ابعتها برده ...عاد ليسألها بروتنيه... تحبى ارسلها بريد مستعجل ... هتوصل اسرع ممكن بكره بس هتكلفك 5 جنيه ....
سخاء اسرة فريده معها وولائها لهم يستحق ان تهبهم الافضل ...سوف تدفع راضيه الخمسة جنيهات لضمان سلامة الرساله وخصوصا انها نست ان تتأكد من سوميه عند مغادرتها ....اجابته بقناعه ... ارسلها بريد مستعجل
مجهود جبار ان تكون حامل وتخفي حملها لعشرة ايام وهى تتحمل