رواية رائعة بقلم الكاتبة ميار خالد
تلك الجملة ثم خرجت من مكتبها واتجهت إلى غرفة الخياطة حيث تتواجد براء و دلفت إليها لتجدها تصمم إحدى الفساتين تنحنحت المديرة لتنتبه لها براء و نهضت من مكانها بسرعه احتراما لها فقالت لها المديرة
ارتاحي يا بنتي
كنت لسه جايه لحضرتك .. أنا عملت شوية فساتين للبنات من القماش اللي كنتي جيباه بدل ما نشتري جديد أنا حاولت اوفرلك شوية
مالك بټعيطي ليه .. في حاجه حصلت
بعيط عشان هتوحشيني
أبتسمت براء وقالت
لسه فاضل شهرين معقول بټعيطي من دلوقتي
جهزي هدومك يا براء عشان هتمشي بكره
نظرت لها براء پصدمة وأردفت
بكره!
ايوه .. العدد زاد اوي و أنا مش هستحمل شهرين في الزحمة دي
أنا مش باخد رأيك أنا جايه ابلغك .. ابدأي لمي حاجتك يلا
نظرت لها براء برجاء و قد تكونت بعض الدموع في عيونها لتقول
اديني فرصة أسبوع طب
لا يا براء .. بلاش تضيعي وقت يلا
قالت تلك الجملة ثم خرجت من الغرفة بحزن لتترك براء في حاله يرثي لها وبعد لحظات وصل كريم الي الملجأ و عندما رأته براء اتجهت إليه سريعا و كانت الدموع ټغرق عيونها ليفزع هو حين يراها بتلك الحالة قال
المديرة جت بلغتني إني هسيب الملجأ بكره
أزاي مش لسه فاضل شهرين!!
مش عارفه إيه اللي حصل
شرد كريم قليلا و قال
يبقى أكيد قالتلها حاجه!
نظرت له براء بعدم فهم و قالت
هي مين و فين يامن هو مجاش معاك
طالعها كريم بحزن و أردف
والدة يامن .. للأسف هو قالها على حبه ليكي و هي رفضت و عملت مشاكل
كنت عارفه أن ده هيحصل و إنها مش هتوافق بيا .. بس هو وعدني
انا طلبت أشوفه بس هو مش عايز .. حابس نفسه في الاوضه بتاعته و مش عايز يشوف حد
قالت براء و كأنها لم تسمع كلماته تلك
هو وعدني أنه مش هيتخلي عني و مش هيسبني .. أنا وثقت فيه و قولتله إني مليش غيره .. معقول كل ده ملهوش قيمه عنده حتى مش قادر يجي يبص في عيني .. أختار أنه يهرب
و أنا إيه أنا مين يحس بيا و يحس بقلبي اللي اتكسر و كرامتي اللي اداس عليها بس علشان من ملجأ .. ذنبي إيه أن اهلي يتخلوا عني و الشخص الوحيد اللي وثقت فيه و حبيته برضو يتخلي عني .. أنا بريئة من كل الظلم ده
صمتت للحظات ثم أكملت بدموع
أنا
كنت عارفه أن ده هيحصل .. بس كان عندي أمل أنه ميسبنيش
كفاية وعود بقى .. أنا مش عايزه حاجه
مهما تقولي هفضل عند وعدي و أنتوا الاتنين هتتجمعوا في يوم بسببي!
نظرت له براء بدموع ثم التفتت لتعود إلى الملجأ و لكنه وقف أمامها فمنعها من السير
هتخرجي بكره الساعة كام
فكرت براء للحظات ثم قالت
الساعة ٣ العصر
تمام أنا هكون موجود قدام الملجأ هنا .. أنا مش هسمح أنك تفضلي في الشارع لحد ما نلاقي حل تاني .. هتعيشي مع الداده بتاعتي في بيتها الفتره دي هي عايشة لوحدها لحد ما تنتقلي لمكان تاني
ماشي يا كريم .. شكرا على كل اللي بتعمله معايا
إحنا اخوات .. بلاش الكلام ده
نظرت له براء بابتسامة حزينه ثم دخلت الى الملجأ وذهب كريم الي بيته كان يامن في غرفته يطالع الفراغ بعدم اهتمام و قد وعد نفسه أنه إذا خرج من هذا البيت لن يعود له مرة أخرى و قال بصوت مسموع
سامحيني يا براء .. أنا مكنتش قد الوعد اللي وعدتهولك .. أنا مكنتش قد ثقتك بيا .. بس كل اللي عايزك تعرفيه أنك لو مكنتيش ليا محدش هيقدر ياخد مكانك .. أنا شوفت نفسي زي عيون الناس عيل صغير بس لما مقدرتش احافظ عليكي .. سامحيني
في اليوم التالي ..
الساعة الثالثة عصرا
ذهب كريم الي الملجأ و أنتظر براء حتي تخرج و لكنها تأخرت كثيرا حتي اتجهت إليه مديرة الملجأ
خير يا ابني
مستني براء .. مش المفروض كانت تخرج الساعه تلاته
براء خرجت من الساعه ١
نعم! أزاي يعني دي قالتلي هتخرج الساعه ٣
زي ما بقولك كده هي خرجت الساعه ١
هتكون راحت فين دي ملهاش حد!!
نظر حوله بعدم تركيز و قلق ثم نظر إلي السماء وقال
أنت فين يا براء ..
رواية أقدار بلا رحمة
الكاتبة ميار خالد
الفصل الرابع
بعد مرور سبعة أعوام ..
تململت في سريرها بإنزعاج بسبب ذلك الصوت الذي يعكر مزاجها كل صباح نهضت من مكانها و أنهت رنين هذا المنبه المزعج تنهدت بتعب ثم اتجهت الى الحمام و غسلت