رواية فردوس الشياطين بقلم الكاتبة مريم غريب
يلج إلي البدروم راسما علي وجهه تعابير أرعبتها ... لكنها تجلدت
و قالت متظاهرة بالشجاعة
إنت فاكرني هخاف يا بابا !!
لأ أنت ماتعرفش أنا مين و لا ممكن أعمل فيك إيه . أحسنلك تخرجني من هنا دلوقتي حالا بدل ما الموضوع يوسع أكتر من كده . أنا لو ماخرجتش في خلال 10 دقايق هتلاقوا إللي جايين يهدوا البيت ده علي دماغكوا
إبتسم لها الحارس و أشار لرفيقه قائلا
جبالي .. منها لتقفز يارا للخلف صاړخة پذعر شديد
مكانك يا إنت . أنا بحذركوا لو حد قرب مني ه آا ..
إيه ده في إيه !! .. قالها سفيان بصوت خشن عندما ولج و شاهد هذه الجلبة
ليتخذ الحارس وقفة الخضوع و يقول هو ينظر للأرض
سفيان باشا .. مافيش حاجة . إحنا بس لاقينا البنت دي ماسكة كاميرا و بتحوم حوالين الڤيلا فمسكناها و جبناها عشان سيادتك تشوفها
سفيان بحدة و إيه إللي دخلكوا إنتوا الإتنين معاها من إمتي حد هنا بيتصرف من دماغه
الحارس إحنا آسفين يا باشا . كده كده بعتنا مسعد يبلغ حضرتك محدش إتصرف من دماغه و الله مانقدرش
خرجا الرفيقين دون التفوه بكلمة .. لتزدرد يارا ريقها بتوتر و هي تحملق في ذاك الرجل الذي تحيط به هالة مهيبة عجيبة جدا
كان يرتدي ثياب الفروسية السروال الطويل و القميص الأبيض و الجزمة الجلدية ذات الرقبة العالية
و كان العرق ينداح من رأسه ملصقا بعض خصيلات شعره الناعمة علي جبينه الأسمر
كانت في تقييمه فتاة عادية رؤيته أنبأته بأنها ليست نذير شؤوم بل
.................................
صعدت ميرا إلي غرفتها لتأخذ حماما و تركت سامح وحده يحتسي فنجان القهوة بالحديقة ..
لم ينتبه لإقبال وفاء عليه بينما مشت الأخيرة نحوه و البسمة تملأ وجهها وضعت يدها علي كتفه
ماينفعش كده يا وفاء . قولتلك 100 مرة تاخدي بالك من تصرفاتك معايا سفيان مش غبي
نظرت له بحب و قالت برقة
وحشتني . بقالي كتير ماشوفتكش و لا قعدت معاك
أنا ماوحشتكش و لا إيه !
سامح و هو يبعد يدها عنه
وحشتيني ياستي . بس مش وقته البيت بقي مليان دلوقتي
ماينفعش أي حد يلاحظ علينا حاجة
ماتخافش . مستحيل حد يشك فينا و بعدين سفيان بيثق فيك جدا مش هيجي في باله إننا علي علاقة ببعض
سامح بسخرية سفيان بيثق فيا !
سفيان عمره ما وثق في حد و لا عمره هيعملها . إسكتي يا وفاء إنتي ماتعرفيش أخوكي أنا إللي عارف عنه كل حاجة
وفاء و أنا كمان أعرف عنه حاجات و عارفة إنه ذكي و مش سهل . شيطان يعني .. بس أنا تلميذته بردو و عندي فكرة دماغه ماشية إزاي
سامح بجدية بردو الحرص واجب . مش لازم نلفت الإنتباه لينا
وفاء بضيق
طيب هنتقابل إمتي بقولك وحشتني يا سامح
سامح إصبري شوية أخلص كام حاجة في الشغل و هفضالك يا وفاء
وفاء بلوعة إمتي بس إنت بقالك فترة مشغول عني
سامح بإبتسامة متكلفة
قريب .. مش هيبقي ورايا غيرك إنتي و بس يا حبيبتي
وفاء بحبور ربنا مايحرمنيش منك .. ثم قالت بإستغراب
صحيح أومال فين سفيان !
سامح مش عارف . راح عند البوابة يظبط حاجة مع الآمن تقريبا !
..................................................................................
كان الحر شديدا هنا و كان العرق يبلل شعرها عند صدغيها و ينساب حتي رقبتها ببطء أشعرها بأنها تنصهر
و كأن درجة الحرارة هي المشكلة لا وجودها مع هذا الشخص الخطېر الذي يمثل الخبث بعينه .. كان خطأ عظيم هو مجيئها إلي هنا
إرتعش فكها و هي تواصل النظر إليه پخوف واضح
ليبتسم هو بوداعة شديدة ثم يقول بلطف متناهى
أنا آسف علي سوء التفاهم إللي حصل
أرجوكي تسامحيني يا أنسة .. بس كان لازم تديني خبر إنك جاية . المكان هنا لا يصلح للإستهلاك الآدمي
هو صحيح إللي ساكنين هنا بني آدمين . بس زي ما بيقولوا الأشياء لا تعكس كل الحقيقة و إقترب برأسه قليلا و أكمل بلهجته الناعمة
إنتي هنا في محمية طبيعية . و مش أي حد يقدر يدخل زيك كده
كل إللي هنا همج مالهمش مالكة إلا في إيدي أنا بس .. لكن ماتقلقيش أنا أطيب واحد فيهم
أخذت يارا نفس عميق و تكلمت أخيرا
أنا كده كده كنت هدخل البيت من بابه . رجالت حضرتك هما إللي مسكوا فيا زي ما أكون حرامية و أو جاية أتهجم عليك .. كانت نبرتها صلبة
سفيان بإبتسامة أنا فهمت إنك صحافية زي ما قولتيلي و إنك كنتي جاية بخصوص قضية عمي .. كنتي جاية تسأليني عن شوية حاجات