الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة رحاب إبراهيم

انت في الصفحة 17 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز


تكن لتحدثه بهذه النبرة والهدوء وهو من تنافست أكثر الفتيات جمالا على مرافقته وصحبته...تلقى ٱتصال آخر فأجاب...ظل يتحدث لدقائق حتى انتهى الاتصال فنهض من مقعده وقال بنظرة تتوعد بشيء عندنا موقع محتاج معاينة...يلا بينا كشرت جميلة وتفاجئت بالأمر قائلة يلا فين! رمقها بإستهزاء يلا على الشغل ولا فاكرة أنك هتقعدي ترتاحي! لو مالكيش في الشغل قولي..ولا تكوني خاېفة دفعت الملف من يدها بانفعال وقالت بجدية أنا مابخافش غير من ربنا...هنروح فين ود جاسر لو يدفعها بعيدا عنه ويخرج من هنا ويعود لحياة الصخب والرفاهية من جديد ولكن سينتج هذا أشياء لم يستطع مواجهتها فأخبرها بالعنوان حتى ذهبت معه وشعور الضيق يغمرها... تساءلت حميدة عن ذهاب جميلة مع جاسر فأجاب يوسف بأطمئنان مافيش قلق عليها..جاسر هيشوف الموقع بتاع المشروع وسط العمال وبعدين جاسر مش ذئب بشړي يعني هو آه بتاع بنات بس والله هما اللي بيجروا وراه وانا شوفت ده بنفسي.. قالت حميدة ببعض الضيق مش حابة جميلة تخرج مع حد غريب بس أنا واثقة فيها 

الفصل_الخامس في المصعد..دب القلق والأرتباك بأوتار نبضها فهي لم تعتاد على السير برفقة رجل حتى لو كان ذلك بمعقل العمل..ريثما أنه ذاك المغرور والوسيم أيضا...لم تشهد عليها أنوثتها بمرة واحدة وهي تميل لأحدهم..بل كانت تخفي أي شيء يظهر معالم أنوثتها..حاولت أن تهدأ هذا الأضطراب وهي تقف بقربه وتقنع نفسها أنه مثل الجميع..بينما هو لم يجتهد في ذلك بل وكأنه ندم على قراره بإشراكها في خطة العمل بالموقع..زفر بغيظ حتى فتح باب المصعد للطابق الأرضي وخرج منه بخطوات رشيقة ولحظة تاه عن فكره رفقتها...دخل السيارة التي أصبحت مشتركة بينه وبين أبناء عمه حتى فتحت جميلة الباب الخلفي وجلست..رفع رأسه للمرآة العلوية وهتف بحدة أنا مش شغال عندك !! انزلي واقعدي قدام صمتت لبرهة حتى تتحكم بأعصابها ثم قالت بهدوء ولولا الشغل مستحيل كنت اركب عربيتك لو سمحت اطلع خلينا نخلص. ضيق عيناه بعصبية وتفاجئ بتقليلها من قدره وقال تركبي عربيتي!! ليه هو أنتي فاكرة أن ممكن واحدة زيك كانت تركب عربيتي اصلا !! ده أنا قلقان لحد يشوفك معايا اصلك ما تعتبريش من ضمن البنات اساسا !! ابتلعت كلماته بمرارة ولكنها حاولت أن لا تظهر مدى تأثرها بحديثه فقالت بذات النبرة المتظاهرة بالهدوء لو سمحت امشي خلينا نخلص شغلنا احنا مش هنتخانق على الأماكن زي العيال الصغيرة!! ضغط على أسنانه بغيظ وأشار له بحدة عبر المرآة _بعد كده تحصليني على الموقع أول وآخر مرة تركبي معايا قالت بصدق من نفسي كنت هعمل كده..اكيد وجودي دلوقتي مش بكيفي..بعد كده هكون عرفت العناوين وهروح بأي تاكسي.. انطلق جاسر بسيارته على أعلى سرعة وكأنه أراد معاقبتها...لم تبالي بما يفعله فقد غرزت كلماته شوك بثباتها انقض مرقد الهدوء.. بمكتب رعد بدا وكأنه غارقا بلحظات شاعرية مع فتاة قلبه ولكنه ينظر للكاميرا الحديثة التي أرسل في طلبها من الخارج منذ أسابيع..تفحص زوايا الكاميرا بدقة وإعجاب شديد حتى وكأنه ذهب عن فكره تلك الجالسة على أحد المقاعد تنظر له بغيظ..قالت رضوى من بين أسنانها _ خلصت مراجعة الملف وصلحت الأخطاء نظر لها لدقيقة وكأنه يتذكر من هي حتى قال بلا مبالاة طيب سومته بنظرة مشټعلة من الغيظ وقالت طيب ايه! حميدة قالتلي أن الملف اللي اراجعه لازم اتناقش معاك فيه !! نفذ رباط الجأش ورماها بنظرة عصبية مجيبا يعني أنتي هتعرفيني شغلي !! وبعدين اتناقش معاكي انتي ليه! وضعت رضوى الملف بحدة ونهضت متوجهة لمكتبه بعصبية وهتفت هو أنا جاية اشتغل ولا جاي العب! واكيد مناقشتي معاك ده شيء اجباري مش بمزاجي بس لما يبقى موجود عميل قدامك لازم تبقى فاهم كل الحسابات وبالتالي انا كمان لازم اكون عارفة!! عقد رعد حاجبية بضيق وقال طب أنتي بتزعقي ليه طيب !! اجابت بغيظ يا استاذ رعد ماينفعش طريقة الشغل دي !! نهض رعد وعلى شفتيه نصف ضحكة ثم وقف أمامها وقال قولي كده تاني اسمي رمقته بحدة حتى اطلق ضحكة وقال متسائلا أنتي لدغة! لوت شفتيها وأجابت دون أن تنظر له في الحرف ده بس تقيل على لساني شوية ضحك مرة أخرى وقال لأ واسمك رضوى هههههههه تطلعت اليه پغضب ثم قالت وبعد الهاهاها ايه! نظر اليها بتعجب لم تبتسم حتى !! قال بتأفف أنتي مملة بطريقة رهيبة يا رضوى أنا شوفت بنات بعدد شعر راسي بس كوكب الكأبة ده ما وردش عليا..خليكي خفيفة كده عشان أنا بزهق بسرعة عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت مابحبش الخفافة وبعدين اسمي آنسة رضوى..ما تشيلش الرسميات صمت للحظة ثم قال بابتسامة ماكرة أنتي صح مش
هقولك يا رضوى هقولك يا رضوان رفعت رضوى حاجبيها بدهشة فأخذ رعد الملف وعاد لمكتبه..جلس ثم رفع قدميه على المكتب بإرياحية وبدأ يتفحص الملف
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 57 صفحات