الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية إمبراطورية الرجال بقلم الكاتبة رحاب إبراهيم من ال١٦ الي ال٤٠

انت في الصفحة 58 من 113 صفحات

موقع أيام نيوز


الأسود.... وضع المنشفة على ظهر المقعد وتوجه للفراش بجانبها...اضطجع ببطء حتى لا يوقظها....نظر لوجهها النائم بابتسامة فاقترب إليها واخذها بين ذراعيه

..كملي نوم ابتسمت وهي تغمض عينيها من جديد...كالطفلة التي اطمأنت لوجود والديها...وتشبثت بملابسه دون أن تدري...نظر ليديها على قلبه فابتسامة دافئة ثم قبل رأسها بخفة....وضع رأسه على الوسادة وهي بين ذراعيه برضا تام.... لم يكن ليرضى عن نفسه لو فعل ما يريده ونظرات الهلع بعينيها.... يشتاق وشوقه يجعله يقترب بحذر حتى ....ترضى بهمس الليل....تملمت حميدة بفراشها وهي تتثاءب...لاحظت شيء جعلها تتعجب...قالت بصوت كسول _ صاحية لحد دلوقتي ليه يا سمكة ! مسحت سما عينيها من الدموع وقالت وهي تنهض من على الأريكة بقرب النافذة وتتوجه للفراش _ مافيش يا حميدة نامي عشان ما تصحيش متأخر اعتدلت حميدة وهي تفرك عينيها بثقل ثم نظرت لها وشعرت من صوتها بالحزن فقالت أنتي بټعيطي !! حصل إيه !! صمتت سما بدموع تنزلق من عينيها دون صوت حتى نهضت حميدة بقلق وتوجهت إليها مباشرة متساءلة _ قوليلي بټعيطي ليه ومين زعلك ! آسر مش كده ! اكدت الدموت المنهمرة من عين سما ظن حميدة فربتت حميدة على يديها قائلة مش قلتلك اتقلي عليه ابتلعت سما ريقها بصعوبة وقالت أنا مش عارفة عملتله ايه تاني !! بقاله يومين بيعاملني بطريقة وكأنه مش بيكره ادي...لما اعتذرلي قلت يمكن كان زعلان شوية وخلاص لكن رجع أسوء من الأول.... حميدة بدهشة أزاي !! أجابت سما پبكاء بقى بيزعقلي كتير مش طايق يسمع صوتي خالص ومش عايزني اكلمه ولا كلمة حتى لو قلتله صباح الخير بيضايق !! حتى لما كنا في فرح للي من ساعات...بيبصلي وكأني عدوة !! جيت اباركله سابني ومشي !! نظرت سما لحميدة پبكاء وقالت انا عملت ايه يا حميدة عشان يعاملني كده ! بحاول افتكر مش لاقية سبب يوصله للدرجادي !! قالت جميلة بضيق وهي تعتدل في فراشها _ عشان بتجري وراه يا سمكة في نوعية ماينفعش معاهم الطريقة دي وعموما كل الرجالة كده اصلا هتجري وراه هيجري منك هزت حميدة رأسها برفض وقالت بشك لأ....مش ده السبب في حاجة غريبة في الموضوع ده أنا فعلا شيفاه الفترة دي غريب وسرحان كتير ومضايق على طول....بس اللي مجنني اشمعنى سمكة اللي بيعاملها كده ! نهضت رضوى بعدما استعمت لحديثهم وقالت بعدما تثائبت _ بقولك ايه يا سمكة....جربي تغيبي كده يوم يومين وشوفي رد فعله ايه هيبان ضيقت حميدة عينيها وقالت ساعات بتفهمي يابت مش هنخسر حاجة وهراقبهولك طول اليوم ونشوف.... قالت سما بحيرة مش عارفة....بس هغيب تألق شعاع الشمس لهذا الصباح... طيلة الليل كانت تشعر بذراعيه المسجونة بينهما....السچن الوحيد الذي يعشقه القلب....لأول مرة تسبح غفوتها بعمق دون قلق أو اضطراب وكوابيس مرعبة... أنكمش حاجبيها عندما شعرت بالفراغ جانبها...فتحت عينيها ولم تجد سواها بالغرفة !! اعتدلت ببطء وعينيها بالكاد تتفتح بسبب الضوء المطل من النافذة...نظرت بجميع الاتجاهات ولم تجده بل وكأنه رحل عنها !! شعرت بشيء مؤلم غاص بقلبها وخوف مفاجئ....كانت ستركض لخارج الغرفة  ... زفرت بحنق وتوجهت للخزانة تنتقي منها شيء مناسب حتى أخرجت رداء من الدانتيل بلون الخوخ يصل لبعد ركبتيهاوتوجهت للحمام سريعا.... خرجت بعد دقائق ووقفت أمام المرآة تمشط شعرها ثم عقصته سريعا على شكل كورة أعلى رأسها بواسطة دبوس فضي لامع... القت نظرة سريعة على مظهرها ثم خرجت من الغرفة وهبطت للأسفل... أمام المسبح.... وضع الخادم العجوز فنجان القهوة على الطاولة وقال _ احضرلك الفطار دلوقتي وضع وجيه الجرنال من يده وأخذ فنجان القهوة قائلا _ لما للي تصحى هنفطر سوا كاد الرجل ان يبتعد حتى لمح وجيه للي تأتي من البعيد فقال مبتسما بتسلية خلاص حضره يا عم نعيم اومأ الرجل العجوز بالموافقة وذهب وهو يغض البصر عن للي التي يبدو وأنها غاضبة من شيء....توجهت إليه مباشرة واستمتع بالعصبية المطلة من عينيها وهو يعلم السبب... وقفت للي امامه بإعتراض وقالت بغيظ قاعد بتشرب قهوة بمزاج وسايبني لوحدي و.. قطعت جملتها بإرتباك...تعرف أن ما تقوله يبدو تافها ولكنه حقا اغاظها وضع وجيه فنجانه بنظرة ماكرة متسلية ثم نهض من مقعده ببطء ....بدا وسيما للغاية بملابسه الرياضية السوداء تلك...بدا أصغر بكثير من عمره !! 

وهو يعني في عريس يسيب عروسته ويروح يفطر لوحده ! اجاب بابتسامة انا بشرب قهوة لسه ما فطرتش...أنتي متعصبة كده ليه! قال جملته بمكر
 

57  58  59 

انت في الصفحة 58 من 113 صفحات