الأحد 01 ديسمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 41 من 175 صفحات

موقع أيام نيوز


تطلق شررا من قعر الچحيم حتى أدخل في قلبها الارتياع بقوله
لكن انا مش منبه عليكي ان لو عندك مشكلة تجولي عليها ما سمعتيش الكلام ليه
ارتدت للخلف مجفلة لصيحته حتى اتجهت عينيها نحو باب الغرفة تتمنى دخول أحد ما يؤازرها مما زاد على حنقه ليهدر بها
ما تردي يا نادية ع السؤال مش بكلمك انا
طب كلمني زين ومتزعجش فيا 

خرجت منها بعفوية كرد طبيعي على تجاوزه ليرتد عليه بإجفال لم يستوعبه في البداية قبل أن يتدارك متذكرا قول شقيقته عن طبيعتها المدللة منذ نشأتها في منزل ابيها حتى في زواجها من الراحل والذي لم يقصر هو الاخر معها في ذلك 
عند خاطره الاخير ورغم غضبه المتعاظم إلا أنه استطاع تحجيمه ليخفف من حدته من أجل عيون الريم التي تناظره بتحدي تخفي من خلفه خۏفها والذي ظهر جليا في اهتزاز صوتها فرد بلهجة بطيئة متانية يستمتع بالتطلع لقمريها الأسودين
انا بسألك عن اللي حصل في بيت الدهشوري عايزك تجاوبيني يا بت الناس وتجوليلي ع اللي حصل ممكن
احرجها بتغاضيه عن في الرد عليه ثم هذا اللطف في الحديث معها لتسبل أهدابها عنه بخفر متمتمة بخجل كاد أن يطيح به صريع حسنها
معلش لو هبيت فيك بس انا والله ما بتحمل حد يزعج فيا حتى اسأل اخويا عزب 
قاطعها يردف بمزيد من اللين
مفيش داعي للسؤال يا نادية انا عارف من الاول ان انتي مبتتحمليش الزعيج بس انا كمان جاي معبي وعلى اخري بعد ما سمعت بالعركة الشديدة اللي كانت في بيتكم هناك الراجل اللي اسمه فايز اذاكي بكلمة ولا عمل أي حاجة عفشة تزعلك
نفت بهز رأسها متمتمة بصوت كالهمس 
لأ دي كانت عركة مع خواته البنتة وعيالهم انا مليش صالح معاهم 
ضاقت عيناه بمزيد من الحيرة يتفرس في ملامحها بتمعن ليتابع تحقيقه
ولما هو مكلمكيش ولا حتى جرب منك طلعتي باكية من بيتهم ع الساعة تمانية المسا لييه مين اللي خلاكي تطلعي زمجانة من بيتك يا نادية
لقد فاجئها بكم المعلومات التي يردف بها إليها ودقة التفاصيل الصغيرة جعلتها تطالعه بعدم استيعاب لترد على السؤال بسؤال
انت عرفت دا كله منين دا أهلي نفسهم معرفوش بجيتي غير وانا داخلة عليهم 
ملكيش دعوة
نعم
بجولك ملكيش دعوة وما تروديش ع السؤال بسؤال
للمرة الثانية يجفلها بحدته حتى تسمرت تناظره مزبهلة له ولكنه رفض أن يثنيه أي شيء هذه المرة فتابع بإلحاح امر
ردي عليا يا نادية بدل ما اجوم اشوف الناس دي بنفسي واسألهم
هتتكلمي ولا اجوم 
خلاص والله هتكلم 
هتفت توقفه قبل أن ينهض ويفعلها بحق وانتظرت قليلا تبحث عن رد
الموضوع كله بيتلخص في ورث البيت عمي فايز عايز ياجي يسكن معانا ويتولى الوصاية على ولدي لكن عماتي رافضين وكانوا بيضغطوا عليا عشان اشارك معاهم في حل يجنبنا شره 
تسائل يحرك رأسه أمامها بارتياب
وايه هو الحل بجى كملي على طول متنجطنيش نجيط بالكلام 
افعاله تزيد من توترها وهذه العصبية المفرطة لماذا يشعرها انها في تحقيق رسمي
سكتي ليه يا نادية ما تكملي
ابتعلت لتجيبه بتردد
كانوا بيضغطوا عليا وعايزني اتجوز حد من عيالهم يا سند ولد هويدا يا عيسى ولد نعيمة 
تجمد فجأة ليبدوا كالتمثال أمامها وكأنه يعيد القول برأسه مرات كي يتأكد مما التقطته اسماعه ليخرج صوته اخيرا مرددا بهدوء خطړ
نعم يا ماما بتجولي بجى كانوا بيضغطوا عليكي ليه سمعيني تاني
يتبع
الفصل الثامن
في المكان المعتاد للقهوة الشعبية التي يرتاداها يوميا والمنزوي عن باقي الطاولات والبشر لخص له سريعا 
عما حدث ليخرج صوت الآخر بتهكم ظاهر معبرا عن غضبه
يا حلاوتك وحلاوة أخبارك وجاي تجولها في وشي يا عزب
زفر الاخير دفعة كثيفة من دخان الارجيلة التي يكركر تدخينا بها ليرد على قوله مقارعا له
مش انت اللي سألتني عليها وعلى أخبارها كنت عايزني اكدب يعني واجول انها رايجة في بيت جوزها الله يرحمه مع الناس اللي عايشة معاهم خلاص اعتبرني مجولتش حاجة .
على صوت ناجي يردد خلفه بعدم تقبل
مجولتش حاجة كيف بعد ما ولعت الڼار في جتتي جاي تجولي مجولتش حاجة الناس دي لازم تتربى على عمايلهم وانت كمان لازم يطولك الحساب عشان جعدت وأهملت افترض اختك كانت ضعفت وواجفت على حد منيهم عليا النعمة يا عزب ما كان هايكفيني عيالك حتى.
وه.
تفوه بها عزب بمفاجأة ليترك ذراع الارجيلة من يده ويرد عليه باستنكار
خبر ايه يا ناجي وايه دخل عيالي بالكلام البارد ده
ما هي سبتهالهم خضرا مخضرة اهي ثم لو حصل يعني كان هيبجى ايه ذنبي انا بجى لو وافجفت على واحد منيهم
زجره ناجي بوجه مكفهر ليظهر اصرار واضح في قوله كي يمنعه حتى من التفوه بالأحتمالات
متجولش الكلام ده يا عزب وتحرج دمي انت عارف زين ومتأكد اني عايزها وان كنت فرطت فيها جبل كدة دلوك مش هسمح حتة العيلين ولا جوز الحريم امهاتهم محدش فيهم هيمشي علينا دا انا جاعد مصبر نفسي على ما تهدي الدنيا وتخلص عدتها ولا دي غلطتي اني
 

40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 175 صفحات