الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة ندا محمود

انت في الصفحة 38 من 118 صفحات

موقع أيام نيوز


يقول بإحراجه المألوف 
_ شكرا
توجهت وجلست على الأريكة المقابلة له ثم التفتت برأسها للخلف ورفعت نظرها لأعلى تتطلع لصورة أخيها أما هو فرفع فنجان القهوة لشفتيه وارتشف منه رشفة واحدة ثم انزله حين وجدها تهتف وهي مازالت معلقة نظرها على الحائط 
_ بفكر اشيلها من هنا
ضيق عيناه وقال بحيرة 
_ ليه !!

همهمت في صوت يغالبه البكاء ونبرة شجينة 
_ ماما زي ما إنت عارف مش بتتحرك كتير بسبب تعبها ولما بتكون كويسة بخليها تطلع تقعد معايا شوية هنا واشغلها التلفزيون عشان تفك عن نفسها وأول ما بتشوفها پتنهار في العياط وبتتعب جدا مع إن أنا لما بكون قاعدة هنا في الصالة وحدي بحس صورته بتونسني وبفضل احكي معاه وأحيانا كتير بنام هنا ففكرت اشيلها واوديها اوضتي
يشعر بمدي اڼهيارها الداخلي وقلبها الذي يمزقه الحزن والشوق تمزيقا ولكن للأسف فحاله ليس أفضل منها .. ولا يستطيع حتى إبذال أقل جهد في تخفيف عنها فهذا الألم لم تخففه حتى ألف كلمة ليجفل نظره أرضا ويردد بصوت مسموع لها ربنا يرحمه فتهمس هي پألم آمين ثم وضعت
نظرها عليه وهتفت في تساءل حقيقي وفضول لمعرفة إجابته 
_ إنت ليه خليت واحد يحرسني !
_ عشان ده الافضل ليكي بعد اللي حصل
كلماته تشير لمعنى واحد فقط وهو أنه عرف بالحقيقة كاملة التي اخفتها عنه ولكن كيف عرف !! 
_ إنت عرفت إزاي !!
بعد أن حاولت الكذب عليه وهو كان يعرف بأمر اخفائها عليه شيء فتواصل مع صديقتها التي كانت معها وقصت له كل شيء حتى السبب الذي جعلها تخفي عنه الحقيقة وطلبت منه ألا يخبرها بأنها هي التي اخبرته حتى لا تنزعج منها بشدة .
اتاها صوته الغليظ والجاد وهو يقول بشيء من الرفق واللين رغم غلظة صوته 
_ عرفت وخلاص المفروض إنك كنتي تقوليلي لإن طالما عمل كدا مرة يبقى هيحاول يعمل كدا ألف مرة .. وأنا وإنتي متفقين إنك هتقوليلي أي حاجة تحصل في الموضوع ده لإني بحاول الاقي أي حاجة توصلني ليه فمكنش ينفع تخبي عليا لمصلحتك ياشفق .. إنتي امانة واخوكي امني عليكي فلو جرتلك أي حاجة هبقى خنت الأمانة ومش هعرف بأي وش بعدين هقابله ولا اروح ازوره في قپره
من أين اتيت لي ياليتك لم تكن صديقه !! فأنا احاول الفرار مش شبكاك التي تنصبها لي دون قصد كلما رأيتك وإنت لا تكف عن ملاحقتي ولسوء الحظ إنك بالفعل اوشكت على تصويب الهدف .. فارجوك توقف أنا لا أريد إرهاق قلبي بتجربة عشق جديدة ستكون أبشع من السابقة وستكمن بشاعتها في استحالة الوصول إليك وسيظل عشقك ووفائك لزوجتك نقطة فاصلة بيني وبينك .
اسعفت الكلمات بصعوبة من ارتجافة قلبها الذي يواجه صراعا عڼيفا مع عقلها وتمتمت مجفلة نظرها أرضا في حزن لا يفهم سببه الحقيقي سواها 
_ أنا مقدرة خۏفك وقلقك علينا ياكرم وبذات أنا بس أنا بجد مش عاوزة ادخلك في مشاكلي اكتر من كدا ولو حصلتلك حاجة بسببي مش هسامح نفسي إني دخلتك في مشكلتي
وضع فنجان القوة على سطح المنضدة وهب واقفا حتى لا يأخذ أكثر من اللازم في الحديث معها وأيضا بقائه في منزلهم أكثر من ربع ساعة لا يصح ! هتف باسما ببساطة 
_ لا متقلقيش عليا المهم إنتي تعملي زي ما قولتلك وأقل حاجة تحصل تتصلي بيا وتقوليلي .. وشكرا على القهوة
لا فائدة فلن يرحل عنها إلا حين يتأكد من أنها سقطت في وحله !! استقامت هي الاخرى ورافقته إلى الباب ثم تأففت بعدم حيلة من أمرها وذهبت لتطمئن على والدتها وترى إن كانت تحتاج شيء أو لا !! .....
منذ يومين وهو يفكر في حل لتلك المعضلة التي وقع بها فتلك اليسر لن تكف عن أفعالها التي أصبحت لا

تطاق وقد طفح كيله منها ولابد أن يجد الحل الذي سيسكتها للأبد يريدها أن تبتعد عنه ولا يعلم كيف يفعلها .. ولكن ماذا عن استخدام مبتغاها سبيلا للوصول لمبتغاه هو ماذا لو حقق لها ما تتمناه وتوده أكثر من أي شيء في الحياة فقط لتحقيق أهدافه في التخلص منها للأبد .. أجل هذا هو أفضل حل ليتمكن من فعل بها ما يشاء دون أن يضع في الحسبان أي شيء !! .
مجتمع مع عمه على طاولة واحدة الذي جاء لزيارتهم والاطمئنان على والدتهم التي تعبت مؤخرا قليلا وكانت يسر برفقته .. يتبادلوا النظرات الڼارية بين بعض وهي تقسم له في نفسها أن اليوم ستخبرهم بكل شيء حتى ټنتقم على ما فعله بها منذ يومين وانتظرت حتى انضمت لهم زوجة عمها والقت نظرة عليه أخيرة مليئة بالحقد والغل قبل أن تنظر لوالدها وتقول في شجاعة وأعين مشټعلة بڼار الاڼتقام لمشاعرها التي يتلاعب بها هذا الفاسق 
_ بابا أنا عايز اقولك حاجة حسن ب........
التقط الجملة من بين شفتيها ليكملها هو كما خطط لها
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 118 صفحات