السبت 30 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة ندا محمود

انت في الصفحة 63 من 118 صفحات

موقع أيام نيوز


رفضها الهامشي بالنسبة له 
_ تمام يبقى موافقة .. على العموم احنا خلاص قربنا نوصل للمطعم أهو !
حدقت به لثلاث ثواني بالظبط ثم اشاحت بنظرها وهي تهز رأسها متنهدة بابتسامة مغلوبة على أمرها .. فلم يترك لها حق الاختيار واصبح حتى تناول الطعام بالإجبار مثل الحارس وغيره !!
نزع حذائه بجانب الباب ثم اتجه صوب غرفته وقام بتبديل ملابسه و القى نظرة على ساعة الحائط يتفقد الساعة ليجدها الثالثة عصرا فيتنهد بإرهاق ويقترب من الفراش يلقي بجسده عليه سامحا لعيناه بالانغلاق حتى ترتاح قليلا من مشقة العمل منذ الصباح الباكر ولكن صوت ارتطام إحدى الأدوات المعدنية الخاصة بالمطبخ على الأرض والتي اصدرت صوت مفزع جعلته يثب جالسا بزعر بعد أن كانت عيناه ستنصاع خلف رغبتها في الراحة وتشوقها للنوم .

مسح على وجهه متأفف ثم هب واقفا وغادر متجها إلى المطبخ ثم وقف مستندا على باب المطبخ بكتفه عاقدا ذراعيه أمام صدره يتابعها وهي توليه ظهرها وومركزة كامل انتباهها على الطعام التي تقوم بتحضيره بينما هو فكان انتباهه على شيء آخر يتفحص ملابسها بتمعن ووقاحة حيث ترتدي ثوب منزلي قصير يصل لركبتيها ضيق بعض الشيء وتثبت شعرها لأعلى بمشبك الشعر وينسدل بعضا منه على وجنتيها من الجانبين رغم نقمه وبغضه لها هذه الشيطانة إلا أنه لا يمكنه كان يتابع حركاتها العفوية بجمود ظاهري تارة ترفع مشط قدمها لتلتقط شيء في الاعلى وتارة تنحني لتلتقط شيء آخر في الجزء السفلي من المطبخ إلى أن وجدها التفتت بجسدها تلقائيا ناحيته غير منتبة لوجوده وبمجرد ما وقع نظرها عليه انتفضت واقفة وسقط الصحن من يدها فتكسر وتناثر لجزئيات صغيرة متفرقة على الأرض فانحنت للأسفل فورا وبدأت تلم في جزئياته وجرحت أصابعها عن غير قصد فامسكت بالصابع المجروح تضغط عليه حتى لا يذرف الډماء ثم رفعت نظرها لتجده كما هو ينظر بجمود وثبات مما استفزها بشدة فصاحت به مغتاظة 
_ واقف كدا ليه !!
لم ينطق ببنت شفة فقط القي عليها نظرة مريبة ثم استدار وانصرف غير مكترثا لچرح أصابعها الذي هو سببه أما هي فانشغلت بتنظيف الأرضية من الزجاج ثم قامت بوضع ملصق طبي على صابعها المجروح وبعد دقائق بدأت في وضع الصحون على طاولة الطعام في الصالون وجلست على مقعدها تبدأ في الأكل دون انتظاره وبعد لحظات رأته ينضم لها ويجلس في مقابلتها على أحد المقاعد فلم تعيره اهتمام وركزت على طعامها فنظر هو لها مخټنقا مجرد جلوسها معه على نفس الطاولة لا يتحمله ولن يستطع تحملها سينهي هذا الزواج في أقرب فرصة باتت نفسه تضيق كلما يعود ويجدها
بمنزله .. اخفض نظره للصحون الممتلئة بالطعام المتنوع ثم التقطت معلقة وبدأ بتناول أول لقمة من الصحن الذي أمامه فتصنع التقزز من مذاقه والقى بالمعلقة جانبا هاتفا في قسۏة وغلظة 
_ لو مبتعرفيش تعملي أكل قولي بدل ما إنتي بتأكليني حاجة ملهاش طعم .. إيه القرف ده !!
ثم امسك بالصحن وسكبه في سلة القمامة الصغيرة بجانبه وهب واقفا عائدا لغرفته تاركا إياها معلقة نظرها على سلة القمامة ثم التقطتت قطعة خيار والقتها بفمها وهي تهمس محاولة تمالك أعصابها 
_ خليكي relax يايسر اساسا ده مستفز وميستهلش تعصبي نفسك عشانه .. قال قرف !!
تقلب في البوم صورهم كان يجمع الألبوم ما بين صور عقد القرآن وبين الخطوبة وأخيرا الزفاف توقفت عند صورة ليوم زفافهم ودققت النظر بملامح وجهه كيف كان يبتسم بسعادة ودفء وهي بكل سهولة قضت على فرحته سړقت ابتسامته وشوهت أجمل شيء في العلاقات وهو الثقة .. فقدت ثقته بها وهذا يعني أن ليس هناك أمل في زواجهم ما

لم تستعيد ثقته .
كانت لا تريد هذا الزواج وربما لم تكن تريده هو أيضا ولكن الآن هي أكثر من يريده وشعورها بنمو مشاعر الود والاحترام والتقدير والحب له وتزايدهم عن الطبيعي في كل ساعة تعيشيها معه في المنزل حتى ولو كانوا لا يتحدثون وكل منهم منعزل عن الآخر إلا أن هذه المشاعر تسعدها وترضي ضميرها الذي يعذبها بأنها لا ينبغي عليها أن تستمر في هذه العلاقة وهي لا تحبه فتخبره بكل وضوح أنها بدأت تخطوا أولى خطواط العشق وهي الآن في أولى درجات السلم وبالتأكيد بعد وقت قصير ستصل للقمة وستكون انتصرت على نفسها المتمردة !! .
سمعته يتحدث في الهاتف بالخارج فنهضت من على الفراش ووقفت وراء الباب تحاول سماع حديثه وتسمعه يتحدث مع والدته عبر الهاتف ويسألها عن اسم دواء يسكن الآم الرأس التي تداهمه بسبب مشقة العمل فتستغرق هي لحظات بسيطة تفكر في شيء وتتردد في فعله ولكنها حسمت أمرها واتجهت ناحية خزانتها وأخرجت شريط اقراص مسكن للآم الرأس تستخدمه دوما عندما يصيبها الصداع الشديد وانتظرت لدقائق قصيرة حتى ينهي حديثه مع والدته ثم خرجت وذهبت للمطبخ تملأ كوب
 

62  63  64 

انت في الصفحة 63 من 118 صفحات