السبت 30 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة ندا محمود

انت في الصفحة 66 من 118 صفحات

موقع أيام نيوز


بمقدورها الرفض هذه المرة فبعد ما حدث الآن أدركت أنه كان لديه الحق في عدم موافقته منذ البداية
على بقائها في المنزل بمفردها . هزت رأسها بالموافقة ثم هبت واقفة واتجهت نحو الحمام بخطواط ضعيفة وعاجزة عن السير بطبيعية نتيجة لنوبة الارتجاف والړعب التي اصابتها منذ قليل .......
توقفت سيارته أمام المنزل بعد دقائق طويلة ونزل منها ثم فتح الباب الخلفي وأخرج حقيبة ملابسها بينما هي فنزلت وجعلت تنظر لهذا المنزل الضخم والجميل .. فانتبهت له وهو يرمقها مبتسما بعذوبة ويشير لها بعيناه أن تلحقه فلحقت به على استحياء وهي تتلفت حولها تتفحص بنظراتها الحديقة الواسعة كأي إنسان طبيعي ذهب لمكان جديد لأول مرة وجدته يفتح الباب ويسبقها بالدخول ثم يهتف في نبرة هادئة 

_ ادخلي ياشفق
دخلت بتردد وحياء بينما هدى ورفيف كانوا يشاهدون التلفاز وبمجرد ما رأو بيده حقيبة ملابس وهو يهتف بجملته الأخيرة هذه هبوا واقفين بدهشة وسرعان ما استقبلتها رفيف بالترحيب الحار والعناق واقتربت منها هدى معانقة إياها وهاتفة بحنو 
_ عاملة إيه ياحبيبتي .. نورتينا
_ خوديها يارفيف خليها ترتاح شوية في الأوضة عندك فوق
اماءت لأخيها بالموافقة واصطحبتها معها لغرفتها بالأعلي بينما هدى فراقبتهم بنظراتها حتى تواروا عن ناظريها والتفتت برأسها لابنها هاتفة بفضول 
_ إنت مش قولت موافقتش تاجي معاك .. إيه اللي خلاها توافق وليه جايبها في الوقت ده
_ في حرامي دخل عليها البيت وطبعا مقدرش اسيبها تقعد وحدها تاني
شهقت بهلع وهتفت مهتمة بأشفاق 
_ وعملها حاجة 
هتف بخفوت 
_ لا الحمدلله .. المهم متخلوهات تحس إنها غربية في البيت عشان متضايقش
رتبت على كتفه متمتمة بلطف 
_ حاضر ياحبيبي متشلش هم إنت عارف أنا بعزها إزاي .. روح ريح جسمك في اوضتك ونام باين عليك تعبان
هز رأسه بالإيجاب ثم التقط كف يدها وقبل ظاهره هامسا بحنو 
_ تصبحي على خير
_ وإنت من أهل الخير ياحبيبي
فتحت الباب بحذر ونظرت له فوجدته في فراشه نائم بسكون وثبات تام لتبتسم بحب ثم تدخل بحرص حتى لا توقظه وتغلق الباب وتقترب من فراشه لتقف للحظات طويلة تتأمل ملامح وجهه الهادئة التي لا تشبهه أبدا عندما يكون مستيقظا ثم جلست على حافة الفراش ومدت يدها تملس على شعره برقة ولطف خشية من أن يستيقظ فغامت عيناها بالعبرات وهي تهمس بصوت يكاد لا يسمع 
_ احيانا كتير ببقى نفسي امسك في زمارة رقبتك من غيظي منك وببقى مش طيقاك بس تعرف لو جيت في مرة وقولتلي كلمة واحدة حلوة وأنا متعصبة كدا صدقني هنسي كل حاجة في لحظتها ...
توقفت عن الكلام لثواني ثم عادت تكمل وقد سقطت دموعها على وجنتيها 
_ ليه پتكرهني كدا أنا عملتلك إيه عشان تشيل مني ومتبقاش طايقني بالشكل ده صدقني ياحسن عمرك ما هتلاقي حد يحبك قدي .. أنا بحبك لدرجة إن لو نظرة حب منك تكفيني ومش هبقى عاوزة حاجة تاني بس إنت حتى الكلمة الطيبة بتستخسرها فيا وكأني عدوتك
جففت دموعها وانحنت برأسها على صدره وأغمضت عيناها سامحة لها بسرق

لحظات من الزمن وهي بين ذراعيه ربما لن تتكرر مجددا ! .
فتح هو عيناه في صباح التالي وإذا به تلجمه الدهشة حين يجدها نائمة بين ذراعيه ولوهلة شك بنفسه أن قد يكون فعل فعلا متهورا فاستعاد ليلة الأمس في ذهنه فورا وتذكر أن آخر شيء فعله هو تبديل ملابسه وتسطحه على الفراش ليخلد للنوم فأطمئن ونظر لها متفحصا ملامحها التي تبدو عليها الراحة والسکينة وهي تغط في نوم عميق كأنها لم تذق النوم منذ أيام فتأفف باشمئزاز وخنق ثم هز كتفها بقوة بسيطة وصوت أجش 
_ يسر ! .. يسر !
انتفضت جالسة بفزع وفركت عيناها لتزيح آثار النوم عنها وسمعته يهتف في استياء بعد أن اعتدل في نومته 
_ بتعملي إيه جمبي !
تلعثمت قليلا ولم تعرف بماذا تبرر له نومها بجواره طوال الليل ولكنها سرعان ما رسمت قسمات الاهتمام والقلق على محياها ومدت يدها تتحسس جبهته هاتفة 
_ الحمدلله
حرارتك نزلت
رفع شفته العليا مستنكرا وهو يجيبها 
_ حرارتي برضوا !!
مثلت الدور باحترافية حيث هتفت في براءة مزيفة ونظرة متأثرة 
_ أيوة أصل إنت امبارح حرارتك كانت عالية بليل وفضلت تخترف بالكلام فقعدت جمبك وعملتلك كمادات والحمدلله نزلت وغلبني النوم ونمت جمبك
لا تفوت فرصة للكذب وتخترع كڈبة لكل شيء باحترافية ولكنه لا يخيل عليه كذبها الذي بات ېخنقه ويستفزه بشدة .. فدفعها من أمامه بعدم اكتراث لكي يعبر وينزل من الفراش هاتفا بقرف 
_ لما تحبي تكدبي روحي اكدبي على حد غيري ابعدي من وشي
تقوص وجهها بضيق وأسى وبقيت معلقة نظرها على آثاره بعد أن غادر تاركا لها الغرفة بأكملها شعرت بعيناها على وشك ذرف الدموع فشدت على محابسهم بسرعة وهبت واقفة وهي تأخذ نفسا عميقا مستمدة القليل من قوتها وشموخها ثم غادرت هي الأخرى واتجهت لغرفتها لتأخذ حماما دافىء .........
كان يقف أمام المرآة
 

65  66  67 

انت في الصفحة 66 من 118 صفحات