رواية رائعة بقلم الكاتبة ندا محمود
هي فخرجت مجددا وعادت بعد لحظات وهي تحمل بيدها منشف صغير أكبر من حجم اليد قليلا وغمسته في الماء ثم أخرجته وعصرته وطوته ثلاث مرات ثم وضعته على جبهته فرفع هو يده وازاحه هامسا بصوت ضعيف يكاد لا يسمع
_ اطلعي ياملاذ وسبيني أنا هنام وهصحى الصبح كويس إن شاء الله
هتفت برفض قاطع وشيء من الڠضب
_ لا مش هسيبك إنت مش قادر تفتح عينك من التعب
_ قولتلك اطلعي ملكيش دعوة بيا
امسكت بالمنشفة الصغيرة وعادت تضعها على جبهته مجددا هاتفة في إصرار وحدة
_ متعاندش معايا لما حرارتك تنزل إن شاء الله هبقى اطلع وأسيبك وممكن تسكت بقى وتسيبني أعملك الكمادات
ليس لديه القدرة لمقاومتها أو الجدال معها فاستسلم لأمره وأغمض عيناه من جديد تاركا إياها تفعل به ما تريد واستمرت لدقائق تضع الكمادات على جبهته حتى هدأت حرارته المرتفعة قليلا فتنهدت هي بارتياح وجعلت تتفرس ملامحه بابتسامة جميلة ومحبة ثم مدت يدها تمررها برقة على شعره الأسود الغزير .
سمعته يهمس في صوت خاڤت
_ اطفي المروحة ياملاذ .. أنا بردان
_ مش هينفع اطفيها لازم اشغلها
عشان تجدد الهوا في الأوضة أنا مشغلاها على أقل درجة
فتحت عيناها وتمطعت بذراعيها للأمام ثم اعتدلت جالسة ونظرت بجوارها فلم تجده لتقطب حاجبيها باستغراب ونهضت لتغادر الغرفة فسمعت صوت قادم من المطبخ .. علمت أنه فيه فتوجهت صوبه ووقفت بجوار الباب متمتمة في رقة
رد عليها باقتضاب دون أن ينظر لها
_ صباح النور
اقتربت منه ووقفت بجواره ثم مدت يدها لتتحسس جبهته هاتفة بنعومة
_ بقيت كو......
امسك بيدها قبل أن تلمسه وابعدها هاتفا في صلابة
_ كويس .. كويس الحمدلله
طالعته بنظرات رجاء أن ينهي عقابه لها فقد بدأت نفسها تتألم من جفائه معها ليخرج صوتها عابسا
وضع السكر في كوب الشاي ثم بدأ يقلب بالمعلقة وهو يردف بصوت رجولي أجش
_ هيفضل حبك لخطيبك حاجز بينا وهيفضل خداعك ليا نقطة سودا في علاقتنا
هتفت بنبرة صوت مرتفعة قليلا وصدق ينبع من صميم فؤادها
_ مبقتش أحبه والله العظيم مبقتش بحبه ليه مش عايز تفهم !! .. أنا مفيش حياتي حد غيرك ومبقتش بفكر غير فيك وعايزاك تديني فرصة اثبتلك ده واثبتلك إني مش بفكر فيه نهائي وإني ندمانة على اللي عملته اديني فرصة استعيد ثقتك فيا من جديد
_ طيب هديكي فرصة ولو معرفتيش تستعيدي الثقة دي هيحصل إيه
_ مفيش لو .. أنا هصلح كل حاجة عملتها صدقني
امسك بكوب الشاي والقي عليها نظرة قوية قبل أن ينصرف ويتركها تتراقص فرحا من داخلها وتفكر ماذا ستفعل لتتمكن من إعادة المياه لمجاريها فارتفعت لشفتيها ابتسامة مختلطة بمزيج من المشاعر الرومانسية حين تذكرت نومها ليلة أمس وهو بين ذراعيها إحساس داهمها لا تجد الكلمات لوصفه سوى أنها شعرت بالسلام والراحة النفسية بجواره !! .
فتحت الباب ببطء ودخلت حتى توقظه فتجده مازال نائما تنهدت بعمق ثم اقتربت من الفراش وجلست على الحافة بجواره تبتسم بحب لا تعرف سبب تغيره معها منذ آخر شجار بينهم والذي كان من أسبوع كامل .. لم يكن تغيرا جذريا ولكنه لم يعد يعاملها باحتقار وتقرف بل أصبح عاديا تماما يتحدث بطبيعية مما جعلها تشك بأمره وتتساءل بفضول وحيرة هل خطتها تسير في الطريق الصحيح أم أنه أشفق عليها أم ماذا كانت تسأل نفسها هذا السؤال منذ ثلاث أيام وتخشى أن تسأله فتسمع منه ردا يدخل اليأس لقلبها أو تسمع ما لا تريد سماعه وينفعل فيشب شجار جديد .. وكانت تفضل عدم معرفتها سبب هذه المعاملة يكفي أنها تسعدها وتعطيها المزيد من الأمل .
انحنت نحوه
_ بتعملي إيه !
ارتدت للخلف فورا في زعر وهتفت بتوتر مع قليل من الخجل
_ ولا حاجة كنت جاية اصحيك عشان منتأخرش على الشغل
اعتدل وفرك عيناه متمتما بابتسامة مزدردة
_ وإنتي كدا بتصحيني ولا بتتحرشي بيا وأنا نايم
أشارت إلي نفسها بسبابتها هادرة بدهشة وترفع
_ أنا !! .. بيك إنت !! ده على أساس إن إنت ملاك طاهر نازل من السما عشان اتحرش بيك مثلا
أبعدها عن طريقه وهو يقول بضحكة خفيفة
_ طيب ابعدي
نزل
من الفراش وتوجه للحمام لكي يأخذ حماما صباحي قبل الذهاب للعمل أما هي فقد همست لنفسها في فضول قاټل
_ لا ما أنا هتحصلي حاجة لو مفهمتش هو بيتعامل معايا كدا ليه !
خرجت وبدأت في وضع طعام الإفطار في الصحون ومن