الجزء الثاني من رواية للكاتبة ندا محمود
كرم يحاول تحرير نفسه من هذه الحبال بأي شكل ممكن ويحرك ذراعيه بقوة على أمل أن يخرجهم من قيدهم أما الآخر فقد مد يده وجذب حجابها عن شعرها معلنا عن بداية العرض لتطلق هي صړخة مرتفعة وهي تحاول إبعاد يده لم ترى كرم الذي خرج بركانه وأصبح وجهه أشبه بشبح مرعب يظهر في عتمة الليالي وأخذ يهتز بالمقعد في جنون حتى احس بأنه سينكسر به وهو يسبه بكل ما تؤتي على لسانه من الفاظ وېصرخ به حتى يبتعد عنها ولكنه توقف عن الحركة حين جرحه مسمار في المقعد من الخلف فهدأت نفسه قليلا ولم يضيع وقت حيث بدأ يحك الحبال الملتفة حول يديه في المسمار پعنف .
رآه يمد يده لبلوزتها المزررة ويشق الجزء العلوي بها في نظرات جائعة لجسدها فجن جنونه أكثر وصړخ وجسده يهتز من فرط عصبيته
_ يا أما قطعتلك إيدك ال دي مبقاش أنا كرم العمايري
طالع كرم أخيه بذهول من قدومه وأنه كيف عرف بالذي حدث معهم ولكن لم يهتم كثيرا حيث هز رأسه بإيجاب يوافقه على رأيه دون أن يفصح عما جال في ذهنه الآن .. تحاشى حسن النظر إلى زوجة أخيه بعد أن القى نظرة عليه عندما دخل ورآها في حالتها المزرية هذا فاشاح بنظره عنها فورا .. انتصب كرم في وقفته ونزع سترته عنه ثم لفها حولها وهو يخفيها بجسده ثم جذب حجابها من على الأرض ووضعه على شعرها بعشوائية ولف ذراعيه خلف المقعد ليفك عنها الحبال ثم امسك بكفيها بنظر لرسغها الذي رسم عليه الحبل حدا أحمرا ومؤلم لمجرد النظر له رفع نظرته المعتذرة لها ويثبتها على عيناها الدامعة .. جذبها لصدره بعدما احس بارتعاشة جسدها وقبل شعرها من فوق الحجاب هامسا في نبرة عادت لطبيعتها وليست النبرة المرعبة الذي كان يتحدث بها وهو مقيد بالحبال
سمع همسها الضعيف الذي وصل لأذنيه فقط من فرط انخفاضه وهي تترجاه پبكاء
_ متقتلهوش ابوس ياكرم ماتقتله أنا مش هقدر اخسرك
رتب حسن على كتفه أخيه هاتفا بخشونة
_ وديها البيت ياكرم وأنا هقعد مع ال ومسعد جاي دلوقتي
كان يتساءل في قرارة نفسه عن الذي يحدث وكيف عرف الجميع ولكنه رأى أن الوقت ليس مناسبا وفعل كما قال أخيه فساعدها على الوقوف وسار معها وهو يضمها لصدره تاركا أخيه معه وهو ليس لديه أدنى شك أن حسن لا يحتاح لتوصية في مثل هذه الأمور وهو أساسا يتحرق شوقا لكي يذيقه أصناف العڈاب
كانت تتحرك ببطء وغير متوازية كشخص لا يقوى على الوقوف احس هو بذلك من خلال طريقة سيرها ليحدجها مبتسما يبث لنفسها الآمان مجددا وانحنى بحزعة للأمام حاملا إياها على ذراعيه فتعلقت برقبته ودفنت وجهها بين ثنايا صدره مغمضة عيناها بنفس مطمئنة لا تحمل أي خوف وهو يسير بها في اتجاه السيارة واجلسها في المقعد المجاور له برفق ثم اغلق الباب والټفت من الجهة الأخرى ليستقل في مقعده المخصص للقيادة وينطلق بها إلى منزل أبيه حيثما توجد أمه وشقيقته وجدته ! ....
فتحت شفق باب السيارة وكانت على وشك النزول ولكنه سبقها وامسك بيدها يساعدها على النزول في كامل اللطف وهو يحدجها بابتسامته المألوفة ولأول مرة تقلق حياله واثبت لها أن لديه جانب مظلم حقا من مجرد نظرات وكلمات وكلما تتذكر معالم وجهه المرعبة تسري في نفسها مشاعر متضاربة من بين الاضطراب والدهشة من أنها كانت لا تتوقع أن يكون بكل هذا الۏحشية فكان سيقتله بالفعل مخټنقا لولا أخيه الذي لحق به .. الألفاظ البذيئة التي نطق بها ! عليها أن تعترف أنها من فرط ما رأت من رقته وحنانه وخجله ظنته أنه لا يعرف حتى كيف يسب ! واليوم هي اكتشفت جانبا مختلفا تماما من شخصيته وسيسبب لها الدهشة لفترة طويلة وكلما تتذكره ستنذهل كأنها المرة الأولى إن كان كذلك فقط وهو مكبل فماذا سيفعل به حين يعود لأخيه !! .
_ إنت هترجع لحسن مش كدا
_ أكيد .. دي اللحظة اللي منتظرها من سنة عشان اطفي الڼار اللي جوايا
ضغطت على كفه بقوة وحدجته بأعين كلها شجن وخوف
_ اوعدني زي ما وعدت سيف إنك هتحميني وتحافظ عليا .. اوعدني ياكرم