رواية رائعة بقلم الكاتبة ندا محمود
كله بجوار أبيها حتى تعبت في آخر اليوم فأخذتها جلنار وعادت بها لمنزل الخالة انتصار وأثناء عودتها لعدنان مرت على منزلها جمعت بعض الملابس له ثم خرجت واكملت طريقها للمستشفى
________________________________________
.
منذ أمس تلاحظ سيارة تتبعها بشكل مريب وبكل مرة تقول ربما هي يتهيأ لها لكن هذه المرة تأكدت تماما أن تلك السيارة تلاحقها .
فتوقفت بسيارتها بجانب الرصيف في الشارع لتتأكد هل ستقف تلك السيارة خلفها أم لا لكنها رأتها تعبر بجوراها وتكمل طريقها فتنفست الصعداء قليلا براحة وعادت تشغل محرك السيارة من جديد وتنطلق بها .
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
وصلت أمام غرفته أخيرا بالمستشفى اخذت نفسا عميقا قبل أن تفتح الباب وتدخل فالټفت هو برأسه في اتجاه الباب وهتف باستغراب
_ جلنار !! .. إيه اللي جابك تاني
أغلقت الباب خلفها واقتربت منه وهي تلقي بالحقيبة الصغيرة جدا فوق المقعد والتي تحتوي على ملابس له ثم تقول بعفوية
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ابتسم وقال موضحا لها ببساطة
_ دي مستشفى ياروحي ومليانة دكاترة وممرضات يعني مش لوحدي ولو عوزت حاجة الممرضات موجودين
اشتعلت نظرتها وهي تقول بشراسة
_ really حقا
طيب nurses الممرضات موجودين عشان يتابعوا حالة المړيض مش يلبوا احتياجات المړيض يا أستاذ يامحترم
ضحك وقال بمشاكسة غامزا
_ هي إيه الاحتياجات دي بظبط بقى !
تأففت بصوت عالي وقالت بنفاذ صبر متجاهلة جملته الوقحة
_ أنا قولت لآدم يروح البيت ويرتاح شوية .. تعب جدا ليه يومين مش بينام وقاعد في المستشفى معاك هنا
جلنار بوداعة واشفاق
_ جزاته يعني إنه مش عايز يسيبك وحدك .. حقيقي يمكن اكتر واحد كان
خاېف وقلقان عليك هو آدم عشان تعرف قيمة اخوك بس
تنهد وهدر بخفوت ونبرة صادقة تنبع من القلب
_ إنتي عارفة إن أنا بعتبر آدم ابني مش اخويا .. أنا اللي مربيه
هزت رأسها بإيجاب وهي تجيب بنظرات متأثرة تنبع بالحب
_ عارفة ربنا يخليكم لبعض
اعتدل في جلسته قليلا وغير مجرى الحديث في لحظة متمتما بلؤم مقصود
_ قولتيلي إنتي هنا ليه بقى
استقرت في عيناها نظرة ڼارية رمقته بها جعلته يضحك ويهتف متداركا الأمر بخبث أشد
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
_ لا ماهو المړيض الحمدلله ايده ورجله سليمة يعني مش محتاج مساعدة
_ ويهون عليكي المړيض !
حركت رأسها بحركة سريعة ومدروسة حتى ترجع خصلات شعرها خلف ظهرها ثم قالت بنظرة ثاقبة كنظرته بالضبط وببرود لكن نبرتها كانت كلها أنوثة ونعومة
_ أه يهون
ثم دفعت يده عنها واستقامت واقفة تقول بحزم
_ متلمسنيش تاني
أجابها بابتسامة تخفي ورائها نيران ڠصب بدأت تشتعل
_ امممم رجعت ريما لعادتها القديمة
مالت بجسدها عليه وهمست أمام وجهه في صوت أنوثي امتزج بين الشراسة والنعومة
اطال النظر في عيناها بتمعن .. لم تعد زهرته الناعمة والرقيقة حقا التي تقف أمامه الآن هي كزهرة الصبار القوية والصلبة التي تنمو في اشد وأقسى الظروف ومن يحاول الاقتراب منها تؤذيه بأشواكها الحادة .
راقه كثيرا التحول الجذري في رمانته الحمراء وعلى عكس المتوقع ابتسم وقال بنظرات ذات معنى مثبتا عيناه على خاصتها
_ ومين قالك إني عايز جلنار القديمة !
لحظة واثنين وثلاثة وهي مستمرة بالتحديق به حتى استقامت واقفة فورا وهتفت وهي تشير باتجاه الحمام الداخلي للغرفة
_ انا رايحة الحمام
لم تنتظر أي رد منه بل استدارت ودفعت بنفسها إلى الحمام مسرعة بينما هو فمسح على وجهه نزولا لذقنه وهو يتنهد باسما بعدم حيلة ! .
كان آدم في فراشه وعلى وشك الاستسلام لسلطان نومه لولا رنين هاتفه الصاخب الذي ارتفع ودوى صوته الغرفة بأكمله .. فأصدر تأففا حارا بخنق ثم مد يده والتقطه يجيب على المتصل دون أن يتحرى أولا من هويته
_ الو
أتاه الصوت الرجولي على الطرف الآخر وهو يقول بجدية
_ لقينا سواق العربية يا آدم بيه
......... .........
_ الفصل الثامن عشر _
نظرات طويلة استقرت في عيني عدنان وهو يتطلع إليها تجلس أمامه على أريكة صغيرة ومعلقة نظرها على النافذة تتأمل السماء من خلالها .. شعرها يتطاير بخفة فوق كتفيها وظهرها بفعل نسمات الهواء الباردة وتستند بمرفقها فوق ذراع الأريكة وتضع كفها أسفل وجنتها استمر لدقائق طويلة يتأملها بينما هي تتأمل السماء ! .
حتى أصدر تنهيدة حارة وتمتم بخفوت
_ اقفلي الشباك ياجلنار هتبردي
ردت عليه دون أن تحيد بعيناها إليه
_ مش بردانة
ثم زفرت والتفتت برأسها له تسأله باهتمام
_ إنت بردت
حرك حاجبه وشفتيه بمعنى لا وهو يبتسم فتنهدت وعادت تنظر للسماء من جديد مرت لحظات طويلة حتى سألت بنبرة خاڤتة تحمل بعض التردد
_ فريدة كانت