رواية رائعة بقلم الكاتبة ندا محمود
والمفروض إني اقولك عشان تاجي وتاخدها مني زي ما اتفقت مع بابا
سمعت صيحته العالية التي خرجت من سماعة الهاتف
_ مش إنتي رغبتك كانت الطلاق وصمتتي عليه .. كنتي متوقعة إني هسيبلك بنتي
انفعلت هي الأخرى لتصرخ به في عصبية
_ دي مش بنتك وحدك .. دي بنتي أنا كمان وأنا أمها ومن حقي تعيش بنتي معايا خصوصا وهي في السن ده
_ جيبي الزفت التلفون ده على وشك مش بكلم نفسي أنا
عدلت الهاتف ووجهت الكاميرا على وجهها لتصيح به في وجه أحمر من فرط الغيظ
_ متزعقليش فاهم ولا لا
تمعن للحظات في صورة وجهها الظاهرة أمامه في الهاتف وشعرها الناعم الذي ينسدل على كتفيها بانسيابية ووجهها الأبيض البريء والجميل وبعد أن امتصت رؤيته لها غضبه عاد يظهر على ملامحه من جديد وهو يهتف بنظرة ڼارية بعد أن وقعت عيناه على شفتيها المزينة بأحمر شفاه من اللون البنفسجي
قالت بقرف وهي تقصد إشعال نيرانه أكثر
_ عشان بخونك
خرجت صيحة عڼيفة منه كانت كافية لتوضح أنها نجحت بكلمتين فقط أن تثير جنونه
_ جلنار
صاحت هي الأخرى باندفاع
_
في إيه !! .. مش لما تسأل أنت الأول أسئلة منطقية هبقى ارد عليك كويس
_ آخر مرة هسألك .. إنتي فين
جلنار بعناد وبنظرة متشفية
_ مش هقولك ياعدنان وخليك كدا عشان تجرب الاحساس اللي كنت هتخليني احسه لما تاخد بنتي مني ولما تعرف أن الله حق وإنك أناني ومش بتفكر غير في نفسك سعتها هبقى اقولك احنا فين
_ احسن أنت تستاهل أصلا تقعد محروم من بنتك كدا لفترة عشان تبطل نرجسيتك دي خليك على ڼار لغاية ما تتربي شوية .. مبقاش أنا جلنار الرازي أما ربيتك ياعدنان
_ ماشي ياجلنار وحياة أمي لأوريكي النجوم في عز الضهر بس الاقيكي
في مساء ذلك اليوم....
تتابع الطريق بصمت من نافذة السيارة .. وكل آن وآن تلقى نظرة خاطفة على الجالس بجوارها في مقعد القيادة لا تصدق أنها قضت اليوم كاملا معه تساعده في كل شيء ويتبادلون أطراف الحديث بتلقائية لم تكن تصدق أنها ستتحلى بها أمامه .. رغم أنها كانت ساعات مرهقة للأعصاب إلا أنها سعدت جدا بها وبقربها الجديد منه .. وكعادته كان لطيفا ومرحا يشعر بارتباكها منه فيحاول امتصاصه بشكل غير مباشر حتى تمكن بالأخير من فك قيود حيائها ! .
_ زينة تلفونك بيرن !!
انتبهت لاهتزاز هاتفها في يدها وصوته الصاخب فأجابت فورا على والدتها
_ أيوة ياماما
_ إنتي فين يازينة .. ليه اتأخرتي كدا !
نظرت لآدم بابتسامة صافية ثم أجابت على أمها بصوت خاڤت
_ كنت مع آدم يا ماما في المعرض وجاية في الطريق أهو معاه
_ طيب ياحبيبتي وسلميلي عليه أوي الندل ده
وصل صوتها في الهاتف إلى أذنه فقهقه عاليا وقال بصوت عالي حتى يصل لها
_ ربنا يخليكي ياخالتو ياحبيبتي .. جهزي عشا حلو بقى من إيدك الحلوة عشان الندل هيتعشى معاكم النهردا
انزلت زينة الهاتف وفتحت مكبر الصوت ليسمع صوت خالته وهي تقول بفرحة
_ ده بجد ياولا .. تتحسد يا آدم من عنيا هجهزلك احلى عشا وخلي أسمهان تولع فيا وفيك بقى
_ لا متقلقيش عدنان وفريدة هيتعشوا معاها النهردا مش هتتعشى وحدها
_ طيب الحمدلله .. يلا توصلوا بالسلامة
أعادت زينة الهاتف إلى أذنها وودعت والدتها ثم اغلقته وبذهنها صراعات عڼيفة ستقضي المزيد من الوقت معه وهذا يعني المزيد من الاضطراب .. جذبها بصوته للمرة الثانية ولكن بنبرة متعجبة
_ إنتي لحقتي تسرحي تاني يابنتي !
ابتسمت وهتفت بتلعثم
_ م.. معلش أصل بفكر في كام حاجة فعشان كدا سرحت .. صحيح قولي مفيش أخبار عن جلنار وهنا يا آدم
تنفس الصعداء وهتف بعبوس
_ للأسف مفيش .. محدش عارف يوصلهم وعدنان من كتر الهم والزعل بقى شخص تاني تماما
زمت شفتيها وقالت بإشفاق
_ طبيعي هو متعلق بهنا أوي وجلنار غلطانة جدا في اللي عملته
آدم بخنق
_ أنا رغم ضيقي منها وڠضبي على اللي عملته إلا إني برضوا مديها العذر وشايف إن عدنان يستاهل يجرب بعده عن بنته بيتعب إزاي بعد ما كان عايز ياخد بنتها منها
________________________________________
أصدرت زينة زفيرا حارا وقالت بنبرة رقيقة وكلها ثقة
_ هترجع أنا واثقة هي شكلها بس محتاجة تاخد شوية وقت عشان تعرف هتتصرف إزاي بعدين مع أخوك
خرجت تنهيدة قوية من آدم وهو يجيب بتمنى
_ يارب يازينة .. البنت المفعوصة الصغيرة وحشتني أوي والله
طالعته بابتسامة واسعة في حب غير منتهبة لنظرتها وسرعان