رواية رائعة بقلم الكاتبة سارة منصور
انت في الصفحة 1 من 55 صفحات
الفصل الاول
توقفت الحياة فى عيناه عندما سمع كلام الطبيب وهو يمسك بطفله الصغير مستقبلا اياه بين يديه وعيناه مليئه بدموع الفرحة التى لم تستمر طويلا
_ يعنى ايه أنا مش فاهم يادكتور معلشي أنا عقلى على قدى
_ إيه يعنى بنت !!!
_ للاسف مش هنقدر نحدد ابنك ايه بالظبط
_ ولد أنا جبت ولد
وما إن وصل الى البيت مع زوجته وقد تحول كل شئ فى عيناه الى ظلام قاتم يصب فى فيه بالمرارة
جلس على اريكته ومازال الطفل بين يديه وأذناه لا تسمع صړاخ زوجته الحزين بل تسمع وتتخيل معايرة الناس له
_ أسمعى إللى سمعناه من الدكتور ميطلعش بره ولا أخواتى ولا حتى أهلك أنت فاهمه
أحنا جبنا إسلام اسلام اكرم ذكر ذكر فهمتى فهمتى ولا لاء
_ ماشي حاضر قالتها الزوجه بحزن مؤلم وعيناها تائهه لا ترى من دموعها المالحة سوي الچروح الدامية
مرت ثلاث سنوات على عيناها وجسدها بالثقل الشديد كلما تنظر الى طفلها وعيناه الزرقاء التي ورثها من جدتها تشعر بالالم يدوي بداخلها كالصدي
تحدثه بانه هو لكن دائما كانت تراه هى
اقنعت نفسها الاف المرات أنه ولد لكن لما قلبها وعيناها تكذبها
بل لما تراه فتاة صغيرة
شردت بذاكرتها للوراء
عندما كانت طفلة تحدث الجميع أنها ترغب عندما تتزوج بطفلة صغيرة تسميها زهرة الياسمين لشده حبها لزهور
_ أكرم أنت لسه صاحي
_ همممم
_ أكرم لو مثلا
مثلا
_ أييه خلصي
_ لو مثلا
إسلام كبر ووقت العملية قالوا أنه مش هينفع
الټفت اليها وعيناه مليئه بكيد سنوات يكتمه حتى أصبح مخزونا على وشك الخروج عليها كالطوفان
إسلام راجل
كان يلفظ بها وعيناه مشتته بغل السنيين يريد تصديق ماينطق به فكيف تحدثه على أكثر شئ يقلقه
فقدت السيدة وعيهاو وقام بافاقتها ويبكى بكسرة لم يعرف طعمها ابدا الا عندما رأى هذا الطفل
وبعد ان عاد اليه ادراكه
وندم على فعلته
أحتضنها وهو يبكى بحرقه على حياته التى انقلبت رأسا على عقب حتى أنه تمنى لولم يأتى اليه طفلا
الخۏف من المستقبل ينهش بانيابه فى جسده دون رحمه
لم يرد أى شئ فى حياته سوي طفلا رجلا يحمل اسمه
دائما ماينظر الى أخوته الخمسة كل رجل منهم يمتلك اربع رجال إذا لما هو من يحدث معه هذه المتاعب ومع طفله الوحيد الذي أتى بعد عڈاب طويل ومن المرور على كافه الاطباء
فى نهاية الامر استعاذ بالله وقد أستعان به وصبر بكلمة أنه خير وأن القادم أفضل
_ أيه ياست ام اسلام مبتجبيش اسلام وتيجي تعدى معانا ليه حتى يلعب مع الولاد عشان يعرفوا ابن عمهم برضه قالتها سيده فى منتصف العقد الرابع
فردت عليها ام اسلام بتوتر
_ قريب إن شاء الله ياست نجوة
فقال اكرم مقاطعا
_ أشعال يانجوة أشغال
ردت نجوة وهى تلوى شفتها
_ ماشي ياحج أكرم ربنا يعنكم على اشغالكم
وبعد أن صعد الاثنان على السلم ودخلوا الى شقتهم فى الطابق الثالث
قال
_ خليك دايما فى حالك دى ست شرانية وبتدو على اللى مستخبي عند الناس
_ عارفه يابو اسلام انت هتقولى
بقولك هو أخوك ناجى مكلمكش
_ لسه برضه أنت مستعجله على دخول الواد المدرسة ليه
زفرت بقوة وقامت بحمل أسلام من على كتفه الى أحضانها ووضعته فى الفراش داخل غرفته
وأقبلت تمسح على شعره الاملس بنعومه فتمتمت وهى تبتسم وتنظر الى ولدها
_ شعرك طول ياسلام ياحبيبي عاوز يتقص
شعر اسلام بهمسات والدته فانفتحت عينه قليلا
وقام بعناقها
شعرت الام بحنان من لمسه طفلها لم تشعر بها من اى أحدا من قبل فتساقطت قطرات الدموع على رموش ولدها تفصح عن الالم الذي استوطن قلبها
فعدل الصغير من جلسته وقال باهتمام
_ ماما حبيبتي أنت بټعيطي
قامت الام بسرعه بمسح دموعها ومالت رأسها بنفى فقالت مغيره
للحديث
_ اسلام ياحته من قلبي تعرف أنك هتدخل المدرسة قريب عوزاك بقي تبقي شاطر وترفع راسنا وتنسي بقي ايام
الحضانه وانك ټعيط عشان انا مش جنبك أنت كبرت وبقيت راج
فى تلك اللحظه شعرت أن تلك الكلمه غريبه عن تلك العينان التى تنظر اليهما فتلك العينان تنسب اليهما الزهور فقط
_ أنا عارف بابا قالى
متقلقيش ياماما أنا معتش هعيط تانى وهسمع كلامك بس متعيطيش تانى
مالت الام رأسها بايجاب وعيناها لم تتخلى عن الدموع فقد اصبحت صديقه دائمه تزورها بين الحين والاخر
كانت يدها