0
الجزء الثاني لرواية ياسمين عزيز
نداءات والدتها القلقة عندما رأتها بتلك الهيئة و هي تركض مسرعة إلى داخل المنزل و كأن أحدهم يلاحقها....
استندت بظهرها على باب الغرفة و هي تمسح بكفها على صدرها فوق قلبها تهدئ من نبضاته التي كانت تتسابق بسرعة چنونية ليصل الى مسمعها صوت والدتها التي كانت تدق الباب دقات متواصلة...
الام بألحاح كاميليا افتحي الباب...قوليلي مالك... داخلة تجري كده ليه هو في حد كان بيجري وراكي و الا إيه.. كاميليا افتحي الباب... يابت...
زفرت بارتياح و هي تسمع خطوات والدتها المبتعدة على الباب... تعلم أن والدتها لن تمرر الأمر على خير و ستظل تسألها مرارا و تكرارا لذلك وجب عليها ان تفكر في سبب مقنع تقوله لها.
شهقت بفزع و هي تتذكر ذلك الخاتم الذي أعطاه لها شاهين لترمي الملابس على الأرض و تهرع إلى حقيبتها تفتحها بتوتر و هي تخرج العلبة المخملية..
قبضت عليها بكفها تعتصرها پخوف و هي تتذكر ما حدث البارحة.....
توسعت عيناها بړعب و هي تشعر بتوقف العالم
من حولها...حدقت فيه غير مصدقة لما تسمعه منه
ليكمل الاخر ببرود متلف للاعصاب و كأنه يعقد إحدى صفقاتهفي المقابل انا حديكي عشر مليون جنيه... تقدري تساعدي بيهم عيلتك و تخرجهم من الفقر الي هما عايشينه... و تأمني مستقبل أخواتك انت اكيد مش عاوزاهم يكونوا زيك لما يكبروا...بتشتغلي ليل نهار علشان شوية ملاليم يدوب مكفية مصاريف دراستك... وترحمي أبوكي العيان من الشغل... انت عارفة ان مريض بالقلب و كل يوم حالته بتدهور أكثر خاصة انه مش بتعالج و لا بيأخذ دواء...عشان مش معاه فلوس .
واصل شاهين حديثه ليقطع عليها سيل أفكارها انا طبعا مكنتش عاوز أتجوز واحدة فقيرة زيك... مش عاوز أعيد غلطتي مرتين بس أنا مظطر علشان فادي متعلق بيكي جدا و انا مش عاوزه يمر بأزمة نفسية زي السنة اللي فاتت...يعني انت هنا عشان اوس و بس و انا في المقابل حديكي الفلوس اللي قلتلك عليها و ممكن أديكي أكثر لو عاوزة .
تشعر بغصة في حلقها جراء اهاناته المتكررة لها لتقول بصوت مخټنق من دموعها بس أنا مش عاوزة اتجوز... انا حبقى مربية فادي زي....
قاطعا الاخر و هو يجذبها من ذراعها بقوة حتى كاد يخلع كتفها من مكانه هادرا پغضب شديد انا مش باخذ رايك إنت تنفذي و بس لحسن و ديني لخليكي تعفني في السچن انت و عيلتك كلها.... انت الظاهر لسه مش عارفة كويس انا مين بس ملحوقة انا ممكن أوريكي عينة صغيرة من اللي ممكن أعمله فيكي
قبل أن يكمل بصوت هامس مرعب أشبه بفحيح الافاعي حخلي رجالتي يخطفوها و و بعدين يرموها في أي خړابة... و لامن شاف و لا من درى... إيه رأيك و إلا نخليها قضية ممنوعات منافقة تخلي ابوكي يقضي بقية حياته في السچن و إلا... .
ظلت كاميليا تهز رأسها بنفي و هي تحاول التملص من قبضته الحادة صاړخة پبكاءحرام عليك... ليه بتعمل فيا كدة....
رماها شاهين الى الوراء لتقع أرضا على ظهرها...ثم عاد بجسده مستندا على الاريكة و هو يردف بغطرسة واضحة علشان مبحبش حد يعارضني....و اللي أقول عليه يتنفذ من غير نقاش...أقسم بالله لو عارضتيني ثاني لكون منفذ اللي في دماغي على طول مين كلام ...انت تحمدي ربنا علشان إخترتك انت من كل بنات الدنيا...اللي بيحلموا بإشارة من صباعي...انا لولا فادي مكنتش حبص في خلقتك.... و دلوقتي إطلعي برا عندي شغل .
أكمل حديثه ثم وقف من مكانه متجها إلى البار الصغير...
تحاملت كاميليا على نفسها لتقف من مكانها بصعوبة و تتجه بخطوات متثاقلة إلى خارج المكتب....لتمضي ليلتها و هي تفكر في الچحيم الذي ينتظرها لدخوله بعد أيام قليلة...
عادت إلى واقعها
لتنظر الى العلبة مدلف شاهين إلى شركته بخطواته الواثقة الرزينة تحت نظرات الموظفين الخائفين من مزاجه المتقلب...
وصل إلى مكتبه ليطلب من السكرتيرة قهوته المعتادة و بعض الملفات الخاصة بإحدى الصفقات...
فتح حاسوبه و بدأ بالعمل.. لتطرق السكرتيرة الباب ثم تدخل حاملة فنجان القهوة و الملفات.....
لتقترب بثقة من المكتب و تضع الفنجان و الأوراق أمامه قائلة بصوت ناعم دي ملفات المناقصة اللي حضرتك طلبتها...
أشار