السبت 23 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة أنجل

انت في الصفحة 4 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز


مش بعيد يفركش الجوازه 
قال عوض بعصبيه مش راجل ده ايه!!!
ثم أكمل و هو يرقص حاجبيه بكره اما يتقفل علينا باب واحد هتشوفي أنا راجل و سيد الرجاله كمان 
نهضت جنه من مقعدها و قالت طب يا ريت تكلمه دلوقتي قبل ما يخرج أنا هاروح أبلغه إنك عايزه فموضوع مهم 
قبل أن تغادر الغرفه أمسك بمرفقها و أدارها لتواجهه و قال طب ينفع تروحي كده من غير ما تودعيني 

قالت جنه بس إنت لسه هتقعد و تتكلم مع خالو !
قال عوض ايوه بس مش هتكوني موجوده معانا 
قالت جنه غاضبه خليني الحق خالو قبل ما يخرج 
قال عوض الله الله إنتي هترجعي تقلبي تاني و لا إيه 
قالت جنه مبتسمه معلش أصلي مستعجله أعرف معاد فرحنا الجديد 
و غادرت مسرعه قبل أن يتمكن من الامساك بها مره أخرى 
على شرفة فيلا الراحل عمر الحداد جلست أرملته د نوال الحداد امراه في نهاية العقد الرابع من عمرها و الحاصله على الدكتوراه في علم الاجتماع جلست منتظره وصول ابنتها نسرين البالغه من العمر خمس و عشرون عاما و التي احتارت في أمر رفضها لكل من يتقدم إليها صحيح أن ابنتها تتمتع بجمال هادىء و رقيق بشعرها الاسود الطويل و بشرتها الخمريه الصافيه و عيناها السوداون الكبيرتان و لكنها أتمت ال 25 بدون زواج و إن استمرت على رفضها الدائم للعرسان ستستيقظ يوما لتجد أنها كبرت و أضاعت منها العديد من الفرص الجيده  
تنهدت نوال و ابتسمت عندما رأت أن ابنتها قادمه 
قالت نسرين مبتسمه الجميل كان سرحان فايه يا ترى
قالت نوال برقه اتأخرتي كده ليه يا لمضه 
أجابت نسرين بدهشه لمضه ياماما احم احم بنتك بقى عندها خمسه و عشرين سنه و المسئولة الاولى عن الاعمال الخيريه لشركة الحداد و تقوليلي لمضه 
قالت نوال بفتور اه خمسه و عشرين سنه و لسه قاعده فقرابيزي إنتي يا بنت إنتي مش نفسك في بيت و نونو كده تهشتكيه و تدلعيه بدل ما إنتي قاعده تدلعي فيا ده حتى أنا خلاص كبرت عالكلام ده 
قالت نسرين بغيظ يااااه تاني ياماما ثم أكملت بهدوء يا ماما أنا لما اتجوز لازم أكون مقتنعه قلبا و قالبا بالراجل اللي هارتبط بيه اتجوز عشان اعيش جنب الراجل ده لبقية عمري مش عشان اجيب نونو و لحد دلوقتي ملقتش فارس أحلامي يا ست الكل 
قالت نوال و ماله ابن طنط ثريا فارس و زي الفل أخلاق و مال و جمال 
قاطعتها نسرين قائلة و يتحط ع الچرح يبرد و كفايه مامته بتحبك و شارياكي 
قالت نوال بنفاذ صبر قوليلي عيب واحد فيه 
قالت نسرين بجديه بعيدا إن مفيش بينه و بينه أي chemistry 
رائد
ده شخص passive جدا مش بحس أنه عنده طموح بيشتغل عشان يعمل فلوس و بس مش عشان
يثبت نفسه 
قالت نوال طب أنا مكنتش ناويه أقلك بس عشان البوقين اللي قلتيهم دول عنه هو اتفق معايا أنه هيعملك مفاجأه في عيد ميلادك 
قالت نسرين بانفعال مفاجأة ايه بس يا ماما و ازاي تتفقي معاه كده هيفهم إنه في أمل اوافق عليه 
نهضت نوال من مقعدها و قالت أنا هاروح أشوف جدك لو قعدت معاكي أكتر من كده هاتنقط 
قالت نسرين طب أنا جايه معاكي اطمن عليه 
دخلت الأم و ابنتها الى الفيلا و اتجهتا إلى غرفة رفعت طه لواء جيش متقاعد
من فتره طويله فهو من أبطال حرب 73 قطعت يده اليسرى نتيجة لاصابته في الحړب و رفض الارتباط و الزواج خشية من أن يصبح عالة على الانسانه التي سيتزوجها و لكن كان للقدر كلمه أخرى حين قابل فتاة أحلامه و نصفه الثاني ليتزوجها و ينجب منها ابنته الوحيده نوال و ها هو يمضي الباقي من عمره برفقتها هي و حفيديه إياد و نسرين 
قالت نوال بعد أن طرقت باب غرفته مساء الخير يا والدي ازاي صحتك دلوقتي 
قال رفعت طه الحمد لله يا بنتي اهو كنت لسه قايم اخد الدوا 
قالت نسرين خليك يا جدو أنا هجبهولك 
قال رفعت طه تسلميلي يا حبيبتي 
دخلت الخادمه لتخبر نوال بأن مديرة دار الايتام التي ترعاها تريدها على الهاتف 
قالت نوال طب عن اذنك يا بابا هاخلص المكالمه و نتعشى كلنا سوا 
أومأ رفعت طه برأسه و غادرت ابنته الغرفه ليقول لحفيدته القمر مكشر ليه 
أجابت نسرين بفتور أبدا يا جدو بس أنا و ماما اتناقرنا بخصوص الموضوع الأزلي الجواز 
ضحك رفعت طه و قال و هتفضل تناقر فيكي لحد ما تستسلمي بنتي و مربيها عارفه لما أبوكي اتقدملها كان عندها 16 سنه طبعا أنا و جدتك رفضنا لكن هي صممت كان عقلها أكبر من سنها بكتير و عشان هي وحدانيه مكناش بنرفضلها طلب إلا حكاية الجواز دي لكن فالنهايه أقنعتنا و كمان أبوكي كان راجل و مفيش حاجه تعيبه و اتجوزت و كملت دراستها زي ما وعدتنا و اهو طلع رأيها فالنهايه هو الأصح 
قالت نسرين بضيق يعني يا جدو أطاوعها و اتجوز حد مش مقتنعه بيه عشان هي شايفاه مناسب 
قال رفعت طه نافيا لا مش كده يا حبيبتي لكن مفيهاش حاجه لو وافقتي تديه فرصه و تتكلمي معاه يمكن تغيري رأيك 
قالت نسرين بس يا جدو أنا عارفاه كويس 
قال رفعت طه برده مفيهاش حاجه لو نفذتي طلبها و قابلتيه مره تانيه بقولك بنتي و مربيها مش بتحكم قلبها على طول عقلها هو اللي بيشتغل حتى لما أبوكي اتقدملها و قعدت معاها عشان أفهم ايه سبب اصرارها العجيب أنها تتجوز فالسن الصغير ده كنت فاكرها هتقولي بحبه يابابا بحبه و حب المراهقه و الكلام ده لكن دي قعدت تقولي الاسباب سبب ورا سبب قالتلي اولا محترم و متدين ثانيا من عيله محترمه و مثقفه و ليها وزنها فالبلد ثالثاالحاله الماديه فوق الممتازه و مظنش لما اكبر هيتقدملي حد بنفس المواصفات دي فليه ارفض و بعدين اندم و عشان ايه لسه صغيره انا حاسه اني عقلي مناسب جدا لعقله 
و هكذا فضلت تقنعني بالمنطق و مفيش أي كلام عن المشاعر 
قالت نسرين مازحه اه يا جدو أكيد انت وتيته كنتو مقضينها تحبوا فبعض لغاية اما ماما اتعقدت من الحب و المشاعر ما هي أكيد كانت لازم تعمل توازن فالبيت اللي كله حب فحب ده لازم حبة نكد 
ضحك رفعت طه على دعابة حفيدته و قال انتي عارفه أنا كنت زي مامتك بالظبط على طول بحسبها بالعقل لغاية أما قابلت جدتك أصل شغل الجيش بيخلينا نجمد قلبنا و منسمحش لمشاعرنا تتحكم فينا و دايما بيعلمونا أننا نحط مصلحة الجماعه قبل مصلحة الفرد حتى لو الفرد ده هو انت شخصيا 
سكت لبرهه ثم أضاف أنا لما اتصبت فالحړب زمايلي اصروا انهم يحملوني معاهم مع اننا كنا افترقنا عن باقي مجموعتنا و بما إني كنت القائد أمرتهم يكملوا طريقهم من غيري و انا هاستنى لغاية اما يوصلوا و يستدعوا النجده لكن هما كانوا عارفين أنه مستحيل النجده هتقدر تدخل المكان اللي كنا فيه لانه ده معناه ببساطه هلاكهم لكن فضلوا مصرين على رأيهم و مقبلوش يكملوا من غيري فاضطريت أوافق أنهم يتنابوا مع بعض و يساعدوني لاني كنت فقدت ډم كتير و مش قادر اكمل و امشي معاهم اما ازاي كملوا الطريق و ازاي قدروا ياخدوني معاهم مفتكرتش ازاي الا بعد وقت كبير كل اللي كنت فاكره اني شبه دخلت فغيبوبه 
كنت سامعهم و هما بيتكلملوا بس حاسس إن روحي خلاص هتفارق جسدي و فعلا كنت بجسدي معاهم لكن روحي و كل حواسي في مكان تاني 
شايفه وواقف فيه لكن مش قادر المسه كان بيت كبير و قدامه جنينه
فالاول كنت فاكر اني استشهدت
و إن دي الجنه مكنتش مصدق نفسي لاني لسه كنت سامع اللي حواليا بيكبروا الله اكبر الله اكبر النجده اهي النجده اهي يلا الحقوه بسرعه ده ڼزف كتير
بس انا خلاص قلبي اتعلق بالبيت و المكان ده مكنتش عايزهم يسعفوني انا عايز افضل هناك لاني كنت فاكر اني دي الجنه لغاية أما شفتها شفت جدتك طبعا انا وقتها مكنتش أعرفها 
تنهد رفعت طه و أكمل لما شفتها حسيت إن قلبي هيخرج من مكانه كنت عايز اصړخ فيهم و اقلهم كفايه أنا في الجنه متتعبوش نفسكو بس حصلت حاجه غريبه خلتني اشك ان دي الجنه 
قالت نسرين تستحثه على المتابعه كمل يا جدو 
أكمل رفعت طه لقيت جدتك الدموع ماليه عينيها طب إزاي دي الجنه و فيها حد حزين الجنه مفيهاش حزن لكن ايه اللي مخليني عايز اسيب الدنيا و جسدي رافض أنهم يسعفوني و عايز اروح المكان ده 
ساعتها سبتني من قلبي و شغلت عقلي لقيت عنده إجابه منطقيه جدا ان ربنا كتبلي عمر جديد و ان البيت و البنت اللي شفتهم مش لازم اموت عشان اعيش معاهم لا العكس لازم اعيش عشان دول هيبقوا جنتي على الارض 
قالت نسرين و الدموع تملأ عينيها كمل يا جدو أرجوك كمل 
أكمل رفعت طه حديث الذكريات فقال طبعا بعد ما فقت زي ما إنتي شايفه و أشار إلى يده المبتوره 
ثم قال اضطروا يعملو بتر لإيدي والحمد لله كنت راضي بقضاء ربنا و فات بعدها يجي ست شهور طبعا بسبب حالتي الصحيه اترقيت لمنصب إداري و بالنسبالي مكنتش ترقيه و لا حاجه أنا روحي كانت في الميدان كانت حياتي كلها للجيش سني عدي ال 35 سنه و لسه متجوزتش مكنتش عايز ي حاجه تشغلني عنه و العمر جري بيا و لما حصلت الاصابه لغيت فكره الجواز تماما من حياتي مش عايز اظلم واحده معايا و رجعت اشغل نفسي بشغلي و حاولت استغل منصبي الجديد و كنا عايزين نكرم أسر الشهداء وكنت بروح لبيوت الشهداء بنفسي  لفيت مصر كلها لغاية أما ربنا أراد و قابلتها  
قابلت جدتك كان أخوها من ضمن اللي استشهدوا في الحړب أول ما دخلت بيتهم حسين إني كنت فالبيت ده قبل كده و شفت البنت دي قبل كده و كانت بټعيط زي دلوقتي و في ثوان رجعتلي الذاكره و افتكرت كل حاجه حصلتلي و ازاي شفت البيت ده و البنت و هما بيسعفوني 
قالت نسرين بأسى بس استنيت خمس سنين خمس سنين يا جدو عشان تتجوزها !!!!
استدركت نسرين نفسها وقالت اسفه يا جدو كمل أنا مهما حكتلي الحكايه
دي مش بمل منها بس بوصل للحته دي و بفصل خمس سنين يا جدو خمس سنين!!!
ضحك رفعت طه و قال أعمل ايه
 

انت في الصفحة 4 من 43 صفحات